أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - نقد الفكر الديني ودورة في تصحيح المسار الفكري














المزيد.....

نقد الفكر الديني ودورة في تصحيح المسار الفكري


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 13:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يشكل التنظير الفكري المعمق الخالص لزوايا الحياة ومن مختلف مساقط النظر أهمية في رسم ملامح العقل الناظر ويدل على تكويناته ومقدماته, وبدون هذا الدراسة الحيادية والمنصفة لا يمكن أن نتلمس الأسس والقواعد الكلية والمصاديق الجزئية والفرعية التي يقوم عليها الفكر المنظور للدراسة, وقد يتهيأ للدارس صور من الفهم محدد بخطوط قد يعده البعض ليس حقيقيا أو يوصف هكذا , وذلك لأن مجهر دراسته ومنهجها لم يعتمد الوسائل الحقيقية التي توصل لذلك.
وكثيرا من الآراء التي تطرح هنا وهناك قد تكون مقصرة في إدراك ماهيات النظر الأولية التي تمكننا من الغوص والاستدلال على الأسس والنتائج التي نتوخاها من هذه الدراسة أو تلك, ولعل الصعوبة تكمن في التعرف على ما نريد بصورة مجردة وانتقاء الوسائل الحيادية والتجريدية التي تعين على ذلك, لكي لا نكون أمام إفراط أو تفريط في مواجهة الحالة أو الاسترسال بالحقائق التي تتبين من خلال الفحص عدم معرفة الماهية المقصودة لأننا نطلق من ذاتيتنا في إطلاق الأحكام وتسطير النتائج وهذه من العلل التي كثيرا ما تصيب الدراسات الدعوية أو التبشيرية أو التي يراد منها إثبات خلل الفكر الأخر وكأننا في سوق تجاري نبتغي الربح والخسارة.
تبدو المشكلة أكثر صعوبة أيضا عندما تتناول الفكر الإنساني بتجرد حتى لو كنت مع أو ضد هذا الفكر فالعوامل الذاتية لا بد أن تظهر من حيث لا يمكن سترها بالإرادة, ولكنها لا بد لها من أن تنعكس في زاوية أو عدة زوايا من هذا النظر ,لأن الإنسان وببساطة ما هو إلا كائن متفاعل مع ما تفرضه النفس من ميول واتجاهات باطنية لا مرئية ولا محسوسة في حال أنت تنظر لما لا ترغبه هي أو لا يتوافق مع مقدماتها فيصبح الميل واضحا وهذا ما حذرت منه الآية الشريفة التي جاءت للتدليل على أن الإنسان لا يمكن أن يكون حياديا ولا مجردا تماما في تناول النظر للأمور الخارجة عنه{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ}النساء129.
واليوم ونحن نتناول موضوع في غاية الدقة والتحسس ومتعلق بما يراه البعض مقدس لديه وله اعتبارات لا يمكن أن يخرج عنها عقديا ولا فكريا وهي من جملة ما بنى عليه يقينه الديني وحتى الاجتماعي, وهذا يشكل بالنسبة له خلل ونقد لا مبرر له طالما أنه يعتقد أن ما نتناوله هو محض فرية أو نقد لا موجب له ولا مجال للقبول به.
ولكن النقد بحد ذاته إذا بني على قواعد منطقية وعقلية ومسترشدا بالهدف السامي منه وهو تصحيح ما يمكن تصحيحه وتبيان أوجه الخلل ليس لأنها من الطرف الأخر ولكنها بما تؤشره من ظاهرة غدت ملازمة وموصوف بها عقل جمعي قد أكون أنا من المتضررين من إطلاقه على عواهنه من قبل من لا يفرق بين الظاهرة وبين الحقيقة وإن لم يلتقيا ولم يتطابقا في الوصف والمضمون ولا بالأسس التي قامت كل منهما عليها.
فمثلا أصبح النظر للإسلام في عيون وعقول الكثيرين يشكل معرة أو نقدا بلا أساس فكري ولا علمي بل أصبح عند البعض يشكل ظاهرة تمثل وتصور العدوانية والخوف واللا منطق ,ونشأ عنها ما يسمى بفوبيا الإسلام, ونحن لا نلوم من يرى الإسلام بهذا الوصف والماهية ولكن العتب على من زرع وصنع هذه الرؤيا نتيجة ما يطرحه من سلوكيات عملية وفكرية انبعثت من جهل بقيم الإسلام أو تعديا على بعض قواعده والنظر إليها برؤية مشوشة منحرفة أساسها التمسك بما في عقلية من يطرحها وعايشها وتبناها ولو لم يكن هذا الطرح ولا هذا المنهج حقيقيا أو ملائما لروح الإسلام الذي تميز بقابليته للتوافق الزماني والمكاني دون أن يشكل لا الزمن ولا المكان عنصر تعارض أو عنصر تعطيل.
عليه فإن مواجهة هذه الطروحات والنظريات تصبح ذا أهمية قصوى ليس من خلال رفضها فقط أو التبريء منها, بل أيضا من خلال نقد العقل الذي لازال يسوق ويؤمن بها على وجهة يقينية ويتمسك بالعقل السلفي الذي لم يخرج للآن من قيم العيش بالماضي على أنه تقديس حقيقي وكل ما سواه ليس من العقيدة والدين والحق بشيء حتى لو تناقض الطرح عندهم مع حقائق وقيم الدين, متمسكين بقداسة السلف ولو كان البعض منهم أو الغالب منهم ليسوا على الصراط أو الحقيقة.
هنا يكون للنقد دورا مهما في الكشف عن مفهوم السلفية لها وما عليها, ويتبع ذلك ومن خلال البحث فهم معنى المصطلح والتفريق بينه وبين الكثير من المصطلحات الفكرية التي تشترك معها في بعض الأسس أو تطلق على البعض كأنها معنى واحد كما في الأصولية أو الرجعية الفكرية.
خطة البحث سوف تتناول هذا المفهوم أولا ومن ثم نتطرق إلى نقد العقل السلفي بما يعني طرق التعقل والتفكير المتأتي من مجموعة مقدمات وتكوينات فكرية, وعلاقة كل ذلك بالتركيب العقيدي ومصادره دون أن نغفل دور العقل السلفي في تصوير العالم الحولي وماهيات هذا التصوير ونمطيته على الساحة الدينية



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من عاقل _ قصة فصيرة
- في معنى التداولية الفكرية
- دراسة في الفلسفة البعدية (الأفتراضية البعدية)
- الدين وملامح الصراع العقلي
- أحلام الركن الشرقي المتهمة بالجنون _ قصة قصيرة
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج1
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج2
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج3
- العولمة والحداثة ثورة الزمن في الزمن الإنساني
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح1
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح2
- عقول وقلوب _ النص والاجتهاد وما بينهما حياة
- تشيد الدعامات الأولى لتحويل الفكر لمشروع واقعي
- علاقة الدين بالمدنية والتوطن
- العراق جمجمة العرب
- امة إبراهيم وإبراهيم الأمة
- خطيئة التاريخ
- إسماعيل الذبيح وليس أسحق
- أولاد إسماعيل في القصة
- إبراهيم في التوراة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - نقد الفكر الديني ودورة في تصحيح المسار الفكري