أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - المتشددون ... والمجتمع















المزيد.....

المتشددون ... والمجتمع


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 09:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول الإمام علي ...
القران حمال أوجه ..
وهذه حقيقة ...

إن التفسير الغير ثابت وغير منضبط للقران هو الذي يدخلنا في كثير من المشاكل , لذلك وجدنا الكثير من التفاسير العجيبة , والمبنية على القران وحروفه , ولذلك ليس مستغرب إن تخرج من تحت الرداء الإسلامي , الكثير من الجماعات المتشددة , والتي أنتجت تفسيرها وفكرها الخاص المتشدد ...استوحتها من القران نفسه ...

ويقولون نحن على حق ...

التاريخ يقول لنا إن الخوارج خرجوا وهم يؤمنون بتفسيرهم .. وهؤلاء خرجوا من الصفوف المتقاتلة مع الإمام على في حرب صفين مع معاوية , فبعد حيلة التحكيم والتي لجأ إليه عمرو من العاص , توقف هؤلاء المتشددين وقالوا , لا نرضى بالتحكيم فكيف ترضى أنت , فان لم تكن أنت أمير المؤمنين فأنت أمير الكافرين , هؤلاء كان لهم رأيهم الخاص بالحكم والحكومة الإسلامية , يعتقدون أنهم على حق ويجب إن يحاربوا إلى النهاية , لذلك لا يقبلون بالتحكيم أو إي مفاوضات مع أشخاص يعتقدون أنهم على خطأ ... يعتقدون إن الدين لا يقبل التقسيم , فان لم يكونوا على حق فأنهم على خطأ , إذن على ماذا يقاتلون ... ولو كانوا على حق إذن لماذا التحكيم ... حتى لو أدى هذا إلى حقن دماء المسلمين ... فمرضاة الله أولى حتى لو افنوا البشرية كلها ...

داعش اليوم مثل الخوارج أمس لهم فكرهم وتفسيرهم الخاص للقران , لا يقبلون إن يحيدوا عنه ولا يقبلون إن يتقاضوا عليها , وهذا حلمهم في كل أبجديتهم ودروسهم ومدارسهم في كل الدول الإسلامية , في الكويت والسعودية ومصر وسوريا وأفغانستان , يحلمون بدولة الخلافة , ويبكون ليلهم ونهارهم على الخلافة العثمانية , ويعتبرون الدولة الحديثة دولة مارقة جاءت بفعل الاستعمار وقوى الكفر الكبرى بريطانيا وفرنسا وأمريكا , وكان من نتيجتها إن الدول الإسلامية تقطعت ولم تعود دولة واحدة , وان الدولة القومية والوطنية صنم لا بد إن يكسر , ولقد قالوها أكثر من مرة " يجب إن يُكسر صنم الوطنية " ...

لا وجود للوطنية في أفكارهم فالولاء هو لله , والخليفة الذي يكون ظل الله في الأرض لا يجب مخالفته , والأرض كلها له متاع , ونساء البشر له جواري ...

في عرفهم المسلم البعيد افغاني أو شيشاني أو باكستاني أفضل من الوطني المسيحي أو الصابئ , فهولاء إخوة بالدين ,وأولئك يجب إن يقاتلوهم حتى يدخلوا الإسلام عنوة أو بإرادتهم ... أو يلقى عليهم حكم الإسلام وهو إما التهجير أو القتل إلا السبي والعبودية ...

يقول صاحبي بنوع من الغضب بعد أحداث سنجار ...

أليس ماجاء به هؤلاء هو الإسلام والذي يدرسونه لنا في المدارس لعشرات السنوات , الم يقولوا لنا إن الفتوحات الإسلامية كانت أفضل الفتوحات للأرض ... قالوا لنا النتائج المبهرة , ونسوا إن يخبرونا بالتفاصيل المروعة ... فكيف تفتح اى بلاد دون إن يلقوا عليهم أسلوب الإسلام في فتح البلاد ...

كانوا يخيرونهم إما الإسلام ... أو الجزية ... أو القتل والتهجير ...

وهذا ما فعلوه هؤلاء الدواعش مع المدن المفتوحة ... عرضوا عليهم الإسلام أو الجزية أو القتل , فهاجر المئات لا نهم يرفضون أسلوب داعش في الحياة , الم يجمعوا المئات من الايزيدية وأدخلوهم الإسلام بقول الشهادتين , وقولوا لهم ألان انتم منا لكم ملنا وعليكم معلينا .. ثم اجروا عليهم عملية الختان للرجال والنساء ..

اخبرني يا صديقي هل الإسلام الأول رضي وتعايش مع المسيحيين واليهود في شبه الجزيرة , الم يقم بطرد كل ما نسميهم اليوم أقليات من شبه الجزيرة , وأصبحت ألان شبه الجزيرة خاليه من الأقليات إلا الإسلام القديم , والإسلام الوهابي اليوم , هذا بكل بساطة يخبرنا إن الإسلام لا يقبل الأخر ولا يتعايش معه إلا بشروطه القاسية هو .. وتحت مراقبة شديدة ...

ويقول ويذكرني هذا ما فعله المسيحيون مع المسلمين بعد سقوط غرناطة حيث اجبروههم على اعتناق المسيحية والتعايش معهم وتحت رقابة شديدة وتحت شروطهم هم القاسية فإما يقبلون فإما يرحلون ...

مشكلة الدين إي دين انه لا يقبل التعايش مع الأخر ويعتقد إن الأفضل وانه الأقوى وانه الأنقى وان الجنة له والى إتباعه فقط , وكل أتباع الديانات لا يقبلون التعايش إلا تحت ظل دولة علمانية ... تفصل الدين عن الكنيسة والجامع ... وتضع حدود بينهم فلا يتدخل رجل الدين بالسياسة ولا يتدخل رجل السياسة بالدين ...


على ماذا نعترض على قتل الرجال وسبي النساء ....

الم يفعل هذا المسلمون الأوائل ... الم يقتلوا الرجال وسبوا النساء , وكانت تعتبر من الغنائم وتوزع على المقاتلين , أليس هذا حق المقاتلين في الإسلام , إن له حق في الغنيمة وحق في النساء التي تسبى ...

في حرب الخليج الأولى حرب تحرير الكويت 1991 وقعت إحدى المجندات بالأسر العراقي , الم يسال ساعتها الرجال إحدى الفقهاء , ماهو حكم الأسيرات النساء إذا وقعن في الأسر , قال هذا المفتي الشجاع هن حق المقاتلين الرجال ويعتبرن من السبي , ويتم توزيعهن على الجنود ...
وخلال فترة الفتوحات يقول لنا التاريخ ونقراء التاريخ ببعض الهدوء .. إن طرقات المدينة ملئت بنصيب الصحابة من العبيد والجواري والتي تم بيعهم بالأسواق ....

أليس في التاريخ الإسلامي إن هناك دولاً نشئت من العبيد والجواري مثل دول المماليك في سوريا ومصر والعراق , الم تملاء قصور الملوك والأمراء والتجار من الجواري والتي يتم خلق حروب ليس لها أهمية ولا حاجة أبدا بحجة نشر الدين في الدول البعيدة , ثم يؤسر الشعوب المفتوحة ويقسمون إلى عبيد وجوار ي .. حسب الجمال والقوة وتشكلت مؤسسات كبيرة لأسر العبيد والجواري وجلبهم إلى حاضرة العاصمة الإسلامية في بغداد ودمشق والأندلس وكل المدن الإسلامية لبيعهم في الأسواق العربية ...


الإسلام لم يحرم الرق , وإنزال آيات تقر الرق وتحض على عتق رقبة , اذن , يفكر هذا الإسلامي هكذا , كيف أطبق شريعة إسلامية بعتق رقبة ولا يوجد جواري أو نساء تسبى , ويقول حتى نطبق هذا الشريعة وهذا الحكم فيجب إن تكون هناك نساء تسبى ...

المشكلة فينا ربما لأننا نحن العلمانيون والوطنيون , نشاءنا على حلم الدولة المدنية , الدولة التي يتعايش بها الكل على أساس من الولاء الوطن , ونقول لا فرق بين مواطن وأخر إلا بالولاء للوطن , وان المواطنين يتساوون بالحقوق والواجبات ... ونقول إن القانون مكفول على أساس المساواة وان القانون فوق الجميع , ويحاسب الكل على أساس بنود القانون , ونقول إن هناك دستور في الدولة يحفظ الحقوق , ويقسم السلطات إلى تنفيذية وتشريعية وقضائية , ونقول إن مبدأ الفصل بين السلطات مبدأ مهم حتى لا يكون هناك استبداد لأننا نقول إن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة , وحتى نتحاشى هذه المفسدة المطلقة ... نعمل على الفصل بين السلطات وان نحدد فترى الرئاسات الثلاث بمدة تنتهي السلطة بعدها ثم نعود إلى الشارع حتى نجري انتخابات ويختار الشعب من يمثله ... ونقول إن ألمسيحيي والايزيدي والصابئ والشيعي والسني سواء لا فرق بينهم ... ونحن كذلك عشنا خلال فترة الدولة القومية والوطنية والتي استمرت منذ 120 لغاية اليوم هذا التعايش الجميل الرائع والمودة والنخوة , والتي سميناها بحق المودة والنخوة العراقية ... والتي اختفت هذه الأيام هذا الذي نتباكى عليه حين نشاهد داعش وما تفعله ...

فهل الإسلام هو حياتنا المتعايشة الجميلة المبنية على حب الوطن ...

إما الإسلام هو داعش وأسلوبها بالحياة , أسلوب المقاتلين الأجلاف والذي جاءوا من الصحراء والمدن البعيدة حتى يقاتلوا في العراق وينشوا دولة الخلافة هذا الحلم البعيد المنال ... والذي لا يقام إلا على الجماجم وانهار الدماء ..

المشكلة كبيرة ومتجذرة جدا , والمشكلة إننا نحمل في أنفسنا هذه الازدواجية بين كثير من المفاهيم الاسلامية والمجتمع الذي نحاول إن نخلق ونتعايش به ...

داعش اليوم لو لم تجد في القران والسنة المحمدية , ما يعينها على إنتاج هذا الفكر المنحرف , لما وجدنا داعش ...
إذن أين الخلل ...

هل المشكلة في تفاسير القران ... أم المشكلة في الرجال من يقومون بهذه التفاسير , والذي لابد إن يديروا لجام هذا التفسير لمصلحتهم ... فكيف نستطيع إن نقي القران ومن هؤلاء والذين يجدون في القران تحقيق لأرادتهم هم وليس إرادة الله ...

وقالوا إن اليهود والنصارى حرفوا كلام الله من موضعه , ونقول أليس من التحريف أيضا استخراج معاني جديدة لكلمات قديمة تحيد الإسلام عن أهدافه ... ومن اجل دراهم قليلة أيضا .. ومصالح شخصية بالضرورة ..

فهل يمكن إن نجمد التفاسير على تفسير واحد ونقول انه تفسير معتدل , وهذا سوف يؤدي إلى جمود الدين ويجعله فقط لمرحلة معينة فقط , إما نترك لمن شاء إن ينتج تفسيره الخاص , وهذا يؤدي إن تخرج لنا اليوم وغدا الكثير من التفاسير المتشددة والمنحرفة أيضا ....
تشاهدون اليوم إن الإسلام واحد والقران واحد والنبي واحد والرب واحد ...
ولكن لدينا أكثر من رؤية وصورة وتفسير لنفس الكلمات ...
فلدينا تفسير شيعي ... وهذا بحد ذاته ينقسم حسب المرجعية والروية ..
ولدينا تفسير سني ...
ولدينا تفسير وهابي ...
ولدينا تفسير .. لجماعة البهرة أو الاسماعلية ... أو حتى الدروز .. وهؤلاء جميعا خرجوا من تحت عباءة الإسلام فماذا نقول ونحلل ونفكر ونتدبر ...

المشكلة في رأيي إن الإنسان كائن متحرك يسير إلى تكوين مجتمعات تلاؤم طبيعته ...

والإسلام يحاول إن يكون جامدا على فكر وتفسير معين ويتوقف عن العام الهجري الأول ... ولكن تحرك الإنسان للغد والمستقبل يخرج مئات المشاكل والتي لا حل لها .. فيحاول إن يجد لها الحل والمخرج .. فينحرف رغما عنه عن الساعات الأولى للإسلام ... وهذا لا يرضي أبدا المتشددون ... والذين يجدون في كل شي جديد بدعة " وكل بدعة ضلالة وكل بدعة في النار " و خروج عن الإسلام وعادات يجب إن الابتعاد عنها ... الفكر المتشدد هو في حقيقته صراع بين المجتمع المتجدد يوميا .. والفكر الذي يتوقف بالزمن عند العقد الأول الهجري ...

مشكلة كبيرة وتبقى لان ليس لها إي حلول جذرية ...

سلمان محمد شناوة



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النضال من اجل 8 ساعات عمل ..
- ماذا يعني إن يكون الأمير مقرن وليا للعهد ....
- نظرية مالتوس عن حتمية الفقر ...
- الاخلاق ... والألتزام ...
- سيمون دي بوفوار امرأة لا تشبه إلا نفسها ...
- الحرية من الحُسين الى جيفارا ....
- المنسيون في ثورة الحسين ...
- تأمل في ارادة حرة ...
- بين عبد الرحمن بدوي وسارتر
- كيف نفهم الوجودية ...
- هؤلاء البعيدين عن الدولة ....
- الوطن يختفي حين تسود الطائفية ...
- الدين وحاجتنا اليه ...
- الصراع في سوريا ...
- لماذا احمد القبانجي ؟ !!!
- بعض العلمانية ودعونا نعيش
- زيرو دارك ثيرتي
- الحرب في مالي
- ارغو هذا الفيلم المزعج ...
- ألعريفي وتناقضاته العجيبة ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - المتشددون ... والمجتمع