عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 22:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل تعلم صديقي القارئ الكريم أنه ليس صحيحا أن المسلمين متفقون على أن الروح القدس هو الملك أو رئيس الملائكة جبريل وفق التسمية والنصوص الإسلامية ! بل هذا رأي من أراء أخرى متعددة ؛ صحيح هو رأي شائع عند أهل السنة في معظمهم لكن هناك فرق إسلامية أخرى ترى غيره ؛ فآخرون من المسلمين يرون أن الروح القدس كيان مختلف عن الملائكة ويكون مع الأنبياء والأوصياء والعارفين وغيرهم ويستدلون ببعض الروايات أي نقلا ويستدلون عقلا بقولهم ورد ذكره في القرآن الكريم منفصلا عن الملائكة بأكثر من موضع ولو لم يكن كيانا مختلفا عن الملائكة لم يأت ذكره بها منفصلا لأن جبريل من الملائكة ؛ هذا الرأي أنا أميل له لقوة حجته العقلانية تبعا للبراهين النقلية ؛ إذن المسلمون بشكل عام مختلفين على رأيين ؛ رأي يقول إنه جبريل ورأي يقول ليس جبريل بل هو كيان مختلف ومستقل عن الملائكة ؛ في الإيمان المسيحي الأمر أكثر تحديدا ووضوحا فهو الله الروح القدس الأقنوم الثالث وفق الإيمان المسيحي المعروف بأن الله إله واحد بثالوث مقدس أي أن الله واحد بذاته وجوهره وطبيعته ومشيئته لكنه ثالوث تبعا لصفات عمله ؛ وهنا يتضح لنا ويتعضد معنى وحقيقة الثالوث المقدس ؛ الروح القدوس هو الله لأن الله روح وليس مادة ؛ وهو قدوس ليس به من ظلمة أبدا ؛ ولماذا الروح القدس هو الله ؟! لأنه يخلق ولأنه يلد من جديد وموجود في كل مكان ويستطيع كل شيء ويعلم كل شيء ؛ ومن الأدلة العقلانية على أن الروح القدس هو الله وفق الإيمان المسيحي لأنه يسكن ويحل في جميع المؤمنين ولو كان الروح القدس كما هو وفق النصوص الإسلامية ما حل بكل البشر في آن واحد !! بل إن أعمال الروح القدس وفق الإنجيل الشريف تشهد بأنه هو الله تبعا للإيمان المسيحي ومنها بإيجاز : يعلم ويذكر المؤمنين بتعاليم المسيح كما في يوحنا البشير إصحاح 14 وآية 26 ؛ وكذلك يمجد ويعظم المسيح يوحنا إصحاح 16 وآية 14 ؛ وأيضا هو أي الروح القدس يجدد حياة الإنسان روحيا - أي الولادة الروحية في المسيح والخلقة الجديدة - يوحنا إصحاح 3 من آية 6 حتى آية 8 ؛ ويمنح الروح القدس التبني كما في رسالة رومية 8 / 15 ؛ ويقدس بنفس الرسالة السابقة 15 / 16 ؛ ويرشد يوحنا 15 / 12 ؛ ويمنح المواهب الروحية للمؤمنين ويشهد عنهم بأنهم أولاد الله ويبكت ويمكث مع المؤمنين ويمنحهم قوة وشجاعة للشهادة ويعزي ولديه القدرة على إقامة الموتى وطبعا شواهد ذلك كله الكتابية بكثرة ؛ وحتى لا أطيل الروح القدس في الإسلام ليس له من اسم إلا جبريل وفق من يعتقد بأنه جبريل من المسلمين ومن لا يعتقد منهم بأنه جبريل بل هو كيان مستقل عن الملائكة فليس له من اسم آخر ؛ أما في الإيمان المسيحي فالروح القدس له أسماء متعددة وردت غالبا بسياق عمل من أعماله ومنها : روح الحكمة وروح السلام وروح المحبة ويسمى المعزي وهو أيضا روح الحق وروح القداسة وروح المسيح وروح التبني وروح الحياة وروح الموعد القدوس وروح الحكمة والاعلان وروح المجد وروح الرب وأخيرا وليس آخرا روح الله .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟