أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حين تخلى المخزن عن مسؤولياته














المزيد.....

حين تخلى المخزن عن مسؤولياته


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اصبح المخزن في نهاية القرن التاسع عشر نظاما للحكم تقليديا وعتيقا ، اساسه ملكية مطلقة يحنطها المخزن الذي يتبدل بتبدل الملوك ، فتزداد قوته كلما كان الملك ضعيفا ، او لا تتوفر فيه شروط الملك والجاه والجبروت . فكان اول مخرج لمثل هذا الوضع تمرد القبائل التي ترفض المخزن الضعيف مع تمسكها في ثورتها بالوحدة الترابية للمغرب . هكذا كان يبدو ظاهريا تمركز جميع السلطات في يد السلطان ، لكنها عمليا وواقعيا فهي متمركزة بيد المخزن الذي اذا ما دخل في تناقض مع السلطان ، فانه لا يتردد في قلبه والانقلاب عليه ، ولنا امثلة في الانقلابات العسكرية ، وانقلابات رؤساء القبائل حين تتعقد علاقاتهم مع السلطان .
ان تركيز جميع السلطات في يد المخزن باسم السلطان الخاضع للمخزن تجعل من هذا الاخير يمارس السلطات باسم المخزن العتيق الذي يدافع عن مصالحه الشخصية باسم الدفاع عن دولة المخزن ، وباسم الدفاع عن السلطان المحنط من قبل المخزن . هكذا كان ولا يزال ’يدفع السلطان الى ممارسة السلطات باعتباره صاحب السلطة الدينية والدنيوية بواسطة ظهائر ومرسومات شريفة ، كما كان يفوض صلاحياته في تطبيق الاحكام الدينية للقاضي ، ويفوض صلاحياته في التسيير الاداري لجهاز محزني مركزي ومحلي ، فيعين القياد والباشوات وحكام القبائل والمدن ووزراء الصدر الاعظم المكلف بالشؤون الداخلية والإدارية ، ووزير الحرب المكلف بمراقبة العتاد وأداء اجور الجند ، وأمين الامناء ( وزير المالية ) ، وكاتب الشكايات ، ووزير البحر مكلف بالشؤون الخارجية .. لخ ، هؤلاء الموظفين كانوا مدعمين بكتاب ، والى جانب هذا الجهاز الاداري كان للسلطان جهاز خاص لتسيير شؤون البلاط .
’يفهم من هذا ان السلطة او الحكم كانت تعرف نوعا من التمركز ، وتمركزها يعتمد على النظام القائدي ( نسبة الى القائد ) ، وهو تمركز لا يعني ابدا ان المخزن كان وحدة متجانسة او سلطة شاملة بالمغرب . فالنفوذ الذي كان يتمتع به القياد في مناطقهم ، او السهولة التي تم بها تحويل ولاء هؤلاء للاستعمار ، وانتشار القبائل المنتفضة والثائرة والممتنعة عن اداء الضرائب للمخزن ، والرافضة للانتظام في سلطته الادارية والسياسية ( بلاد الثورة التي سموها ببلاد السيبة ) ، كل ذلك كان يمنع ذاك الفهم الدقيق للتمركز رغم ان السلطة الروحية للسلطان وليس للمخزن المتقلب المزاج كانت شاملة حيث باسمه كانت تقام الصلاة حتى في مناطق الثورة ( السيبة ) ، وهو الوضع الذي يفرض في بعض مراحل التاريخ المغربي والى اليوم التفريق بين الملك وبين المخزن الذي لن يتردد في الانقلاب على الملك اذا ما اضحت مصالحه التي يدافع عنها باسم الدفاع عن المخزن مهددة ومعرضة للسؤال او الزوال .
ان جهاز المخزن المركزي والمحلي ، زيادة على وظيفته في اقرار " النظام " و " الطاعة " ، كان يعمل على جمع الضرائب والهدايا للسلطان ، وباسم السلطان كان يتوصل بمستحاقته من هذه الهدايا والضرائب رغم انف السلطان . فهو بذلك ، اي المخزن يكون جهازا مفيوزيا واخطبوبا خطيرا على المغرب وعلى الشعب ، بل ان خطره لن يستثني حتى السلطان اذا اصبح في تناقض معه .
يلاحظ ان المخزن رغم انه يوصف بالخبث والمكر والدسائس ، وانه المحنط واللاّف ( تلفيف ) للملك ، فانه لم يكن ابدا عبر التاريخ مصدر قوة وجبروت ، بل ان قوته وجبروته كانت تتحدد مع الظروف السياسية والتاريخية التي كان يتواجد بها المغرب . فاذا كان المخزن قد بلغ من القوة مع الحسن الثاني ، وازدادت وتضاعفت قوته مع الملك محمد السادس ، بسبب خيانة النخبة من سياسية ونقابية وجمعوية ، وبسبب فراغ الساحة من معارضة قوية بسبب اخطاء وبسبب انعدام المسؤولية ، فان المخزن مع مجيئ الاستعمار ، تناقصت سلطاته وقوته بسبب استئثار جهازه الاداري الاستعماري بكل سلطات المخزن ، ولم يبق للسلطان سوى الحقوق الدينية ، مع الزامه على اعطاء موافقته على المشاريع التي يتقدم بها جهاز الحماية الفرنسية ، اي ان المخزن تخلى عمليا عن مسؤولياته تجاه السكان ، وبالتالي لم يعد فقط اداة يستعملها الاستعمار ، بل اضحى حليفا له ، ومعنى ذلك ان الاستعمار كتناقض جوهري لم يكن وحده ، بل هو تناقض لا يمكن فهمه ومواجهته بمعزل عن حلفاءه مهما تكن المبررات الدينية او ما شابهها ، اي ان الاستعمار ما كان له ان يحكم لو لم تكن له قوى تستفيد منه كما يستفيد هو منها .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع بالمغرب
- الشعب الصحراوي - الصحراء الغربية -- الاستفتاء لتقرير المصير ...
- بدأ العد العكسي لنزاع الصحراء ( الغربية )
- مخزن = اقطاع -- فاشية -- اعدام -- ارض محروقة
- ظهور المذاهب السياسية والصراع الطبقي في الاسلام
- الى ... ك الخليفة ... ميتا
- تقرير قانوني -- فبركة الملفات الكبرى -- محنة قادة الكنفدرالي ...
- هل لا زال لمثيْقِف ( المثقف ) اليوم وعي طبقي
- سبعة واربعون سنة مرت على النكسة - هزيمة 5 جوان 1967 -
- - الائتلاف من اجل التنديد بالدكتاتورية بالمغرب -
- الاسس البنيوية والازمة الراهنة للوضع الاقتصادي والاجتماعي ال ...
- بانكيمون يعين الكندية كيم بولدوك على رأس المينورسو
- تطور اساليب القمع بين الاستمرارية والتجديد
- العنف الثوري
- قراءة لقرار مجلس الامن رقم 2152
- فاتح ماي : اسئلة واجوبة
- النهج الديمقراطي ورقصة الحنش ( الثعبان ) المقطوع الرأس
- الفقر كفر والكفر فقر
- الامير ( المنبوذ ) بين الصبيانية والتيه السياسي
- قراءة في قضية عبداللطيف الحموشي مع تعيين فالس وزيرا اولا بفر ...


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حين تخلى المخزن عن مسؤولياته