عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 16:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بادئ ذي بدء ومن باب الأمانة العلمية نقول إن المسلمين وكعادة السلف والخلف على خلاف شديد في المسألة التالية بل وهذه المسألة تحديدا حصل فيها خلاف واقتتال ذكره بعض كبار المؤرخين المسلمين والمحدثين وحصل نزاع نقلي وعقلي بين علماء السلف أنفسهم حول أثر يفسر ما ورد في القرآن الكريم " عسى ربك أن يبعثك مقاما محمودا " فمشاهير وجمهور السلف على أن المقصود من هذه الآية هو أن يجلس - بضم الياء وسكون الجيم وكسر اللام - الله النبي الكريم محمد على يمينه يوم القيامة ولهم أثر بهذا المعنى ؛ وكثير أيضا من أهل السنة ردوا هذا الأثر وقالوا لأنه يستلزم الجهة والقعود إلخ للخالق تعالى وهذا مبحث آخر قد أتطرق لهﻻ-;-لاحقا ولا أريد أن أتشعب ؛ المهم الحنابلة وعلى رأسهم إمامهم ابن حنبل وعلماء السلف من عصره ومن جاء بعدهم حتى ابن تيمية وتلاميذه ومن عاصره أيضا لم ينكر الأثر أو التفسير للآية وفق ما قلناه آنفا ؛ لكن صديقي القارئ الكريم هنا يتبادر لذهني أمر مهم ! الله طالما وفق ما قلناه سيجلس نبيه على يمينه وعلى العرش فهو إذن جسم ولابد من ذلك لكي يرى لأن جلوس النبي في معرض تكريم وعلو مقام ومنزلة أليس كذلك ؟! بلى ؛ حسنا هناك روايات كثيرة صحيحة بحجم العرش فعليه إما أن الله يتجسد بذات تقارب أجساد الخلائق أو أن يبدلهم أحجاما مختلفة لكن الأمر الثاني مستبعد لأدلة صحيحة نقلية ولأن العقل والعدل يستلزم نعيم ذات الأعضاء كما هو حال تعذيبها ؛ فعليه التجسد أو التحول هو بالنصوص الإسلامية وبكثرة ! دنيا وآخرة !! وحتى لا أطيل جمهور السلف من أهل السنة على رأي أن الله سيجلس نبيه محمدا على يمينه في عرشه تكريما له وقلنا لكم موجزا لاختلاف المسلمين قديما وحديثا في هذه المسألة للعلة المشار إليها ؛ والآن نأتي لجلوس المسيح وفق الإيمان المسيحي على يمين الله الآب : في الإنجيل الشريف وردت بمواقع متعددة منها مزمور 16 / 19 ؛ وفي يوحنا 14 / 11 ؛ المهم هنا في الإيمان المسيحي سؤال قد يخطر على بال غير المؤمن المسيحي : أليس المسيح هو الله الظاهر في الجسد بحسب الإنجيل الشريف ؟! وهو الله الابن فكيف الإله الواحد بقدس الأقداس يجلس على يمين نفسه ؟!! والجواب سهل للمؤمن المسيحي حتى من هو في سن الروضة لكن لغير المسيحي هو إشكال وإشكال عويص !! لأن من صعد للسماء الدنيا هو الناسوت متحدا باللاهوت وهذا دليل كتابي وعقلاني يثبت لاهوت وناسوت السيد المسيح وفق الإيمان المسيحي أي طبيعته الألوهية وطبيعته البشرية فمن صعد هو الجسد ومن جلس على يمين الله الآب هو الجسد أما اللاهوت فجوهر وذات واحدة ؛ لكن سؤالنا للسادة الكرام القراء من الأخوة السلفيين والإسلاميين : هل تؤمنون بأن الله سيجلس نبيه محمدا على يمينه في العرش ؟!! وهل من رابط ما من أي جهة كانت بين ماعندكم وعند إخوتكم في الإنسانية الكرام المسيحيين من اعتقادهم بما قلناه آنفا ؟!!!
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟