محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 15:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الخلق والخالق ( وإن شئتم في المادة والطاقة )
826- تمظهر الطاقة الخالقة أو ما أطلق عليه البشر اسم الخالق أو الله ، يتم في خلقه كله وليس في كائن بعينه أو كوكب بعينه ،أو نجم بعينه ،أو فضاء بعينه ، أو مجرة بعينها أو مادة بعينها ، تمظهره يتم في كل شيء ،ولا يصح أن يدعي إنسان أنه الله أو أنه متحد مع الذات الإلهية ، ليس هناك كائن إلا وتسري فيه طاقة الخلق ، لكنه بحد ذاته ليس طاقة الخلق وليس الله .
827- الطاقة الخالقة ( الله ، الخالق ) لا يتكلم ولا يعرف لغات ، لكنه مصدر الكلام ( النطق ) ولا يمكن أن يتم الكلام دونه ، ولا يمكن أن تكون هناك لغات دونه ، وإن تكلم فهو يتكلم بألسن خلقه ، لكن لا يصح أن نقول عن أي كلام أنه كلام الله مهما كان هذا الكلام، إلا مجازا كونه ( الله ، الطاقة ) مصدر كل شيء، ولا يصح أن نقول عن أية لغة أنها لغة الله ، الله منحنا الطاقة والقدرة على الكلام واختراع اللغات ، لهذا قلنا وسنظل نقول ، إن عملية الخلق تكاملية بين الخالق( الطاقة) والمخلوق ( الكائن ) .
728- ما قلناه عن الكلام واللغات ينطبق على كل شيء فينا : البصر ، السمع ، الحس ، الشم ، التفكير ، أي فعل نقوم به حتى لو كان رمشة جفن ، فلولا طاقة الخالق السارية فينا لما استطعنا أن نفعل شيئا مهما كان ضئيلا . ولهذا لا يصح أن نقول أن لله يدين وعينين وأذنين وأنفا ورجلين ،وفما ، ولسانا ، وقلبا . فالله ليس إنسان ، ولا يشبهه شيء إلا هو الطاقة الخالقة ، الطاقة الموجودة في كل زمان ومكان ،والتي لا تشبهها أية طاقة أخرى .والطاقة نتاج مادة والمادة نتاج طاقة ، ولا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى .وأجساد الكائنات تتكون من مادة وطاقة .مادة مجسدة ومتمظهرة ومتجلية في أشكال مختلفة ( نحن كبشر منها )، وطاقة سارية فيها .
729- مجازا ، يمكن القول إن الخالق يرى بعيون خلقه ، ويسمع بأذن خلقه ، ويتكلم بألسن خلقه . ويمكن إعادة كل فعل إلى الخالق كونه مصدر كل فعل . لكن الخالق ليس مسؤولا عما نراه ونبصره ، وليس مسؤولا عما نسمعه ، وليس مسؤولا عما نتكلمه ، وبالتالي ليس مسؤولا عما نفعله . رغم أنه مصدر كل فعل . الطاقة السارية فينا .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟