عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 00:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
علماء الإسلام منذ ظهور الإسلام حتى يومنا هذا كان ولازال لهم دور رئيس في منظومة الحكم الإسلامي عبر عصوره المتعاقبة دور لايمكن إخفاؤه وهم أشبه بقاض وعصى وأداة ومسكن لو جاز لنا الوصف والتعبير ! علماء الأمس ومشائخ اليوم تغيرت الشخوص والوجوه والألقاب والدور المرسوم هو هو قائم بحذافيره ! فما السر وراء إناطة مثل هذا الدور الرئيس ؟! وهل هو ركيزة في الإسلام وحكمه وأحكامه وما دلالة ذلك ؟! ثم إن لم يكونوا أصناما وأوثانا وتماثيل تقدس وطوع الحاكم وتحت أمره فماذا عساهم يكونوا ؟!! المسلمون يعيبون على إخوة الإنسانية الكرام المسيحيين محبتهم واحترامهم للآباء القديسين والكهنة ويقدحون بالمسيحيين ويشنعون عليهم من هذا الجانب بل ويبالغون في مزاعم لاترقى لمستوى الرد فمن الذي يعبد أصناما متحركة على هيئة بشر ويعتمد عليها في أمر معتقده وبذات الوقت أداة مطوعة في يد الحكام؟! من الضال المضل والذي هو أداة بيد السلطان وواعظ بلاطه ومترف العيش وواقع معاشه كله بذخ ؟! الشيخ العالم ؟! أم الأب الكاهن ؟! أم ينطبق على بعض السلفيين المثل القائل : رمتني بدائها وانسلت ؟! المشائخ يفتون وفق قناعتهم ؟ أم وفق رغبات حكامهم ؟! من الذي أضل السذج وجعلهم خانعين للحاكم وإن سرق المال وجلد الظهر ؟!! ثم كيف يصح أن نقبل مقولتهم لحوم العلماء مسمومة للتحذير من وعن التحدث عن بوائقهم ؟! وإن لم يكن هذا أشبه بالعبادة ناهيك عن تقديس البشر فماذا يكون إذن ؟!! الآباء الكهنة لا شأن لهم بالسياسة أو الحكم وليسوا وعاظ بلاط ولا يأخذون تعليمات من حكام ولا يذهبون لقصور بل وليس لهم حتى مخصصات مالية رسمية !! وليسوا أرباب فتوى وليسوا يملكون دكاكين فتاوى على الطلب وحسب الثمن !! بل لهم سلطان كهنوت وعملهم روحي صرف ملتزمون بوصايا وتعاليم الإنجيل الشريف يعيشون حياة الزهد والرهبنة والخدمة بكل صورها ولهم أعمال تطوعية لا تحصى ومن السخافة والعيب أن يقارنوا بأولئك !! ليس عندهم إلا الإنجيل الشريف والكرازة ؛ أما علماء الأمس ومشائخ اليوم فتأريخ أولئك وواقع هؤلاء يكشف بوضوح دورهم المرسوم مسبقا في كل ما أشرنا إليه والأغرب أن مشائخ الإسلام مهما فعل أحدهم من موبقات أو ارتكب قضايا فساد مالي أو أخلاقي وبالجرم المشهود لا يطاله العقاب ويكتفى بعزله عن أنظار الناس والمنصب العام دون محاكمة أو حتى مصادرة لما سرقه أو ارتشاه !! ولعلكم لاحظتم في حال الاختلاف كيف تظهر الموبقات واللهم لاشماتة فالسلفيون أنفسهم بأنفسهم تنازعوا وفضحوا بعضهم بعضا !! أما في الكنيسة فإن حدث خطأ أو اعوجاج سلوك فيتم الاعتذار من هرم الكنيسة وتتم المحاسبة وإيقاع الجزاء ويعلن عن الواقعة بشجاعة كشجاعة الاعتذار ؛ مشائخ اليوم كسلفهم من علماء الأمس دورا ومنهجا ونهجا ومسلكا وترفا وعيش بذخ !! وشتان بين من طوع نصوصه لمنافعه وبين من طبق وصاياه ودام وعم احسانه وكان سمته التواضع .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟