أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - المجد لداعش.. معبود الرياح














المزيد.....


المجد لداعش.. معبود الرياح


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 22:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سمعتم أنه قيل أن الوحش صناعة رياح الغرب! وما بين معتدل و وسطي و مستنكر،تحدق الأعين متسائلة في ذهول؛ ينددون؛ يشجبون؛ يستنكرون. فالحقيقة قد تبررت من ناكريها، و المارد الخارج من قُمقٌمه ليس غريباً علينا، بل كان كامناً في طور نموه كائناً تحت الجلد، مسبِّحاً بهمهماته ممجِّداً بجبروت و بطش إله هذا الدهر و رئيس هذا العالم، معبود الرياح الذي حركت رياح الغرب مياهه الراكدة ففاحت عفونة أحشائه المنسكبة لتكشف عن قبح لحيته التي ترعرعت حيث أرض الشيطان.

وُجدت أحشائه حُبلى سفاحاً من بؤس التمتمات وشعوذة الحروف و شقاء دجل الكلمات. فلما نضج ربيعه و إكتمل زمان إخصابه خرج من رحم جلجلات تعاويذه ليُسبِّح بحمد طلاسمه فيسجد له كل من قبلوا أن تُوسِّم ضمائرهم بثالوث الرجسات الموسومة فوق جبينه. مدفونٌة بين سطوره قهقهات التكبير والتشفي، وهوس توحيد يمارس جنونه بطقوس القتل المقدس. ينثر دماء البنين بالشوارع فترتوي الكلاب من دموع الثكلى والأرامل والمنكفئين على جوع بطونهم. يأكل أكباد من عُذِّبت أجسادهم قبل أن تنفلت زفرات أرواحهم من بين أصابعه.

تبُخْ شفاهه سُمْ الأصلال فتكبِّر أفواه الشماتة كالقبور المبيضّة من الخارج ولكنها مملوءة إختطاف ودعارة و مرارة نجاسات و لعنات تجديف، فتسرع خطاهم تنتعل نثار الأشلاء بعد أن تغتسل في حمامات من دماء زكية مسفوكة لطخت صرخاتها ثيابهم لتشهد عليهم في اليوم العظيم ثم تنساب فتروي أرضاً تئنّ في أوجاعها من كثرة ما شربت من سكرات الموت. مكبرين؛ مهللين: هلم نبني برج بابل على أسنة الرماح لنصنع لنا إسماً لئلا نتبدد على وجه المسكونة. ليصعدونه وفي أرجلهم إغتصاباً وسحقاً ومذلة ليناطحون السماء فوق آكام جثث أضاحيهم المدوسة، و المصلوبة أشلائها على عُهدتهم الذمَّية؛ مقطوعة الأيدي والأرجل من خلافٍ؛ مغموسة في صرخاتها؛ مأكولة فلذاتها؛ منحورة أعناقها على سُنَّة إله الإنتقام المتجبر. فبلبلت السماء مشورتهم وهدمت ضعة أفكارهم وكشفت عن عهر التدين وإنحطاطه وتقيأتهم من جوفها حين نظرتهم يبخرون أيديهم بصرخات أضحيتهم فوق مذبح رجسات زهرة بنت الصبح.

دخان المنتهى يلوح غباره عبر الحدود ويرتفع فوق ركام الرماد المتشبع برائحة الموت المتناثر على قارعة الطريق، فلا تسألني عن جغرافيا الحدود ولا نسمات عطر المدن ولا فرحة الشوارع والبيوت، فقد مُحيت معالمهم جميعاً و مُزقت الأوطان خارج حدودها وقطَّعت أواصل الأبدان ولم تتبقى سوى صرخات الإستغاثة البريئة و وهن النحيب بآهات مكتومة بالصدور. فرحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم أمام عينيها إما أشلاء ممزقة أو صاروا عبيداً و طرحوا أرضاً عرايا بأسواق نخاسة قوادين الجنة.

فما أشبه اليوم بالبارحة! وكم من مرة خرج الوحش من رحم شريعة أهل الكهف. و إله التكبير يشحذ سيف غزواته ليقتل ويغتنم و يسبي وينتهك حُرمات وأعراض، فتُهرق دماء العفة لتُفتح على شرفها أسواق النخاسة، ولا يقدر أحداً أن يبيع أو يشتري لحم أضاحيهم إلا باعة الجنة ومشتريها ممن لهم سِمة الوحش و عدد إسمه. يتلذذون بإلتهامها فوق مضاجع العهر حيث فرغت موائد الإنسانية من النخوة والرجولة. تصرخ حد الغثيان والتقيؤ فلا من مُجيب حيث ساد تبلد الضمير، فباتت المصائر في خندق واحد لامحالة وعلى حافة هاوية جحيم الوحش !

فاخرُجوا منها ياشعبي، لِئلاَّ تشترِكوا في وليمة البعليم، تأكلون خرنوباً وتنامون في فراش إيزابيل أم الزواني و رجسات الأرض، المتسربلة بأرجوان و قرمز، حيث يتجرع بنيها كأس رجسات زناها. أخرجوا منها فمزمع قتلهم بكأس خمر جامات غضبه الإلهي، حيث زنا معها باعة الجنة و حماة البعليم و ملوك الأرض الذين طرحوا أمام الوحش تيجانهم و صولجنات سلطانهم، فلن يرحمهم الوحش بل سيلتفت إليهم ليمزقهم و يهلكهم و تسقط ممالكهم واحدة تلو الأخرى.

فمن ثمارهم تعرفونهم ومن شوكهم و حسكم لن تجنوا عنباً ولا تيناً، فما زرعوه إياه يحصدونه. و إله السماء مجداً له في علاه، يريد رحمة و ملء أبدية للحياة، أما معبود الرياح جائهم بالذبح يشتهي قرابين تسيل دمائها أنهاراً ولا تنتهي. فهوذا صاعد من جحيمه الأول ليمضي إلى هلاكه، ولكنه قبل أن يمضي ليهلك بإسفكسيا لعنات الموت، سيحرق الأرض إنتقاماً لتصير أشد خراباً من سدوم و عمورة ويأخذ بطريقه أولاد إيزابيل و بني بليعال من الذين سجدوا له مُمجِّدين رجساته، ومسبحين له، المجد لداعش معبود الرياح.



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهنوت و مذبح و ذبيحة لن تُبطَل
- الربيع العربي في ذمة داعش
- بدعة آريوس وكيفية تصدي التعاليم الأرثوذكسية لها
- كنيسة المقطم، رمزاً للمحبة و اللاطائفية
- متحرشون لكن متدينون بالفِطرة !
- و أخيراً فازت الراهبة النجمة كريستينا سكوتشا
- قبطي كافر على ما تُفرج !
- ظاهرة الإلحاد ما بين إستخفاف الإعلام و سقطات ريهام !
- الشهيد مارمرقس، كاروز الديار المصرية
- ما بين مارى سامح و مريم الحسيني، وطن جريح
- تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي
- لعازر هلم خارجاً !
- كنيسة الله التي إقتناها بدمه
- يا إما تتفكك الدولة !
- صليبك يا ماري، محنة برهامي
- الشفاء بالطب الإنجيلي !
- ارفعي حجابك، هذه ثورة !
- متى تدُق أجراس الكنيسة بالسعودية ؟!
- صراع الآلهة، و دول الحريق العربي
- عندما تُغتال آدمية الإنسان مرتين !


المزيد.....




- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - المجد لداعش.. معبود الرياح