أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مية الرحبي - لا حرية للمجتمع دون تحرر المرأة














المزيد.....

لا حرية للمجتمع دون تحرر المرأة


مية الرحبي

الحوار المتمدن-العدد: 335 - 2002 / 12 / 12 - 00:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

أخبار الشرق - 11 كانون الأول 2002

من الواضح أن قصد السيد ناصر الماغوط في مقاله "حرية المرأة" (انظر أخبار الشرق 7/12/2002) كان الحديث بسخرية مريرة عن حال الشعوب العربية المقيدة، مسلوبة الإرادة. لكن ذلك لا يمنع أنه وقع في مغالطات كبيرة في هذه المسألة، فمن المعروف أن المرأة تاريخياً وحتى اليوم يقع عليها اضطهاد مضاعف، كونها مواطنة تعاني كل ما يعانيه الرجل، ويضاف إلى معاناتها تلك، معاناتها الخاصة بكونها امرأة، لا يعتبرها قانون الأحوال الشخصية أصلاً إنساناً كامل الأهلية حتى لو كانت قاضية ولية من لا ولي له، إذ لا يحق لها الولاية على نفسها، ولا يحق لها الوصاية على أولادها حتى لو كانت هي الوحيدة المسئولة عن تربيتهم وتنشئتهم، والإنفاق عليهم. عدا عن الغبن الواضح المتعلق بقوانين الزواج والطلاق والحضانة والإرث والجنسية والعقوبات، ناهيك عن الاضطهاد الذي تعانيه بتأثير العادات والتقاليد والتي تأخذ سلطة أعلى من الدين والقانون في بعض الحالات (المرأة في الريف لا ترث في غالب الأحيان)، أضف إلى ذلك الظلم الاجتماعي العصري المتمثل في عملها اليوم مثلها مثل الرجل (المضطهد) خارج المنزل، نفس عدد ساعات العمل، لتعود إلى بيتها وتقضي ساعات إضافية في عمل منزلي مرهق يستنزف ما تبقى من جهدها وطاقتها، في حين يقبع الرجل متمدداً، يرتاح من عناء العمل، ويفرغ القمع الذي تعرض له خارج منزله باضطهاد الرعية التي يمكن أن يمارس عليها سلطته والمتمثلة بالزوجة والأولاد.

إن من يحاول إنكار الاضطهاد المضاعف الذي تتعرض له المرأة في مجتمعاتنا تحت عناوين عريضة تنادي بالحرية والعدالة يكون واهماً تماماً. فلا حرية للمجتمعات إلا بحرية نسائها، ولا حرية للنساء إلا بتحرر المجتمعات كافة، ولا بد أن يسير النضال الداعي إلى حرية الشعوب جنباً إلى جنب مع نضال مواز، له خصوصية تتعلق بخصوصية وضع المرأة واضطهادها المركب، بتغيير نظرتها إلى نفسها أولاً، وتغيير نظرة الرجل إليها ثانياً. فمقولة مثل "إن الرجال في هذه المناصب قد صاروا نسواناً بعد أن تغلبت هرموناتهم المؤنثة على المذكرة وباتوا يميلون إلى الأقوال عوضا عن الأفعال كتعويض عن العجز"؛ تعبر عن النظرة المؤسفة لبعض مثقفينا، الذين لا زالوا يعتبرون الرجولة بمفهومها التقليدي شرفاً، والأنوثة عاراً، فالنساء هن العاجزات، اللاتي لا يجدن غير القول .. إلى ما هناك من صفات سلبية تلصق بالأنوثة، وإيجابية تلصق بالذكورة كتمييز قائم على النوع الاجتماعي (الجندر) والتي تخلقها المجتمعات، لا الهرمونات الأنثوية. فعلمياً أستطيع أن أؤكد لك يا سيدي، كطبيبة، أن لا ارتباط علمياً أبداً بين الهرمونات الأنثوية والصفات السلبية التي أُلصقت بالمرأة اجتماعياً، ولولا ذلك لما استطعت أن أتقن الكتابة لأرد عليك، لو كان عقلي غير مهيأ لذلك طبيعياً!

إن المعضلة تكمن هنا، فلن تقوم قائمة لمجتمعاتنا إذا لم نؤمن بأن تحرير شعوبنا لن يتم إلا بتحرير نصفها المشلول. ويبدو أن المهمة أمامنا لا زالت عسيرة جداً، ما دام جزء من مثقفينا لا يؤمن بعد بكون الأنوثة ليست عائقاً أمام امتلاك المرأة لكل الصفات التي تؤهلها للتطور وخوض غمار الحياة جنباً إلى جنب مع الرجل، بعدالة ومساواة كاملة في الحقوق والواجبات بين كل أفراد المجتمع دون تمييز بين عرق أو دين أو جنس أو لون. ولن يستطيع مثقفونا أن يكونوا في طليعة النضال في سبيل تحقيق العدالة والمساواة ما لم يؤمنوا بذلك إيماناً كاملاً، وصدق من قال "إن مقياس تقدم الرجل وإنسانيته موقفه من المرأة".

__________

* كاتبة سورية، ناشطة في المجال الاجتماعي - دمشق

 

 



#مية_الرحبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مية الرحبي - لا حرية للمجتمع دون تحرر المرأة