عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 12:22
المحور:
حقوق الانسان
فيروز سلاخيان- إزمرليان
( كانت في السادسة من عمرها أثناء مذابح أضنة)
توفيت في 22 نوفمبر 1996
.....................................................
في صباح أحد الأيام سمعنا أصواتا وصراخا. خرج والدي ليري مايجري..وفي الوقت نفسه بدأت صوت إطلاق الرصاص يلي الصراخ، ودخل أبي إلي البيت ، وهو يقول: ويلي، إنهم يذبحوننا ، الكلاب يذبحوننا . ثم جمعنا وبدأنا نركض ونحن متمسكون بالأيدي. كان في الشارع طفلان يبكيان ، فتوسلت إلي أبي كي نأخذهما معنا. تراجع أبي قليلا ليطمئن إلي أنهما أرمن ثم تابعنا الهرب. وصلنا إلي مصنع القطنن فاختبانا بين أكوام القطن ، حيث كان آخرون. لكن الصمت المطبق عم المكان . ومن كان يجرؤ حتي علي الهمس؟ ثم اقترب أزيز الرصاص والصراخ، وفجأة دخل الجنود الأتراك إلي المعمل فتحدثوا إلي البعض قائلين: يبدو أن ليس من كفار هنا. ثم انصرفوا ، مكثنا دون حراك.
وبعد يوم كامل ، وحين هدأت الأصوات ،سمع إعلان المنادي: أمر السلطان بإنهاء المذبحة، ومعاقبة الجاني ، اخرجوا من مخابئكم، ومجدوا السلطان.
ولكن من أين تريستخرج هذه العبارة المباركة؟ لكن الجنود يرغموننا أن نصيح بأصوات أعلي. وفيما كانت الشوارع مفروشة بالجثث، كنا نمر من بينها ونحن نصرخ منتحبين : عاش السلطان
.......................................................................
أروسياك مازمانيان ( المولودة عام 1893)
.................................................................
توفيت في 9 أغسطس 1996 عن عمر يناهز 104 عام . وقد شهدت بأم عينيها مذابح أعوام 1894-1896 و1915 و1921 إضافة إلي أضنة 1909.
خلال مذابح أضنة ، تظاهرت والدتي بأنها تركية، وتنكرت هي وأخي، وهربت من البيت العائلي لتأتي إلي بيتي الذي كان يبدو أمنا ، لأن زوجي جندي،. كنا نشاهد المذابح من النافذة ،ونحن نبكي وليس في وسعنا فعل أي شيء. ولذا فإنها لن تغفر للتركي أبدا، وحتي لو قيل لي إن شرط دخول الجنة هو الغفران للتركي لفضلت جهنم
..........................................................................
سيتا كيليجيان
شهادات ناجين -ترجمة نورا أريسيان ، دار نشر هاماسكائين : بيروت 2005
#عطا_درغام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟