أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - حسناً فعل سماحة السيد السيستاني فهل يلتزم الآخرون ؟














المزيد.....

حسناً فعل سماحة السيد السيستاني فهل يلتزم الآخرون ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1286 - 2005 / 8 / 14 - 10:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تلقى شعبنا العراقي بارتياح كبير تصريحات المرجع الأعلى للطائفة الشيعية السيد علي السيستاني ، والتي تضمنت جملة من الأمور الحساسة والخطيرة التي كنا نتمنى أن نسمعها من سماحة السيد السيستاني قبل إجراء الانتخابات السابقة ، والتي باتت نتائجها معروفة للقاصي والداني ، بعد أن جرى استغلال اسمه الكريم ، واسم المرجعية من قبل الأحزاب الإسلامية في حملتهم الانتخابية، والتأثير على أغلبية أبناء الشعب البسطاء بعد أن صوروا لهم أن التصويت للقائمة المؤتلفة وكأنه أمرٌ من مرجعية السيد السيستاني ، واستغلوا صوره في دعاياتهم الانتخابية، وهكذا جرت الانتخابات على أساس طائفي في كافة المناطق الشيعية ، وعلى أساس قومي في منطقة كردستان ، في حين قاطعها معظم أبناء الطائفة السنية بسبب الأوضاع الأمنية السائدة في مناطقهم وتهديدات العصابات الإرهابية ، ومحاولات تهميشها.
وهكذا جاءت نتائج الانتخابات في صالح أحزاب الإسلام السياسي ،والأحزاب القومية في كردستان، في حين جرى تهميش القوى العلمانية والديمقراطية واللبرالية ، ونالت الأحزاب الإسلامية حصة الأسد في تلك الانتخابات ، وقد أسكرها النصر الساحق !!الذي كان قادتهم يرددونه في تصريحاتهم !!، وباتوا يخططون لإقامة نظام حكم إسلامي طائفي غير مدركين أن هذا التوجه يشكل لو تم لهم ذلك مفتاحاً لحرب أهلية لا سمح الله لا تبقي ولا تذر.
فالشعب العراقي كما هو معلوم لا يتمثل بطائفة واحدة ، ولا قومية واحدة ، بل هو يتكون من قوميات وأديان وطوائف مختلفة ، مما يتطلب قيام نظام حكم ديمقراطي علماني يضمن كامل الحقوق والحريات العامة والخاصة لكافة مكونات الشعب ، في حين أن قيام أي نظام حكم قائم على أساس ديني أو طائفي سوف لا يعني سوى قيام دكتاتورية دينية اشد قسوة تمتهن كرامة المرأة التي تمثل نصف المجتمع ، وتسلبها كل حقوقها وحرياتها ، وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياة المواطن العراقي باسم الدين والشريعة !! ، وبالتالي تشكل هذه الدكتاتورية أكبر إساءة للدين الذي نجله ونحترمه وندعو إلى إبعاده عن أي استغلال من قبل الأحزاب السياسية الإسلامية ليبقى نقيا وناصعاً في قلوب كل المؤمنين .
وهكذا جاءت تصريحات سماحة السيد السيستاني في وقتها تماماً ، ونحن بانتظار ما سوف تتمخض عنه مداولات لجنة صياغة الدستور ، وإجراء الانتخابات العامة، والاستفتاء على الدستور، من دون إقحام المرجعية في الحملة الانتخابية والاستفتاء في الدعايات التي تمارسها الأحزاب الإسلامية .
فقد حذر سماحة السيد السيستاني ، كما تناقلت وسائل الإعلام اليوم، من استخدام اسمه أو اسم المرجعية في الحملة الانتخابية ، وقد أكد سماحته على التوجيهات التالية :
1 ـ رفضه التام إلى اعتبار المرجعية الوجهة الإعلانية للانتخابات القادمة.
2 ـ ضرورة احترام رأي الشعب في التصويت على الدستور ، وأخذ نسبة التصويت بالاعتبار ، وهذا يعني أن محاولة الأحزاب الإسلامية لتغيير قانون الانتخابات من النظام النسبي إلى نظام الدوائر المتعددة حيث يجري إهمال القوى التي تنال 49 % من الأصوات لصالح القوى التي تنال 51 % ، وهكذا يجري إلغاء ما يقارب أصوات نصف المجتمع العراقي من حق المشاركة في البرلمان .
3 ـ تأكيده على الحفاظ على كيان العراق الواحد ، وعدم التفريق بين أبنائه في الشمال أو الوسط أو الجنوب .
4 ـ عدم التفريق بين مذاهب أبناء الشعب المختلفة .
5 ـ دعوة سماحته إلى ضمان حقوق أهل السنة الذين هم جزء مهم من الشعب العراقي ، والذين سماهم بالشريان النابض والصادق للعراق الجديد الذي يتطلع إلى المبادئ والقيم الأصيلة التي ينبغي أن تكون الركائز الأساسية للدستور الجديد .
6 ـ أكد سماحته أن المرجعية مع من يختاره الشعب بصدقٍ وإيمان ، ويكون قادراً على رفع قدرات العراقيين ، وتعزيز دورهم في المحافل العربية والإسلامية والدولية ، وبناء العراق بقدرات أبنائه وثرواته ، وبإرادته .
7 ـ أعلن سماحته أنه مع كل المرشحين ، ومع 26 مليون عراقي وليس مع الأشخاص الذين يحاولون دمج دعاياتهم الشخصية في قضايا المرجعية التي تختص بالأمور الدينية من خلال الفتاوى الشرعية والتي لا تفرق بين أبناء الشعب الواحد .
هذه هي النقاط الأساسية التي وردت في تصريحات سماحة السيد السيستاني والتي تلاقي كل التأييد من قبل سائر أبناء شعبنا الحريصين على وحدة واستقلال العراق ، وتحقيق أماني وطموحات شعبنا في الحرية والديمقراطية ، والعدالة الاجتماعية ، وتحقيق الحياة الحرة الكريمة التي تليق به بعد حرمان دام أكثر من أربعة عقود لاقى فيها أبشع أنواع الحرمان ،والطغيان الذي مارسه النظام الصدامي الفاشي ، وقدم من التضحيات مئات الألوف من خيرة أبنائه الراقدين في المقابر الجماعية .
إننا ندعو القوى والأحزاب الإسلامية إلى الالتزام الدقيق بما جاء في تصريحات سماحة السيد السيستاني ، وعدم محاولة فرض نظام حكم قائم على أساس ديني أو طائفي كما هو الحال في إيران ، فالعراق هو غير إيران ، وشعب العراق غير شعب إيران ، حيث يتكون من قوميات وأديان وطوائف متعددة .
إن أية محاولة من هذا القبيل ستبوء بالفشل حتماً لأنها تتعارض ومكونات شعبنا أولاً ، وتتعارض وطموحات شعبنا بقيام نظام حكم ديمقراطي متحرر ، مع حل المسألة الكردية على أساس الفيدرالية التي تحافظ على وحدة العراق شعباً ووطناً ينعم فيه الجميع في ظل الديمقراطية الوارف ، والعدالة الاجتماعية الحقيقية التي لا تفرق بين المواطنين بسبب الانتماء القومي أو الديني أو الطائفي .
وليكن معلوماً للجميع إن الانتخابات القادمة ستشهد تغيرات واسعة في المشهد السياسي ، حيث سيشارك فيها أبناء الطائفة السنية جنباً إلى جنب مع إخوانهم أبناء الطائفة الشيعية ، وسنشهد اصطفاف جديد للقوى والأحزاب السياسية ، ولاسيما تكتل القوى العلمانية واليسارية واللبرالية الهادفة إلى قيام عراق ديمقراطي علماني يحفظ للدين الإسلامي وسائر الأديان الأخرى كرامتها ونقاوتها وصفائها بعيداً عن المزايدات السياسية .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصدي للإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي
- إلى أين تقودون العراق وشعبه أيها السادة ؟
- جرائم الإرهابيين وضمائر الأشقاء العرب
- أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟
- في الذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 تموز المجيدة - الزعيم ع ...
- صدور كتاب صفحات من تاريخ العراق الحديث للباحث حامد الحمداني
- حول خطاب السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ، وخطاب القسم
- حول المقبرة الجماعية الجديدة المكتشفة قرب السماوة
- إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن
- ذكريات عمرها نصف قرن مع الشهيدين صفاء الحافظ وعبد الجبار وهب ...
- في ذكرى حملة الأنفال المجرمة ضد الشعب الكوردي
- السلطة العراقية المنتخبة وآفاق المستقبل
- صدور ثلاثة كتب للباحث حامد الحمداني
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في الذكرى الحادية والسبعين لعيد م ...
- البعثيون هم الذين يقودون وينفذون النشاط الإرهابي في البلاد
- جريمة البصرة ومسؤولية الحكومة والأحزاب الدينية وموقف المرجعي ...
- التربية الديمقراطية تقتضي تطوير المناهج التربوية
- سفر خالد لكفاح المرأة العراقية من أجل التحرر والديمقراطية
- جريمة الحلة ومسؤولية السلطة
- أخي الحبيب الصائغ جرحكم جرحي وحزنكم حزني


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - حسناً فعل سماحة السيد السيستاني فهل يلتزم الآخرون ؟