أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - نظام الأسد يقصف المدن برعاية دولية















المزيد.....

نظام الأسد يقصف المدن برعاية دولية


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو ان الولايات المتحدة، تترك جانباً كبيراً من مهمة التحالف الدولي، لكي يواصل النظام السوري ضرب المناطق السورية، بتغطية دولية باسم محاربة الارهاب هذه المرّة. في اليوم التالي لانتهاء اجتماع حلف الاطلسي، شن نظام الأسد غارات جوية على الرقة، طالت الأحياء السكنية فقط، و نتج عنها مقتل اكثر من 60 مدنياً، وعشرات الجرحى ودمار كبير، ولم يتم استهداف أي مقر او مجموعة للدولة الإسلامية على الإطلاق.
تمكنت الولايات المتحدة من انشاء التحالف الدولي بشأن داعش والنصرة، واسناد المهام التي يتم الاتفاق عليها، الى حلف شمال الاطلسي، الذي سيكون الذراع العسكرية لعمليات التحالف في كل من العراق وسوريا، ويبدو هذا التطور طبيعياً في سياق المعطيات السياسية العامة التي اقرتها واشنطن مؤخراً بشان عدم التدخل العسكري الأمريكي المباشر، في مناطق النزاعات والصراعات عبر العالم.
سيقوم التحالف – إذن – بمهام ضرب داعش، حيثما وجدت، في سورية والعراق، بمشاركة معظم الدول الأعضاء، بما فيها تركيا، اضافة الى انشاء قوة التدخل السريع في شرق اوروبا، بهدف تحصين الاتحاد الأوروبي من اختراق محتمل للجماعات الارهابية، وبناء قواعد خلفية داعمة لعمليات الحلف في الجزيرة الفراتية، إضافة لقواعد الناتو في كل من تركيا، قبرص واليونان.
ولا شك في أن الاقتتال الداخلي بين الفصائل والقوى العسكرية المختلفة في المناطق " المحررة " علامة فارقة في صناعة انعطافة جديدة في عمر الحال السورية، في ضوء تسارع نشط للادارة الأميركية لوضع استراتيجية المرحلة المقبلة للتعامل مع تنظيمي النصرة وداعش في سوريا، مسبوقة بتحرك محموم لإثبات الوجود والقدرة على الأرض بين الفصائل المسلحة السورية، التي بدأت تقدم نفسها كقوى معتدلة، ما يمكنها من الانخراط في مواجهة محتملة في سوريا، كذراع ضارب، يحقق لها فرض وجودها، من ناحية، و الحصول على اعترافٍ ودعم غربي- اميركي بصورة خاصة، من جهة ثانية.
لقد عادت الولايات المتحدة على لسان جون كيري وزير الخارجية، للإعلان مجدداً عن دعمها لما أسمته " القوى المعتدلة في المعارضة السورية "، وذلك في مستهل تحرك أميركي لبناء تحالف دولي جديد لمحاربة داعش وجبهة النصرة. ولم تتوقف واشنطن عن بثّ التصريحات التي توحي بسعيها للقيام بعمل ما ضد داعش، ومع مرور الوقت لم يتضح أي مسعى تريد واشنطن القيام به. من هذا القبيل قولها القيام بإعداد " مجموعة من الخيارات لتدمير داعش، بما في ذلك داخل سوريا ".
في غضون ذلك يتم توجيه رسالة جديدة لواشنطن، عبر قتل الصحفي الامريكي الثاني " ستيفن سوتيلوف " تترافق مع اجتماعت حلف شمال الأطلسي، الذي قرر جملة من الاجراءات لمواجهة داعش والنصرة. دون أن يكون هناك أي تنسيق مع المعارضة السورية، بل على العكس من ذلك تم اقصاؤها من أية تحضيرات أو لقاءات تختص بانشاء الخطط والبرامج المتصلة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم إضافة لبدء اتصالات للقوى الغربية، مع النظام السوري في هذا الشأن تتحدث بعض المعلومات أنه يجري عبر دولة ثالثة، قد تكون ايران أو روسيا. لكن دلائل أخرى سابقة، تشير الى عودة التعاون الأمني بين واشنطن ودمشق منذ 3-5 أشهر، ولكن في مستويات متدنية جدا.
يستند استبعاد المعارضة السورية، الى فهم طبيعة وواقع مؤسسات المعارضة" الائتلاف والحكومة المؤقتة والأركان " من قبل الحكومة الأمريكية وحلفائها الغربيين، التي تتلخص بعدم قدرتها على القيام بأي مسؤوليات او مهام، في سياق محاربة قوى التطرف، وعجزها عن إدارة المناطق الغير خاضعة لسلطة النظام، ما ادى الى نشوء فراغ ملأته القوى الإسلامية المسلحة، المتطرفة لاحقاً. يضاف الى ذلك فقدانها( مؤسسات المعارضة) قدرتها في التأثير على الأرض، وأن صناعة القرار في الداخل السوري لايمر عبرها، وليست شريكة في اتخاذه.
لم تكشف واشنطن أو الناتو والتحالف الجديد، عن أية خطط او ملامح لاستراتيجياتها، في تفكيك قوى القاعدة الجديدة ( النصرة – داعش )، لكن من الواضح أنها تتجه لتوجيه ضربات جوية محدودة، على مدى طويل، داخل الاراضي العراقية بشكل اساسي، ولم ترد في ما أعلنه الناتو أية إشارة واضحة ومباشرة تتصل بسورية.
من الجلّي أن أدوراً فاعلة للاطراف الإقليمية في المنطقة، ستبرز من خلال الجهود المشتركة للتحالف، وفقاً لتعاون متكامل، لا نعتقد أن اسرائيل بعيدة عن المشاركة فيه، ولكن في اطار التعاون اللوجستي والمعلوماتي، الذي تمتلك اسرائيل مقدرة فعّالة فيه، خاصة فيما يتصل بالمراقبة ومصادر المعلومات عن تحرك وتمركز وعمليات النصرة في جنوب سوريا. ولكن ليس ثمة مايمنع مشاركتها بأي غارة جوية، على اهداف محددة، إذا تطلبت مصالح التحالف ذلك.
من المحتمل أن تكون الرقة، مسرح عمليات التحالف الدولي – والنظام السوري جزء منه – خلال الفترة المقبلة، إضافة للمنطقة الممتدة من ريف إدلب حتى الرمادي والموصل، وصولاً الى أطراف بغداد. من هنا ينبغي الاشارة الى:
- أن قوى داعش لم تعد تتمركز عسكرياً في مجمّعات ومناطق محددة، فقد توسعت في انتشار خلاياها ومجموعاتها داخل المناطق المدنية – السكنية.
- أي عمليات عسكرية سوف تخلّف ضحايا كثر، ودماراً واسعاً في أوساط الاحياء السكانية وفي وسط المناطق المدنية.
- أن أية عمليات عسكرية لن تكون ناجعة في حقيقة الأمر، لعمل جراحي يجتثّ بموجبه التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ويجب أن تكون استراتيجية التحالف مبنية على إزالة أسباب نشوء التنظيمات الارهابية في سورية والعراق،وهما نظام الأسد وطهران، بشكل رئيس. لكن وجود النظام السوري في التحالف هو بمثابة الفرصة – الجائزة لإعادة تأهيل نفسه. ومن هنا يمكننا فهم الحديث عن المخاوف من استيلاء داعش والنصرة على اسلحة كيمياوية، واستخدامها. وهذا في الواقع يشير ألى مسألتين هما ان النظام قد أبقى فعليّاً بمعرفة المجتمع الدولي جزءاً من ترسانته الكيمياوية، وأن الأسد اليوم يمتلك ورقة هامة يقايض بها الغرب، بعدم المساس بالنظام مقابل عدم تسريبها الى التنظيمات الإرهابية، وبالتالي تهديد الغرب ذاته.
- ان محاربة الأرهاب ليست ممكنة عبر العمل العسكري، وفي الواقع امامنا تجربتان مهمتان هما أفغانستان والعراق. فشلت الولايات المتحدة والتحالف الغربي، في سحقها، بل أن الحرب الأميركية على الأرهاب قادت الى تمدد القاعدة وانتشارها، واليوم فإن العمليلت العسكرية ضد داعش والنصرة، في سوريا بشكل خاص، سوف يقود الى توسيع قاعدة الانضمام اليها، على رغم عدم وجود حاضنة اجتماعية لها في الشمال السوري، لكن التحديات تجعل تنامي مبايعتها امراً ممكناً، إذا لم تكن هناك جدية، في تجفيف منابع الارهاب وخطوط إمداده وتمويله، والتي كان النظام السوري، بالاشتراك مع المالكي وإيران اطرافاً أساسية فيه.
إن الدعم السياسي الدولي للمعارضة السورية، بهدف تغيير النظام السوري، وأطلاق عملية تسوية سياسية حقيقية، هي التي يمكن ان تقود بشكل فعّال إلى تحجيم دور وفاعلية داعش والنصرة وتفكيكهما. وبغير ذلك فإن الوضع في المنطقة آخذ لمزيد من القتل والفوضى، والعمليات العسكرية في الشمال السوري، سوف تطيل أمد النزاعات والصراعات لعشر سنوات قادمة مع ازدياد في وتيرة ارتكاب المجازر في المنطقة من طرف النظام السوري، وتنظيمي داعش والنصرة.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الأميركي المفقود في المنطقة
- داعش تعزز مكانتها كقوة اقليمية في المنطقة
- عرسال والأسد وحرائق البلد
- الإخوان المسلمون وشهوة السلطة
- الإخوان المسلمون يستعيدون دورهم في الائتلاف الوطني السوري
- قيامة الماء !
- نتنياهو-الأسد: الوحشية الدامية من غزة الى حلب
- المستبّد النجيب: لامكان للسوريين في بلدهم !
- المعارضة السورية في دوّامة الخواء !
- الرقة بين استبدادين..والفرات شاهد على الألم !
- مركز الدراسات المتوسطية : موقف واشنطن والقوى الإقليمية حيال ...
- لاحلّ في الأفق..والفوضى تربك التحالفات
- موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!
- العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!
- مركز الدراسات المتوسطية : تقرير حول انتخابات الرئاسة السورية
- صهيل الشعر يمطر بهاء المعاني..!
- سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط
- التسوية السياسية وغياب الإرادة الدولية !
- واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!
- دموع البابا فرانسيس


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - نظام الأسد يقصف المدن برعاية دولية