|
العالم... العالم بانتظار قرار الأمبراطور...
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 16:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العالم.. العالم بانتظار قرار الأمبراطور. هذا اليوم الحادي عشر من أيلول 2014 سوف يجتمع ممثلو عشرات الدول المعنية في مدينة جــدة السعودية, بإمـرة القنصل المتجول العالمي السيد كــيــري.. مع ممثلي أربعين دولة.. أربعين دولة.. لحل مشكلة داعش..لا شيء... ثلاثة مرات لا شيء... لم يتفق المجتمعون على أي شيء.. سوى من سيغطي النفقات؟؟؟... حيث العربان الغير نفطيين.. يريدون المشاركة ببعض من قواتهم.. كالأردن مثلا.. يريد مزيدا من الطيارات المروحية, بدلا من المتنكات العتيقة الموجودة لديه. الأمريكان.. الأمريكان يريدون التدخل جويا, بواسطة قواتهم وحلفائهم الأطلسيين.. ولكنهم لا يريدون التدخل في سوريا.. بالإضافة أنهم يريدون تغطية نفقاتهم 100%. والسعودية ترى أن هذه العملية سوف تقرب أمريكا من إيـران...ولهذا تتردد بالدفع.. والقنصل العالي التفويض العالمي السيد كيري.. يرتأي أن العمليات الحربجية ستكون ضد داعش في العراق وليبيا فقط.. وتتطلب من سنة إلى ثلاث سنوات...ثلاث سنوات أخرى من النكبات والمآسي والفظائع ضد المواطنين الآبرياء.. وبهذا يعطي جميع الإمكانات للمقاتلين الداعشيين للتمركز في ســوريا... عبر الخنادق والممرات والمزاريب والمعابر المفتوحة بين العراق وسوريا... يعني أنه لا يقفل باب المفاوضة مع داعش.. رغم التظاهر أنه يحاربها. السؤال الجدي اليوم.. هل تريد الحكومة الأمريكية وسياستها الجامدة بتغيير خريطة الشرق الأوسط, لخدمة مصالحها وخدمة حليفتها الوحيدة الحقيقية في المنطقة دولة إسرائيل؟... هل تريد حقا القضاء على داعش نهائيا؟... الجواب قطعا لا. لأنها هي التي خلقتها وحاولت أن تجعل منها دولة كراكوزية, تشكل بعبع دمار وقتل وتفظيع وتشريد.. وهي بحاجة إلى وجود هذا البعبع.. حتى تمنع أي استقرار وأي تطور إيجابي بالمنطقة.. لأن كل استقرار دائم فعال.. يؤدي إلى التطور والبناء والحضارة.. وأمريكا وحليفتها إسرائيل.. لا تريدنا أن نصبح شعوب تطور وبناء وحضارة... بل تصر على بقائنا شعوب غباء وحقد ودين وتعصب وانعدام أي تطور حضاري وفكري بناء... بالفساد.. بالدس.. بالتمزيق الطائفي.. والحاضنات الإسلامية الجامدة موجودة من مئات السنين.. مما يسهل الدس والتسلل للطوابير الخامسة والدساسين والجواسيس والخونة وتجار الفتاوي.. وكل من يتبع مثل " اللي بياخد أمي.. بسميه عمي " الخ.. الخ.. من هذه الأمثال الرجعية التي ما زالت تصور غباءنا وانحدارنا وبقائنا في مقولة " وأطيعوا الله وأولي الأمر منكم"... مهما كانت أشكال وألوان أولي الأمر منا.. خلافا لكل شعوب الأرض التي تملك ســلاح الحرية والبطاقة الانتخابية.. للوصول إلى مصالحها وقرار حياتها ومستقبل أولادها... أما نحن فحاضناتنا الشعبية متعبة.. متعبة مغلفة مجمدة بعادات وتقاليد وتعاليم وشرائع دينية.. جمدتها منذ عصور طويلة.. حتى من تبقى من القليل النادر من مفكرينا.. أي من يسمى الأنتليجنسيا باللغة العلمية.. تبقى جامدة.. لأنها موظفة.. مجنزرة.. خائفة على لقمة عيشها.. ولم يتحرر من هذه العادات الجامدة خلال المائة سنة الأخيرة من تاريخنا سوى القليل النادر.. أمثال أنطون سعادة أو نـزار قباني.. ولكنهم قتلوا أو نفاهم الحاكم وقاطع الأعناق والأرزاق.. لأنه في بلادنا من عشرات القرون من يقول الحقيقة يقتل... مثل قصيدة الشاعر والمغني الفرنسي Guy Béart والتي يقول فيها : Et celui qui dit La Vérité… Il sera exécuté… ومن يقول الحقيقة يقتل... نعم في بلادنا خاصة... في البلاد التي تركناها.. ممزقين مكرهين.. من يقول الحقيقة يقتل... ولهذا اليوم يجتمع في جدة, بإمرة القنصل المفوض بأمر معلمه أوباما امبراطور العالم, مع مجموعات من الأمراء والملوك والحكام المستزلمين لأمريكا وحكومتها, والتي كانت منذ قرن كامل هي المتاجرة الأولى بأرواح البشرية بكاملها, حفاظا على مجموعة من المافيات الرأسمالية واللوبيات الصهيونية التي توزع أحكام الموت أو حق الحياة للشعوب.. حسب تغيرات البورصة وأسعار البترول واليورانيوم!!!..... واليوم هذا القنصل كــيــري, يريد إعادة داعش طائعا إلى إمرته.. لا أكثر.. ولهذا يريد تسخير الأربعين دولة الذي اجتمع معه ممثلوها.. أو التي سوف يزورها.. لتطويع رجالها وخزائنها.. حتى يخرج داعش من العراق ومن ليبيا.. فاتحا لداعش كل الممرات والمزاريب.. حتى تتجمع وتتكدس وتتابع " الجهاد " في سوريا, والتي ما زالت لقمة مرغوبة.. ولكنها صعبة المضغ والبلع.. وفي مخططاته الكيسنجرية المرسومة منذ أكثر من ثلاثين سنة.. اللقمة السورية ما تزال فيها حسكة بشار الأسد.. ولهذا السبب سوف يدفشون داعش وفلول داعش وأذناب داعش.. باتجاه سوريا... وهكذا يبقى الرعب.. وتبقى الحرب.. وتستمر الفوضى وعدم الاستقرار.. وتستمر التجارة الأمريكية ــ الصهيونية ببيع الحريات ومخلفات الربيع العربي... رغم هذه الاجتماعات والزيارات والأوامر القنصلية الأمريكية الفارغة, ما زالت معارضاتنا الخارجية التنكية الصالونية الدونكيشوتية.. تتدارس موضوعا هاما.. جدا.. جدا.. وهو موضوع نعت "العربية" الملصق باسم الجمهورية السورية المنكوبة.. وهم يجتمعون ويتدارسون.. لا النكبات التي مزقت الشعب السوري.. إنما هذا النعت الإثني والذي لا يشغل بال أية أقلية أو غيرها.. إنما المجتمعين تنقصهم لعبة وتلهية وبضعة خطوط بالإعلام الذي أهملهم.. نظرا لضياع أهميتهم كليا بالتغيرات الخطيرة على الأرض.. بالقسم الداعشي المنكوب بالرعب والقتل وقطع الأعناق.. وما تبقى من ربع آمن محروم من الماء والكهرباء والدواء.. لفقرائه القابعين دون أية أمكانية هجرة.. طبعا.. مع ازدياد الانتفاخ والمنتفخين.. والمطبلين والمزمرين.. والتجار والمتاجرين بكل ما تنتجه الحرب من احتيالات ومحتالين ومنتفعين.. ومليارديرية وخونة محترفين... شعبنا اليوم عشره أموات ومفقودون.. نصفه مهجر منكوب.. ومن تبقى قابع.. منتظر.. وبضعة مئات معدودة.. لا تشعر لا بهذا الألم.. ولا بالنكبة.. لأنهم هم النكبة.. وهم المسببون.. بفسادهم.. بــعــمــاهــم وتعاميهم عن مصلحة البلد ومستقبله وحياته وديمومته.. كســبــوا الأموال والفساد سنينا وسنينا وهم قاعدون على قمة الهرم وخازوقـه, شافطين سارقين ناهبين (عذرا من شارعية الكلمات)... ثم كانوا أول من غادر الباخرة لما اشتدت العاصفة.. غير مبالين بالخراب والنكبات الاجتماعية التي خلفوها.. تاركين الأبواب والنوافذ والطاقات والمزاريب, لكل مرتزقة الأرض.. تعيث في الأرض التي تركوها.. تعيث الفساد على الفساد والقتل على القتل... وأما أصبحوا معارضة تقبض.. أو لاجئين ايضا يقبضون... وما من واحد منهم تساءل بأي صباح أمـام مرآته الكريستال.. أو أمام مرآة عتيقة مكسورة.. وأنا؟.. وأنا ماذا عملت لبلدي؟؟؟!!!... لماذا تركت الذئاب تنهشها.. ولماذا فتحت داري وبابي لداعش.. وغير داعش من ذئاب الموت... ولماذا أصبحت ســوريا التي كانت إن تحرك دبور من وكر لآخــر.. تسجل أنفاسه سبعة عشر أجهزة مخابرات, كانت تقطع أنفاس أنفاس البشر.. حتى وهم نائمين!... تساءلوا لولا الإهمال والفساد والمتاجرة بالأمن الحقيقي للبلد.. لما تمكن دبور من الاجتياز طيرا على أرض ســوريـا.. من بــاع الــوطــن؟.. ومن كانوا مسؤولين عن أمن الوطن وشعب الوطن.. ولم يأتمنوا سوى على انتفاخ ثرواتهم في البنوك الأجنبية.. طبعا.. خــارج الــوطــن... وحتى هذه الساعة لم أسمع ولم أقرأ أنهم حوسبوا على إهمالهم وخياناتهم... وهل من المعقول أنـه لم يحاسب أحد حتى اليوم بهذا البلد أي مسؤول صار من أكبر المليارديرية العالميين.. منطلقا من أقل من الصفر.. لا يحمل شهادة ولا علما ولم يكتشف الذرة أو بطارية تشحن نفسها بنفسها.. أو سمارتفون.. ومع هذا أصبح ملياردير بالذهب والأورو والدولار.. فقط لأنه كان يحمل منصبا أمنيا أو وزارة.. أو قرابة قمة عائلية بهذه الدولة التي تنهار كل يوم حجرا حجرا.. ويموت فيها مائة أو ألف مواطن أو مجند ينتظره أمـه وأبوه.. ولن يرجع... ماذا فعلتم ببلد مولدي؟؟؟... لماذا قتلتم أهلي.. ولماذا تركتم هذا البلد الذي خلق أقدم الحضارات ووزعها على العالم.. قبل ابتداع الأديان.. والخلافات.. والعنتريات الفارغة.. وعبرته وضاعت على أراضيه خلافات وممالك؟؟؟... واليوم يتعنتر على نصفه الممزق المرعوب خليفة كراكوزي كرتوني يقتل ويذبح ويغتصب ويغزو باسم الله ورسوله..لا يكبح جنونه النيروني الجنكيزخاني حتى من خلقوه وأخرجوه من القمقم... *********** آخــر خــبــر ــ تسربت معلومات مساء البارحة عن البيت الأبيض في واشنطن.. عن الرئيس أوباما أنه سوف يتابع التدخل بعد العراق وليبيا, إلى سوريا, دون مشاركة السلطات السورية.. وهذا يعني أن هذا التدخل سيشكل ضغطا إضافيا على الرئيس الأسد. لأن السيد أوباما سيجدد الدعم المسلح إلى المعارضة (المعتدلة).. وخاصة بإبعاد روسيا وإيران عن المشاركة بهذه الحملة الأمريكية والأطلسية وعديد من بلدان المنطقة والمجاورة بهذه الحملة ضد داعش... والتي قد تدوم من سنة إلى ثلاثة سنوات... ما مدى نجاح خطط واستراتيجية السيد أوباما في المنطقة.. وما تجلبه عادة من خسائر ونكبات محلية؟؟؟... ــ مــؤتــمــر جدة بإمــرة ألقنصل العالمي كيري يعيد اجتماع زلمه وحلفائه في جدة هذا اليوم.. بانتظار خطاب الأمبراطور أوبــامــا... مصير المنطقة بكاملها.. والعالم.. معلق بــشــفــاه امبراطور العالم الجديد... ماذا يريد الأمبراطور أوباما.. القضاء على داعش؟.. تفكيك داعش؟.. أم محاربة داعش لمدة ثلاثة سنوات أخــرى؟... أم أن خطته الرئيسية المخبوءة والمترددة كعادته.. هي القضاء على سوريا وتفتيتها؟؟؟!!!... هذا هو السؤال الذي لا يــجــرؤ أي عاقل على طرحـه. بــــالانــــتــــظــــار... للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي... وأطيب وأصدق تحية مهذبة. غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شرطة الشريعة!!!...
-
جريمة ضد الإنسانية عاجل
-
وعن اجتماع حلف الأطلسي.. وداعش...
-
كفا...تعال نتفاهم يا صديقي...
-
مقال محشور... بالصدفة...
-
داعش؟؟؟... ماكينات الكذب.. أو ماكينات الغباء؟!...
-
ردي إلى الرئيس الذي انتخبته من سنتين...
-
صديقتي السورية غاضبة.. عبر سكايب...
-
وعن داعش.. والغرب.. والغباء.. من جديد...
-
داعش... ومجلس الأمن...
-
لعبة شطرنج مغشوشة...
-
ثلاثة مليارات دولار... زائد مليار واحد...
-
عودة إلى.. عش الدبابير...
-
هل تغيرت البوصلة؟؟؟!!!...
-
الامبراطور و الخليفة
-
ابن عمنا.. باراك حسين أوباما
-
الخلافة و التخلف...
-
سبعة ساعات هدنة؟؟؟!!!...
-
رسالة إلى إخوتي المسيحيين... ومن تبقى من الأحرار في العالم
-
دمFree
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|