فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 20:40
المحور:
حقوق الانسان
مع حصول حکومة حيدر العبادي على الثقة من البرلمان العراقي، فإن الانظار صارت تتجه و تترکز أکثر على العبادي و تنتظر منه الشروع بممارسة صلاحياته حتى يتم تقييمه و الحکم عليه تبعا لذلك، خصوصا وان العراق وبعد التجربة المريرة لحکومة نوري المالکي و التي إستمرت 8 أعوام صار بأمس الحاجة الى حکومة تعيد العراق الى عافية نسبية و تمهد للقضاء على الظواهر و المظاهر السلبية التي تم إقحامها خلال ولايتين من حکم المالکي.
من الواضح أن معظم الاطراف و الشرائح و الاطياف و الفئات العراقية التي لحقها الظلم او الاقصاء ستتمکن بصورة او بأخرى من العمل من أجل الدفاع عن حقوقها و مصالحها و تطرح وجهة نظرها بأکثر من طريقة وعلى أکثر من صعيد، لکن سکان مخيم ليبرتي الذين تعتبر قضيتهم من ضمن القضايا المطروحة بقوة على بساط البحث و المناقشة و تنتظر الاجابة على أکثر من سؤال بصددها، فإنه ليس هناك في داخل العراق من يدافع عنهم و يطرح وجهة نظرهم و موقفهم أمام حکومة العبادي، خصوصا وان ممثلية منظمة الامم المتحدة في العراق و السفارة الامريکية في بغداد، لم تبديا لحد الان موقفا إيجابيا يمکن الاعتماد و البناء عليه فيما يجري منذ أکثر من 28 يوم من تشديد الحصار المفروض على المخيم حيث لايسمح بدخول المواد الغذائية و المحروقات و الادوية، لکن مع ذلك فإن أنظار الاوساط المعنية بحقوق الانسان و الاوساط السياسية و الحقوقية المهتمين و المناصرين لسکان ليبرتي تتجه الى حکومة العبادي وهي تنتظر منها موقفا واضحا فيما يتعلق بموضوعين أساسيين يعتبران بمثابة تلبية الحد الادنى من حقوقهم المشروعة وهما:
اولاـ ضمان أمنهم و حمايتهم و الاعتراف بحقوقهم کلاجئين سياسيين.
ثانياـ إعتماد منهج للتعامل معهم من جانب الحکومة الجديدة يعتمد على المعايير الانسان و مبادئ حقوق الانسان الى حين مغادرتهم للعراق.
مايلفت النظر و يستدعي أکثر من الانتباه و الملاحظة، هو أن هذان الموضوعان الأساسيان اللذان تعهد بهما كل من الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة خطيا أكثر من مرة لتوفيرهما لسكان ليبرتي الا أن الحكومة العراقية قد خرقتهما باستمرار وبأسوأ صورة. ولذلك فإن مدى و کيفية إهتمام الحکومة العراقية الجديدة بهما و التعامل الناجم و المتداعي عن ذلك يمکن القول بإنها تعتبر بمثابة اختبار واضح للحكومة العراقية و لحيدر العبادي نفسه من حيث الالتزام بالقيم المعترف بها دوليا. كما انها اختبار محدد لأمريكا والأمم المتحدة في علاقاتهما مع الحكومة العراقية الجديدة.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟