أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - هل دفنت المقاومة مسيرة أوسلو















المزيد.....

هل دفنت المقاومة مسيرة أوسلو


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 16:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل دفنت المقاومة مسيرة أوسلو ؟
محمود فنون
3/9/2014م
إنني لا أرى منشأ جديا لهذا السؤال
ستقام ندوة في خيمة الإعتصام التضامني مع الرفيقة المهددة بالإبعاد خالدة جرار ، ندوة على شكل مناظرة بين الدكتور أحمد قطامش مؤيدا والدكتور نبيل عمرو معارضا لعنوان المناظرة "مقاومة غزة تدفن مسيرة أوسلو "
إن مقاومة غزة مقاومة باسلة وابداعية ، وتخللها مفاجأة العدو من حيث لا يعلم والهجوم عليه وإثخانه ، كما تخللها زخات الصواريخ التي غطت معظم انحاء فلسطين وبحضور كان له تأثيرا معنويا عاليا على قواعد الشعب الفلسطيني . وكان تأثير المقاومة الروحي هائلا لدرجة أن الكثيرين تمنوا لو أنهم قي ميدانها ، وتفجر غضب الكثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية ارتباطا بعظمة الصورة التي تخيلها الفلسطيني في غزة وعجز واحباط الحالة في الضفة الغربية وتخاذل النظام العربي الرسمي عن أدنى حدود النصرة .
حقيقة ما جرى : أن إسرائيل شنت حربا عدوانية غاشمة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبأدوات الحرب المتفوقة التقليدية الفتاكة : بالدبابات والمدفعية والطائرات والزوارق البحرية برا وبحرا وجوا وفي ظل حصار ممنهج و فتاك لسنوات طويلة.
وقد استخدمت إسرائيل قدراتها العسكرية والإستخباراتية كما لو كانت تحارب دولة مسلحة . بينما القوى الفلسطينية في القطاع كانت ولمدة محددة ترد على هذه الحرب التد ميرية بإطلاق زخات الصواريخ بشكل متصل ولكنها لم تكن تحدث أضرارا رادعة ولا تأثيرا موازيا لضربات وهجمات العدو .
وعند الإجتياحات كانت المقاومة وعلى شكل حرب العصابات المعروفة تهاجم قوات العدو وتثخنه بالجراح . وبعد أن سحب العدو قواته المتوغلة والتي أحدثت دمارا هائلا ، ولم يستمر التشابك حيث سحب العدو قواته المتوغلة فبقيت عمليات إطلاق الصواريخ مستمرة حتى اللحظة الأخيرة لإعلان الهدنة .
وقد احيطت العملية العسكرية غير المتكافئة بمطالب فلسطينية مطلبية ومعيشية تتعلق بتحسين الأوضاع برفع الحصار وفتح المعابر وإطلاق سراح أسرى وفتح مطار وميناء والتوقف عن الإغتيالات .
أي أن المطالب حتى لو تحققت وهذا صعب حاليا فإن القطاع بكليته سيبقى تحت الإحتلال وبنفس شروط الإحتلال كما يفرضها لأنه متحكم وقادر على التحكم وتتعامل دول المنطقة على أن إسرائيل هي صاحبة الولاية على القطاع كما سبق ونصت الإتفاقات المصرية الإسرائيلية على الحدود بينهما وهي الحدود الدولية بحيث أن القطاع هو خارج حدود مصر وضمن حدود إسرائيل، كما نص اتفاق وادي عربية بين الإردن وإسرائيل بأن نهر الأردن وخط وادي عربة هي الحدود بين الإردن وإسرائيل ولم يرد في الإتفاقيتين ما يؤشر على وجود قطاع غزة والضفة تحت الإحتلال .
لم تتضمن المطالب شعارات سياسية تتعلق بوضع القطاع وفق القانون الدولي ولا بتغيير علاقة القطاع بالإحتلال ولم يطرح شعار الإنسحاب ، أو إرفعوا ايديكم عن غزة أو ما شابه.
من ناحية ثانية تم استدعاء سلطة أوسلو لترأس وفد المفاوضات في مصر . وكان ممثلوا سلطة رام الله ومن يدور في فلكهم مع المبادرة المصرية التي طرحت بعد اسبوع من العدوان والتي فحواها بكلمتين أن يتوقف إعتداء الطرفين ثم يجري البحث لاحقا في الأمور الأخرى .بينما كان ممثلوا المقاومة في القطاع يرفضون المبادرة المصرية . وكان ممثلوا النظام المصري والسلطة متوافقون وهم بكل تأكيد لا يناصروا المقاومة .
يفضل أن نرى اللوحة على حقيقتها وأن لا نستخلص دروسها إلاّ منها وحصرا منها وليس من أي تصورات أخرى .
لقد تعرض القطاع لضربة قوية جدا وفتاكة ، جابهها القطاع بالصمود وقوى القطاع بالمقاومة كما وصفناها أعلاه . وحينما توقف القصف بقي القطاع سياسيا في ذات الحالة قبل القصف ومهددا بحرب جديدة لاحقا بينما وافقت قوى القطاع على هدنة طويلة الأجل من جانب واحد .
لننتبه : لم يعقد اتفاقا في مواثيق موقعة من قبل الطرفين ملزمة لهما ومسلمة مثلا للأمم المتحدة كما حال المواثيق الدولية . هو بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية وافق الطرفان على فحواه كل كما يريد والنقطة المشتركة هي توقف الحملة .
من المهم أن نستذكر :أن هذا الإتفاق يشبه اتفاق 2012م في كثير من النقاط مع اختلافات بسيطة في ذات السياق.
بعد اتفاق 2012م ، استمر العدو الإسرائيلي بالإغتيالات وإطلاق النار والتوغلات كلما رأى ذلك ضروريا لأمنه مما يعني أن الإلزام المتفق عليه في البيان المصري في حينه كان يخص الفلسطينيين ويلزم حماس بالتأكد من عدم إطلاق الصواريخ . اليوم بالذات حصل توغل في أراضي القطاع فما اشبه اليوم بالبارحة ..
عندما صرح الزهار بأنهم سيشرعون في بناء الميناء والمطار ، سارعت السلطات المصرية بالإحتجاج على التصريح كما سلطات السلطة فسارعت حماس للنفي وتطمين الأطراف بأن هذه مجرد أقوال إنشاء مشفوعة بالحماسة .
لنقل وقبل الإستغراق في التحليل إن طريق التحرير هي طريق الكفاح الوطني المدعوم بالأمة العربية بكل أشكال الدعم وهو طريق العنف الثوري وحرب الشعب وكل أشكال الحروب المتاحة .
إن حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 قدمت دروسا خصبة أكثر مما قدمت هذه الحرب لجهة أن القطاع محصور ومحاصر ومثخن ولا نصير له كما الحال مع حزب الله في حينه .
هناك لم تتمكن اسرائيل من دحر المقاومة اللبنانية كما سبق ودحرت المقاومة الفلسطينية عام 1982م علما أن هذا كان هدفها ولم تحققه كليا ولا جزئيا بينما تم دحر التوغلات الإسرائيلية بالقوة وحال حائط صمود المقاومة دون التقدم الجغرافي في لبنان . كان هذا درسا للأمة العربية كلها مفاده أن حزبا جماهيريا صغيرا نسبيا ومدعوم بعمق مقاومة وممانعة ومسلح ... استطاع ان ينهي زمن الإنتصارات الإسرائيلية كما صرح السيد حسن نصرالله .وربما استطاع ان ينهي زمن الهزائم الفاحشة التي سبق وتعرضت لها الأمة طوال حالة الصراع قبل هذا التاريخ .
إن وجود حماس في اللوحة السياسية الفلسطينية لا يحاكم فقط من منظور إسرائيل أو منظور سلطة الضفة فهذا لا يكفي لتفسير تراكيب اللوحة ، بل في اللوحة العامة التي تمسك بها الولايات المتحدة وحلفائها وبمساعدة أتباعها .ففي عام 2006 وكما قال عباس عن مشاركة حماس في الإنتخابات :"... والأمريكان كانوا بدهم مشاركة حماس، و رايس هددتني، ورغم إني كنت متأكد أنه فتح ستخسر في الانتخابات إلا إني أذعنت ووافقت،.." أي انه وافق على إجراء الإنتخابات رغما عنه بل إذعانا لإرادة المتحكم في اللوحة العامة ، وما كانت إسرائيل لتوافق على مشاركة حماس في الإنتخابات من منظورها الخاص بل من منظور السيد الأمريكي . كما غيرت حماس موقفها من المشاركة في الإنتخابات فيما يشبه التناغم .( هناك ريموت كنترول لكذا وآخر لشيء آخر .. وهناك ريموت كبير يتحكم في الريموتات ويؤثر فيها ويحاول توجيهها وفقا لمصالحه والمصالح العامة التي هو جزء منها ).وقد أخطأت الجبهة الشعبية بمشاركتها في انتخابات الرئاسة واخطأت في مشاركتها في انتخابات التشريعي .

إن وجود حماس ساهم في زجر السلطة وإلزامها علنا بدورها السياسي والأداري والأمني ولا زال يلزمها . كما أن حماس في مسيرتها العامة اقتربت كثيرا من فتح ونهج فتح السياسي والمسلكي
.بعد هذه الأرضية الضرورية : هل تأثرت مسيرة أوسلو ؟
الجواب لا كبيرة .
إذا كان المقصود تغير نهج التسوية فهذا لم يتأثر البتة . فلا إسرائيل غيرت نهجها ولا فريق أوسلو الفلسطيني ولا النظام العربي الرسمي ولا المنظومة الدولية المتدخلة . بل إن حماس وكما نص اتفاق مكة عام 2007 م قبلت باستمرار المفاوضات وأن تحتكم في نتائجها للمجلس الوطني أو استفتاء الشعب .ولم تغير رأيها حتى اليوم .
وقوى الرفض ومنها حماس والشعبية والجهاد لم تحدد موقفا جديدا ولا علاقات جديدة في مواجهة نهج أوسلو.
من هي القوى التي يتوجب عليها استخلاص الدروس والإستفادة منها ؟
في وقتنا الراهن لا توجد قوى تبحث عن طرق لدفن مسيرة أوسلو .إن القوى التي ترفض المنهج كلية حتى الآن هي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وهي واضحة في رفضها ولكن الأمر على ما يبدو يقف عند هذه الحدود .
هل تصريحات إسرائيل بخشيتها من التنازل عن الضفة الغربية هي نتاج الحرب على غزة ؟
الجواب لا كبيرة جدا . فإسرائيل كانت ولا زالت وحتى يومنا هذا تهود أراضي الضفة التي قضمتها ولا زالت تقضم أراضي جديدة آخرها ما أعلنته عن أربعة آلاف دونم جنوبي بيت لحم. إنها لم تبد أية رغبة في الإنسحاب من أراضي الضفة الغربية ولا تغيير وضعية القطاع عن حاله الحاضر .إن نتائج عمليات المقاومة لم تصل إلى درجة ردع إسرائيل أو دفعها لخطوات ذات مغزى سياسي
كيف ستدفن المقاومة مسيرة أوسلو ؟
إذا كان المقصود أن الحركة الفلسطينية قد وصلت إلى هزيمة مسيرة أوسلو والإنتقال إلى نهج الثورة ومراجعة المسيرة كلها والتراجع عن نتائجها فلا يوجد ما يؤشر على ذلك . وإذا كان المقصود البحث عن وسائل أخرى من ذات النهج لخدمة الوجود الصهيوني على الأرض الفلسطينية ، فهذا قائم بسبب إسرائيل والسلطة والراعي الأمريكي والعرابين الفلسطينيين والعرب ، وليس نتاجا لدروس حققتها المقاومة في قطاع غزة .
لقد استثمرت حماس مجريات ونتائج الحرب على غزة بما فيها من دماء لتعزيز شعبيتها في الضفة والقطاع ، وعلاقاتها القائمة في إطار ذات المحاور العربية والإقليمية التي تتحرك فيها .أما تصريحاتها عن السلاح وحماية السلاح فهي ستدافع عنه قدر ما تستطيع بقدر ما هو جزء من شخصيتها وكيانها وعامل وجودها .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يكن وفد القاهرة موحدا لدعم المقاومة
- صباح الخير غزة فقد توقف القصف والتدمير
- كلنا مع وقف العدوان على الفلسطينيين في قطاع غزة
- توقفوا عن ضرب غزة توقفوا عن قتل غزة
- بيان ضد التعذيب
- سقط الشهداء الثلاث عن صهوات خيولهم
- العدو استأنف حربه على قطاع غزة
- رسالة إلى الرفيقة خالدة جرار
- تلخيص مكثف لما جرى على قطاع غزة
- ما الذي يحاك الآن في مصر
- كيري حدد وظيفة قطر وتركيا
- كلمتين في الصميم - لا تتنازلوا-
- -نموت واقفين- الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
- صامدون في قطاع غزة رغم هول المؤامرة
- الوسطاء ضد المقاومة الفلسطينية
- الإجتياح جريمة كبرى تشارك بها امريكا
- محاولات لفرض مبادرة المخابرات المصرية
- المخابرات المصرية يقولون لأبو مرزوق - أنتم أولاد كلب -
- فذكر ان نفعت الذكرى
- هل هناك انتفاضة في الضفة الغربية


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - هل دفنت المقاومة مسيرة أوسلو