عصام صلاح سقيرق
الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 15:26
المحور:
القضية الفلسطينية
فلسطين و إسرائيل ( 5 )
يقول البروفيسور الفلسطيني إدوارد سعيد , و الذين نحن الفلسطينيون نفتخر بهذا الرجل العظيم و الخالد , عبقري فلسطيني , دماغ معجزة , ملحمة إنسانية سيخلدها التاريخ .
يقول البروفيسور في كتابه الشهير ( نهاية عملية السلام ) : علينا نحن الفلسطينيون التمسك بمبادئنا و أن لا نحيد عنها أبدا و هي :
1. التفوق الأخلاقي ( الإبادة التي أصابتنا منذ عام 1948 عام النكبة ) .
2. إنتفاضة و مقاومة سلمية للإحتلال قوية التنظيم ( المهاتما غاندي ) .
3. العلمانية , السلام , التعايش مع اليهود .
4. جعل مقاومتنا موضع الأحترام والتفهم من قبل العالم ( الرأي العام العالمي )
إذا درسنا ما جاء من قبل البروفيسور إدوارد سعيد دراسة دقيقة , لرأينا فعلا أننا نحن الفلسطينيون تفوقنا تفوقاً إنسانيا و أخلاقياً و تحملنا ما لم يتحمله أحد .
تألمنا و لا نزال , شردنا , ظلمنا , عذبنا , هدم منازل , آلاف السجناء و أكثر , مخيمات , بؤس , إحتلال , إستيطان , دمار البنى التحتية , العدد المروع لقتلى و المشوهين , إغتيالات لزعمائنا , كفاح , مسيرة شاقة و طويلة قمنا بها و لا نزال للآن منذ ست و ستون عاما .
لقد نبذنا العنف , و نبذنا التفجيرات , و نبذنا الجهاد القديم .
أيها الإسرائيليون الحق أقول لكم :
إن نتنياهو يجركم نحو الكارثة .
في عام 1988 قبلنا نحن الفلسطينيون تقسيم أرض فلسطين التاريخية إلى دولتين , و تم تكرار ذلك في وثائق أوسلو , و وافق الفلسطينيون بصراحة على فكرة التقسيم , و هو ما لم تقم به إسرائيل أبدا .
لقد قمنا نحن الفلسطينيون بالإنتفاضة الأولى , ثم بالإنتفاضة الثانية و بذلنا دماءاً و أرواحاً و إستجابة للرأي العام العالمي , أوقفنا الإنتفاضة .
نتنياهو لا يؤمن بالسلام و كذلك ليبرمان ( ليبرمان ظل يشوع بن نون على الأرض).
كل قادة إسرائيل من اليمين و اليسار لا تعجبهم إسرائيل , يريدون إسرائيل الكبرى , يريدون كل فلسطين , و يتطلع نتنياهو إلى الأردن , و سوريا قريبة من الأردن , و لبنان في قلب سوريا , ثم يتردد نتنياهو في كتابه الوحيد و يقول : ( لقد تأخرنا , لقد أصبح الأمر مستحيلا الآن ) ليس لأنه غير مقتنع بالإحتلال , لكن خوفه من فقط من الإنفجار السكاني الهائل في منطقة الشرق الأوسط .
نعم , هذا ليس بجديد , إنها التوراة ذاتها , و تطور شخصية اليهودي منذ وجودها على الأرض , لا تقتنع بالقليل , تريد التكبير , الإحتلال , الإستيطان .
إحتلال ثم إحتلال يليه إستيطان , يليه إستعباد إلى أن تقوم القيامة .
و عندما تقوم القيامة سيتذكر الإسرائيليون و اليهود عام 70 ميلادية .
كل زعماء إسرائيل و منذ عام 1948 نالوا شهرتهم و زعاماتهم كنازيون و قتلة و مجرمين بحق شعبنا الفلسطيني .
1. أشرف بن غوريون على النكبة .
2. أشرف أشكول على أعمال القتل و الذبح سنة 1967 .
3. الإرهابي الكبير مناحيم بيغن أشرف و قاد مذبحة ديرياسين و التي أخرجتني و عائلتي من بيتي و داري من حيفا .
4. شيمون بيريز اللطيف أشرف على مجزرة قانا .
5. أما زعيم كل هؤلاء شارون فلقد دمر و قتل زعمائنا و قاد مذبحة قبيا , و مذبحة صبرا و شاتيلا .
6. أما نتنياهو و مكانه بين الأمم و كتابه الوحيد فلقد قاد كل هؤلاء إلى تدمير كل بيوتنا و أهلنا في كل فلسطين , و قاد كل هؤلاء إلى الإحتلال و الإستيطان , فهو قائد الإستيطان و هو أيضا الملقب في إسرائيل بــ ( أبو الكذب ) .
و من ثم يقول الإسرائيليون , أننا نحن الفلسطينيون , و العرب جميعا لا نفهم سوى لغة القوة , و إنما هم اللطفاء و يفهمون لغة العقل , أي أنهم يريدوننا عبيدا عندهم .
أيها الإسرائيليون الحق أقول لكم : هذه ليست قوتكم , إنها قوة الغرب و أمريكا , و أي تغير قوي في العالم سيؤثر عليكم .
ما يمكن أن أستخلصه منذ خروجنا من بلدنا حيفا , و من جبلي جبل الكرمل , من فلسطين , و خلال ست و ستون عاما , هو أن سياسة زعماء إسرائيل جاءت بالكارثة إلى المنطقة كلها , جاءت بحربها النازية , و الفاشية , المدمرة , و القاتلة إلى منطقة الشرق الأوسط لتشعلها .
و هاهي بلدي فلسطين أصبحت كيانا مزدوجا لقومية يطغى عليها نظام فصل عنصري مقيت , كنظام جنوب أفريقيا سابقا , أصحاب الأرض الذين هم نحن عبيد عند المحتلون , ( البيض الإسرائيليون يستعبدوننا بكل شيء ) .
الحق أقول لكم :
لا يوجد في هذه البقعة من الأرض سوى حل واحد , وحيد , هو السلام , و التعايش السلمي , إقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967 , دولة علمانية , ديمقراطية , مدنية , حديثة تؤمن بالتقدم و الحياة العلمية و الحياة العلمانية .
الفلسطيني هو فلسطيني و لن يكون لا سوريا , و لا لبنانيا , و لا أردنيا , و لا مصريا , مع فخرنا بكل هذه الدول العربية العريقة .
أجدادنا عاشوا آلاف السنين في فلسطين , أنا ولدت في حيفا عام 1945 , و والدي , و جدي , و جد جدي , و خرجنا مع أهلي و والدي بعد مجزرة ديرياسين عام 1948 .
و التي لا يزال ألمها في كل قلبي , و يعصر دمي , و نحن جميعا لا نفكر سوى بالعودة , نحن الفلسطينيون لن نخطأ أبدا , الفلسطينيون و العرب يحافظون على أرضهم و يحافظون على جذورهم , نحن عرب قبل كل شيء , نحن فلسطينيون و عرب بالفطرة و بالجذور للأبد , و لن يغير أو يبدل الزمان ذلك .
أيها الإسرائيليون الحق أقول لكم :
إن الذي سيدمر إسرائيل هو تصرفات زعمائها , نتنياهو , ليبرمان , موفاز , كما دمرت تصرفات الديكتاتور أدولف هتلر ألمانيا .
إن العرب و الفلسطينيون لم يدمروا إسرائيل في أية مرحلة من مراحل الدنيا في هذا الصراع , و لم يقتلوا اليهود أبداً , و لقد تفوقنا عليهم أخلاقياً بهذا الأمر ولا نزال .
العرب و نحن الفلسطينيون منهم, و إليهم , نقول دائما , هدفنا إقامة دولة فلسطينية , هدفنا التعاون , و الصداقة , و السلام , و التعايش .
نحن لم نطردكم , الذين طردوكم تعرفونهم , و لكن تخافونهم , و لا تستطيعون حولاً عليهم , نحن لا نطالب سوى بحقوقنا , أرضنا , ترابنا , تراثنا , جذورنا , فلسطين .
أولادنا و أحفادنا , يطلبون منا هوية , يطلبون منا وطن , يطلبون منا تراب , يطلبون منا أرض .
أقول لنتنياهو كفى , و الحرس القديم حوله , على يمينه, وعلى يساره , لقد أصبحتم عالة على إسرائيل , ديكتاتور منذ ثلاثون عاما .
أفكارك يا نتنياهو عفا عنها الزمن , و فكر اليمين لا يؤدي سوى إلى الحروب , حروب , حروب , منذ آلاف السنين , منذ خروجكم من مصر قبل 3300 سنة و أنتم تحاربون العالم و أصبحتم عالة على العالم .
نتنياهو و يمينه يعتقدون بأنهم هم أمريكا , و هم العالم .
يقول أبو التاريخ الأستاذ حسنين هيكل : (( ممكن لليهود أن يحكموا العالم بعض الوقت , و لكن من المستحيل أن يحكموا العالم كل الوقت )) و هذا صحيح .
بعد موت اليسار الإسرائيلي , و هرم اليمين الإسرائيلي , و ضعف حركة السلام الإسرائيلية , فإننا نقول , و بأدب , و تواضع , لنتنياهو : إنك لم تأخذ العبرة و الدروس من التاريخ .
يقول الإرهابي بيغن : أنا أحارب , إذا أنا موجود .
و يقول الأستاذ حسنين هيكل العظيم : ما أخذ بالقوة و الحرب لا يستعاد إلا بالقوة و الحرب .
نحن نترك الخيار للمستقبل .
لقد قتلتم السلام
د . عصام سقيرق
حلب بتاريخ 08/09/2014
#عصام_صلاح_سقيرق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟