مهند الكاطع
الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 09:35
المحور:
المجتمع المدني
ابناء الجزيرة السورية اكثر من فَسْبَكَ بخصوص اسم سورية المُثار مؤخراً في أروقة الائتلاف ، بين من يقول أنه يجب أن يتم شطب اللاحقة العربية كونها تثير "الحساسية" للأقليات غير العربية وبين من يقول بأن أي تغيير لن يكون له أي قيمة قانونية دولياً وسيتسبب بمشاكل إضافية للشعب السوري إذا لم يتم ذلك وفق إرادة الشعب السوري عبر الاستفتاء بشكل دستوي على قرار بهذا الحجم ، في ظل حكومة منتخبة وبرلمان منتخب !
ولا أدري ماذا نستطيع القول إزاء هذا الجدل البيزنطي ، وكأن النظام رحل وشبيحته عادوا لجحورهم وكهوفهم ، ولم يبقى إلا الاسم لنبدأ الإعمار !!
الشعب السوري قدم مئات الآلوف من الشهداء ضد نظام اتخذ من البعث شماعة لهُ ، وأصبح بعض المتعصبين يتهمون هذا الشعب بالعنصرية أو الشوفينية فقط لمجرد رفضه لموقف الكتلة الكردية المتشنجة التي تطرح موضوع التغيير في هذا الوقت الحرج ، و التي عطلت بدورها مصير آلاف الطلاب السوريين عبر إيقاف تصدير شهادات مدرسية للسوريين اللاجئين تحت أسم "الجمهورية العربية السورية" والمطالبة بحذف العربية من الأسم ، والشعب السوري كلنا يعلم بأنه بعيداً عن التطرف ويرفضه ،هو فقط يُطالب بأن يكون تغيير أسم الدولة المثار من قبل البعض او تغيير العلم مثلا خاضعا لإرادته "اي الشعب" وليس لاملاءات خارجية وضغوط بعض الانتهازيين الغارقين "بالعنصرية" .
انا شخصيا لا أمانع بان يكون اسمها "الجمهورية السورية" لتمثل جميع السوريين كما يدعيّ البعض ، شريطة تجريم استخدام اي مصطلح قومي آخر ايضاً على اي جزء من سورية كما تفعل بعض الكتل المطالبة اليوم بتغيير الاسم .
علماً أن هناك عشرات التجارب في العالم على أسماء دول تمثل أغلبية الشعب كألمانيا ، فرنسا ، البرتغال ، روسيا وكل تلك البلدان أسماءها قومية رغم وجود قوميات أخرى بينها ، ولم نسمع أن تمت مطالبتها بتغيير أسماءها من قبل شعب تمرّس في الحريات .
لكن أعيد وأكرر بأنَّ قرار تغيير الاسم الرسمي لسوريا هو موضوع يقرره الشعب السوري وحده كما سيقرر الدستور الذي يناسبه ، ويجب ان يأخذ مسارا قانونيا حتى يتم الاعتراف به عالمياً فالموضوع ليس موضوع " خطابات حماسية" ومكاسب إعلامية و شوربة قومية ، ولا يتم عبر رغبة فصيل او حزب او كتلة قومية أو أقلية تزاود على السوريين بالديمقراطية في الوقت الذي تتبنى نفسها شعارات مناقضة لهذه المفاهيم والشعارات ونجدها غارقة بالعنصرية و"البعثية " الخاصة بها !
يعني يذكروننا بمقولة : "العاهرة " التي تُحاضر بالشرف .
ختاماً : عاشَت سورية حرة للجميع
#مهند_الكاطع (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟