عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 11:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سئل ابن تيمية - الفتاوى الكبرى - : ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في أفعال العباد : هل هي قديمة ؟! أم مخلوقة حين خلق الإنسان ؟! وما الحجة على من يقول : إن سائر أفعال العباد من الحركات وغيرها من القدر الذي قدر قبل خلق السموات والأرض ؟! وفيمن لم يستثن في الأفعال الماضية كقول القائل : هذه نخلة أو شجرة زيتون قطعا لم يقل شيء إلا ويسترجع فيه المشيئة ويسأل البسط ؟!!! انتهى السؤال ولاحظ صديقي القارئ الكريم تلعثم وتخبط ابن تيمية وخلطه في جوابه ! أجاب ابن تيمية وقال : بعد ديباجة الحمد إياها ! أفعال العباد مخلوقة بإتفاق سلف الأمة وأئمتها ! ثم ذكر ابن تيمية في جوابه الطويل أمورا منها هل ألفاظ العباد في القرآن الكريم غير مخلوقة وأن أصوات العباد وأفعالهم غير مخلوقة قول باطل وإن كان بقراءة القرآن وأنكر السلف من قال إن الله لايتكلم بصوت أو أن حروف القرآن الكريم مخلوقة !! ابن تيمية أطال جوابه وتشعب كعادته !! ويمكنكىصديقي القارئ الرجوع لكتابه لكن الآن سأطرح بضع أسئلة وأحاول مناقشتها ؛ من قال إن القرآن الكريم مخلوق لم يقل ذلكىعبثا وهم المعتزلة الذين هم في الفروع ابتداءا من أهل السنة ! لديهم أدلة ومنها حديث : تأي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف ويأتي القرآن في صورة الرجل الشاحب !! صديقي القارئ الكريم هاك الصاعقة : أولا وفق اعتقاد أهل السنة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وأن الله تكلم به صوتا وحرفا أليس كذلك ؟! بلى ! حسنا سنساير القوم ونقول لهم وفق هذا الحديث فإن القرآن الذي هو كلام الله صوتا وحرفا غير المخلوق وفق زعمكم قد تمثل وتجسد بصورة الرجل الشاحب !! والسؤال أليس هذا دليل كاف على قبول مبدأ التجسد وفق الإيمان المسيحي ؟!!! وإجماع سلف السنة على أن أفعال العباد مخلوقة دليل على قدم تقدرها وفق حديث : أول ما خلق الله القلم وقال له اكتب فكتب مقادير كل شيئ !! ونختم حتى لا نطيل : أفعال الإنسان منها الجميل والحسن ومنها القبيح السيئ فإن قالوا إن أفعال العباد مخلوقة قدحوا في ربهم ونسبوا له ما هو سيئ وقبيح منها !! ثم إن كانت مخلوقة فحينها كيف يخلقها وقطعا جبرا وقهرا ثم يعاقبها على سيئها وهنا قدح بعدل الله وعدل الله كلي !! والصواب أن العبد مخير غير مسير وأنه لا وجود للقدر لأنه ليس بالضرورة يستلزم علم الله الأزلي السابق !! بل إن تصنعهم أي ابن تيمية ومدرسته واتباعه تقسيم الإرادة وفق مصطلحاتهم تقسيم ساقط ابتداءا بنص القرآن الكريم الذي ماثل الإرادتين المزعومتين وهما الكونية والشرعية بسياق ومعنى واحد وفعلوا ذلك ليخرجوا بقولهم الإنسان مسير ومخير والحقيقة أن الإنسان مخير بالمطلق بكل قول وفعل لأنه مناط تكليف فحساب وأما مسائل القضاء والقدر فخاصة بالقدرة والعلم السابق والتدبير للعلل والبواعث دون الوقائع نفسها وهو ما يعرف بعوامل الطبيعة وهذا مبحث آخر .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟