أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان حسين أحمد - التزامات الحكومة العراقية الجديدة














المزيد.....

التزامات الحكومة العراقية الجديدة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاقى تكليف الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ترحيباً محلياً وإقليمياً ودولياً وذلك بهدف إنقاذ العراق من سياسة المالكي التي فشلت فشلاً ذريعاً في كل الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأكثر من ذلك فإنه وضع العراق على حافة التقسيم الذي لا يريده حتى أعداء العراق وعلى رأسهم إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وقد ألحقت هذه الأخيرة ضرراً كبيراً بالعراق حين وافقت على بناء جيشه وشرطته وأجهزته الأمنية الجديدة بناءً طائفياً مقيتاً أفقدَ هذه المنظومات الثلاث توازنها، وأخلّ في استحقاق المكوّنات الأخرى الرئيسة للشعب العراقي وعلى رأسهم العرب السُنة، والكرد، والتركمان، والكلدوآشوريين، والشبك، والإيزيديين، والصابئة المندائيين، وبقية المكونّات العراقية الأخرى مهما كان حجمها ضئيلاً لأن أبرز اشتراطات العدالة هو إشراك الجميع في قيادة البلد وإدارته إدارة جماعية، وتقاسم ثرواته بشكل عادل ونزيه وتوزيعها بحكمة في بناء وإعمار المحافظات العراقية برمتها من دون تفرقة أو تمييز.
لا تقتصر الموازنة المُشار إليها سلفاً على الجيش والشرطة والأمن الوطني، وإنما تمتد من الرئاسات الثلاث، مروراً بالوزارات السيادية والخدمية، وانتهاءً بأبسط الوظائف الحكومية التي يجب أن تُوزع بعدالة على وفق التعداد السكاني لكل قومية ومذهب ديني عراقي. وفي السياق ذاته يتوجب على الحكومة العراقية الجديدة أن تُضيّق الهوّة التي صنعها نظام المالكي بين موظفي الرئاسات الثلاث والوزراء والبرلمانيين وأصحاب الدرجات الخاصة والمدراء العامين وبين الشريحة الواسعة من موظفي الدولة الصغار الذين يتقاضون رواتب ضئيلة جداً قياساً بأقرانهم الذين أثروا ثراءً فاحشاً وأنهكوا خزينة الدولة العراقية بعشرات المليارات سنوياً وكانوا سبباً رئيساً في إفقار العراقيين وتجويعهم، ووضع ثلث الشعب العراقي تحت مستوى خط الفقر.
يعتز غالبية العراقيين باستقلالهم، وسيادتهم على أرضهم، فلاغرابة أن يرفضوا رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التبعية والوصاية الإقليمية أو العالمية، وإذا أراد رئيس مجلس الوزراء الجديد حيدر العبادي أن يُرضي القسم الأكبر من الشعب العراقي، ما عدا الفئة الذيلية الضالة المستجيرة بالأجنبي، فعليه ألا يرمي العراق والعراقيين الشرفاء في أحضان الدول الإقليمية أو القوى الكبرى في العالم، وإنما يجب أن يتعامل مع القوى الإقليمية والعالمية معاملة الندّ للندّ، ولا يسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وأن يتعامل بالمثل مع الدول التي تمتلك نَفَساً عدوانياً أو توسعياً، وعليه أن يحارب هذه الدول بكل المعطيات الاقتصادية المتاحة للعراق وعلى رأسها النفط. كما يتوجب عليه التهديد بقطع التعامل التجاري مع البلدان التي تبتز العراق مائياً سواء من خلال تقليل حصته المائية، أو تحويل الأنهر التي تصب في أراضيه كما فعلت إيران وتركيا وسورية في مرات متعددة.
لا يُحبذ العراقيون أن تُتخذ قراراتهم في عواصم أخرى ويعتبرون هذا الإجراء جارحاً لكرامتهم الوطنية. وليس من المعقول أن ينتظر العراقيون إيعازاً من طهران أو واشنطن يسمح لهذا الكتلة السياسية أو تلك بتشكيل حكومة جديدة. وإذا أراد العبادي أن ينجح فعلاً فيتوجب عليه أن يتخذ كل قراراته ضمن البيت العراقي المتسع لكل مكوناته العراقية، والذي يضيق ذرعاً بالأوامر والفرمانات القادمة من وراء الحدود.
لقد فشل المالكي خلال الأعوام الثمانية في الملف الأمني على وجه التحديد، كما سلّم ثلث العراق لداعش، لأنه لم يتصالح مع الشعب العراقي متهماً المكون السني إما بالإرهاب أو بكونه حاضنة للقاعدة تارة أو للدواعش تارة أخرى. فيما يحتاج العراق إلى مصالحة حقيقية تستقطب فيها كل المتضررين من النظام السابق ممن لم تتلطخ أديهم بدماء العراقيين الأبرياء. كما يجب الإفادة من كل عناصر الجيش والشرطة والأمن الداخلي واستثمار خبراتهم التي اكتسبوها على مرّ السنوات الطوال منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ولحد الآن.
يتوجب على العبادى ألا يتمترس وراء حزبه، المتمثل بجانبٍ من حزب الدعوة الإسلامية، لأنه يظل حزباً محدوداً ومقتصراً على شريحة دينية بعينها، وأن منصبه كرئيس لمجلس الوزراء يحتم عليه أن يكون زعيماً لكل العراقيين وأن يتصرف على هذا الأساس المنفتح، لا أن يتخندق ضمن حدود الحزب الواحد. وأن النصيحة الكبرى له هو أن ينفتح على الفضاء الوطني، ولا يخشى من هذا الانفتاح، ويتصرف كقائد لكل العراقيين دون أن يفرض عليهم قناعاته الشخصية ورؤاه الفكرية والسياسية. فكل الأحزاب، مهما كبُرت، تظل أصغر من العراق الكبير بقومياته المتعددة، وأديانه المتنوعة، ومذاهبه المختلفة، ويتحتم علينا جميعاً أن نجعل من هذا الاختلاف المذهبي نعمة لنا لا نقمة علينا.
لعل أحوج ما يحتاج إليه العراقيون جميعاً هو إطفاء نار الفتنة الطائفية التي أشعلها زعماء بعض الكتل السياسية وشحنوا بواسطتها عناصر المليشيات التابعة لهم التي ارتكبت وما تزال ترتكب الفظائع في المدن السنية. وإذا أراد العبادي أن ينجح في حكومته الجديدة فعليه أن يفكك كل المليشيات العراقية ويحظر عملها، ويعاقب كل من يتجاوز على القانون أو يحل محل الجيش أو الشرطة أو الأمن الوطني، وهذا الأمر ينطبق على كل المليشيات العراقية سنية أو شيعية أو كردية، وبخلافه فإن العراق مرّشح لحرب أهلية نعرف بدايتها لكننا لا نستطيع أن نخمّن نهايتها لأنها سوف تُدخلنا جميعاً في نفق مظلم قد لا نخرج منه إلاّ بعد أن نحرق الأخضر واليابس، ونصحو من الصدمة فنكتشف أن اسم العراق قد غاب، لا سمح الله، من خارطة العالم وتحوّل إلى دويلات صغيرة متشرذمة لا تستطيع الدفاع عن حياضها خصوصاً وأنها محاطة بقوىً إقليمية كبرى لا تجد ضيراً في أن تبتلع هذه الدويلات الصغرى أو تجعلها حدائق خلفية لها في أضعف الأحوال.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الحادية والسبعين
- رحيل المخرج البريطاني ريشارد أتنبره
- رؤية عبد المنعم الأعسم للإصلاح والفكر الإصلاحي في بلد مضطرب
- بليندا باور تفوز بجائزة هاروغيت لأدب الجريمة
- كينغ روبو وحروبة الفنية على الجدران
- متوالية الأقنعة في رواية -أقصى الجنون . . الفراغ يهذي- لوفاء ...
- أنتلجينسيا العراق بين الماضي والمستقبل تحت مجهر سيّار الجميل
- حركة السوبر ستروك ومضامينها الفنية
- الشخصية الأسطورية في الفيلم الوثائقي الإيراني
- تقنية الإبهار في فيلم أمازونيا لتييري راغوبير
- مقبول فدا حسين. . أهدى حبيبته ثمانين لوحة لكنه لم يحظَ بالزو ...
- قراءة نقدية في كتاب سينما الواقع (2-2)
- قراءة في كتاب سينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- الفنانة لويز بورجوا تغرف من سيرتها الذاتية
- أكراد سوريا وثورتهم الصامتة
- المخرج الأميركي جون فافرو يقتبس -كتاب الأدغال-
- ملاعق ليست للأكل وإنما لتشويه الأعضاء الحسّاسة!
- زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية
- عين النجمة البريطانية مَبَيذا - رو على دور كليوباترا
- المخرج آسو حاجي يوثق الديانة الإيزيدية عبر خطاب بصري


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان حسين أحمد - التزامات الحكومة العراقية الجديدة