أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - علي فهد ياسين - دور الشلل السياسي في عودة شلل الأطفال الى العراق ..!














المزيد.....

دور الشلل السياسي في عودة شلل الأطفال الى العراق ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 16:25
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


دور الشلل السياسي في عودة شلل الأطفال الى العراق ..!
بعد أربعة عشر عاماً على خلو العراق من فايروس شلل الأطفال , جاء تحذير منظمة الصحة العالمية والمؤسسات المعنية الساندة لها من خطورة عودة هذا الفايروس للتوطن في العراق , على أثر الاعلان عن أصابتين في بغداد في شهر آيار الماضي , بالتزامن مع ( 36 ) ستٌ وثلاثون أصابة في سوريا , تركزت في محافظة دير الزور المحاذية للعراق , اضافة الى حلب والرقة ومناطق متفرقة أخرى , نتيجة الحرب الطاحنة وتداعياتها على العراق والمنطقة .
في العام 1988 أُطلقت المبادرة العالمية لأستئصال شلل الاطفال على مستوى العالم , وقد أُعلن في العام 2013 أنه لم يعد متوطناً الا في ثلاثة بلدان هي ( نيجيريا وباكستان وافغانستان ) , فيما كان العراق خالياً منه منذ عام 2000 على الرغم من ظروف الحصار القاسي الذي كانت تخضع له البلاد , لكن على مايبدو أن الأصل في الانتصار على هذا المرض اللعين هو التزام المؤسسات الصحية بتنفيذ برامج التلقيح لعموم الاطفال المعرضين للاصابة به ( دون 5 سنوات ) , بغض النظر عن قدراتها الاقتصادية لأن اللقاح المضاد له توفره المنظمة العالمية دون مقابل , ليس كرماً منها , انما لأن اية اصابة بالمرض تعني هناك امكانية لانتشاره السريع دون محددات الجغرافية التي قد تعرقل غيره من الامراض الخطيرة الاخرى .
لقد أجمع المختصون ( علماء وباحثون وأطباء ) في جميع أنخاء العالم , على رأي واحد مفاده ( طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل , فأن الأطفال في جميع أنحاء العالم معرضون لخطر الأصابة بالمرض ) , وهو خلاصة مرعبة للبشرية جمعاء اذا ما أضفنا لها حقيقة أن ( لايوجد علاج لشلل الأطفال ولكن يمكن الوقاية منه بالتلقيح ) , ولما كانت عملية التلقيح تعني الوصول لجميع الأطفال ( دون سن الخامسة ) من قبل فرق التلقيح أو وصولهم لمراكز التلقيح في المؤسسات الصحية , فأن العائق الرئيسي الوحيد لتنفيذ ذلك هو تعرض المدنيين الى تداعيات الصراعات السياسية عندما تصل الى مستوى النزاعات المسلحة , لأنها وحدها التي تمنع حصول الأطفال على التلقيح ضد هذا المرض الخطير .
أذا كانت اصابة واحدة تمثل خطورة لايستهان بها في انتشار المرض برأي العلماء والمتخصصين , فأننا أمام اصابتان في بغداد منذ شهر آيار الماضي , ليس هذا فقط , انما لازالت نتائج الصراعات السياسية التي يخوضها القادة المتنفذون في العراق تلقي بظلالها على حياة العراقيين منذ عشرة أعوام , حتى وصلت الى ذروتها منذ اجتياح عصابات داعش الدموية لثلث مساحة البلاد , مما تسبب في شل الحياة فيها وتهجير مئات الآلاف من العراقيين عن مناطق سكناهم , الأمر الذي أوقف برنامج التلقيح المعتمد من وزارة الصحة العراقية قسراً , مما ينذر بخطورة نتائج ذلك على حياة الملايين من الاطفال العراقيين الذي يستهدفهم هذا المرض اللعين الآن وفي السنوات القادمة , طالما استمرالشلل السياسي الذي أنتجته أطراف السلطات خدمة لمصالحها الضيقة .
أن مايتعرض له العراقيين من مآسي وويلات بسبب سوء أداء قادتهم الماسكين بدفة السلطات , تتضاعف خطورته حين يكون ضحاياه هذه المرة أطفال العراق اذا اصيبوا بهذا المرض اللعين , وقد تكتفي الامهات بالدعاء على السياسيين المتسببين في تدمير حياة الاطفال , بشلل يصيبهم عقاباً على مايقترفونه من آثام بحق شعبهم , لكن يفوت الجميع أمراً يفترض أن لايغيب عن أذهانهم , هو أن هؤلاء القادة وعوائلهم وبطاناتهم والمستفيدين الكبار من سياساتهم , لايعتمدون المؤسسات العراقية في متابعة أوضاعهم الصحية ولانوعيات الدواء الذي يستعمله العراقيون , انما سجلاتهم الصحية مودعة في ارقى المؤسسات الصحية العالمية وادويتهم تستورد خصيصاً من الخارج , اضافة الى ان تلقيح اطفالهم يجري بتوقيتاته المعتادة , ولايتأثر بأي اضطرابات في الشارع العراقي , وكأنهم في بلد آخر غير الذي يحكموه .
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يشتمون العراق وشعبه ..!
- مساعد وزير صيني يدير شؤون العراق ..!
- الشعب يواجه المصائب والقادة يتفاوضون على المناصب ..!
- النخبة الحاكمة و ( سن الرشد السياسي ) ..!
- جيران العراق .. تجارة مفتوحة وسياسة مغلقة
- عمال النظافة في ذي قار يتحملون أوزار الفساد ..!
- حاوية ألغام في حضن المتنبي ..!
- حكومة أحزاب .. حكومة خراب
- أسياد الدواعش يطيبون خواطر ضحاياهم ..!
- تقارير ( هيئة النزاهة ) توفر موجبات الغائها ..!
- لايجوز طرد الدواعش من العراق ..!
- سفينتان في العراق ..!!
- الشعب يقاتل والسياسيون يجتمعون في المنازل ..!
- نفاق الرئيس ..!!
- أطباء عراقيون .. أطباء وطنيون
- اخوان ( حليمة ) ..!!
- عندما يقف القادة خلف شعوبهم ..!
- اقالة المستشارين !
- بستان الفن يفقد مصدراً من رذاذه المنعش .. وداعاً محمد جواد أ ...
- الغشاشون يتصدرون المشهد ..!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - علي فهد ياسين - دور الشلل السياسي في عودة شلل الأطفال الى العراق ..!