مسَلم الكساسبة
الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 22:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مثل هذه الاعوام من القرن الماضي كان حلف جديد يتشكل في المنطقة هو حلف بريطانيا- العرب ضد دولتهم انذاك الدولة العثمانية .. ونشأ عنه التقسيمات الحالية للوطن العربي وما عرف فيما بعد ب مسألة فلسطين والتمكين لعائلات واسر حاكمة تقاسمت هي والقوى الكبرى المتنفذة ضمن تفاهمات غير مكتوبة السلطة والنفوذ والثروة وغيبت الشعوب ..
مرت مئة عام والمنطقة لم تخرج من اتون الدم والصراع والأحلاف المجهولة الغادرة ..
بالنسبة للقوى الكبرى فالمنطقة مهمة لمصالحها وهي منطقة لا تحكمها شعوبها بل تُحكم وتُدار بوضع اليد من قبل عيل ومشايخ وضباط مغامرين وكلها اشكال للحكم بمقاييس الحكم الحديثة تعتبر بمثابة نهب للسلطة ووضع لليد ، ما يشجع تلك القوى بدورها ان يكون لها وجود ونفوذ - وما حد احسن من حد - ما دام النظرية هي سلبطة ووضع يد .. فما الذي يمنع تلك القوى من ان تدلي بدلوها في ظل غياب شعوب تلك المنطقة عن اوطانها ومقدراتها ومصائرها.
حافظت تلك القوى على منسوب من التوتر والفوضى في المنطقة طوال تلك المدة وان لم يوجد كانت تخلقه وتخترعه ومن امثلة ذلك :قضية فلسطين (لا تشكل فلسطين من مساحة الوطن العربي مقدار واحد بالمائة مع ذلك يقبع ى الوطن العربي كله في الظل ولا تسمع غير فلسطين وقضيتها ، وليس ذلك تقليلا من شأن القضية بل للقول ان هناك قصدا وبرمجة في استحداث وخلق تلك القضايا والنفخ فيها لتبقى بؤرا تولد العنف ومحركات اشغال للمنطقة ، وقضية الحرب على الارهاب بعد الحرب على الشيوعية وهكذا ..
ففي العقيدة القتالية لتلك القوى دائما لابد من وجود عدو .. تنجح في التجييش ضده والتحالف لمواجهته وهكذا ...
ايام الشيوعية "الكافرة" كان المسلمون السنة هم اهم واكبر حلفاء امريكا ضد الاتحاد السوفييتي باعتبار الأُوَل اهل كتاب والآخرين "ملاحدة كفار " ((خذو من عقل المسلمين وازرعوا بصل .)).
وبعد التخلص من الخطر الاحمر بمساعدة المسلمين السنة انفسهم "القاعدة " وضعت امريكا ومعها حلفها من جديد ضمن عقيدتها القتالية عدوا جديدا هو الاسلام ..حليف الأمس
ومن الطرائف ان المسلمين السنة انفسهم ما غيرهم هم حلفاء امريكا لمواجهة هذا العدو الجديد المفترض .
وكانت 11 سبتمبر قاصمة الظهر لإعلان الحرب العالمية الجديدة على ما عرف بالإرهاب ؟ وهو القناع والمصطلح الرديف ل إسلام .. ذلك الارهاب الغامض والذي الى الان لا نعرف له منشأ او مصدر سوى امريكا ذاتها والدول المجرمة المتحالفة معها من الانظمة التي لا يوجد عليها رقيب او حسيب من شعوبها يمنعها ان تخالف وتحالف من شاءت كيف شاءت .. والتي لا تتحصن بدعم من تلك الشعوب لترفض مثل تلك الدعوات المشبوهة او تميط اللثام عن اسرارها وبواعثها وهي لا شك تعرف ؟
ولا ندري ماذا سينجلي عنه الغبار ونحن في بدايات قرن جديد وبعد المئوية الاولى من حلف تمخض عن تقسيم المنطقة وإشعالها يشكل ما زال مستمرا حتى اليوم .
#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟