تصريحات البارزاني والحكيم تعكس مأزقا في التعامل مع الأمريكيين

المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 334 - 2002 / 12 / 11 - 14:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

[email protected]
[email protected]

10/12/2002

   تابع مكتبنا التصريحات التي أطلقها كل من السيدين مسعود البارزاني وباقر الحكيم يوم أمس 10/12/2002 من طهران ، والتي سادتها  نغمة الانزعاج من سياسة الولايات المتحدة أو التحفظ على دورها المستقبلي في العراق  وعلى التوجهات التي تريد تكريسها وفرضها على القوى المعارضة المستعدة للعمل الى جانبها . وقد وجدنا ان تلك التصريحات تعكس مأزقا أخذ يطرأ على العلاقة مع الأمريكيين ومن يمثلهم في صفوف المعارضة العراقية ، وهو مأزق قد تفاقم مؤخرا وبلغ - مع قرب الشروع بالعدوان العسكري على العراق - حد الانفجار، أو بروز خيارات جديده ربما سيكون اللجوء لها من جانب بعض القوى المعارضة غير مستبعد تماما.
  إن تصريح السيد الحكيم بأن (الحرب إذا ما وقعت فهي ستقع بالضد من إرادة المعارضة العراقية ) لا ينطوي على أي موقف يدين العدوان القادم أو يدعو الى مقاومته للحفاظ على استقلال وسيادة العراق . ومع استمرار أصحاب تلك التصريحات بالتعويل على  مؤتمر "لندن" للمعارضة فان أية إمكانية لم تظهر بعد للتمايز عن المواقف والخطط الأمريكية الجاهزة التنفيذ ضد العراق وشعبه وخاصة محاولات استبدال الحكم الدكتاتوري باحتلال أمريكي مباشر أو غير مباشر. وبالعودة الى المحطات التي اشتملت عليها جولة الأطراف المذكورة وتنقلات ممثليها مؤخرا فإن ملامح هذا المأزق تبدو أبعد مما تبدو عليه للوهلة الاولى :
   ـ فالزيارة التي قام بها كل من السيدين مسعود البارزاني وجلال الطالباني الى فرنسا والكويت عززت الانطباع بأن القيادات الكردية  لا تملك تصورات شاملة وان خياراتها محدودة بحيث انها ضيعت  فرصة ثمينة في باريس فلم تحاول  فتح  أو استشراف إمكانات أو احتمالات من شأنها أن تزيد من خياراتها الدولية وتوقفت عن محاولة البحث عن خيار الحل السلمي للمسالة العراقية  وهذا ما خرج به أيضا السيد الحكيم (رئيس المجلس الأعلى ) من انطباعات خلال زيارته الأخيرة للكويت فهو قد لمس حذرا مبالغا به من قبل الكويتيين المحرجين من تقلب وعدم وضوح المواقف الايرانيه إزاء احتمالات الحرب على العراق .
 ـ ثم ان المجلس والحزبين الكرديين " الاتحاد الوطني والديموقراطي الكردستاني  "  وجدوا أنفسهم أقرب الى مواجهة تناقض لاحل له ما بين مصالح القوى السياسية التي يمثلونها وبين الوجهة التي تريد الولايات المتحدة فرضها كما هو واضح من مجريات  التحضير الجاري لمؤتمر المعارضة المزمع عقده بين 13 ـ15 من الشهر الجاري في لندن .
   لقد تزايدت اتجاهات فرض أدوار لقوى مفتعلة ولا حضور لها في الواقع العراقي ، بل  هي تستمد وجودها من مجرد الدعم  الأمريكي المادي والسياسي المعلن . إن هذه القوى المفتعلة  لها مصلحه ،بسبب انعدام جذورها ،ولكي تلعب  - رغم وضعها ذلك - دورا في مستقبل العراق بالاعتماد على التدخل العسكري الأمريكي المباشر وعلى العدوان الذي  سيلغي رأي ومصالح الأطراف العراقية مجتمعة وبالاخص الأكراد والقوى الإسلامية والوطنية ، علما بأن هناك رفضا حادا ومتفاقما للتعاون مع الولايات المتحدة تبديه قواعد الحركة الأسلامية الأمر الذي أحرج كثيرا  تيار السيد الحكيم ، يضاف الى هذا كون مصالح الأكراد تتعارض كليا من الناحية الاستراتيجية  مع كل المشاريع المطروحة من قبل الولايات المتحدة ، وهذا ما يجعل  القوى السياسية الكردية  ترى في استمرار الوضع الحالي أفضل صيغة تناسبها و إلا فانهم يريدون الحصول على ضمانات تبدو في سياق الخطط الأمريكية الحالية من قبيل السراب .
  ـ تلك هي الخلفية السياسية السببية التي تفسر لنا إجمالا حدة اللهجة التي ميزت مؤخرا تصريحات السيدين الحكيم و البارزاني وهي لهجة  يتوقع لها المراقبون أن تتصاعد .
   ـ والى ان تتيقن هذه القوى من حقيقة استحالة  التوفيق بين أهداف العدوان الأمريكي القادم وبين مصالحها السياسية  فإنها ستستمر في المراهنة على مؤتمر "لندن" الوشيك ، حيث من المعلوم بأن "المجلس الأعلى " والحزبين الكرديين المذكورين سيشاركون في أعماله ،كما أن هذه القوى  لم تتخذ  بعد قرارا نهائيا بإدانة العدوان الأمريكي ، أو البحث في  خيارات وطنية ودولية تزيد من مأزق الولايات المتحدة والنظام الشمولي معا وتعزز القرار الوطني العراقي الهادف الى كبح العدوان وإنهاء الدكتاتورية  عبر خيار التغيير السلمي الشامل وعلى قاعدة "التغيير من دون حرب" .
    لقد لمح السيد الحكيم الى حاجة الوضع العراقي لموقف عربي من هذا النوع ، ولم ينتبه أو يشير الى ما يعلنه التيار الوطني الديمقراطي العراقي منذ فترة مقترحا تشكيل آلية وخطة عمل دولية عربية تدعم خيار "التغيير من دون حرب " والمطالبة بقيام "حكومة إنقاذ وطني " تؤمن الانتقال السلمي خلال أمد محدد نحو الديمقراطية وقيام نظام دستوري .
  وأخيرا فعلى الرغم من أن الكثيرين استبشروا بالتصريحات الأخيرة للسيدين البرزاني والحكيم حتى أن البعض اعتبرها بمثابة مؤشر على بداية تحول في موقف أطراف عراقية معارضة هامة إلا أن السؤال الكبير يظل يتردد باحثا عن جواب :  هل ستسنح الفرصة ويتحقق هذا الانعطاف قبل وقوع العدوان ، أم أن  عوامل القصور الذاتي والمداخلات والضغوط الإقليمية  ستلعب دورها في منع حدوثه ، ليتمكن الأمريكيون في النهاية من فرض منطقهم المدمر  للجميع وعلى الجميع ؟
  

#المكتب_الإعلامي_للتيار_الوطني_الديموقراطي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات