أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - مناورات الساعات الأخيرة.. هل سيقف الزعماء وقفة التاريخ؟!














المزيد.....

مناورات الساعات الأخيرة.. هل سيقف الزعماء وقفة التاريخ؟!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو مع الألم الشديد أن لا أحد بين ساسة العراق وحكامه يأبه لوجهات نظر المثقفين والقانونيين الديمقراطيين في الخارج. يظهر أن عجلة كتابة الدستور بأي ثمن تواصل الهجمة بدفع أمريكي قوي. آخر مناورة وأخطرها التلويح بمشروع الولاية الفيدرالية الشيعية من تسع محافظات شيعية، وكأنه منسجم مع قانون الإدارة عن الدولة الاتحادية. وأغرب ما سمعنا ردا على هذه المناورة الطائفية ذات العواقب التدميرية تصريحات بعض الساسة الكورد عن "الاتفاق بين الشيعة والجبهة الكردستانية حول الفيدرالية". أما أن قانون الإدارة مناقض نصا وروحا لفيدراليات مذهبية شيعية أو سنية فلا يبدو لنا أنه مثار تذكر أو اهتمام البعض!! لقد دعمت الأحزاب والتنظيمات الوطنية، ومنها الإسلامية، فيدرالية كردستان طوال التسعينات وفي مؤتمر لندن، وذلك لخصوصية المنطقة من كل النواحي وليس فقط لكون أكثرية السكان من الكورد مع قوميات تركمانية وكلدو ـ آشورية. ولا يزال الحزب الإسلامي العراقي يتفهم على لسان زعمائه مبررات فيدرالية كردستان. وطوال أكثر من عقد من السنين لم يطرح أي حزب شيعي مشروعا عن فيدرالية مذهبية، ناهيكم عن جمع تسع محافظات جنوبا ووسطا وهي المناطق التي تجمع الثروة النفطية الرئيسية. كما أن مفكرا وسياسيا شيعيا بارزا مثل السيد إياد جمال الدين يدين أمس بدوره فكرة الفيدراليات المذهبية . فقد صرح أمس قائلا: " أنا لا أتحدث عن فيدرالية الأكراد لان فيدرالية إقليم كردستان موضوع آخر ومختلف لان جميع العراقيين يكادون أن يتفقوا عليه." وأوضح جمال الدين أن قيام فيدراليات مذهبية يعني الدعوة لتفكيك العراق وتعريض الوحدة الوطنية لخطر التجزئة. إن معارضة مشروع السيد الحكيم المفاجئ لا يمكن وصفه بالعداء لشيعة العراق إلا من جانب مفلسين سياسيا ومشبعين بالنعرة الطائفية العمياء. إن معظم المثقفين الذين يدينون اليوم في الصحف والمواقع مشاريع الفيدراليات المذهبية هم من الشيعة أنفسهم، ولا يحق لكائن من كان أن يتنطع لطرح نفسه ناطقا باسم شيعة العراق، لا حزبا ولا رجل دين ولا شخصا! لكردستان خصائها وتاريخها وطموحات قومياتها غير العربية والمختلفة ثقافة ولغة وجغرافية عن بقية مناطق العراق. وإذا كانت أكثرية سكان كردستان كوردا فهناك أيضا قوميات أصغر لها كامل حقوقها الإدارية والثقافية والقومية في فيدرالية كردستان، ونعني القومية التركمانية والقومية الكلدو ـ آشورية. ليست فيدرالية كردستان دينية ولا مذهبية بل ولا مجرد قومية كردية صرف، لأنها تتضمن عدة قوميات هي غير عربية [ مع أقلية عربية هنا وهناك]. أعود لتصريحات بعض الساسة الكورد وأتساءل: كيف يمكن أن يكون هناك "تطابق " بين الفيدرالية الكوردستانية ومشروع الفيدرالية الشيعية؟! هل هم يؤيدون المعايير الطائفية أو الدينية في تشكيل الأقاليم؟؟ هل لمجرد تلويح المجلس الأعلى باستمرار تأييد فيدرالية كورستان يجب التضحية بكل المبادئ والقيم الديمقراطية؟؟ ومما يزيد الأمر غرابة أن القضية الكبرى عن طبيعة النظام المطلوب صار شبه غائب في التصريحات الساخنة هذه الأيام. فهل نسينا أن الخطر على كل مكاسب العراقيين ومنها مطالب الكورد والفيدرالية ستكون مهددة لو تم التنازل لدعاة نظام الشريعة واعتبار الدين هو "المصدر الرئيسي للتشريع"؟ هل ستحدث كارثة الاتفاق على نظام إسلامي باسم المطالب القومية والفئوية؟ وهل ننسى تجربة إيران ونظامها الإسلامي الذي شن ولا يزال يشن حروبا دموية ضد أكراد إيران، والذي يضطهد غير الشيعة وغير الفرس، ناهيكم عن التيارات العلمانية والديمقراطية والمرأة؟ وهل يمكن معالجة مشروع السيد الحكيم بمعزل عن الظروف الشاذة الراهنة في البصرة والجنوب جراء طغيان النفوذ الإيراني والتنظيمات المذهبية؟ وأخيرا ومرة أخرى لماذا هذه الحمية الحامية جدا لإنجاز وريقة دستور" لملوم" مرقع تكمن فيه جميع أنواع أشكال الصدام مستقبلا؟ استمعوا يا سادتنا الكبار لصوت الحكمة والواقعية، واتفقوا على الدستور المؤقت مرحليا وحتى انفراج الأمور بعد الانتخابات القادمة وتحسن مجمل الأوضاع، ولا تقدموا أية تنازلات لدعاة الدولة الدينية والفيدراليات المذهبية. ولنتعظ جميعا بتجارب حركتنا الوطنية وكوارثنا قبل أن نخطو خطوات نندم عليها حين لا يجدي الندم!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى -فارسية- الكورد الفيلية!
- نعم، أجلوا كتابة الدستور الدائم واسترشدوا بالدستور المؤقت
- إيران النووية على طريق صدام!
- التذكير مجددا بقانون الإدارة والخلافات الساخنة اليوم!!
- حدود التحالفات السياسية
- اغتيال الصحفي ستيفن في البصرة...
- خطاب موجه إلى رئيس الجمهورية العراقية الأستاذ جلال طالباني
- نظرة أولى على مسودة الدستور
- ملاحظات ونقاط عن رجال الدين والسياسة في العراق
- إيديولوجية التطرف الإسلامي: إرهاب بلا حدود!
- حذار، حذار من الدستور إسلاميا!
- عن ندوة اليونسكو حول الثقافة في العراق
- لابسو الأكفان يزحفون من لبنان!
- تحالف الأضداد ضد الشعب العراقي..
- الضجة المغرضة
- -مقاومة- حرق الجثث و-جهاد- قطع الرؤوس ونبش القبور!!
- العراق بين الإبراهيمي والعرب!
- خراب بشري، وتدمير إيراني ـ سوري.... وعلم جديد!!
- سياسة -اجتثاث البعث- في خطاب بول بريمر
- الشارع العراقي وجريمة البصرة..


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - مناورات الساعات الأخيرة.. هل سيقف الزعماء وقفة التاريخ؟!