عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 13:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كثيراً ما يتردد شعار " الإرهاب لا دين له " .. ولكن .. لننظر للإرهاب من زاوية صنّاعه .. والمخطّطين له داخل الحجرات المظلمة كظلمة نفوسهم .. فأيّ الطرفين الأكثر خطراً على الإنسانية وعلى السِلْم , الأرهاب كمفهوم عام والذي لا دين له , أمْ الذهنية الشيطانية التي تخطّط له , رغم ما بينهما من تلازم ؟ فنحن أمام علّة ومعلول , وسبب ونتيجة , مقدمة ونتيجة .. والعلة دائما هي الأقوى في أرجحية التفاضل بين القوى من المعلول . والسبب , وإنْ كان علة في مفهومه العام هو أيضاً الأقوى في أرجحية التفاضل بين القوى والفاعلية من النتيجة . وكذا المقدمة فهي الإخرى ترتقي سلّمَ الأولوية في التفاضل بين القوى من النتيجة . لأن النتائج , تبتني على مقدّماتها , سلباً وإيجاباً . وعذرا لإستعمال مفردة " التفاضل " هنا , في موضوعة الإرهاب سيء الصيت , لأن المدلول العام لهذه المفردة قد ينأى بنفسه عن التسافل الذي يسلكه الأرهابيون والمخطّطون له على السواء .إذاً .. فالذي لادين له , وفق ما بيّنته , هو المُخِطّطُ له بالدرجة الإولى , وما المنفّذُ له , إلاّ فردةُ نعلٍ , يلبسها وينزعها مَنْ يشاء , من العواهر والزانيات الى المحصنات .
وكيف الحال , مع كلّ ذلك , إذا كان مَنْ يخطّط للإرهاب , ينطلق , شعاراً ومظهراً , رياء ونفاقاً , مِنْ منطلق إدّعاء التدين , زوراً وبهتاناً ودجلاً ؟ ..
ينبغي أن أقول هنا " مَنْ لا دين له , هو صاحب الذهنية الراسمة والمُمَنهجة له , قبل إلإرهاب , كمفهوم عام " .
والذي لا دين له , هم أدعياءُ الدين والتدين الكاذب , أوّلاً وآخراً ..
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟