أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جرادات - تقليم الأظافر














المزيد.....

تقليم الأظافر


محمود جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 00:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في فيلم (ميونخ) عام 2005 ، يدور حوار بين الممثل جوفري رش و الممثل ايريك بانا (كلاهما يؤدي دور ضباط في الموساد الإسرائيلي) حيث يقول يتسائل آفنر (ايريك بانا) عن جدوى الاغتيالات التي يقوم بها الموساد ضد قادة المقاوة الفلسطينية مع العلم أن قادة آخرين سيظهرون و يتبعون نفس النهج (تدور أحداث الفيلم في السبعبنبات من القرن الماضي) فيجيبه أفرايم (جوفري رش) : الإنسان يقص أظافره باستمرار مع علمه بأنها ستعاود النمو مرة أخرى كلما قصها .
هذه المقدمة لن تكون (على عكس المتوقع) للكلام عن اسرائيل أو المقاومة ، بل سأستعير هذا الحوار للدخول في موضوع المتمردين الرجعيين ، أو إذا اردنا أن نسهل الوصف، سنصفهم بالإرهابيين ، و علاقتهم مع المنظومة الفكرية المجتمعية، و ماذا يمكن أن نفعل لاجتثاث هذه (الأظافر) . و قبل أن ينسى القارىء العربي (بطبيعته) الموضوع الأساسي بسبب هذه الإستعارة (الصهيونية) فإنني أذكر -مجرد تذكير- أن الإقباسات مهمة في جوهرها العام و لنا أن ننسى المناسبة و شخص المتكلم.
هل سنستمر في قص الإرهاب كما نقص أظافرنا ، و نحن نعلم أنهم سيواصلون النمو من جديد، و ربما بشكل أقوى و أكثر صلابة ؟؟ إن أكثر ما اساء آفنر ، هو أنه أحس بوضعه المتأزم في معركة مخابراتية استنزافية لا نهاية حتمية لها ، على القل في المستقبل القريب ، لقد اراد البحث عن حل جذري (حسب أحداث الفيلم) ينهي فيه هذه المأساة الدموية ، و ينتهي به الأمر بالإستسلام و الإستقالة من وظيفته في الموساد . على الرغم من اختلاف الشخوص و الجماعات و المعطيات ، فإننا نعيش حالياً نفس الأزمة التي عاشها آفنر ، حرب استنزاف مقصودة، و متشعبة، يدخل فيها الإقتصاد و السياسة و الدين و الجيوش و الدول المعنية بشكل مباشر و غير مباشر، و المجتمعات بنخبتها و عوامها ، و كم هائل من الأسرار و الخفايا و المخططات المستقبلية التي تنتظر دورها ، يتم تنفيذها بواسطة جماعات من المغيبين عقلياً ، أو بالأصح المجانين الباحثين عن أمجاد خرافية ، يخرجون من مجتمعاتنا ، يعيشون بيننا و قد كانوا في يوم من الأيام ، أفراداً عاديين ، بعضهم يمتلك شهادات أكاديمية عالية و البعض الآخر مطلوبون أمنياً و بينهم من يعيش حياة عادية بسيطة لا تختلف كثيراً عن دورة حياة الحيوانات . يعاودون التجدد كلما قضيت على جزء منهم ، لأن الأساس الذي خرجوا منه أساس واحد : الجهل و الدين ، و إن كان الثاني يتبع بشكل كبير، للأول . إنهم مثل الأظافر التي تعاود النمو كلما قمت بقصها .
هل سنخوض في عملية القص المستمر إلى ما لا نهاية ؟؟ أم أن هنالك وسيلة توقف هذا (الإستنزاف) بشكل جذري ؟؟ فعلياً إن النمو في حد ذاته أمر حتمي إذا وجد الأساس ، فلا يمكن إيقاف التطور التقدمي و الرجعي ، طالما هناك أساس ترتكز إليه ، و قواعد فكرية تحرك هذه الجماعات نحو أهداف محددة مسبقاً. باختصار، إن كل المحاولات الرسمية و الشعبية البائسة الواقعة تحت مسمى نشر ثقافة الوسطية و الإعتدال و نبذ العنف و التطرف الديني ، لا تعدو أكثر من كونها رسماً على الماء ، لن تقدم و لن تؤخر إلا بشكل بسيط يمكن تجاهله في حساباتنا . و رغم تأكيدنا على أن الأساس الفكري المحرك ، أو لنكن صريحين أكثر : الدين بكل ما فيه من أحلام و خزعبلات ، ليس أكثر من أداة تستغل من قبل أطراف أخرى . فإن اجتثاث كل هذه الأزمات يتم بالتخلص من الأطراف المستغلة (بكسر الغين) و المستغلة (بفتح الغين) و أداة الإستغلال.
لقد قال أفرايم في جوابه على آفنر : "لن تقوم بقطع أصابعك للتخلص من نمو أظافرك". هذا الكلام ينطبق على الإنسان بشكله البيولوجي ، أما في الحالة الإجتماعية العامة و ما يتعلق فيها من تقدم و حضارة ، و في الطرف الآخر الجهل و الرجعية الفكرية ، قد تضطر إلى قطع اليد بالكامل ، و ليس الأصابع فحسب ، إذا لم يكن لديك خيار آخر.
و أعتقد أنه لم يعد يوجد خيار آخر !!



#محمود_جرادات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ يتوب عن الكذب
- لماذا نرفض الأديان
- النساء تحب الله أكثر
- الحضارة الإسلامية : الميت لا يعود إلى الحياة
- التحرش الجماعي بين الكبت الجنسي و علم النفس
- الكبت الجنسي في خدمة العنف الديني
- خروجاً من الدفاع السلبي
- المتمرد : قراءة في متاهة كامو الخالدة
- الإسلام و العلمانية : خرافة التوافق


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جرادات - تقليم الأظافر