أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - التطرف واحد، سنياً كان، شيعياً، أو زيدياً















المزيد.....

التطرف واحد، سنياً كان، شيعياً، أو زيدياً


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 19:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



جاء إتصاله لي مفاجأة.
شخصية يمنية وطنية معروفة.
إنسان أكن له الإحترام والإجلال.
وصديق عمر والدي.
وجدته عاتباً.
ذكرني بأبي.
كيف كان يتصل بي عاتباً، ينبهني إلى فكرة غابت عني، أو رأي يحسن أن التفت إليه.

قال لي: "تركزين على التطرف السني، وهذا جيد. لكنك تنسين التطرف الحوثي".
يقصد التطرف الزيدي الشيعي.
ثم أردف:"هؤلاء يريدون إمامة. تذكري كيف واقع الامامة في اليمن (الشمالي) قبل ١٩٦٢".

واقع مزري. عزلة وجهل ومرض وأساطير رُوجت حول شخص الإمام الحاكم، "صاحب الخطوة" كما كانوا يقولون.
وحكم طائفي، ترك بصماته على ابناء وبنات اليمن. وإلى المدى أن أول إعلان دستوري للجمهورية العربية اليمنية في ٣٠ أكتوبر ١٩٦٢ نص في المادتين الثانية والثالثة منه على "إلغاء التفرقة العنصرية واعتبار اليمنيين جميعاً سواء امام القانون"، و"إزالة الأحقاد بين الزيود والشوافع". وعندما يكون إلغاء العنصرية وإزالة الأحقاد هو هم اساسي لشخصيات ما بعد الحكم الإمامي، فإن ثمة ما يستدعي التوقف عند الطبيعة الطائفية لذلك الحكم.

ووجدتني أستمع إليه وأنا أفكر، لعله على حق.
لماذا كنت صامتة عن الحركة الحوثية؟

في الواقع ليس هناك ما يستدعي الإنكار.
أنا معروفة بمواقفي المناهضة للتطرف الديني سواء جاء في لباس التأسلم الديني أو في لباس الإسلام السياسي.
كلاهما لايؤمنان بالإنسان. محبة الإنسان والقبول به كما هو/هي.
كلاهما يسعى إلى السيطرة، على الإنسان، حريته، وإختياره.
وكلاهما يسعى إلى التمدد والتوسع والسيطرة على العالم، لأيومنان بحدود قومية، بل بجهاد تجلى في أبشع صوره فيما تفعله داعش اليوم. وكي أذّكر، الجهاد في الواقع هو إرهاب. ليس واجباً دينيا كما يروج له الإسلام السياسي أو حركات التأسلم الديني. ليس فرضاً. بل إرهاب وإجرام.
تماماً كما أني واضحة من الدولتين التي تدعيان الحكم بإسم الإسلام بصورتيه السنية والشيعية.


رغم ذلك فإن ماقاله الجليل صحيح. كان تركيزي تحديداً على التطرف الديني السني.
ربما لأني رأيته يهُد كيان مجتمعاتنا.
ربما لأنه هو الذي غير من وجه الدين في بلداننا. تحول إلى رسالة كراهية. لاعلاقة لها بروحانية مع الرحمن ومحبة للإنسان.

وفي الواقع لم اتعمد تجاهل الحركة الحوثية.
كنت في الواقع أنظر لمطالبها ضمن إطار التعقيد السياسي الإجتماعي اليمني.
حركة زيدية دينية، واجهت تصاعد التطرف السلفي في صعدة ومده منذ السبعينات، بتطرف مقابل.
التطرف يؤدي إلى تطرف مقابل.
ومطالب إجتماعية إقتصادية حقيقية لإقليم صعدة ظلت الحكومات اليمنية تتجاهلها حتى إستغلتها القيادة اليمنية السابقة.
إستغلتها لتواجه خصمها الإصلاحي وتزج بمنافس غير شقيق في حربٍ لُتضعف من قواه.
كنت أنظر دوما إلى الحركة الحوثية من هذا المنطلق.
لكن التطورات الاخيرة جعلتني اراجع من موقفي.

البلد على كف عفريت، تهتريء. تتمزق.
بين دولة غائبة، وصراع قوى قبلية وطائفية ومناطقية، وتطرف ديني سلفي تفشى في اليمن، وتمدد إرهابي لمليشيات قاعدية وجهادية، والحركة الحوثية تستغل ما يحدث.
تستغلها بنفس المنطق الذي كان قائما قبل تولى الرئيس هادي الحكم.
دخلت من جديد في تحالفٍ مع عدو الأمس، ذاك الذي اخرجه الحراك الشبابي والأحمرين من الحكم.
تريد أن تتمدد.
لعبة البقاء لها ولرئيس الأمس.
لكنها لعبة تمتزج بالتطرف الزيدي الشيعي.

والتطرف، عزيزي القارئ عزيزتي القارئة، واحد.
وسواء تلبس بالثوب السني او الشيعي او الزيدي، هو هو واحد.
يكره الاخر. يدعو على "الاخر"، أيا كان بالكراهية والدمار.
ولايؤمن بالمواطنة.
هل ننسى ما فعلته الحركة الحوثية مع القلة الباقية من المواطنين اليمنين من اتباع الديانة اليهودية.
عندما لاحقتهم من ارض اجدادهم، واخرجتهم من قراهم وبيوتهم، ليهربوا إلى صنعاء وبعدها إلى خارج اليمن.
لم يحمهم وطنهم. ولم يحمهم ابناء وبنات جلدتهم.
خذلوهم.
خذلناهم.

التطرف الديني في كل ألوانه يصر على أن يخنق الإنسان.
يقتل الجمال والحياة.
في صعدة تذهب نساء تابعات للحركة الحوثية إلى الأعراس، وتنهي النساء المبتهجات عن الغناء.
اصبحت الموسيقي ممنوعة مكروهة ملعونة.
منعوا من يقودون الدراجات النارية من أي نغمة موسيقية تصدر منهم الشوارع.
ثم يلبسوننا كفناً، ويقولون لنا هو ذاك الدين. كأن الله يكره الجمال والأنغام. كأن الله خلقنا لنموت احياءاً.

صعدة تحولت إلى معقل لحرس إسلامي ثوري متطرف. تشبه إيران، تشبهها في حكمها اللاهوتي الخانق للإنسان. تشبه حزب الله في إصراره على أن
يكون دولة داخل دولة. تشبه حزب الله في إصراره على أن ينحر الوطن بإسم مطالب تعرف هي قبل غيرها أنها مجرد "اعذار" تستخدمها لتتمدد، اكثر. وأكثر.
ورئيس الأمس لايرى أبعد من أنفه. يظن أنه بفهلويته ورقصه على رؤوس الأفاعي سيأخذ نصيبه مجددا من الكعكه. كأنه نسي أنه هو هو من أوصل البلاد إلى الهاوية التي نقف على حافتها.

حصار صنعاء الجديد زج بشبابنا من جديد إلى الموت.
وقفوا من جديد بصدورهم مفتوحة للنيران مصدقين لمن يقول لهم إنه يتحدث بإسم ثورتهم "السلمية".
كم ستنحرون من شبابنا حتى تتعبوا من الدماء؟

شبابنا وشاباتنا خرجن في ٢٠١١ من أجل دولة مدنية.
من أجل دولة للمواطنين والمواطنات.
دولة تحب الإنسان.
وحكومة تؤسس لحكم رشيد. يقضي على الجهل والمرض والفساد والتطرف.
لكن ما نراه امامنا اليوم من تدهور للأوضاع وإنشغال القوى سياسية بالتناحر فيما بينها، يؤكد ما قلته قبل عامين في مؤتمر بجامعة هارفارد، وقبله في لندن:"طالما ظلت لعبة البقاء متحكمة في عقليات النخبة اليمنية، فإن الناتج سيكون إعادة إنتاج النظام السياسي السابق بوجوة جديدة".
نعيد إنتاجه اليوم بنكهة دينية متطرفة، بلونيها الزيدي والسني.

أذن أعود إلى محدثي الجليل.
أعتذر إليه.
اقول له "معك حق".
"التطرف واحد. ولن أتجاهل طيفه الزيدي منه بعد اليوم".
فمن خرج في ٢٠١١ من الشباب والشابات لم يخرج من أجل دولة إمامة.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنقولها حتى تطلقوا سراحه: الحرية لرائف بدوي
- وقت مجابهة داعش التي في داخلنا الآن
- هل الصمت جوابنا كل مرة؟ اليوم أنا آيزيدية أيضا
- أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة
- وبكت شهرزاد …
- حرب داعش الغبراء
- -لكنها تدور رغم ذلك- عن الدكتورة مريم يحي إبراهيم
- سيناريو الخراب الآتي
- عن أوضاع الخادمات لدينا
- بل التوقيت الآن! عن اليمن والقاعدة
- عندما يحكم الكهنوت… رائف بدوي من جديد
- اليوم كلنا رائف بدوي: !بين السعودية وسويسرا أكثر من حرف السي ...
- لم لا تخجل يا الداؤود ؟
- قاضية بلا محرم؟
- ما الذي قاله رائف بدوي؟
- قاسم الغزالي وحقه في الإلحاد
- التغيير يبدأ بنا
- عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة
- أربع نقاط
- كلنا وجيهة الحويدر!


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - التطرف واحد، سنياً كان، شيعياً، أو زيدياً