أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إلهام مانع - سنقولها حتى تطلقوا سراحه: الحرية لرائف بدوي














المزيد.....

سنقولها حتى تطلقوا سراحه: الحرية لرائف بدوي


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 15:12
المحور: حقوق الانسان
    



كأن المملكة السعودية برأسين.
بصوتين.
كأن المملكة لاتعرف ما تريد.
منقسمة على نفسها.
تائهة.
وتوهانها يبدو لي بداية لنهايتها.

كل يوم نسمع من إعلامها أنها تريد القضاء على فكر التطرف الذي تفشى في مساجدها، مدارسها، وإعلامها.
كل يوم نسمع منها من يخرج علينا بالقول إن حكومتها تقف صارمة ضد داعش المتغلغله في كيانها.
تريد أن تغير من فكرها الديني المتطرف.
نسمع هذا ونستبشر.
نكاد نبتهج.
نقول لعل وعسى.
لعلها فعلا ستفعل ذلك.

ثم يخرج علينا قضائها بمثل هذا الحكم.
يؤكد لنا أن ما تقوله هو مجرد دعاية إعلامية. للإستهلاك الخارجي.
لا تعني أكثر من كلمات جوفاء.

محكمة الاستئناف السعودية اكدت اليوم، الأول من سبتمبر، الحكم الصادر ضد الناشط الحقوقي الحر رائف بدوي.
قرارها يعني أن الحكم ضده، بالسجن عشر سنوات، بالجلد الف جلده، بالمنع من السفر والظهور في الإعلام لمدة عشر سنوات، هذا الحكم اصبح الآن نهائياً.

أصبح نهائياً.
سيطبقون عليه حكم الجلد.
الف جلدة.
حكم ينتمي إلى القرون الوسطى.
لكننا نعرف أن احكام المملكة تنتمي بجدارة إلى القرون الوسطى.

ما الذي فعله رائف بدوي كي يستحق كل هذا الحقد؟
ما الذي فعله؟
إنتقد التطرف الديني للمؤسسة الدينية السعودية.
إنتقد تشدد الهيئة الدينية التي احالت حياة السعوديين إلى كابوس يومي.
حذر من صناعة الإرهاب الذي تنتجه جامعات سعودية بماركة مسجلة.
نبهنا إلى نتائج التطرف الديني: داعش مجسدة في حياتنا.
حذرنا من داعش التي تغلغت في فكرنا، في مدارسنا، في إعلامنا، وفي مساجدنا.
حذرنا من ذلك الوحش الرابض فينا.

في الواقع، رائف بدوي حذر مما تحذر منه اليوم بعض وسائل الإعلام السعودية نفسها.


هذا كل ما فعله رائف بدوي.
حذر المملكة، وطنه الذي يحب، من الوحش الرابض فيها.
يخاف عليها.
يخاف من أن ينهار البيت على من فيه بسبب ذلك الوحش.
فرفع صوته بكلمة حق.
اراد أن يحمي وطنه.
فكان جزاؤه السجن.
كان جزاؤه الجلد.
كان جزاؤه المنع من السفر.
وكتم صوته من الإعلام.

تخاف منه تلك القوى الدينية المتطرفة.
تخاف من صوته.
ولذا جاء القرار مؤكداً، حاقداً، كيدياً.
كيدياً لأن الغريب فعلا أن وثائق المحكمة نفسها تقول إنه ليست هناك ادلة ضد رائف بدوي.
ليست هناك أدلة تبرر سجنه، وجلده، ومنعه من السفر وكتم صوته إعلامياً.
ورغم ذلك اكدت نفس المحكمة الحكم ضده!

لكنه حكم الكهنوت.
لايحتاج إلى أدلة.
كل ما يحتاجه أن تغضب عليه شخصيات معينة. تكرهه. وتكره صوته.
تخاف من صوته الحر.
المستقل.
تخاف ممن يرفع صوته ويذكر بأن الفكرالديني الذي تنشره المملكة ليس ديناً. بل ايديولوجية تطرف. رسالة كراهية. تجسدت لنا واضحة في صورة داعش.

وكنا نسمع ونستبشر.
نقول لعل المملكة فعلا تواجه ذلك الوحش الرابض فيها.
وكنا نقول لعل وعسى.
لعلها فعلا تأخذ موقفاً حاسما من فكر التطرف الداعشي فيها.
وكدنا نبتهج نهمس لأنفسنا، بالتأكيد سترى المملكة أن ماقاله رائف تقوله هي نفسها في المنابر الدولية.

كنا، وكدنا، وقلنا.
ثم تأكدنا أن المملكة بلسانين.
لسان تلوك به خطاب داعش في الداخل.
ولسان تغزل به خطاب الإصلاح للخارج.
وقرار المحكمة اليوم ضد رائف بدوي يظهر لنا إنتصار داعش في الداخل.
إنتصار داعش في المملكة.

إسجنوه، إجلدوه، إمنعوه من السفر.
لكن صوته اقوى من قهركم.
صوته أقوى من قيودكم.
رائف بدوي هو فكرة حرة. والأفكار تنتشر كالنور في الظلام.
تنتشر حرة. بلاقيود.

إمنعوا الفكر الحر لو إستطعتم.
فمعركتكم خاسرة.
معركتكم خاسرة.

إلهام مانع



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقت مجابهة داعش التي في داخلنا الآن
- هل الصمت جوابنا كل مرة؟ اليوم أنا آيزيدية أيضا
- أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة
- وبكت شهرزاد …
- حرب داعش الغبراء
- -لكنها تدور رغم ذلك- عن الدكتورة مريم يحي إبراهيم
- سيناريو الخراب الآتي
- عن أوضاع الخادمات لدينا
- بل التوقيت الآن! عن اليمن والقاعدة
- عندما يحكم الكهنوت… رائف بدوي من جديد
- اليوم كلنا رائف بدوي: !بين السعودية وسويسرا أكثر من حرف السي ...
- لم لا تخجل يا الداؤود ؟
- قاضية بلا محرم؟
- ما الذي قاله رائف بدوي؟
- قاسم الغزالي وحقه في الإلحاد
- التغيير يبدأ بنا
- عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة
- أربع نقاط
- كلنا وجيهة الحويدر!
- مسجد شامل، مسجد بدون تمييز!


المزيد.....




- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إلهام مانع - سنقولها حتى تطلقوا سراحه: الحرية لرائف بدوي