أسامة الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 22:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد أن تمَّ تهميش الجامع الأزهر والمراكز السنيّة المعتدلة الأخرى عن قيادة العالم السني، انتقلت الراية إلى بعض مشايخ الخليج السلفيين، ومنذ ذلك الوقت لم يهدأ العالم العربي الإسلامي؛ حيث بدأت المنابر الجاهلة في الخليج تصدّر فتاوى التكفير وتنشر الكراهية بين المسلمين، ونهضت الروح الأموية من جديد بين التسنن الحديث، وسرت معها الروح البدوية الطائفية المتشددة التي لا تعرف التسامح ولا تؤمن إلا بالعنف، وانخدع الكثير من الشباب السنة بهذه الدعوة، وكان لذلك نتائج سلبية وارتدادات خطيرة على العالم العربي الإسلامي.
انظروا ماذا فعلت السلفية بالمجتمع المصري ! مصر التي كانت مهد التسامح والعقلانية.
انظروا كيف ذهب الكثير الكثير من شباب أهل السنة ضحية التطرف: فالمجازر التي حدثت في الجزائر سابقًا، وما فعلته داعش اليوم في العراق، وما تفعله الحركات السلفية هنا وهناك، هو نتيجة طبيعية لما أنتجه هذا الفكر التكفيري الذي خرج من الجزيرة العربيّة.
وهكذا شيئًا فشيئًا انتشرت الكراهية بين الطوائف الإسلامية وافترسها العنف والفهم المتوحش للدين، وانتشرت في أنحاء العالم مقولة أن «الإسلام دينٌ يحرض على العنف والكراهية».
أعتقد إن على العقلاء من أخوتنا أهل السنة تدارك الوضع قبل أن يستفحل الخطر بين شبابهم، وذلك باتّباع علمائهم الكبار من أهل العلم والفضيلة والاعتدال، للرجوع إلى رحاب الإسلام المتسامح، وسحب البساط من هذه «العقلية البدوية» التي تتحكم بمصيرهم بقوة البترو - دولار، وإلا فلو استمر الوضع هكذا فسيكون أهل السنة هم الخاسر الوحيد، وسينقرضون من حيث لا يشعرون.
#أسامة_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟