وسيم نمري
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 09:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد كان المجتمع العربي في الأمس يطالب بأن يأتي من يقطع الأيدي والرؤوس ويطبق الشريعة بحد السيف لينعم المجتمع العربي بالخلافة الاسلامية ويعم العدل، وعندما ظهرت داعش من رحم أفكار المواطن العربي المسلم، بدأ العرب المسلمين يقولون هذه مؤامرة ضد الاسلام، رغم أنها أتت لتطبق ما كانوا يحلمون يطالبون بهِ في الأمس.
وحالياً إذا سألت أي مواطن عربي يعتنق الدين الاسلامي : ما رأيك باسبانيا؟
سيقول لك: هذه لنا واسمها (الأندلس) وليس اسبانيا ، لأننا فتحناها في يوم من الأيام ولقد كانت للمسلمين ، وستعود للمسلمين في المستقبل !
ولهذا من الآن أتنبأ بأنه سيخرج علينا في المستقبل مجموعة من "العرب المسلمين" يعلنون الجهاد في اسبانيا ويذهبون اليها ويقتلون ويفجرون ويدمرون اسبانيا من أجل اعادتها للمسلمين ولتطبيق ما يحلم بهِ أي مواطن عربي بأن تعود الأندلس الى حضن المسلمين ، ولكن سيخرج كل المسلمين ليقولوا بأن هذه مؤامرة ضد الاسلام والمسلمين ، مع العلم أن نفس الأشخاص الذين سيقولون انها مؤامرة هم نفس الأشخاص الذين كانوا يريدون اعادة الأندلس(اسبانيا) الى حضن المسلمين! ولهذا أبشركم من الآن انها ليست مؤامرة بل هي أفعال مسلمين يتحدثون العربية ، مثلهم مثل داعش ، وتنظيم القاعدة .. وأنتم السبب في وجودهم بسبب تفكيركم المنحرف ، ومطالبتكم الدائمة بتنصيب جماعة علينا بصفتهم خلفاء يعلنون أننا في إطار "أمة إسلامية" يطبقون ما يسمى الشريعة بقطع الأيدي والرؤوس .
بصراحة نحن أمام مفترق طرق خطير : إما أن تستمروا بالمطالبة بتطبيق ما يسمى الشريعة فيخرج كل يوم علينا جماعة تحاول تنفيذ ما تريدون ، فتعلن علينا الجهاد فتقتلنا وتدمرنا ومن ثم تقولون هذه مؤامرة، أو أن تقبلوا ما يسمى بالدولة المدنية كأي دولة في هذا العالم تحفظ كرامة جميع مواطنيها دون النظر الى معتقدهم أو فكرهم أو رأيهم ويتركون الحساب لرب الحساب ..
لكم الخيار ..
#وسيم_نمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟