عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 11:50
المحور:
حقوق الانسان
الأمريكية جيبون المقيمة (هناك) مع زوجها هربرت جيبون تصف المشهد العام عن مذابح طرسوس أبريل 1909 في خطاباتها
في خطاب الجمعة 16 أبريل 1909
.....................................................................
يبدو أنه كان في ذروة الأحداث في طرسوس. ففي الصباح الباكر ثمة أرمن قتلوا في محطة طرسوس، ولاذ ناظر المحطة وموظفوها بالفرار. وفي تلك اللحظات، دوت صافرات القطار القادم من أضنة حاملا علي متنه"عصابة الباشبوزق"( المرتزقة) المدججين بالسلاح"
رأيت القطار ( تقصد القطار القادم من أضنة) وهو يفرغ هؤلاء الركاب الأفظاظ. وكانوا يرتدون سراويل بيضاء منتفخة قذرة ، وربطوا علي أرجلهم وأكواعهم وركباتهم قطعا من السجاد برباط من الخيوط المضفرة، وكانوا بمثابة الدمي القبيحة. رأيت جمعهم المنحط متمركزا عند مدخل الكوناك ( المقر الحكومي) حيث منحتهم السلطات علي عجل السلاح والذخيرة. وبدا الأمر كأنه سيتحول إلي جحيم مستعر. وقد انضم أتراك المدينة إلي تلك العصابات القذرة. وعلي طول الطريق المؤدي إلي السكك الحديدية، مروا بكل وضاعة في جماعات مكونة من حوالي خمسين فردا ملوحين بأسلحتهم، ويطلقون صيحات مستعرة تتصاعد حدتها بمرور الوقت. ثم اتجهوا إلي الحي الأرمني الذي تقع آخر دياره علي مقربة منا بعد خمسين مترا علي الأكثر. وبدات طلقات الرصاص في الانطلاق واستمرت تدوي طوال النهار، وامتزجت أصواتها مع آنات الصرعي والقتلي وفي عين اللحظة استمر تدفق الفارين.
.......................................................................
هيلين جيبون في خطابها المؤرخ يوم الأربعاء 14 أبريل 1909
....................................................................................
ومع وصول القطار القادم من أضنة تنامي إلي مسامع أهالي طرسوس أن أشياء سيئة وقعت في أضنة، وعند الظهيرة تصاعدت وتيرة الإثارة، ولذا جابت دوريات الشوارع بغية تهدئة الأهالي, وبدلا من التهدئة ساد القلق والارتباك بينهم لا سيما الأرمن. وثمة أم أرمينية طلبت من إدارة المدرسة البروتستانتية السماح لابنها بالمبيت داخل المدرسة، وثمة أخري أخذت تذرف الدمع لأن ابنها- مدرس لغة أرمينية- كان يمضي إجازته في عيد الفصح في أضنة عند خطيبته، وكان هذا الشاب قد نجا بأعجوبة من مذابح عامي 1894-1896 ؛إذ خبأته الأم عدة أيام في ركن مظلم داخل طاحونة بعد أن فقدت طفلين، منهما طفلة دهسها الجنود حتي الموت.
وإزاء هذا المناخ المتوتر توافدت في صبيحة الخميس 15 أبريل جموع غفيرة مرعوبة إلي المدرسة طالبين الحماية والملاذ.
....................................................................................
المصدر
Gibbons.Helen:D:LesTurcs ont passé par la ! paris.1918.
#عطا_درغام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟