المؤمن لا يعي التطور

تولام سيرف

الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 21:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المؤمن لن يفهم التطور مهما حاول, والسبب ايمانه

هناك صفات طفيفة ومناطق جسدية تتعرض للتأثير اكثر من غيرها
مثلا الاسنان.....كنا نقطف الاثمار ونصطاد الحشرات واحيانا قليلة جدا....بسبب الاخطار.....ننزل
من الشجر ونصطاد السمك او نأكل بقايا ما تصيده الحيوانات المفترسة القوية.
في ذلك الوقت كانت الاسنان مدببة, ولكن بعد نزولنا من الاشجار وبسبب الجفاف بدأنا نتغذى على
بقايا صيد الاخرين اكثر حيث انعدام وفرة الثمار مما اضطرنا الامر الى اللجوء الى تعلم الصيد بانفسنا.
استمر الحال لغاية اكتشافنا منفذ استخدام النار ثم حيث بدأ الطبخ, وهنا حكمنا على الاسنان الشبيهة
بالانياب ان تتسطح وتصل الى الشكل الذي عليه اليوم.

بعد نزولنا من الشجر فقدنا الحماية الطبيعية من الاخطار, من ضمنها الرياح, حيث كانت كثافة الاشجار تحمينا من
الرياح والبرد مع المحافظة على درجة حرارية تكاد تكون ثابتة نوعا ما, مع نزولنا من الشجر واجهنا تقلبات
جوية كثيرة...الحر...البرد...الرياح....الجليد اثناء تنقلنا, فبدأنا البحث عن سبل حماية اجسادنا وتغطيتها
بالجلود..........ماذا حدث هنا؟
في الصيف, الدفء والحر, فكانت الحاجة الى الشعر على اجسادنا قليلة او تكاد تكون معدومة.
في الشتاء تعودنا على ارتداء الجلود للوقاية, وفي هذه الحالة تكون الحاجة الى الشعر ايضا تقريبا
معدومة, ثم وبسبب تغطية الشعر لمدة طويلة, ادى الى ان يصبح الشعر ناعما اكثر واكثر, فبدأنا
نفقد كثافة الشعر وخشونته شيئا فشيئا لغاية ما وصل اليه اليوم.

اهمية استخدام الاظافر اليوم اقل مما كانت عليه سابقا حيث كانت المخالب ضرورية للتسلق
وللدفاع وفرض السلطة والصيد وغيرها, هذه الحياة تغيرت تماما بعد نزولنا من الشجر واستخدامنا
للنار وادوات الصيد والادوات بشكل عام حتى اصبحت تلك المخالب عائقا في حياتنا اكثر مما هي مفيدة.

التطور يسير أبطأ مما نتصور
كلما زادت جذرية الصفة وصغر حامل الصفة, كلما زاد بطء التطور
افضل مثال على ذلك هو التكاثر
البيضة صغيرة وصفتها جذرية جدا
وما زالت بدائية جدا في تكوينها وطبيعتها....صفار وبياض وغلاف....تبدأ بالانقسام بعد التلقيح......لا أكثر,
وما زالت في طبيعتها كما هي منذ مئات الملايين من السنين واحتمالية تطور التكاثر الى اسلوب اخر ضعيفة
جدا على الرغم من ضعف الطبيعة في نقاط معينة كحيض الانثى او عدم قدرة عزل الجنين تماما من الاضرار
او على الاقل ايجاد حل او منفذ طبيعي للتنبيه بشكل واضح عن الاضرار التي تلحق الجنين في وقت مبكر جدا لاتخاذ الاجراءات.

بالتأكيد حصل هذا التطور نتيجة الكوارث التي مرت على الارض
هذه التغيرات يرفضها المؤمن وخصوصا المسلم بل وانه مجبر على رفضها الامر الذي يجعله يؤلف
خرافات لا مكان لها في العلم, ويفرض فكرة الخلق الجاهزة اي ان الله خلق الانسان هكذا كما نعرفه اليوم
خفيف الشعر وعديم المخالب ورقيق في جمال اسنانه.
تلك التغيرات التي حدثت مع الانسان استغرقت فترة طويلة, اضافة الى ذلك فأنها
تسحق تعبير....خلقناكم في احسن تقويم.....بل وتجعل من شخصية الله شخصية مجربة فاشلة
خاضعة الى بيئة الارض وتطورها بل انه يخضع الى مواسم السنة والبرد والجفاف, ويخضع
الى ابداعنا في استخدام النار ويرتاح فترة ثم يخضع لابداعنا في الطبخ, ومازلنا نراه يخضع
لابداعنا سلبا وايجابا, فتراه مثلا لا يستطيع مقاومة اختراعاتنا كالمفاعلات الذرية, فيخلق اثرها بشرا
يحمل انواعا من العوق والتشوة بسبب القرب من المفاعل الذري. فنحن لا نحتاج الكثير لنجعله
خاضعا في خلقه لما نفعله في خلقه, تلويث الانهار في الهند مثال حي على ذلك في تعدد الولادات
المشوهة بالمناطق القريبة منها.

تحياتي ومودتي
تولام

#تولام_سيرف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات