سامان نوح
الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 15:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدأ ناشطون في مناطق وسط وجنوب العراق ذات الغالبية الشيعية، حملة لجمع مليوني توقيع بهدف تشكيل "جمهورية سومر المستقلة" والتي يتوقع ان تصبح خلال سنوات واحدة من اغنى دول العالم واقوى دول المنطقة.
وبحسب الناشطين فان الدولة التي ستمتد من شمال بغداد الى الفاو تحظى بتأييد معظم سكان الوسط والجنوب لأنها تمثل "الخلاص من البعث ومناصريه من الارهابيين والدواعش، وهي ستشكل امل النهوض بحياة ابناء الجنوب الذين يعانون من الفقر فيما يملكون اكبر خزين نفطي في العالم”.
الناشطون اكدوا انهم سيرسلون التواقيع الى الامم المتحدة مرفقة بطلب ادراج قضية تشكيل دولة سومر ضمن لوائحها.
ويرى الناشطون ان "دولة العراق" دولة مصطنعة لا اساس تاريخي لها، فما كان موجودا هي "دولة سومر" التي حكمت وسط وجنوب ما يعرف بالعراق الحالي، مؤكدين ان العراق "منطقة جغرافية وليس دولة" فيما سومر كانت دولة وهي "تمثل كتلة جغرافية وسكانية واحدة لا فواصل جغرافية من جبال أو بحار أو صحارى بين مناطقها".
ويشدد الناشطون على ان العراق "دولة مصطنعة مثل الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا السابقة، مصيرها الزوال، وما سيبقى هو دولة سومر بحدودها الممتدة من الفاو الى شمال بغداد وهي اكثر بقعة تجانسًا في العالم من الناحية الديمغرافية والجغرافية والتاريخية الحضارية".
هكذا يمضي بعض الشباب الشيعي باطلاق مشروع دولتهم الحلم، متجاوزين خلافات قادتهم السياسية الذين عمليا هم الحاكمون الفعليون للعراق اليوم، فيما ينظر مراقبون كرد للمشهد الكردستاني بتشاؤم "الشباب الكردي منشغل بمديح انتصارات بيشمركة كل حزب في جبهاته الخاصة على بضع مقاتلين من داعش، ومنشغل بالتصارع في تلك الجبهات على الأسلحة والمغانم، ومنشغل بالتهليل او الهجوم على هذا الحزب او ذاك صباح مساء في مواقع التواصل الاجتماعي".
الشباب الشيعي يريد انهاء عقود "مظلوميتهم الطويلة" وانهاء الشراكة القاسية مع "اخوتهم" من العرب السنة، فيما يسعى الشباب السني الى اعادة "امجاد" الدولة التي حكموها لقرون ولو بالاستعانة بشياطين داعش.
وبين هذا وذاك ينقسم الشباب الكردي بحدة بين "الولاء الأعمى" لحزبين حاكمين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني) وينقسمون طائعين بين ولايتين شبه منفصلتين (اربيل والسليمانية) وجيشين متوازيين (او اربعة) وبرنامجين سياسيين واقتصاديين (أو لا برنامج) وحتى الولاء لدولتين اقليميتين (تركيا وايران).
#سامان_نوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟