أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - تلاعب المسلمين على أنفسهم : بين الآيات الشيطانية والداعشية














المزيد.....

تلاعب المسلمين على أنفسهم : بين الآيات الشيطانية والداعشية


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 15:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في سنة 1989 أصدر الخميني كأشهر أغبياء رجال الدين، فتوى دينية/سياسية بقتل سلمان رشدي وذلك لتأليفه رواية "آيات شيطانية" التي تضمنت إساءة للديانة الإسلامية. وهي الرواية التي تم منعها من التداول والنشر في العديد من الدول بالعالم، وكذلك مثلت دافعا لخروج الكثير من المسلمين للاحتجاج ضد الرواية وإساءتها بالعديد من الأقطار، من ضمنها بريطانيا حيث يقطن الكاتب. والأجدر بالذكر هو أن أغلب المتظاهرين والمفتين لم يضطلعوا على الرواية، ولم يتوقف الأمر هنا بل حتى النقاد الذي تناولوا الرواية بالنقد والتجريح اكتفوا بما حدث في الشارع من ردود فعل وببعض المقتطفات من الجرائد والصحف العالمية لبناء مقالاتهم النقدية وتعليقاتهم حول النص.

في سنة 2005، تكرر سيناريو الآيات الشيطانية، عندما قامت صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية بنشر مجموعة صور كاريكاتورية للنبي محمد، الأمر الذي سبّب ضجة اعلامية واجتماعية اتخذت حتى ابعادا سياسية واقتصادية، ويمكن متابعة ما نتج عن هذه الحادثة من ردود فعل دولية ـ سنظل طوال اليوم هنا إذا رغبنا بذكر فقط البعض منها ـ بموقع ويكيبيديا : الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لمحمد في صحيفة يولاندس بوستن.

ولا يزال الأمر مستمرا كل حين، حينما يصدح أحدهم ـ من المسلمين طبعا ـ بأن أغنية ما أو فيديو كليب أو فيلم ما، يتضمن إساءة للمسلمين، فكاتي بيري ونيكي ميناج وبروس ويليس وقطاع هوليود وموقع يوتوب وغوغل وكل "من" أو "ما" حصل على نسبة من الشهرة ولم يشكر أو يتعاطف مع المسلمين أو الإسلام فهو مسيء للإسلام.

إن أغرب ما في الأمر، هو أنه كلما بدى أن إساءة ما تلمس الديانة الإسلامية، إلا وانتفض الجميع متظاهرا ومقاطعا ومتوعدا ومتهددا حتى تتم إعادة الكرامة للدين أو تقديم اعتذارات. لكن وكما هو حاصل الآن، من شبه اتفاق جماعي بأن داعش تسيء للإسلام نتيجة أيديولجيتها وسلوكاتها تجاه العالم والناس، مدعية تمثيلها للإسلام، فلم نرى أي احتجاج أو انتفاض أو ما سواه مما يمارس إذا ما تم وأتت الإساءة من موقع غربي ! هذا لا يعني أن المسلمين متعاطفين أو متفقين مع الأهداف الداعشية، هذا يعني أن المسلمين تحركم دوافع اضطرابية عند التعامل مع التهديدات بخصوص الهوية والكرامة والأنا.

لم يقم أحد بما سبق ذكره من ردود فعل أمام الإساءات الغربية مقارنة بإساءة داعش، والتي تصور المسلمين ككائنات شاذة وجوديا ! ولفهم السبب، فما يحرك الدوافع الإسلامية هي الإهانة التي تأتي من الغرب الذي يعتبر عدوا أمام الشرق (وخاصة العرب/المسلمين)، ومتفوقا تكنولوجيا وسياسيا ينظر للشرق ودياناته نظرة دونية ! ما عدا ذلك إذا أتت الإساءة من "ابن البلد" أو الشبيه الذي لم يبرز أي تفوق ولم يقم بتحليل أو تصنيف أو التعالي أمام الشرق والعالم الثالث، فهذا لا يستحق أن نبادر بتلقينه دروس في الاعتذار ورد الاعتبار.

عندما تجد في إحدى المؤسسات أو العمارات السكنية، حارسان، وظهر أن الحارس الجديد أخذ بكسب ودّ المتواجدين هناك والتفوق على زميله القديم، فإن هذا الأخير (الزميل القديم) لن يجد أمامه من وسيلة للعبور واعادة الاعتبار لذاته إلا ترقب أي إساءة أو زلة يقوم بها الحارس الجديد حتى ينقض عليه بالدروس الحسنية والإرشادات. الغرب والشرق (خاصة العالم العربي) يعيشان مثل هذا الوضع في المؤسسة العالمية التي تضم الجميع ! الشرق يشبه الحارس القديم !!



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا
- التشرذم النفسي : أو حين يصبح الشخص عدة أشخاص دون وعي
- حقيقة : يخلق من الشبه أربعين
- التفسير المنطقي للضيق النفسي
- مصائب سوريا عند المتأسلمين فوائدُ
- عبد الباري عطوان وتأليه صدام حسين
- منطقة الشرق الأوسط.. من مهبط الأنبياء لمهبط الصواريخ
- البلادة كآلية نفسية لتحمّل الواقع المر
- نساء كاتبات رفضن عبادة الرجل :
- نقد العقل العربي : ليس هناك عقل أساساً حتى يتم نقده !
- الانكباب المرضي للفنانين المشارقة على الأغاني والألحان المغر ...
- يكرهون الغرب ويحبون بلدانه
- كيف يراك الآخرون ؟
- تحليل الوضع السياسي المصري (الراهن) في ظل قراءة ميكيافيلية
- سوريا : أخطر منطقة في العالم بالنسبة للإنسان !
- اعتياد المواطنين للعبودية عبر خطاب الصبر
- عقدة الإنتماء : أو انعكاس صدمة الدولة على الأفراد
- الإنسان ليس كائن بل مفهوم
- أسئلة لما بعد الموت
- الطبيعة البشرية للأفراد تنعكس في الصحفي


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - تلاعب المسلمين على أنفسهم : بين الآيات الشيطانية والداعشية