إلى وزراء الثقافة والتعليم العالي والتربية ..!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1286 - 2005 / 8 / 14 - 09:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مسامير جاسم المطير 973
كما يقتضي الفرض المقدس عند مخاطبة الناس أقول لكم تحية طيبة وبعد :
أنا واثق أن رسالتي هذه ، كما قبلها ، ستبتلعها أعماقكم اللامبالية بحقوق الإنسان لأنكم لا تعرفون معنى احترام الرأي الآخر ، ولا الإنسان الآخر، لسبب بسيط هو أنكم لا تعرفون من الوزارة غير صولجانها حين حلقت الطائفية السياسية لتحتفل بكم وزراء في موجة المحاصصة فلم تكرسوا جهدكم لشمس الحقيقة ولم تخلصوا كما يجب لساعة يريد الشعب العراقي فيها أن يمجد الديمقراطية التي تدّعون بها مثلما يدّعي بها الذين رفعوكم إلى كرسي الوزارة .
أيها السيد وزير الثقافة : في 4 تموز ناشدتُ وزارتكم خلال مقالتي أن تقدموا الاعتذار للصحفي العراقي عبد الأمير الأعسم الذي ينشد في كل يوم نشيدا وطنيا في الصحف العراقية عن حقوق شعبنا وعن حريته وعن الديمقراطية التي نتطلع لها جميعنا ، فأسأتم إليه ظلما وعدوانا لكنكم لم تعتذروا أمامه عن خطأكم حتى هذه اللحظة لأنكم كما يبدو لا تملكون أذن ( رودس ) ولا عيون ( زيوس ) بل تملكون ثقافة كلية الشرطة العراقية وعيونها ليس غير ..!
أما السيد وزير التعليم العالي الدكتور سامي المظفر ،
أما السيد وزير التربية الدكتور عبد الباسط حسن حمادي ،
فهما معا لم يعلنا حتى ولا أسفهما عن أساءتهما البالغة لمواطن بسيط مثلي سيظل يتابعهما حتى يوم القيامة إن لم يستجيبا بالاعتذار الفوري كما جاء في رسالتي المفتوحة إليهما في 13 – 7- 2005 .
أيها السادة الوزراء الثلاثة انتم لستم عباقرة ولستم مردة وانتم لستم عظماء كما تعتقدون وكما يظن الطائفيون الذين نصبوكم للعدوان على المثقفين العراقيين وعلى ابسط مبادئ حقوق الإنسان . أقول لكم أن اعتذاركم لما ارتكبتموه من خطايا سيظل مطلبا لا أكف عن متابعته بكل الوسائل الشريفة . ولا أدري هل سيكون من المفيد والنافع لكم أن أذكركم بقائمة اعتذارات كبرى في التاريخ الإنساني تظل رمزا من رموز العقل والحكمة لن يصلها إلا إنسان عاقل حكيم . ربما ما أفعله يذكركم بشيء من الحكمة والعدالة :
(1) في عام ‏1963‏ قرر " الفاتيكان " غسل أيدي اليهود من دم المسيح والكف عن لعن اليهود عند كل صلاة‏ مسيحية .‏ ومن أجل هذا القرار أصبح المرحوم البابا يوحنا الثالث والعشرون قديسا‏..‏ فهل بإمكانكم أن تغسلوا أيديكم من ملوثات أساليب العهد المباد ..!
(2) وفي سنة‏1992‏ اعتذر الفاتيكان عن اتهامه العالم الإيطالي جاليليو بأنه كافر‏ ، وحكم عليه بالحبس ‏.‏ أما جريمته فهي أنه قال سنة‏1616‏ م إن الأرض تدور حول الشمس وإنها ليست مركز الكون‏ ..!‏ تذكروا دائما أن الزمن يدور وأن من يجور ، لا يستمر جوره إلى الأبد ..!
(3) وفي عام 1998استأنف الفاتيكان سياسة الاعتذار والعفو‏ فجمع عددا كبيرا من العلماء والأدباء من داخل الكنيسة وخارجها‏.‏ وقرر أن يعتذر للمسلمين واليهود والبروتستانت عن الجرائم التي ارتكبتها محاكم التفتيش‏‏ التي بدأت في القرن الثالث عشر‏.‏ والتي حكمت بالإغراق والإحراق علي كل الخارجين علي الديانة الكاثوليكية‏ مثل البروتستانت وعلى " الكفرة " مثل المسلمين واليهود‏..‏ وقد اتخذت محاكم التفتيش في القرن الخامس عشر أسلوبا عنيفا في تعذيب وإعدام المسلمين واليهود الذين دفعهم الخوف إلي اعتناق المسيحية .‏
(4) مرجريت تاتشر اعتذرت للشعب التشيكي عن أخطاء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية‏..‏ (5) واعتذرت ألمانيا ليهود العالم عن جرائم النازية وقدمت المال عوضا عن ذلك لدولة إسرائيل ‏..‏
(6) واعتذرت اليابان عن إغراقها الأسطول الأمريكي في جزر هاواي‏ ..
(7 ) وفي عام 1998 ذهب كارلوس منعم رئيس الأرجنتين إلى بريطانيا يعتذر لشعبها كله عن إغراق الأسطول البريطاني في حرب فوكلاند مستخدما الصواريخ الفرنسية المسماة أكزوسيس ..!
ما هو مطلوب منكم أيها الوزراء الثلاثة ليس كما فعل هؤلاء القادة العظام بل أن في رقبتكم اعتذارا غاية في البساطة ، مثل وزن بساطتكم ، للصحفي العراقي الفقير لله عبد المنعم الأعسم وهو اعتذار للصحافة الحرة وللصحفيين الأحرار ، أما اعتذار وزيري التعليم العالي والتربية لكاتب هذه السطور الخائف من الله جاسم المطير هو اعتذار يمكن أن يصدر من كل شريف يرتكب خطأ فاضحا . بكل الأحوال فأن الاعتذارين هما أقل مما فعله الزعماء الكبار المذكورين آنفا بمليار مرة ..! والسلام على من أتبع الهدى ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 12 – 8 – 2005
ملاحظة إلى الوزراء الثلاثة : يرجى إعادة قراءة رسالتيْ في 4 تموز و13 تموز .

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات