أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - بين الحُلم والمعنى ..














المزيد.....

بين الحُلم والمعنى ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 12:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بين الحُلم والمعنى ..
"في نهاية ألمطاف ، فإن معنى ألحياة ، هو بتحمل مسؤولية البحث والحصول على الجواب الصحيح لمشاكل الإنسان وتنفيذ المهمات التي تضعها الحياة بلا توقف أمام كل فرد وفرد . هذه المهمات هي "معنى الحياة " وتختلف من إنسان لأخر وبين لحظة وأُخرى . لذا ، ليس من الممكن أن نُعرّف معنى الحياة بشكل عام . وليس من المفروض ان نُجيب على التساؤلات بخصوص معنى الحياة ، بتعميم ".
فقرة صغيرة جدا ، مُترجمة عن العبرية ، من كُتيب :"الإنسان يبحث عن معنى " ، للفيلسوف والطبيب النفسي ، فكتور فرنكل .
ولا أُخفي مدى إعجابي بفكتور فرنكل وبكتيبه الصغير حجما ، ألعظيم شأنا ، بل وأدعي بأنني تلميذ صغير وضئيل لفكره . ويعود سبب ذلك ، إلى أن الأُستاذ ، كتب ما كتبهُ من خلال تجربته الشخصية كمُعتقل في عدة مراكز إعتقال نازية في الحرب العالمية الثانية . وفي الحقيقة فقد كانت هذه المراكز ، مراكز إبادة جماعية . ولم تتجاوز حظوظ من يدخلها بالخروج منها الخمسة بالمئة ( 5%) فقط !! وعلى رأي المثل القائل " الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود " ..
لقد لفتَ إنتباهَ الأستاذ ما يجري داخل تلك المُعسكرات ، فمن كان يملك معنى لحياته ، كان بإمكانه الصمود والحفاظ على إنسانيته في أحلك الظروف . وللتوضيح فقط ، فإن فرنكل عومل في معسكرات الإعتقال ، معاملة أي سجين أخر ، ولم "يحظَ " بأي إمتياز لكونه طبيبا نفسيا مشهورا ، حتى في فترة ما قبل "ضم " النمسا إلى المانيا النازية .
وللتخلص من المعسكر ، كانت أمام السجناء طريقة واحدة ووحيدة ، الإنتحار عن طريق ملامسة الأسلاك ألشائكة المشحونة بالكهرباء ..!! فقد كان هذا حلا "رائعا " قياسا لمعاناتهم في المُعسكر ..
إذن ، من أين إستمد الناجون قدرتهم وطاقتهم على الصمود ؟؟ لأنهم يملكون معنى لحياتهم ، هذا ما توصل إليه الأستاذ ، من حواراته مع زملائه في مُعسكرات الإبادة .
وفي أيامنا هذه ، يستغربُ بعض الباحثين والكُتاب ، من إنضمام شباب أوروبي مُسلم إلى داعش ، رغم أن ظروف حياتهم المعيشية ، أفضل بما لا يُقاس من حياة نُظرائهم ، أبناء جلدتهم في العالم العربي والإسلامي.
فالفرضية الأساسية التي تقول بأن "الرفاهية " الإقتصادية ، والديموقراطية الغربية ، "ستُنتج " إنسانا عقلانيا،ليبراليا ومتحضرا ، "نسفها" مُنفذو "غزوتي " نيويورك وواشنطن ، مع ما نسفوه من بُرجي نيويورك .. ويتضح لنا وبعد فوات الأوان بأن هذه الفرضية ، بُنيت على حُلم ، قد يتحقق وقد لا يتحقق .
وفي العادة ، الأحلام لا تتحقق ، وإلا فقدت هالَتها ألرومانسية .
بينما باحثون أخرون ، يعتقدون بأن السبب الرئيس لإنضمام الشباب الاوروبي الى داعش ، هو التهميش للمسلمين وللأجانب المهاجرين من البلاد الإسلامية . إضافة إلى البطالة والتمييز العُنصري في أوروبا والذي بدأ برفع رأسه مُجددا وبكل قوة على خلفية الأزمة الإقتصادية العالمية .
وقسم ثالث ، يُحيل تصرف "الداعشيين " الأوروبيين ، إلى أنهم بلا أحلام ..!!
والحقيقة بأن الحلم لا يدفع صاحبه إلى الخروج من حالة السلبية " الحالمة " للقيام بفعل ، والبحث عن إجابة صحيحة للواقع الديناميكي المُتغير ، بين لحظة وأخرى ، كما يقول الإستاذ فكتور فرنكل .
في رأيي ، فهؤلاء الشباب فقدوا كل معنى لحياتهم ،وتبعا لذلك فقدوا إنسانيتهم ، فلم تعد لحياتهم قيمة ، فما بالك بحياة الأخرين ؟؟!!
نعم ، توفرت ظروف وبيئة ، حفزتهم على "الإنتحار " ، بيئة التهميش والتمييز ، لكن وبما أنهم فاقدون لمعنى الحياة ، وليسوا قادرين على تنفيذ المهمات التي تفرضها عليهم الحياة ، فالحل الأفضل هو "ملامسة الاسلاك الشائكة المشحونة بالكهرباء " ، والإنتحار والقتل في صفوف داعش ، التي تعدهم "بمعنى " للحياة، في أحضان ألحوريات ..
إنه بحث عن الإجابة لمشاكل الإنسان ، لكنها لم تكن الإجابة الصحيحة ..
وقد نتحدث في مقال لاحق عن الحياة في معسكرات الإعتقال ، والتي إسمها المجتمعات والدول العربية ..!!





#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غارقون في بولهم ..!!
- - علم ألنحو- والجنس..
- أينشتاين ، أللحمة وبعض أسباب ألتخلف ألعربي ..
- في ظرفية ألنص و-الأزهري- المُتبلبل ..!!
- ألمُنزلق نحو ألفاشية...
- معايير ألنصر والهزيمة ..
- ألسر ألدفين من وراء ألخلط بين حماس وفلسطين ..!!؟؟
- ولا أُنازع الأمرَ أهلَهُ ..!! أو خلق وعي -مُقعد - ..
- -رحلة - الأُنثى مع ألذكر ، ليارا محاجنة ..
- علياء ،عبد الجبار والرمز ألديني ..
- جدلية الأخلاق ، الجنس والنضال المشروع ..
- سميح القاسم لم يكن شاعرا وحسب ..!!
- -جهاد النكاح- العلماني : مُكايدة نمطية ..!!
- -الإضطراب -المطلوب عربيا ، للسير على طريق التقدم ..!!
- دول كرتونية وشعوب حُنجورية ..إلا داعش..!!
- Dissociative identity disorderتعدد ألشخصيات
- النيكروفيليا والفتاوى -ألمُختَلّة - .
- العالم شنتون وألقاضي ألشرعي ..!!
- زووفيليا : ما لا يجوز في نكاح البهيمة ..!!
- الأزهر يتمترس بداعش : خلّي بالك من ميزو ..!!


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...
- الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - بين الحُلم والمعنى ..