|
من الذاكرة العراقية وأثرها في الحاضر السياسي
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 00:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الذاكرة العراقية وأثرها في الحاضر السياسي المتتبع للمشهد السياسي العراقي وتداعيته ، والخلافات بين الفرقاء السياسيين وما تتركهمن اثار على مجمل العملية السياسية . أن السير في العملية السياسية لأخر الطريق هو هدف ستراتيجي يجب ان يكون ديدن كل الشركاء في العملية السياسية ، ولا تعفي احدا من المسؤولة هذه من الفرقاء السياسيين الذين أرتضوا لأنفسهم العمل سويتا للمضي قدما في بناء الدولة المدنية ونظامها الديمقراطي ، والقائم على الدستور والقانون ، وتكون المواطنة وقبول الأخر هي المعيار ، ولا يجيز هذا المنهج والذي تم أقراره ، لا لأحد الخروج عن هذا الطريق ، أو التغريد خارج السرب ، وبأعذار واهية وتبريرات مظللة ، وطعن العملية السياسية والخروج عن الأجماع الذي جاء به الدستور وخاصة في المبادئ العامة ، وتفسير مواده وبنوده حسب أهواء ورغبات ومشاريع هذه القوة أو تلك ، وهذا الفصيل أوذاك ، وطرح مطالب وأشتراطات ومعوقات بحجة كونها مطالب لجماهيرهم التي يمثلونها ، وخرقا لمواد مازالت مثبتة في الدستور ، ولم يتم تغييرها ، ويهدد الأطراف الأخرى بعدم المشاركة! ومحاولة تحريك جماهيرهم ضد العملية السياسية لخلق المعوقات وتأزيم الشارع العراقي والذي هو مأزوم منذ زمن ، وهذا يعكس أنطباع يوحي بعدم الحرص على سير العملية السياسية وتخطي لأزماتها !...وهي كثيرة ومتشعبة ، يضاف الى ما أستجد منذ العاشر من حزيران المنصرم بأحتلال محافظة نينوى وصلاح الدين وتهديد مناطق في كركوك وأربيل من قبل القوى الأرهابية من داعش وحلفائهم الأرهابيين والبعثيين وبقايا النظام السابق والنقشبنديين الذي يقودهم عزت الدوري ، وما عاثوا به من جرائم وأثام وأثره على مجريات الحياة في مختلف المدن العراقية . أن الأصوات التي أنطلقت وما زالت تنطلق بعودة حزب البعث الى الحياة السياسية ، واللاءات التي تنطلق من هنا وهناك ، في ما يخص المسائلة والعدالة وقانون العفو العام والذي يشمل رجالات النظام المقبور ، نظام البعث ، ( وما يطلق عليها المصالحة الوطنية !!!) والمقصود بالمصالحة حسب أدعائهم ....هي ( المصالحة مع البعث !!) ومن دون ذلك لا توجد مصالحة ، وأن لم يتم ألغاء تجريم البعث وتأهيله سياسيا ، فلا توجد ديمقراطية ّحسب أعتقادهم ؟ ..ولن تكون هناك دولة مؤسساتية !!....هذا كل ما يبغيه البعثيون العاملون في الحكومات و البرلمانات السابقة ، والمنتخبين في البرلمان الحالي ومنهم من تم أستيزاره في الحكومة التي شكلت ليلة أمس الأثنين ، وشعار هؤلاء البعثيون والذين يمثلون حزب البعث وسياسته ونهجه !، من خلال نشاطهم المكشوف والعلني وأصواتهم التي أخذت ترتفع الأونة الأخيرة في البرلمان والحكومة والأعلام !!؟، وربما لأستقوائهم بالعامل الخارجي المؤيد لهم في بعض بلدان الجوار ، وهذا بحد ذاته مخالفة دستورية يعاقب عليه القانون . أنا هنا أريد أن أسأل هؤلاء السادة ، هل أنتم تؤمنون بالديمقراطية وحقوق الأنسان والتبادل السلمي للسلطة ؟...وترفضون العنف والممارسات اللائنسانية لكائن من كان ؟ وتعملون من اجل بناء الدولة المدنية ؟...دولة المؤسسات والقانون ؟ ..وهل حقا تؤمنون ( بالوحدة والحرية والأشتراكية !!) ألم يكن هذا شعاركم الذي رفعتموه من منتصف الأربعينات من القرن الماضي ؟ . التأريخ السياسي لحزب البعث وسياساته التي ألحقت بشعبنا والمنطقة أفدح الأضرار والكوارث والمحن ، وعلى أمتداد تأريخهم ، أثبتوا وبشكل عملي وملموس بأنهم لا عهد لهم !..وأبعد ما يكونوا عن الديمقراطية وحقوق الأنسان والدستور والقانون !، وشواهد التأريخ القريب والذي مضى.... لهو دليل دامغ على همجيتهم وظلمهم وخرقهم لكل المواثيق والأعراف، ولحقوق الأنسان ، وتأسيسهم لأنظمة دكتاتورية وفاشية في المرحلتين التي أستلموا بها مقاليد السلطة في أنقلاباتهم الدموية ، في عام ( 8 شباط 1963م/--- وفي 17--30 تموز 1968م) وشهد العالم وكل القوى الديمقراطية والتقدمية حجم الجرائم التي ارتكبت والدماء التي سفكت ، والسجون التي أمتلئت وتحولت الملاعب والنوادي الى معتقلات ، وزج بالألاف في غياهب السجون وفي ضروف أرهابية غاية بالبشاعة والهمجية !..لا لسبب جنائي أو أي مسوغات قانونية تذكر ؟..فقط لكونهم غير بعثيين أو بذريعة كونهم متهمون بالأنتماء للحزب الشيوعي !..أو كونهم قريبين من فكرهم ، كان هذا كله بعيدا عن القانون وبعيدا عن القضاء العادل ، ومن خلال محاكم صورية وغياب كل الأجرائات التي تحمي حقوق المعتقلين ، هذا ما حدث في أنقلاب شباط الأسود عام 1963م ، ورغم كل الذي ارتكبوه فما زال يحتفلون البعثيون بهذا اليوم المشؤوم!؟ على أنه (ثورة !؟) ، وهنا أسأل ..ما ذا يدلل الأصرار على عدم الأقرار بهذا اليوم بأنه يوم حزين في تأريخ العراق . وما كاد الجرح الذي احدثته ردت شباط الاسود أن يلتأم ؟، فقد قام البعثيون مرة أخرى بأنقلابهم الذي أسموه بالأنقلاب الأبيض ، والذي أسقطوا حكومة عبد الرحمن محمد عارف في 17 /7/1968م ، وللمرة الثانية لم يتعلم البعثيون من تجربة شباط الأسود ! ولم يتراجعوا عن غييهم وأصرارهم في السلوك نفسه !...بل أكثر ضراوة وبشاعة وغدرا !...فبعد أقل من عام على أستلامهم مقاليد السلطة وفي ربيع عام 1969م قام البعث بحملة بربرية في صفوف القوات المسلحة ..بين صفوف الضباط وضباط الصف بحملة اعتقالات شملت كل من يشتبه بهم بتعاطفهم مع الفكر اليساري ومع الشيوعية وأرسالهم الى معتقل سرية الخيالة وكان يديره الجلاد على العزاوي ، والذي كان يطلق على هذا المعتقل ( سرية الأمن ) كذلك كان يضم بعض البعثيين ما يطلق عليهم ( بعث سورية ) وكذلك يوجد مجموعة من اليهود بتهمت العمالة لأسرائيل !،، وكنت أحد نزلاء هذا المعتقل ونلت من بركاتهم من التعذيب والأهانات والضروف القاسية في هذا السجن ، وبعد أطلاق سراحي تم فسخ عقدي من الجيش ، وتغريمي الكفالة التي قدمتها مع الأوراق الخاصة في المدرسة التي قبلت بها للدراسة لمدة ثلاث سنوات وقد انهيت الدراسة وقبل تخرجي بأيام تم أعتقالي ، وقد صدر حكم بتحميلي الكفالة ودفعتها مضطرا !، بالرغم من توكيلي المحاميين الذين كلفهم انذاك الرفيق مكرم الطلباني بعد أن قابلته في مكتبه عام 1973 م وبتوصية من الحزب ، المحاميين هما ( سعد يحي قاف ---وعزيز حمدي ) وكليهما من الموصل ، ، وقد ترافع عني في محكمة صلح الكرادة نتيجة الدعوى التي أقامها المشاور القانوني لوزارة الدفاع وكان أنذاك ( راغب فخري ) ورغم الجهود الكبيرة لهذين المحاميين الكريميين ، فقد أنذ ر راغب فخري المحاميان ، بأنه أذا أستمروا بهذا الأسلوب وطلبات التأجيل ولأسباب مختلفة ، سوف يوصي بأعتقالي وأصدار حكم من محكمة عسكرية ، فأخبروني بصدور قرار تغريمي الكفالة وضرورة دفعها ، كذلك بدء البعث بعمليات أغتيال ، فقد تم في صيف 1969م بأغتيال الرفيق ستار خضير في شارع فلسطين ، والرفيق شاكر محمود في بغداد .. قرب مشفى اليرموك ، وكلاهما عضوين في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي . وفي عام 1970م وبعد التوقيع على بيان اذار في 11 أذار وفي الثاني والعشرون منه كان هناك أحتفال رسمي من السلطة ومن الحركة الكردية وبعض القوى السياسية المقرر قيامه في رأس القناة ، وكان من المفترض أن يكون حزبنا ممثلا بالرفيق محمد أحمد الخضري ( عضو منطقة بغداد ورئيس القائمة المهنية للمعلمين ) وعند مغادرته منزله في بغداد متوجها لحضور الأختفال بمناسبة عيد نوروز وبالتوقيع على بيان أذار ومنح الحكم الذاتي للشعب الكردي ، وأثناء خروجه من منزله أعترضته مجموع من رحال الأمن وأقتادوه الى مديرية الأمن العامة ومن ثم الى قصر النهاية وبأشراف الجلاد ناظم كزار ، وتمت تصفيته ، ومن ثم وضع بسيارته وأخذ الى مدينة الخضر ، التي وضعت عند جسر الخضر ، وبعد أن عرف بعض الناس بوجود قتيل في سيارة متوقفة عند جسر الخضر ، ذهب الرفيق أبوعامر ومعه من أهل المدينة للتعرف على المجني عليه ، وأذا هو الرفيق الشهيد محمد أحمد الخضري ، هذا ما أخبرني به الرفيق أبو عامر وكان رجل مسنا أنذاك ، والذي ألتقيته في فصائل الأنصار في قاعدة برسرين في كردستان عام 1970م ، بعد أن أضطررت ونتيجة الهجمة الشرسة التي تعرض لها الحزب ومنظماته الديمقراطية والنقابية في العراق . وبعد هذا الحدث وفي الحادي والثلاثين من أذار من عام 1970 بدء النظام الأرهابي حملته الشرسة وبشكل مجنون وواسع ، وبحملة أرهابية شملت العراق كله ، ومستغلا الأتفاق الذي وقعه مع الحركة الكردية ، وعلى أثر هذه الحملة البربرية والتي أزدادة وتيرتها بعد المؤتمر الوطني الثاني الذي عقد في دركلة عام 1970 ، وعلى أثرها تم أعتقال توفيق أحمد عضو اللجنة المركزية والرفيق غلي البرزنجي والرفيق ثابت حبيب العاني ومئات الرفاق والكوادر القيادية والميدانية، ولم يسلم من هذه الحملة حتى الشبية الفتية ، وأضطر المئات من الرفاق والأصدقاء والقادة الى الأختفاء عن أعين القوى الأمنية الأرهابية ، واستشهد على أثرها الرفيق على البرزنجي والرفاق أعضاء منطقة بغداد الشهدين عبد الأمير سعيد وعزيز حميد العاني ، وعضو منطقة الفرات الأوسط القائد الفلاحي كاظم الجاسم ( أبو قيود ) وأضطر العشرات الى الهروب والألتحاق بفصائل الأنصار بعيدا عن أعين رجال الأمن وليسلموا من بطش الجلادين ، وأنا هنا أئتي على عينات من همجية وفاشية البعثيين ،ولأبين نهج البعث ونظامه المقبور في فترات حكمه ، والحرية التي كان شعبنا وقواه السياسية ينالوها على ايدي هؤلاء !!!!؟ والتي كان يتمشدق بها من خلال شعارهم الموهوم ولتبيان حقيقة نهجهم وسياستهم الادكتاتورية والأرهابية . وبالرغم من كل الذي حصل على يد هؤلاء الرعاع، فقد بدأت مباحثات وقنوات بين حزبنا وقيادة البعث ، ورغم الجراح وتساميا عليها وخدمة لجماهير شعبنا التواقة الى الحرية والديمقراطية والأنعتاق ، وبالرغم من رأي المؤتمر الوطني الثاني للحزب المنعقد عام سبعين والذي صنف البعث ونظامه ( كونه نظام برجوازي معادي للديمقراطية والشيوعية ) ولا أدري هذه تحسب للحزب أم عليه ؟...قلت رغم كل ذلك عض الحزب ورفاقه وقيادته على جراحهم العميقة وما خلفه ذلك من تداعيات فكرية وسياسية وتنظيمية ، رغم كل ذلك فتح الحزب قنوات أتصال مباشرة وأثمرت المفاوضات على توقيع ميثاق الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ، ووقع الميثاق عن حزبنا الرفيق عزيز محمد السكرتير الاول للجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي ، وعن البعث ونظامه الرئيس أحمد حسن البكر ، وكان توجه الحزب كونه تحالف ستراتيجي لأنجاز مرحلة بناء الدولة الوطنية الديمقراطية ، ولاكن كان تحالف البعث مع الحزب تحالف تكتيكي الغاية منه تحقيق أهداف سياسية ضيقة والغاية الأخرى هو كشف نشاط الحزب ومنظماته لكي يسهل على أجهزته القمعية ضرب الحزب ضربات موجعة ومدمرة حسب ما كان يخطط وما أتضح لاحقا حقيقة توجهه ونواياه . ورغم كل السلوك اللاجبهوي والمخالف لميثاق وفحوى التحالف وأهدافه ، وبالرغم من كل الممارسات القمعية والمجحفة للحزب ومنطماته ، من خلال التضييق عليه وعلى جماهيره ، فقد أستمر الحزب بالبحث عن المشتركات التي تعزز التحالف وتدفع العمل الجبهوي الى مراحل رحبة ، والبحث مع قواعدهم وكوادرهم لأذابة الجليد الذي بدء بالتراكم ، وأستمر النظام بنهجه المعادي للحزب ولرفاقه وجماهيره وأزدادت الضغوط على أعلام الحزب ومقراته وجماهيره ، من خلال الأعتدائات المتكررة والأعتقالات وغيرها ، وتكللت في ربيع 1978م بتلفيق أتهامات ظالمة وباطلة لعدد من العسكريين الذين تم أعتقالهم ومحاكمتهم من خلال مسرحية أو يمكن وصفها بالمهزلة ، وحكم على ثلاثة وثلاثون شخصا منهم بالأعدام بتهمة الأنتماء الى الحزب الشيوعي ، وبالرغم من كل الوساطات والجهود الكبيرة التي قام بها الحزب على المستويات الداتخلية والعربية والدولية فقد أصر النظام وبعناد وعجرفة وحماقة وعنجهية منقطعة النظير ، فقد أقدم النظام على تنفيذ حكم الأعدام في أيار 1978م بهذه الكوكبة الشابة والبريئة ، وبعد هذا الأجراء والعمل الأرهابي بدء المشهد السياسي تتصاعد وتيرته ، وكل المؤشرات تشير بأن النطام مقدم على عمل أرهابي ضد الحزب ورفاقه والعمل على الأستعداد لمواجهة هذه الضروف العصيبة التي تواجه الحزب وقيادته وكوادره ، وامكانية تلافي هذا العمل الأرهابي المرتقب هو من الأمور العسيرة ، وقام الحزب ببعض الأجرائات التي تمكنه من تقليل حجم هذا الأرهاب المرتقت ، فأوعز لبعض الكوادر المكشوفة والمتوقع أن يستهدفها النظام بمغادرة العراق متى ما كان ذلك ممكنا ، ومن لم يستطع فعليه الأختفاء ، ولا كن حجم المنظمات كان كبيرا والكثير من الرفاق لا يمتلك وثائق تساعده على الهرب ومنهم من لم يستطع ماليا لتدبير تكاليف السفر ، والبعض تمكن من المغادرة والبعض الأخر أختفى عن أعين الأمن ومنظماته التي تحولت الى رجال أمن ومخبرين مما ضاعف حجم الخطر الداهم ، ونتيجة للسياسة المعادية للديمقراطية ولميثاق الجبهة الموقع مع هرم الدولة ، تبين فيما بعد بأن هؤلاء ليس لهم عهد ولا ميثاق ، فوقع المئات من رفاقنا بين أيدي هؤلاء الجلادين وتمت تصفيتهم ومنهم من تم دفنه حيا في قبور جماعية ، وهؤلاء الضحايا من مستويات مختلفة فمنهم العالم والأديب والمهندس والمدرس والفني والطالب والصحفي والطبيب والفلاح والملاك والموظف ، وأغلبهم من أصحابي الكفائات والخبرات الفنية والعلمية ، وهم ثروة بشرية وعلمية وسياسية وفنية ، وهو تذكير لمن هم اليوم يتباكون على البعثيين كونهم أصحابي خبرات وكفائات لا يجوز التفريط بهم !!!!؟؟ نعم وأنا مع فسح المجال لكل من لديه القدرة والدراية والأهلية لخدمة بلده وشعبه ويساهم في بناء هذا البلد الكريم ومن دون تمييز بين الناس ولأي سبب كان ، ولاكن لماذا فرطتم بهذه الألاف من خيرة أبناء شعبنا ومناضليه ومن الكفاءات العلمية والثقافية والفنية ؟ ...لماذا تنبسو ببنت شفة وترفعوا أصواتكم لأنصاف هؤلاء ، وأحقاقا للحق من خلال دفع هؤلاء الذين أقترفوا هذه الجرائم ، لتبيانها والأعتراف بخطيئتهم وجريمتهم ، والأعتذار لذوي الشهداء أذا كنتم راغبين لقيام مصالحة عادلة ومنصفة وتعيد الحق لأهله وحتى تلتأم الجراح وتصفو الأنفس ويصفح ذوي الضخايا عن جلاديهم أن رضو بالصفح عن هؤلاء المجرمين ، أم هذا غير موجود في القاموس السياسي البعثي ، وتريدون أن تصفح الضحية عن جلاديها ؟ هو هذا العدل والأنصاف الذي في شرعتكم وفي فلسفتكم ؟ هل هذه الحرية التي تتغنون بها ؟ ، هل دماء المفكر والصحفي والكاتب عزيز سيد جاسم ورئيس تحرير الثقافة الجديدة والمسؤول عن أعلام الحزب والمثقف والشخصية الأجتماعية والسياسية الرفيق طيب الذكر صفاء الحافظ ورفيقه وزميله الرفيق صباح الدرة والرفيقة عايدة ياسين هل هؤلاء لم يكونوا من اصحابي الكفائات ؟ ، ولو أسترسلت في الكتابة.... لسطرت المئات من خيرة أبناء شعبنا ومناضليه ومثقفية وكادحيه ، ولا يتسع المجال ومن يرغب بالتعرف على البعض ليذهب الى الكتب التي تم توثيق البعض من شهداء الحزب وهناك مازال المئات من هذه الأعلام من شهداء الحزب ومن القوى الوطنية والاسلامية والذين يشكلون وصمة عار في جبين البعث ونظامه المقبور ، ولا بد أن تنصفهم العدالة في يوم ويعاد لهم الأعتبار وتكتب أسمائهم بحروف من ذهب . هذا هو أحد الشعارات التي تغنى بها البعث المقبور وقد أطلعتم على حريتهم التي منحوها لشعبنا وقواه السياسية ، والتي لم يعترف يوما بوجود قوى سياسية أو حزب سياسي غير حزبهم اللعين، ولن يسمح بممارسة العمل السياسي لغير حزبه ومارس مع كل القوى السياسية مجتمعتا كل أنواع البطش والقمع والتشريد والسجون والموت ، ومن لم يشك في صحة ما بينته ؟ عليه أن يذهب الى كل الأحزاب الموجودة على الساحة العراقية ويتيقن من كل كلمة وردت هنا . أما الوحدة التي يتغنى بها البعث وما زال ، فهي تتحدث عن نفسها فلقد ساهم البعث ونظامه المقبور وبشكل غير معقول في تعميق الوحدة العربية من خلال أبتزاز الدول المجاورة الى العراق ، وأخذ الأتاوات من هذه الدول ، مثله كمثل أي قاطع طريق ، وتخريب العلاقات العربية العربية وأحتلاله لدولة الكويت والتأمر على سورية والتي يحكم فيها حزب البعث!! ، ولاكنه ماثلها العداء بسبب منافسته على القيادة والريادة للقيادة القومية ، فأسسوا قيادتين وتنظيمين حللا للأشكال الفكري الذي قد يهدد حزبه !!، والنتيجة أنقسم الحزب الى ثلاث أو أربعة أقسام وكتل ، هذه هي الوحدة التي يتباها بها البعثيون وتأمروا على ثورة تموز بسبب الوحدة التي أختلفوا بها مع الشيوعيون الذين رؤوا بأن قيام الوحدة المطروح حاليا غير ناضج ومن الممكن قيام الأتحاد الكونفدرالي بين بلدين أو أكثر ، وبدء الأحتراب السياسي على أشده والى يومنا هذه ، فمبروك لكم وحدتكم أيها البعثيون الوحدويون ؟!!. ونتيجة للحربين الكارثيتين التي خاضهما النظام المقبور وما كلف شعبنا وجيشنا من خسائر مادية ومن ارواح بريئة زهقت ، وألام يجترها شعبنا حتى يومنا هذا كله نتيجة ما زرعه النظام الغير مأسوف على رحيله ، كل هذه الكوارث والنوائب نتيجة سياسة وحماقة وجنون النظام وحزبه ، ولا ندري متى سنخرج من عنق الزجاجة التي وضعنا بها قبل أن يغادرنا مذموما مدحورا وعليه لعنة التأريخ والشعوب معا ، أما عن الأشتراكية فهي كذلك تتحدث عن نفسها ، فعند تسلم البعث السلطة عام 1968م كان سعر برميل البترول دون العشرة دولارات ، فقد قفزت أسعار البترول بعد ما كان يطلق عليه حرب الأستنزاف والتي تكللت بحرب 1973م بين مصر وسورية وأسرائيل ، ونتيجة هذا الأرتفاع في أسعار البترول حدث تضخم كبير في أيرادات العراق النفطية ، فأنعكس ذلك وبشكل نسبي على حياة الناس وزادت القدرة الشرائية للفرد وحدثت حركة عمرانية وصناعية وزراعية وبشكل ملموس ، ولاكن جنون العظمة التي أنتابت رأس النظام ، ففقد توازنه ولم يتمكن من أستيعاب هذه الزيادة المالية ، وبدلا من المضي في الأعمار والأستثمار بمشاريع ترفع قدرات العراق الأستثمارية والتنشغيلية ، بدل من ذلك أتجه صوب عسكرة الدولة والمجتمع ، تحت شعار كل شئ من أجل المعركة؟ ، وأصابه هوس سياسي ، ونشوة الكرسي وشعورة بأنه من بلد فوق كل البلدان الأخرى ، وبدل من التواضع ومد يده للمحيط العربي والأقليمي!!! ذهب بعيدا مقلدا هتلر وستالين وموسيليني !..وربما في سريرته هولاكو ، وبدء بعقد صفقات شراء معدات عسكرية وطائرات ومدفعية ثقيلة وطائرات مقاتلة ، وأسس وزارة التصنيع العسكري وبدء يتطاول على جيرانه ونشبت الحرب العراقية الأيرانية ، ودول الخليج تنفخ به وتضخم من أمكاناته ، فصدق المعتوه هذا الهوس الذي يداعب أفكاره النرجسية النزقة والصبيانية وأستمرت الحرب ثماني سنوات مدمرة أتت على كل شئ ، وبدء يستجدي مرة! ومرة مهددا ومتوعدا تارة أخرى، حتى حدثت أن وقع بالقاضية عليه وعلى كل ثروات العراق المادية والبنى التحتية ، وخسارته المذلة للحرب وأخراجه من الكويت ، وفرض الحصار المذل على العراق وشعبه والذي لم يشهد العالم مثيلا له في التأريخ الحديث ، وأستمر حتى أحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م، والعراقيون لن ينسوا ما تركه الحصار من أثار على الشعب العراقي وحجم الكوارث والضحايا التي نتجت عنه ، ومازال شعبنا يدفع فاتورة ما زرعه صدام حسين ونظامه وحزبه ، والتي أستمرت ليومنا هذا ولا نعلم متى ستنتهي هذه المصائب التي صبت على العراق وشعبه . هل يدرك هؤلاء المدعين من الذين مازالوا يسوقون للبعث ولنهجه وبنفس الطرق الملتوية والديماغوغية المتعجرفة ، ولا يريدون ان ينزلوا عن بغلتهم ! ويعترفوا بالحقيقة ، وما جرى طيلة الأريعين سنة الماضية . وهنا لابد من التعريج على الحكومة الجديدة وبرنامجها الذي تم عرضه على البرلمان يوم أمس ، أن قطع الطريق الواجب سلوكه يبدء بالخطوة الأولى في التوافق على اعلان الحكومة والتصويت لها ، ولزوم تبديل النهج وبشكل مختلف عن الحكومات الماضية ، وبنفس الوقت تبديل الوجوه الكالحة والتي فشلت فشلا ذريعا ، وأثبتت عدم قدرتها على تحقيق أي منجز ! لأنها تغلب عليها الرتابة والطائفية السياسية ، وفاقدة للمصداقية والشفافية ...وفاسدة ومفسدة ، وبنفس الوقت تفتقر الى العلمية والمهنية في أدارة الدولة ومؤسساتها ، ولم تبرر ثقة الناس بها وبوطنيتها ، لضعف ولائها الوطني وحرصها على مسؤوليتها الأدبية والأخلاقية والقانونية ، وسبب أخر مهم لهذه الصورة البشعة للقائمين على ادارة الدولة ، وهو غياب المؤسسة الرقابية الفاعلة والنشيطة ؟ لكي تسهر على مراقبة عمل الحكومة ومؤسساتها ، وذلك لأفتقار هذه المؤسسة الى الخبرة والدراية والأبداع وسرعة البديهية في التعامل مع كل حدث ونشاط كونه كائن حي يمكن تطويره أو أرساله الى الدفن وأعلان وفاته لكونه ميت قبل أن يعلن وفاته ، وبنفس الوقت أصلاح القضاء وبروح عالية من الحرص والمسؤولية، لكي نعيد الحياة لهذا الكائن المفصلي والمهم في كل دولة ناجحة ، معالجة المنظومة الأمنية والسهر عليها ورفدها بكل ما يرفع من أدائها وتوحيدها كونها غير قابلة على القسمة ، وغير خاضعة للتراضي والمحاصصة وأعادة الخدمة الألزامية هي أحدى الوسائل التي تعمق أنتمائها الوطني وتلاحم الشعب مع هذه المؤسسة المهمة والأساسية، والتي ستساهم في أعادة بناء وهيكلة الدولة ومؤسساتها المختلفة ، أملين أن تسارع الخطى حكومتنا الفتية ، ونتمنى لها النجاح أذا تظافرت الجهود مجتمعة لدعمها ورفدها بكل مقومات نجاحها ، وهذه مهمة الجميع . صادق محمد عبد الكريم الدبش 9/9/2014م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا وراء طلب ألغاء المسائلة والعدالة
-
المهمة الملحة والعاجلة امام القوى السياسية العراقية
-
رحيل اخر الكبار من شعراء المقاومة والثورة سميح القاسم
-
لتتوقف العمليات الأرهابية الممنهجة من قبل الميليشيات الطائفي
...
-
خاطرة وتعليق على وفاة الدكتور ماجد كنون علي .
-
من يركب البحر لا يخشى من الغرقي
-
لا تلعبوا بالنار يا حكام بغداد
-
أزف الموعد ..والأجراس تسمع من بعيد
-
صباح الخير يا شرقنا الاوسط الجديد
-
نداء ومناشدة بالتصدي ولجم ختان الفتيات في العراق
-
خطاب مفتوح للأستاذ سعدي يوسف
-
نداء تضامن عاجل لأطلاق سراح مدير مفوضية الانتخابات في محافظة
...
-
وقوف الجميع مع العراق ضرورة وطنية عاجلة
-
تعليق على صورة ما يجري للنازحين من المناطق الغربية في العراق
-
رسالة على الهواء الى السيد نوري المالكي
-
مهمات القوى الديمقراطية والشيوعية
-
اللعب بمقدرات الشعب ...ثمنه باهض
-
هل من سبيل للخروج من خطر الحرب الطائفية
-
ما هي دستورية التدخل الأمريكي في التطورات الأخيرة في العراق
-
كيف السبيل للخروج من النفق المرعب
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|