أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل صارم - النظام الساسي العربي (الموروث و المرتكزات ) الجزء الثاني















المزيد.....



النظام الساسي العربي (الموروث و المرتكزات ) الجزء الثاني


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 11:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


التلمود يون
الإســـلام التلمـــــودي
" إن من أســوأ الأكاذيب والافتراءات الوقحة في العصر الحديث, أن يقف هجين ليتهمني باللاســامية وأنا السامي الأصيل أباً عن جــد. أنا الذي أستطيع إثبات صحة انتمائي وصولاً إلى سام بن نوح, بينما ذلك الهجين غير قادر على إثبات من هو الجد الثاني أو والد الجد الأول له .
إن هذه حقيقة ثابتة ويستطيع أي عربي صحيح المولد والنسب إثباتها بسهولة ودون كبير جهد....
كما أشرنا سابقا فان بني إسرائيل هم عشائر عربية من سكان وأبناء هذه المنطقة, وهذه العشائر حملت أسماء شتى بمرور الوقت وفقا لمكان الإقامة أو لأوضاع اقتصادية مختلفة ثم جاءت الديانتين المسيحية والإسلامية ليذوبوا تماما فيهما كونهم أي بني إسرائيل الحقيقيين قد حافظوا على عقيدة التوحيد, وبني إسرائيل هؤلاء هم غير أتباع يهوه أو من سميوا باليهود والذين هاجمهم السيد المسيح والقرآن الكريم وهؤلاء اليهود هم أتباع من شذوا عن رسالة النبي موسى ( عليه السلام ) وحرفوها كما حرفوا التوراة وقد حافظوا على شذوذهم هذا على مر العصور بفضل الحاخامات الذين كانوا يضخون
فيهم الحقد ضد الرسالات السماوية وضد كل ما هو إنساني, ولذلك ظلوا كجسم غريب بين عشائر المنطقة وفي أي مكان حلوا فيه في هذا العالم .
أما العرب الأصلاء فهم نخبة أبناء المنطقة ممن يصلون بأنسابهم إلى سيدنا آدم
أبو الأنبياء وورثته الأنبياء الذين أخذوا على عاتقهم حمل الرسالات السماوية وتطوير البشرية ومفاهيمها حول الخلق والتوحيد وبالتالي تنظيم الإنسانية في مجتمعات مستقرة متعاونة وصولا إلى ماهي عليه الآن.
إن كل نبي من الأنبياء سواء ممن ذكرت أسمائهم أم لم تذكر قد أسس لنقلة جديدة على طريق الحضارة الإنسانية بشكل يتلاءم ومفاهيم كل مرحلة والقدرة على استيعاب الرسالة من البشر الذين عاصروها مرورا بهابيل وشيت وإدريس وصولا إلى نوح وسام ثم إبراهيم وإسماعيل واسحق و(يعقوب) أبو الأسباط وأخيرا السيد المسيح عليهم جميعا السلام وانتهاء بخاتم النبوة والرسل محمد ( ص) الذي كرس مفاهيم النبوة والتوحيد برسالته الموجهة للإنسانية دون استثناء والتي اختزلت كل ما سبقه من رسالات مطورة المفاهيم وفق أسس علمية مستقبلية ملائمة .
أما هؤلاء الذين يزعمون الآن أنهم إسرائيليون وساميون فالحقيقة المؤكدة أنهم ليسوا إسرائيليين ولا ساميين ولا علاقة لهم بسام بن نوح ولا بإسرائيل أو ( يعقوب ) أبو الأسباط. فهؤلاء حقيقة يحتفظون بكل المفاهيم الشاذة المحرفة عن التوراة والذين وصفهم القـرآن الكـريم بأنهم ( يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به) 13 المائدة . ( يحرفون الكَلَم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا ) 46النساء
( وقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) 65 البقرة (وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت)60المائدة . أما السيد المسيح فقد وصفهم ( بالأفاعي أبناء الحيات ) و
( الخنازير) وقام بطرد حاخاماتهم من الهيكل, وهم الذين تآمروا على قتله, وان كان القرآن الكريم قد نفى مقدرتهم على قتل السيد المسيح وأنه قد شبه لهم فهذا لا ينفي عنهم الجرم أو يبرؤهم لأنهم كانوا يقصدون قتله بالذات, فقد وصفوا بأنهم قتلة الأنبياء والأجلاف غلاظ الرقبة. ولقد عانى منهم الأنبياء الكثير بغية تحضيرهم وإصلاح مفاهيمهم الحاقدة على الإنسانية ونقلهم إلى ديانة التوحيد, لكن دون جدوى, والسيد المسيح جاء ( لهداية خراف بني إسرائيل الضالة ) من تأثيرات حاخامات التلمود الوثنية التي أساءت للتركيبة الاجتماعية وأرجعتهم إلى المفاهيم الوثنية زارعين فيهم الحقد والضغينة على كل ما هو إنساني ونبيل وضد المجتمعات المتحضرة.
( إن هؤلاء الذين يزعمون الانتماء للسامية ولأسباط بني إسرائيل, لاعلاقة لهم حقيقة بكل ذلك, وهم مجرد مجموعات شاذة تنتمي إلى الفكر ألحاخامي ألتلمودي الحاقد على الإنسانية وعلى السامية).
أما ما ورد في الأسفار الحالية المتداولة والمنسوبة ظلما ( للتوراة ) فالحقيقة تؤكد أن لاعلاقة لكل ما فيها بالتوراة التي هي مجرد مجموعات تعاليم ووصايا أخلاقية وغير ذلك هو مجرد إضافات و سرقة لبعض الملاحم التي كانت تتداولها شعوب المنطقة منذ بدء التاريخ وهذه الملاحم كانت في بعض جوانبها تحمل أشكال المعتقدات التي سادت المنطقة في فترات سابقة ( كملحمة جلجامش ) وبعض الروايات والأساطير الشعبية عن أبطال بعضهم وهمي وبعضهم كان موجود حقيقة لكن أضيفت لسيرته بعض الخوارق من قبيل التبجيل لا أكثر ولا أقل .
هكذا يمكننا القول بأن اليهود الحاليين في ما يسمى بدولة إسرائيل لا علاقة لهم بالتوراة أو بالسامية أو أية ديانة توحيدية وهم ألد أعداء السامية, وما يزعمون أنه ديانة لهم هي مؤلفات وأقوال لحاخامات التلمود الذي يضم( المشناه والكابالاه ) والتي تحتوي على أقوال غثة تافهة تنضح بالحقد الأعمى على كل ما هو نبيل وإنساني وكل ماله طابع القداسة في حياة البشرية ولم يثبت التاريخ أو أيا من الباحثين المنصفين والآثاريين أي من الأكاذيب التي يضخها هؤلاء عن أية أصول حضارية ثابتة أو أي تراث فكري حضاري, إنساني, وبكافة الأحوال فان هؤلاء الذين يتوافدون على ما يسمى بإسرائيل لا علاقة لهم من قريب أو بعيد ببني إسرائيل الحقيقيين الذين هم أبناء هذه المنطقة من العالم أما هؤلاء فهم مجرد مجموعات هجينة وشذاذ آفاق لا يملكون أية أصول معروفة تجمعوا في فلسطين ليشكلوا كياناً ومجتمعاً شاذين لا يربطهم أي رابط سوى العنصرية والحقد الأعمى , ذلك في ظل تضارب المصالح الدولية وعجز وتفاهة النظام السياسي العربي.
لقد أكد مفكروهم وزعمائهم على ضرورة استخدام تهمة العداء للسامية كما في
( بروتوكولات حكماء صهيون ) كذريعة لمحاربة من يفضحهم. وهذه البروتوكولات ما يزالون ينكرون صدورها عنهم في الوقت الذي يجري تطبيقها على أكثر من صعيد, ومازال في هذا العالم من الأغبياء ما يكفي لتسويق هذه الترهات والأكاذيب..؟؟ !!إن كل تصريحات قادة هؤلاء وحاخاماتهم تنضح بالعنصرية بشكل وقح وضد السامية تحديدا, فالحاخام التافه عوفاديا يوسف يصرح في القدس وأمام أجهزة الإعلام ( إن العرب خنازير نجسة يجب إبادتهم ) دون أن يتحرك النظام السياسي العربي لملاحقته بتهم العنصرية والعداء للسامية.؟ لمــاذا ؟, أما المنظمات اليهودية التلمودية فهي تلاحق الكتاب والأدباء والباحثين في أوربا بتهمة العداء للسامية في الوقت الذي يقوم فيه هؤلاء بالدفاع حقيقة عن السامية فاضحين كذبة هؤلاء التلموديون بنفس الوقت الذي يلاحق هؤلاء اغتيالاً وتكفيراً من أطلقوا على أنفسهم صفة الإسلاميين !!!, مع ذلك لم نرى أي دفاع أو تحرك سياسي قانوني للدفاع عن السامية من قبل العرب والأنظمة العربية .؟؟؟ أيضا لمــاذا .؟؟؟!!! يضاف إلى ذلك أن كافة الثبوتيات متوفرة وأهمها وثائق النسب المتوفرة لدى الكثير من العائلات العربية وهي رسمية موثقة لا مجال للتلاعب بها وكلها تؤكد امتداد هذه الأنساب وصولا إلى سام بن نوح. , فهل نسمي هذا التقصير غباء أم أن النظام السياسي العربي يمنع ذلك مفسحا المجال لهؤلاء التلموديين للتلاعب بعقول البشر..؟؟ !!! أم أن هذا النظام قد تعهد بعدم القيام بذلك ؟
إن الفكر التلمودي ومن خلال قراءة هادئة وصحيحة لوقائع التاريخ وأسبابها يتضح أنه يقف خلف ما اصطلح على تسميته( بالأصوليات) ؟ التي أرست عقدة كراهية الآخر لدى كافة الفئات الشاذة في الديانات المتأخرة ( المسيحية والإسلام ), وكان من الأفضل إطلاق مصطلح ( التلمود يون ) على هؤلاء العنصريون المتشددون ذوي الحقد الأعمى على الإنسانية بدلا من مصطلح الأصولية, لأن الأصولية حقيقة هي العودة إلى أصول الدين المرتكز على المنظومة الأخلاقية ذات الهدف النبيل والإنساني.
• فما هــو التلمـــود : ( أنظر كتاب الصهيونية العالمية وخطرها الكبير على البشرية , إصدار دار اليقظة ¸سليمان حاتم )
التلمود هو كتاب يضم مجموعة الشرائع والتعاليم التي قالها وسنها رؤساء الدين ؟؟!! من كبار الحاخامات وفي مقدمتهم ( عقيبا ومائير ويهوذا هنسيا ) وهذا الأخير أعاد ترتيب الشريعة الشفوية عام 189 م وأضاف عليها من عقده وأحقاده فسميت ( مشنا الحبر يهوذا ) وكان قبل ذلك قد عمل ( الحاخام يوخاسي ) 150م على جمع هذه التعاليم خشية ضياعها في كتاب أسماه ( المشناه ) وسميت تعليقات وشروح رجال الدين اليهودي على هذه التعاليم ( غاماراه ) وكون الاثنان ( المشناه والغاماراه ) كتاب ( التلمود ) . وكتاب التلمود هذا هو أسوأ وأقبح تفسير للتوراة والشريعة الموسوية, وللتلمود نسختان مختلفتان: الأولى, هي التلمود الأورشليمي وعثر على نسخة منه في فلسطين عام 230 م والثانية هي التلمود البابلي وعثر على نسخة منه في العراق عام 500 م وفي كلتا النسختين يعتقد اليهود أن من لا يعتنق الدين اليهودي هو حيوان وخادم تابع لهم. وهم يقدسون التلمود ويعتبرون : ( لاحظ أن النسختان اكتشفتا قبل الإسلام )
أن : أقوال الحاخامات حجة وان من يحتقر أقوالهم يستحق الموت ولا نجاة لمن يترك تعاليم التلمود ويعمل بالتوراة..؟؟؟!!! لأن ماجاء في التلمود حسب عرفهم أفضل بكثير مما جاء في شريعة موسى وفيما يلي أقوال عدد من كبار الحاخامات كما جاء في التلمود:
- إن مخافة الحاخامات هي مخافة الله !!!
- إن أقوال الحاخامات هي أفضل من أقوال الأنبياء !!!!
- إن من يقرأ التوراة بدون المشناه والجاماراه فليس له اله !!!!
وجاء في التلمود ص 74:
إن تعاليم الحاخامات لايمكن نقضها أو تغييرها ولو بأمر من الله .
أما ماهو أسوأ وأكثر حقارة في تعاليم التلمود هو التالي:
- ليس الله معصوما عن الطيش والغضب والكذب !!!
- يسوع المسيح ارتد عن دين اليهود وعبد الأوثان وكل مسيحي لم يتهود فهو وثني عدو لله ولليهود !!!
- إن يسوع الناصري في لجات الجحيم بين الزفت والقطران وان أمه مريم أتت به من الجندي الروماني ( باندارا ) بمباشرة الزنا وإنها كانت تسبح وإياه في البحيرة مع الجنود الرومانيين.
- إن الكنائس المسيحية بمثابة قاذورات والواعظون فيها أشبه بالكلاب النابحة.!!
- إن قتل المسيحي هو من الأمور الواجب تنفيذها, وان العهد مع المسيحي لا يكون عهدا صحيحا يلتزم به اليهودي.
- إن قتل المسيحي هو من الأفعال التي يكافئ عليها الله وإذا لم يستطع اليهودي قتلهم فواجب عليه التسبب بهلاكهم (؟) في أي وقت وعلى أي وجه وان كنائس المسيحي كبيوت الضالين ومعابد الأصنام يجب على اليهود تخريبها.
(؟)- ألايعطينا هذا بالمقارنة صورة عما يحدث في العراق وباكستان من تفجير للكنائس على أيدي من يزعمون الإسلام ؟
- أيها اليهود إنكم من بني البشر لأن أرواحكم مصدرها روح الله وأما باقي الأمم فليست كذلك لأن أرواحها مصدرها الروح النجسة.
ومما ورد في التلمود أيضا:
- تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله كما أن الابن جزء من والده وأرواح اليهود عزيزة عند الله بالنسبة لباقي الأرواح لأن الأرواح غير اليهودية هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات .
- النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود, أما الجحيم فمأوى الكفار من المسيحيين والمسلمين ولا نصيب لهم فيها سوى البكاء لما فيه من الظلام والعفونة والطين.
- يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع استملاك باقي الأمم في الأرض لتبقى السلطة لليهود وحدهم وإذا تسلط غير اليهود على أوطان اليهود حق لهؤلاء أن يندبوا ويقولوا, يا للعار, يا للخراب, وقبل أن تحكم اليهود نهائيا على باقي الأمم يلزم أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم. (؟)
(؟) - مامعنى أن تثير القوى المسيطرة على أمريكا مايزيد عن سبعون حرباً في العقدين الأخيرين من القرن الماضي وما تزال تثير المزيد وهي تبشر الآن بحرب عالمية شاملة .
- إن الواجب الديني أن يلعن اليهود رؤساء المذهب النصراني وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة ضد ( بني إسرائيل ) ؟ !!
(للعلم فانه لا يوجد من يقف موقفا معاديا تجاه بني إسرائيل , ولكن الموقف هو
من هؤلاء التلموديون الذين هم في الحقيقة الأعداء الفعليين لبني إسرائيل
وللنبي موسى والتوراة وبإقرارهم حسب تلمود هم هذا (انظر إلى عملية الخلط الخبيثة التي يقومون بها - ) !!! .
- الأجانب ( غير اليهود ) كالكلاب والأعياد المقدسة لم تخلق للأجانب ولا للكلاب
والكلب أفضل من الأجنبي لأنه مصرح لليهودي في الأعياد إطعام الكلاب وليس
له أن يطعم الأجنبي أو أن يعطيه لحما بل يعطيه للكلب لأنه أفضل منه !!!
- الخارجون عن دين اليهود خنازير نجسة وخلق الله الأجنبي على هيئة إنسان
ليكون لائقا لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا من أجلهم ؟؟!!! .
- الدنيا وما فيها ملك لليهود ويحق لهم التسلط على كل شيء فيها والسرقة غير جائزة من اليهودي ومسموح بها إذا كانت من مال غير اليهودي, والسرقة من غير اليهودي لا تعتبر سرقة بل استردادا لمال اليهودي وأموال غير اليهودي مباحة عند اليهود كالأموال المتروكة أو كرمال البحر التي يمتلكها من يضع
يده عليها أولا ومثل اليهود كسيدة في منزلها يحضر لها زوجها النقود فتأخذها
بدون أن تشترك معه في الشغل والتعب. !!!!
- مسموح بغش الأجنبي وسرقة ماله بواسطة الربا الفاحش.!!!
- حياة غير اليهودي ملك لليهود فكيف بأمواله !!!
- إذا جاء الأجنبي واليهودي أمامك بدعوى فإذا أمكنك أن تجعل اليهودي رابحا
فافعل واستعمل الغش والخداع في حق الأجنبي حتى تجعل الحق لليهودي.!!!
- أقتل الصالح من غير اليهود ومحرم على اليهودي أن يجنب أحدا من الأجانب
الهلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها بل عليه أن يسدها بحجر .؟!!!.
- اليهودي لايخطىء إذا اعتدى على عرض ألأجنبية لأن كل عقد نكاح عند الأجانب
فاسد, والمرأة غير اليهودية تعتبر بهيمة والعقد لا يوجد مع البهائم !!!
- لليهود الحق في اغتصاب النساء غير اليهوديات.!!!
- إن الزنا بغير اليهود ذكورا كانوا أم إناثا لاعقاب عليه لأن الأجانب من نسل
الحيوانات؟؟!!!.
- من رأى أنه يجامع والدته فسيؤتى الحكمة ؟؟!! ومن رأى أنه يجامع شقيقته فمن
نصيبه نور العقل . ؟؟؟!!!.
- ليس للمرأة اليهودية أن تبدي أية شكوى إذا زنى زوجها بأجنبية في المسكن
المقيم فيه مع زوجته
- اللواط بالزوجة جائز لليهودي لأن الزوجة بالنسبة له للاستمتاع بها كقطعة
لحمة اشتراها من الجزار يمكن أن يأكلها مسلوقة أو مشوية حسب رغبته.
- يجوز لليهودي أن يحلف يمينا كاذبة وخاصة في معاملته مع باقي الشعوب
وعلى اليهودي أن يؤدي عشرين يمينا كاذبة ولا يعرض أحد إخوانه لضرر ما
- سلط الله اليهود على دماء وأموال باقي الأمم.
هكذا نرى كيف أن حاخامات التلمود قد تمكنوا من التغلغل إلى أحط وأسوأ زوايا النفس البشرية مشرعين كل فسادها وانحرافاتها , ليبرروا لأنفسهم من خلال ذلك كل السيئات ويسبغوا عليها مراتب تفوق مراتب الأنبياء وتتجاوز على الله تعالى .
• أما كتاب الكابالاه: ( نفس المصـدر السابق )
فيوصف بأنه كتاب الرعب والإرهاب الذي يتضمن أحط الأفكار والاعتقادات المتخلفة والساقطة التي لايقبلها عقل أو منطق, ومخالف لكل الأديان والشرائع والقوانين والأعراف الإنسانية وحتى الهمجية
مليء بالسخافات والدجل والشعوذة والسحر, حافل بالطلاسم والأسرار, ويتحدث عما يسميه هؤلاء بعلم الشيطان والأرواح الشريرة والأموات وما يطلق عليه بالغيبيات .
وقد انتشرت في أوربا ماسميت بالمدرسة ( الكابالية ) الحديثة على يد الحاخام اليهودي ألتلمودي ( اسحق لوريا ) سندا للتعاليم الكاباليه السرية التي تعتبر إرثا دينيا لليهود التلموديون , يتوارثونه خلفا عن سلف وهو يرشدهم إلى كافة الطرق الملتوية الضالة والمضلة للوصول إلى غايات وأغراض دنيئة .
يقول العالم اليهودي ( برنار لازاريه ) في كتابه , مناهضة الشعوب السامية الصادر عام 1934 عن الكابالاه مايلي : اقتنع الرأي العام لأسباب كثيرة بميل اليهود إلى السحر والأمر المقلق هو اقتناعهم بهذه الفكرة .... وأن لها نصيبا من الصحة إلى حد ما ؟ لاسيما وقد انتشرت في القرون الوسطى وكان الناس يعتبرون اليهود سحرة ممتازين, وفي التلمود دروس خاصة في الدجل ونحن عاجزون عن تتبع العلوم الابليسية الواردة في التلمود وخاصة الكابالاه وكلنا يعرف أن أعلى درجات السحر
هو الذي يتم بدم إنسان , كما نعرف جيدا .أخبار الصبية من غير اليهود الذين ذهبوا ضحايا على أيدي اليهود في الطقوس الدعوية اليهودية.
والكاتب الفرنسي الشهير ( فولتيير ) يقول حول ماعرفه عن هؤلاء :
( كان اليهود هم الذين يلتجأ إليهم عادة في تأدية الشؤون السحرية, وهذا الوهم القديم يرجع إلى أسرار الكابالاه التي يزعم اليهود أنهم وحدهم يملكون أسرارها )
أما الأب قسطنطين المؤرخ المشهور في كتابه ( اليهود في كفة التاريخ ) فيقول عن الكابالاه مايلــــــــي :
إنني أظن بأن الشيطان عند حضوره إلى العالم الأرضي أو كوكب الأرض إنما يحضر متقمصا الشكل اليهودي وأقطع فوق ذلك بحضوره منتسبا إلى الكابالاه , لأن الكابالاه هو أقصر جسر بين المرء الضال والشيطان , انه جسر مبتور لارجعة منه للضال.
و البطل الفرنسي ( جيو جينو دي موسو ) الذي قاوم الإرهاب الكابالي وألف كتابا اسمه( اليهود والمذهب اليهودي ) فقد قال مايلي : إن كابالاه كتاب ترتعد له حتى فرائص عزرائيل فالعلوم الشريرة والمشؤومة تتسرب من صفحاته كالسم الزعاف , إني لأخجل من البحث في الموضوعات القذرة الواردة في هذا الكتاب والتي سيطالعها النبلاء ولكن لو امتنعت عن ذكرها لتعذب ضميري ووجداني , فإذا لم تؤدوا ماهو ملقى على عاتقكم فسوف تنتصر الكابالية وسيجر لكم إهمالكم هذا عذاب الضمير والوجدان . ( نفس المصدر السابق )
وتعقيبا على ذلك نتساءل عما يحدث في فرنسا هذه الأيام , هل انتصرت الكاباليه , لأنه يمكنك انتقاد الكاثوليك والبروتستانت والمسلمين والعرب والأفارقة بالشكل الذي يعجبك أما انتقاد هؤلاء التلموديون فيعرضك لشتى أنواع الملاحقات القانونية والسجن والاضطهاد حتى أنه لايحق لك وصفهم بالعنصريين مع أن كل مافيهم ينضح بالعنصرية المتطرفة الحاقدة على الإنسانية كل الإنسانية بما فيها السامية دون تمييز , ومايبعث على الحيرة في فرنسا هو عملية ملاحقة الباحث الفرنسي روجيه غارودي من قبل الصهاينة واتهامه بالتعصب العنصري دون أن يحرك النظام السياسي العربي وإعلامه ساكناً أو يمد له يد المساعدة , ونسأل بؤر الأنظمة العربية , هل لأنه اتخذ موقفاً أقرب إلى المنطق في بحوثه الإسلامية ولم يغرق في الدفاع عن رؤية النظام السياسي العربي للإسلام ؟؟ أم أن هناك تغاضياً مقصوداً عن عنصرية الصهاينة ..؟؟
هذه هي باختصار حقائق العقائد اليهودية التلمودية ومدى حقدها الرهيب على الأمم والرسالات السماوية خاصة وبتركيز شديد على رسالة السيد المسيح( عليه السلام) الذي فضحهم وفضح أخلاقياتهم كما يبدو واضحاً وبشدة في الأناجيل ( فهل هم ينتقمون منه حتى الآن )؟؟ هذا مؤكد .
وما يزال حقدهم يتصاعد بمرور الوقت محاولين وبأساليب شتى نسف المسيحية من الداخل عن طريق التسلل إليها كما فعلوا مع الإسلام الذي تسللت إليه أدبياتهم المنحرفة وأصوليتهم الحاقدة المتخلفة وكما هو واضح في المفهوم الأمريكي الأصولي للمسيحية الجديدة في أمريكا والتي ذهبت إلى حد التطابق مع الرؤيا التلمودية .
ولا أعتقد أن الملكة إيزابيل كانت مخطئة عندما اكتشفت حجم جرائمهم في الأندلس فطردتهم مع العرب بعد أن تقسمت اسبانيا إلى ممالك وطوائف متناحرة بفعل التأثير اليهودي التلمودي وربما لولا انتصار إيزابيل وقيامها بذلك , إذاً لانتقل الحكم إلى التلموديين ولبكى العرب الأندلس بطريقة أسوأ وأشد مأساوية ., والواضح أن محاكم التفتيش جاءت كردة فعل على حجم التأثير التلمودي الكابالي بما تحتويه من سحر وشعوذة أساءت لمفاهيم المجتمع ., لكن هل كان حقدهم على الرسالة الإسلامية المحمدية أقل من حقدهم على المسيحية ؟؟ لاأعتقد ذلك ( بالرغم من يتحدث اليوم بيننا من المتشددين بأنهم الأقرب لنا )؟!!! فقد بدأوا باجتياح هذه الرسالة منذ البدايات بعد أعيتهم الحيلة في الوقوف بوجهها , وما عملية اغتيال الخليفة الثاني ( عمر بن الخطاب ) "رض" إلا أكبر دليل على ترجمة تسللهم إلى واقع عملي , فعلاقة كعب الأحبار وتخطيطه للاغتيال وإشرافه على تنفيذه واضحة وجلية ولا تحتاج إلى إعمال فكر كبير , إذ أن كعب الأحبار وأمثاله كانوا يؤسسون لحرف الرسالة الإسلامية المحمدية من خلال موجة حوادث عنف تؤدي لذر الخلافات والفتن وقد بدأ هذا التحريض يخرج إلى العلن مع عملية الاغتيال فالخليفة عمر بن الخطاب وبعد تمكنه من تحرير الحوض العربي تماما من السيطرتين الرومانية والفارسية , لم يكن يخطط لتجاوز الحدود الطبيعية لهذا الحوض ( الخليج وجبال طوروس ) قائلا جعلها الله سدا بيني وبينهم , وهذا الأمر لاينا سب العقلية الطامحة لإنشاء إمبراطورية مترامية الأطراف بتحريض وتخطيط العقلية اليهودية التلمودية بزعامة كعب الأحبار وأمثاله وذلك خلافا لتوجهات الرسالة والقرآن الكريم الذي أكد على التزام الحسنى وحرية الاختيار والإقناع والاقتناع في نشر الدعوة رافضا أي نوع من أنواع القسر والإلزام . , وقد ثبت فيما بعد أن الغزو المسلح تحت شعار نشر الإسلام كان الأساس في تخريب الإمبراطورية وتشويه صورة الرسالة . إن ظهور الأصابع اليهودية التلمودية لم يتوقف عبر العصور عن العبث في مضامين الرسالة الإسلامية المحمدية وبنفس الأسلوب الذي أتبع مع رسالة السيد المسيح وربما أكثر خبثا ً .
*في العام 1646 ظهر في أحد دول البلقان الحاخام ( سبتاي سيفي ) الذي زعم النبوة ووجه رسالة إلى اليهود يقول فيها : ( سلام من ابن الله سبتاي سيفي , رسول بني إسرائيل إلى كل فرد من بني إسرائيل . , لقد كان لكم شرف معاصرة نبي إسرائيل الذي بشر به أنبياؤهم ورسلهم ., لاتحزنوا بعد اليوم واجعلوا صباحكم إفطارا وأحزانكم أفراحا, جميع المخلوقات التي خلقت على وجه الأرض وفي أعماق البحار خلقت من أجلكم ومن أجل رفاهيتكم ).
وعلى الأثر دعاه السلطان العثماني محمد الرابع آنذاك للمثول بين يديه لإثبات مزاعمه تحت طائلة إعدامه, لكنه تمكن من التلاعب بعقل السلطان وادعى الهداية على يد السلطان ليخرج من عنده مشهرا إسلامه, أما كيف تم ذلك وكيف اقتنع السلطان ؟ لاأحد يعلم !! وبقي ذلك سرا حتى الآن ؟.
بعد ذلك الحين أصبح اسم الحاخام سبتاي سيفي هو ( الشيخ محمد عزيز أفندي ) وقد أرسل بيانا إلى أتباعه على شكل توصيات يدعوهم فيها إلى التغلغل في الإسلام عن طريق:
- ارتداء اللباس الإسلامي.
- العمل من داخل الإسلام.
- قراءة القرآن وصوم رمضان, وتقدمة الأضاحي.
- تنفيذ كل ما يقوم به المسلمين من شعائر. مع الاحتفاظ بالمبادئ والنقاء اليهودي .!!لقد عمل هؤلاء الأتباع بوصاياه وتمكنوا من تكريس الاهتمام بالشعائر وبشكل مبالغ فيه على حساب الأخلاقيات الإسلامية المحمدية النبيلة مدعمين الخلافات المذهبية بين المسلمين ثم سعروا روح العداء بين المذاهب , فهم طورا حنيفيين وتارة شافعيين أو مالكيين ..الخ .
وعندما ظهرت الدعوة الوهابية ساعدوا على نشرها وصياغة مبادؤها بالتعاون مع المخابرات البريطانية في العراق وإيران آنذاك .
لقد سبق لسبتاي سيفي أو ( محمد عزيز أفندي ) فيما بعد أن وجه إلى إحاطة السلاطين العثمانيين بأعداد ضخمة من الجواري من أصول يهودية واللواتي تمكن من التحكم بمقدرات السلطة العثمانية التي أخذت بعد ذلك تتجه نحو الضعف والانحلال , كما عملن على استصدار فرمان سلطاني بوضع اليد على كافة الأراضي في السلطنة باسم السلطان ( الأراضي الأميرية ) . , وتوزيعها على كبار الضباط والقادة , وعندما بدأ اليهود بالتخطيط لدولتهم المزعومة قاموا بشراء الأراضي من الضباط الأتراك ضمن محيط فلسطين وبعض هذه العقود بقي طي الكتمان وبمساحات شاسعة من الأراضي حتى القرن العشرين. ( صحيفة المحرر صيف 2004 )
(إذاً فهناك من يصلي ويصوم ويحج ويقدم الأضاحي ويتمسك بالشعائر ويتعصب لهذا المذهب أو ذاك ويقود قطعان غبية مما يسمى بالأصولية ويختلق مدارسا مذهبية جديدة وأشكالا سوداء من التعصب ويروي ويلفق الأحاديث مشوهاً الإسلام المحمدي كما شوه ويشوه رسالة السيد المسيح حتى اللحظة) , فمن هم هؤلاء ..؟؟؟ أليسوا أحفاد أولئك الذين تظاهروا بالإسلام بناء على توجيه سبتاي سيفي ( الشيخ محمد عزيز أفندي) وأمثاله
إن الكثير ممن يتنطحون لإنشاء مجموعات متشددة , ويزعمون الدفاع عن الدين موزعين شهادات في الكفر والأيمان يشتمون ديانات أخرى ويسمون المسيحيين بالصليبيين الكفرة عملا بتوصيات أسيادهم حاخامات التلمود ثم ينتقدون هنا ويفتون ويشرعون هناك ويظهرون على الشاشات يتحدثون ويروون بتفاصيل دقيقة وكأنهم عايشوا الأنبياء والنبي الكريم تحديدا وربما استغرقوا في التمثيل فبكوا . إنما هم يدلون على أنفسهم قبل أن يدل أحد عليهم . إن هؤلاء هم من ينتقم بهم التلموديون من المسيحية وباسم الإسلام ليعود ذلك فيرتد انتقاما مسيحيا من الإسلام وهكذا يتخلصون من الطرفين وهم يفركون أكفهم سرورا لتوفر العدد الكافي من الأغبياء والحمقى لدى الطرفين والذين يكفونهم مؤونة حمل التهمة ويحققون بالتالي وصية ( التسبب بالهلاك ) الواردة في التلمود .
إن عبارة أصولية وكما أسلفنا تعني العودة إلى الأصول أي المنظومة الأخلاقية لأنها هي العمود الفقري للديانات وبدونها تصبح فارغة ولا قيمة لها , ولا تعني إطلاقا أي شكل من أشكال العنصرية والتعصب والتشدد ورفض الآخر أو تكفيره وإلقاء شتى التهم في وجهه دون وجه حق , لذا فان إبدال صفة الأصولية بصفة ( التلمودية ) تصبح أقرب إلى المنطق ولا يستثنى في هذا الأمر من كان من هؤلاء منتميا إلى المسيحية أو الإسلام أو حتى من يزعم انتماؤه للنبي موسى والتوراة إذ أنه لاعلاقة لهؤلاء في حقيقة الأمر بأي من هذه الديانات التوحيدية وكلهم بالنتيجة يلتقون مع التلمودية الكاباليه ولنرى مستوى هذا التشابه بينهم: فمن يسمون أنفسهم بالاصوليين الإسلاميين يعتقدون:
1- أنهم يحتكرون الحقيقة المطلقة وكل من يخالفهم الرأي ملحد وكافر وزنديق يهدر دمه وماله وعرضه.
2- إن العودة إلى الأصول من وجهة نظرهم يكون في اللباس وشكل اللحية والعادات وطريقة العيش المنقرضة منذ أكثر من ألف عام, والالتزام والتشدد في تطبيق الشعائر من حيث الشكل.
3- إنهم يتدللون على الله, والله بدوره يتدلل عليهم.
4- إن كافة الموبقات يمكن محوها عن طريق ترداد بعض التسابيح والأدعية وعدد مرات تكرارها في نهاية كل يوم .
5- إن الآخرين خلقوا لسعادتهم ورفاهيتهم.
6- منحوا أنفسهم صلاحية توزيع الكفر والأيمان على الآخرين مع أنه وحسب نص القرآن الكريم أمر يعود لله عز وجل ولا صلاحية فيها لأحد حتى للأنبياء .
7- أن النبي مجرد ( رجل ومات ) وليست له أية صفة استثنائية وبالتالي فان أيا منهم أو من قياداتهم هو في مستوى النبوة إن لم يكن أكثر .
8- إن آراء فقهائهم وقادتهم يجب الأخذ بها بمستوى الأخذ بالقرآن الكريم , وان تفسيراتهم وتأويلاتهم للقرآن الكريم هي فقط الصحيحة حتى ولو أجمع العلماء على خطأها .!
كما أبعدوا المرأة عن كافة مجالات الحياة ونظرتهم إليها كنظرة السلطان لجواريه , يحرم عليها الاعتراض أو الاحتجاج .!
9- أحلوا لأنفسهم هدر دماء الآخرين لمجرد اختلافهم معهم في طريقة فهم الدين والتعامل مع الشعائر والعقائد .!
10- إن ذنوبهم كلها مغفورة وان ممارساتهم مهما بلغت من الشذوذ والانحراف لاحساب عليها .!
11- إن النبي يخطيء ويصيب كأي إنسان عادي ويروون في ذلك الكثير من الروايات في حين أن سادتهم وفقهائهم لايخطئون .!!!!
مع ذلك لم نلحظ في أدبياتهم أي موقف يفضح التلموديين ونشاطاتهم وعدائهم لبقية الأديان في حين أنهم يهاجمون بمرارة بقية المذاهب الإسلامية المحمدية والمسيحية ويهاجمون اليهود المعتدلين خدمة لأتباع التلمود والكابالاه !!! ,. وبالمقارنة مع ما أوردناه عن محتويات التلمود يتضح مدى التطابق بينهم .هذه هي الحقيقة المجردة بكل بساطة وغير ذلك مما يصدر عنهم هو مجرد ترهات وأكاذيب وخداع ولنلاحظ أن هناك من قادة هؤلاء أمثال الملقب بأبو محمد المقدسي الذي ترك فلسطين وذهب إلى الجزائر حيث تسبب بمئات المجازر التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ بوسائل همجية تدل على خسة وحقارة مرتكبيها وحقدهم على الإنسانية لالشيء إلا لأن هؤلاء الضحايا هم من أقرباء العاملين في الدولة أو ممن ينتهجون خطا سياسيا مخالفا لآراء هؤلاء الهمج هكذا وبكل بساطة ترتكب المجازر من قبلهم ولأن المقدسي أفتى بذلك , تاركا بلده فلسطين ليحررها عبر أفغانستان والشيشان والجزائر وكأنها مناطق بلا شعوب أو كأن شعوبها قاصرة , وكذلك أبو مصعب الزرقاوي في العراق الآن , مسببا بتشويه أي شكل من أشكال المقاومة السلمية أو المسلحة , . عندما يستعرض على الشاشات عملية ذبح رهينة عاجزة موثقة اليدين , وهم يعلمون أن مثل هذا العمل هو من أكبر المحرمات في العقيدة الإسلامية المحمدية .
هؤلاء هم أنفسهم وأثناء اجتياح لبنان واحتلال بيروت ومذابح صبرا وشاتيلا من كانت إعلاناتهم في أوربا وفي لندن تحديدا تقول ( تبرعوا لمجاهدي أفغانستان ) ولم يقولوا كلمة واحدة حول مايجري في صبرا وشاتيلا, في الوقت الذي كان فيه الانكليز أنفسهم وبواسطة منظمات أهلية يجمعون التبرعات لفلسطينيي مخيمات لبنان , مع ذلك يرفعون راية الإسلام فأي إسلام هذا ؟
وهل هناك من يصدق انتماء هؤلاء إلى الإسلام إلا من كان على شاكلتهم أو أنه غبيا بالمطلق, لأنهم ذهبوا في اتجاه التطابق مع التلموديين الكاباليين حتى في الشكل من حيث اللباس وشكل اللحية وحتى السلوكيات الحيوانية المتوحشة والعداء المشترك للإنسانية والمنظومة الأخلاقية ؟؟؟؟!!!!.
وهكذا يمكننا القول بأن ما أطلق عليه خطأ ( بالأصولية) في كافة الأديان هو في الحقيقة ذا منشأ واحد هو ( الحاخامية التلمودية الكابالية ) . بكل مافيها من حقد على الإنسانية وعلى المنظومة الأخلاقية الواحدة في كافة الديانات ولا يجوز في الواقع الفصل بينها سواء كانت ( يهودية, مسيحية, إسلامية)..الخ فالمنشأ والهدف واحد لدى الجميع وكذلك الأدوات. كما بينت سابقا : فان اليهودية التلمودية ليست دينا ولا علاقة لها بالنبي موسى والتوراة على الإطلاق فالتوراة تتضمن شريعة النبي موسى ( عليه السلام ) والتي محورها الأساسي هو الوصايا العشر وغير ذلك مجرد إضافات وتحريف ارتكبها الحاخامات والوصايا العشر هي نفسها في المسيحية , فالسيد المسيح عليه السلام قال ( أتيت لأكمل الناموس لا لأنقضه ) والنبي الكريم محمد ( ص ) قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق في حين أن المعتقدات اليهودية التلمودية الكابالية حاضنة (الأصولية السوداء ) ليست سوى مجموعة من التعليمات الحاقدة على الإنسانية صاغها مجموعة من الحاخامات الشاذين وتلاميذهم الذين اندسوا في بقية الأديان . فالشريعة الموسوية إذا هي شريعة عربية خالصة وان موسى عليه السلام هو عربي
سوري من أبناء هذه المنطقة كذلك إبراهيم الخليل (عليه السلام ) عربي سوري تحرك في محيط المنطقة ولا علاقة لهم إطلاقا بالتلمودية الكابالية , تبعا لذلك فان السيد المسيح هو بالتأكيد عربي وهو ابننا من هذه المنطقة تحديدا ( عربي سوري ) وقد وقف بوجه تعاليم الحاخامات ( لهداية الخراف الضالة في بني إسرائيل ) . بمعنى أوضح :
إننا نحن الساميون الأصــلاء أما هؤلاء الحاخامات الذين ابتدعوا التلمود والكابالاه , فلا علاقة لهم بالسامية من قريب أو بعيد سبق لهم وفروا باتجاه بحر الخزر حيث وجدوا بعض القبائل الرعوية المتخلفة تطابقت هذه التعاليم مع طبيعتهم وأهوائهم فآمنوا بها ومن هناك تسلل هؤلاء إلى أوربا حاملين معهم هذه المعتقدات وتمكنوا من خلق أرضية معادية للرسالات السماوية ومنظومتها الأخلاقية في ظروف ملائمة لهم . وبالطبع يضاف لهؤلاء يهود الأندلس الذين كانوا يتمتعون بنفوذ قوي في ظل ملوك الطوائف وهؤلاء توجه قسم منهم إلى أوربا أيضا , تحت عباءة الانتماء للمسيحية .
فالسامية إذا هي عربية خالصة ابنة هذه المنطقة حيث ظهرت الحضارة لأول مرة في التاريخ البشري تبعا لذلك فان إبراهيم الخليل هو جدنا نحن, ونحن أحفاده لولديه إسماعيل واسحق .
وعليه فان الحقيقة المؤكدة والتي لايمكن إخفاؤها إلى الأبد هي إننا نحن الساميون الأصلاء ونحن من يتوجب عليه محاسبة هؤلاء التلموديون على عدائهم للسامية وملاحقتهم في كافة المحافل الدولية على ما ارتكبوه من جرائم بحق السامية. والحقيقة المؤكدة أيضاً وأيضاً هي أنهم يكادون أن يكونوا الوحيدين في العالم الذين يعادون السامية وهم خلف كل النظريات العنصرية وما جرت على الإنسانية من مآس.
إنهم أعتى أعداء السامية بدليل أنهم أساؤوا للأنبياء وقتلوا البعض منهم وهؤلاء الأنبياء جميعا ساميون ينحدرون من صلب سام بن نوح عليهما السلام بالتأكيد وهؤلاء التلموديون الكاباليون هم حلفاء الشيطان في مواجهة الله والإنسان وهم من يسرق تراث الإنسانية وينسبه لنفسه كونهم مصدر الشر الوحيد في العالم, هذا الشر الذي تكرهه الإنسانية فيكونوا بذلك قد تسببوا بمنتهى الخبث بالإساءة إلى الكثير من الرموز الإنسانية التي يزعمون نسبها إليهم وبعد أن تبتلع الإنسانية أكاذيبهم. ولم نجد عبر التاريخ الإنساني أية يد بيضاء لهؤلاء أو حتى أية مساهمة حضارية مهما كانت بسيطة أما المساهمات الأخلاقية فلا علاقة لهم بها على الإطلاق كما هو واضح من تعليمات التلمود التي سبق وأوردناها, ولا يعوز الباحث كبير معاناة ليتأكد من ذلك إلا إذا كان هذا الباحث أعمـى أو كان ممن ينتمون إلى التلمودية الكابالية ليساهم في تكريس كذبة أن ( بني إسرائيل) هم هؤلاء التلموديون الكاباليون لأن لقب إسرائيل هو من بين أهم سرقات هؤلاء للتاريخ الإنساني حتى أن الشعار الذي يرفعونه وأقصد ما أطلقوا عليه اسم
( نجمة داوود ) هو شعار قديم استعمله العرب القدماء .
لسنا بحاجة بعد ذلك للبحث والتدليل وبذل الجهد لإثبات ذلك التطابق الغريب بين
( التلمودية الكابالية ) وبين هؤلاء المرتدين عن الإسلام المحمدي الأصيل وباسم الإسلام المحمدي ( جماعة مولانا السلطان ) في أوقات سابقة, ورافعي لواء ماسمي خطأ بالأصولية ( الفكر التلمودي الأسود ) منذ بداية ظهور الإمبراطورية العربية أو ( النظام السياسي العربي ) الذي رأى في هذا الفكر خير داعم له, ليتتالى منذ ذلك الحين تسلل الحاخامات ونمط تفكيرهم المعادي للرسالة ولكل الأخلاق النبيلة ضمن الفكر الإسلامي المحمدي الأصيل لتنحرف به انحرافا شديدا منهية بذلك العلاقة بين هذا الفكر وبين قاعدته المبنية على نصوص القرآن الكريم وفكر الرسول الكريم الحقيقي المطابق للقرآن الكريم. ولقد استمر ذلك دون توقف حتى العصر الحالي بتصاعد ودقة شديدة.
في البداية بدأ الهجوم على النبي الكريم بمواربة ثم تصاعد وحسب المرحلة معتمدين مبدأ التلمود وتعليماته عينها والتي تقول أن أقوال الحاخامات هي أفضل من أقوال الأنبياء و( إن مخافة الحاخامات من مخافة الله ) و( إن أقوال وتعاليم الحاخامات لايمكن نقضها أو تغييرها ولو بأمر من الله ) , وعلى هذا الأساس انتشرت أحاديث ومرويات ماأنزل الله بها من سلطان , تظهر النبي الكريم ( المعصوم عن الخطأ ) والذي لايتصرف أو يتحدث إلا بوحي يوحى وكأنه إنسان عادي وان هناك سلوكيات خاطئة تصدر عنه فينبري أحدهم مصححا لها أو يبسط عليه حمايته ويمنع عنه أية أذية وكأنه ( ص) ليس مرسلا وأنه يتمتع بحماية من لاتعوزه حماية أو يعييه تدبير وفي العصر الحالي يعاد طرح هذه المرويات المختلفة بواسطة دعاة تم تصنيعهم مسبقا وتوزيعهم على الفضائيات مشددين بذلك على إعادة نشر الإسلام التلمودي وفق قواعد وأساليب جديدة تتضمن آخر ماتفتق عنه العقل الشيطاني لحاخامات التلمود والكابالاه من تشويه صورة الأنبياء بأسلوب دس السم في الدسم ففي الوقت الذي يعتقد المشاهد فيه أن سيرة الرسول الكريم تستدر عبراتهم يدسون مرويات تظهره بلا تلك الهالة من القداسة وأنه مجرد إنسان عادي يخطيء بشكل ينقصه الحد الأدنى من الذكاء وبشكل يتوافق مع الهجمة الجديدة العاصفة ضد الإسلام سندا لتصرفات هؤلاء الهمج الرعاع الذين يطلقون على أنفسهم ( أصوليون ) وضد الفكر الصحيح تمهيدا للقضاء على ماتبقى من الإسلام الأصيل وفقا لذلك يمكن للمرء أن يستنتج أن الخطوة التالية بعد عملية نزع صفة القداسة عن الأنبياء وخاصة النبي الكريم محمد ( ص ) وتشويه سيرته , ستكون في إعادة طبع القرآن الكريم محرفا ومزورا كما فعلوا بالتوراة والإنجيل .
إن هذا ما يجري التمهيد له على أيدي هؤلاء الدعاة (الأدعياء ) من تلامذة الحاخامات الكاباليين وقطعان الأصولية الظلامية المنحرفة , والقوى الأخرى , كالبعض الذي يروي ويروي بكل وقاحة وجرأة على رسول الله ويبكي على شاشات الفضائيات , وكأنه كان شاهد عيان ومعاصرا وملازما لرسول الله وبأسلوب خبيث يثير الشك في نفوس وأذهان البسطاء تحت شعارات الاعتدال والانفتاح والذي لايهدف في الحقيقة سوى إلى التطابق مع الفكر الحاخامي التلمودي الكابالي لقد طور هؤلاء فيما بعد من سيطرتهم على العامة والبسطاء عندما حرموا عليهم الاطلاع على أي كتاب أو ترجمة أو فقه سوى مايصدر عنهم مكملين بهذا ذلك التطابق مع الحاخامية التلمودية الكابالية التي تقول ( أن من يقرأ التلمود بدون المشناه والجاماراه فليس له اله ). وهكذا صار تفسير هؤلاء الخاص للقرآن الكريم , والمجافي للمنطق والعقل وحتى لمعانيه اللغوية هو الأساس والمرجع ومتلازما مع قراءة القرآن حتى لا يستطيع القارئ الخروج من محيط تفسيراتهم المنحرفة له ومن لايقرأها أو يأخذ بها يصبح في عرفهم كافراً ومرتداً
هكذا وبكل بساطة قادوا قطاعات واسعة من البسطاء تدريجيا إلى فخ ( التلمودية الكابالية ) ومعهم مجموعات من المعقدين نفسيا والشاذين عن مجتمعاتهم ثم أغلقوا على عقولهم ليمنعوهم من الاحتكام لها تحت عنوان قدسية النص الصادر عنهم ومقولة الكفر والإيمان والجنة والجحيم وقبل ذلك كله ( من تمنطق تزندق ) . هذا الفكر الذي يتقيأ كافة أنواع السموم , سموم التخلف والجمود والتفاهة وكراهية المنظومة الأخلاقية بشكل فظ وقح ومخالف لأبسط بديهيات المنطق والعقل , عاد ليظهر في العراق في ظل الاحتلال الأمريكي , وعلى يد أبو مصعب الزرقاوي وأمثاله زاعمين حالة صدام مع الاحتلال في
الوقت الذي يقتلون فيه الشعب العراقي بكافة فئاته وانتماءاته ومن بين أهدافهم إثارة النعرات الطائفية بين المذاهب الإسلامية وبين المسلمين والمسيحيين .
إن هؤلاء وبعضهم فلسطيني الأصل لم يحارب ضد الصهيونية العنصرية في فلسطين ولم يشارك في أية مواجهة معها حتى ولو كانت سلمية , بزعم أن هناك مواقع أهم ثم وبزعم استحالة العودة إلى فلسطين وان التحرير سيتم عبر أفغانستان والشيشان وكشمير وكأنها خالية من الشعوب , أوعبر توجيه ضربات للشعوب الصديقة كاسبانيا هذه حقيقة واضحة لكل من يملك الحد الأدنى من الوعي ويكفي كذبا كما أنه يكفي هذه الشعوب غباء أكثر كما يكفي تجيير الدين والمعتقد لمصلحة التلمودية الكابالية .
إن الفارق الوحيد حقيقة هو أن هؤلاء هم أساسا من المنتمين لفقه السلطة الذي أفرزه النظام السياسي العربي عبر قرون طويلة والذي تطور بانحرافه إلى هذا الحد خارجا عن كل القيم الإسلامية المحمدية النبيلة وعلى كل المنظومة الأخلاقية الإنسانية
( السماوية ) , وارتدوا الآن يحطمون مركز انطلاق هذه المنظومة وتبديد مابقي من مجتمعاتها على ضعفها وهشاشتها , .
أهذا هو شكل الأيمان في الإسلام..؟ فلاكان هكذا إيمان , وقبح الله دعاته , والحقيقة أنه إيمان خارج من المدرسة التلمودية الكابالية وقوى الشر العالمية وعلى رأسها الصهيونية العنصرية .
كما بينا سابقاً فان النظام السياسي العربي قد فقد منذ ظهوره على ساحة الحدث العالمي آنذاك , أهم الأسس الأخلاقية التي تبنى عليها الدولة , أية دولة .؟ فالواضح أن من كانوا يؤسسون لإمبراطورية تقوم على الغزو المسلح تلبية لطموحاتهم في الثروة والجاه والسلطة هم أنفسهم من كانوا وراء كل الفتن التي عصفت بالخلافة الراشدة على هذا الشكل المأساوي, بدءا من اغتيال الخليفة الثاني ( عمر بن الخطاب ) ( رض) وانتهاء باغتيال (الأمام علي) ( كرم الله وجهه ), ربيب رسول الله (ص) وابن عمه وصهره ووالد أحفاده الذين تعرضوا لنهاية مأساوية.
فالخليفة عمر بن الخطاب قام بالدور المنوط به تماما وهو تحرير الحوض العربي , رافضا بشكل قاطع تجاوز الخليج وجبال طوروس قائلا ( جعلها الله سدا بيني وبينهم ) فهو من خلال تحرير العوض العربي أراد الالتفات لترسيخ دولة العدالة والحق والحرية يشد إزره في ذلك الإمام علي الذي كان يشير عليه بكل مايتعلق بترسيخ قواعد هذه الدولة ويشرف على الجانب التشريعي الفقهي والقانوني (القضاء) وترسيخ مباديء الدين الحنيف ومقولة عمر بن الخطاب (رض) التي تتناقلها الأدبيات الإسلامية ( لولا علي لهلك عمر ) دليل أكيد على مدى التلاحم والتلازم بين هؤلاء القادة العظام في عملية تطبيق توجيهات الرسول الأكرم وكتاب الله والمنظومة الأخلاقية .
إذاً فان عمر يعمل على ترسيخ أسس دولة العدالة والحق لتكون نموذجا يشد إليه الشعوب المحيطة وكل من لم يؤمن بعد بالرسالة العظيمة , معتمدا في ذلك على وضع أخلاقياتها وقيمها النبيلة السامية موضع التطبيق الفعلي بحيث لايترك حجة لمعاند من أعداء الرسالة , مرسخا نموذج القائد المتواضع الذي يسعده رفاهية شعبه وتحسين مستوى حياته محافظا على مباديء الحوار والإقناع والاقتناع , بعيدا عن أي قسر أو عنف ومقولته المشهورة :( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) ماتزال تتداولها كتب التاريخ , أكبر دلالة على المدى الكبير الذي كانت تحترم فيه الحرية وإحاطتها بهالة من القدسية وفقا لأحكام القرآن الكريم , وتراث الرسول الأكرم . رافضا في ذلك اللجوء إلى الفتح المسلح وقهر الشعوب المجاورة , لأن الإيمان المبني على القناعة الذاتية انطلاقا من إرادة حرة هو الأقدر على الثبات والأكثر رسوخا والدافع الأكبر للتطور في حين أن الغزو المسلح قد يؤدي إلى بسط سيطرة الدولة وتوفير الثروات لكنه يحمل في داخله بذور هدم الدولة , فالقسر والعنف يبقى مؤقتا مهما
طال الزمن , لأن الشعوب التي تتم السيطرة عليها وفقا لمبدأ الغالب والمغلوب ستنتظر الفرصة السانحة للانتقام وخاصة عندما تبدأ ملامح الضعف بالظهور في الدولة لتنقض عليها وهذا ماحدث فعلا في أواخر العصر العباسي إذ أنه تم تحطيم الدولة وتقسيمها إلى إمارات وممالك على أيدي الخصيان والمماليك ومرتزقة الدولة .
إن توجه الخليفة عمر بن الخطاب هذا كان هو الدافع الرئيسي لاغتياله بتخطيط وتدبير مباشر من كعب الأحبار وحواره معه قبل أيام من اغتياله, ثابت ومعروف عندما قال له كعب الأحبار : أنه رأى في التوراة أنه سيقتل بعد ثلاثة أيام طالبا منه أن يوصي , وعندما سأله الخليفة عمر قائلا : ويحك وهل أسمي مذكور في التوراة , قال مرتبكاً : لا , ولكنها أوصافك , ثم يأتيه في اليوم التالي ويقول له أوصي ياعمر فقد بقي يومان , ليقول عمر : وكأنه يهددني ابن اليهودية هذا ثم يغتال عمر في اليوم الثالث على يد أبو لؤلؤة الفارسي( اليهودي الأصل) , وهذا الأخير كان عبدا عند المغيرة بن شعبة وكان المغيرة من المقربين لعمر بن الخطاب وهناك حادثة له معه في نفس تلك الفترة فقد مر به عمر وهو يصنع رحى فوقف عمر يراقبه وقد أعجبته صنعته , فسأله عمر : ماتصنع ؟ قال أبو لؤلؤة: إني أصنع رحى , وسوف أصنع لك رحى تتحدث بها العرب طويلا !!! قال عمر في نفسه وحسب الرواية المنقولة على لسانه : وكأنه يتهددني ابن الملعونة هذا ؟؟!!! .
ثم نفذت الخطة كما مر معنا بإشراف كعب الأخبار وبالاتفاق مع القوى الطامحة لإنشاء إمبراطورية قائمة على الغزو المسلح والسيطرة على موارد الدولة, لتبدأ اثر ذلك شرارة الفتن بالتمدد وينشط الطامحون لإنشاء الإمبراطورية منذ ذلك الحين فيقتل عثمان بن عفان وينتهي أمر الخلافة الراشدة باغتيال الإمام علي ثم باغتيال وقتل أبناؤه بالشكل المأساوي المعروف . وهكذا لتبدأ بعد ذلك طبقة فقهاء السلطة بالظهور بعد أن ذهب كافة شهود الرسالة قتلا وتغييبا في الزنازين أو فرارا من وجه السلطة الجديدة.
لقد أحيطت السلطة بعد ذلك بهالة من القداسة, فاقت قداسة النبي الكريم بكثير وصار رأس السلطة
( ظل الله ) على الأرض لايجوز انتقاده من قريب أو بعيد تحت طائلة تهم الكفر والمروق والارتداد وصار للسلطة مدرستها البديلة عن الرسالة, وأصبح كل سلوك يصدر عنها مبررا وشرعيا برأي فقهائها. حتى الظلم فانه مهما بلغ من العنف والقسوة, له تبريراته ذات الوجه الشرعي وما نزال حتى يومنا هذا نسمع من يردد مقولة مفادها
( إن الظالم سيف الله على الأرض يسلطه على عباده) ؟؟؟!!!. مبررين بضربة واحدة كل المظالم التي عرفناها وسنعرفها بعد على أيدي هذا النظام السياسي العربي العتيد وكذلك المظالم التي عرفتها البشرية والتي ماتزال مستمرة .
مع أن الله عز وجل وفي كافة الكتب السماوية وعلى ألسنة كافة أنبيائه قد ( لعن الظالم ) كائنا من كان وطرده من صفوف الإنسانية لأن هذه الرسالات قد جعلت أول أهدافها محاربة الظلم والظالمين ورفع الحيف عن البشر, مع ذلك فان هناك من التافهين من يروي هذه المقولة ناسبا إياها كذبا وافتراء للنبي الكريم كعادتهم في نسب الكثير من الأحاديث المكذوبة.
ولو عدنا للقرآن الكريم لاكتشفنا عشرات الآيات التي تلعن الظلم والظالمين ورغم ذلك نجد من يخالف النص القرآني ويورد عكسه مختلقا المبررات ومتباهيا علينا بإسلامه وإيمانه , فأي إسلام ؟ وأي إيمان هذا الذي يخالف النص ويقف موقفا معاديا من الإنسانية ..؟ , لأن أي تبرير للظلم هو من أقبح الأعذار ويضمر عداء لكل ماهو إنساني ولكل ماهو أخلاقي ومقدس في حياة الإنسانية


ولنستعرض رأي القرآن الكريم في الظلم
- يوم يعض الظالم على يديه . 27 الفرقان
-ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها. 75 الأنبياء
- وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة 11 =
- وكذلك أخذ ربك اذ أخذ القرى وهي ظالمة . 45 الحج
- فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة . 48 =
- والكافرون هم الظالمون . 254 البقرة .
- هل يهلك إلا القوم الظالمون 47 الأنعام .
-ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون . 42 إبراهيم
- لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين . 38 مريم
- وماكنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون 59 القصص
- والظالمون مالهم من ولي ولا نصير . 8 الشورى
- قل لا ينال عهدي الظالمين . 124 البقرة .
- وما للظالمين من أنصار . 270 البقرة
- والله لايهدي القوم الظالمين . 86 آل عمران .
- ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين . 140 = =
- ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين . 151 = =
- ربنا أنك من تدخل النار فقد أخزيته 192 = =
وما للظالمين من أنصار .
فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين . 44 الأعراف
- ألا لعنة الله على الظالمين . 18 هود .
- إن الظالمين لهم عذاب أليم . 22 إبراهيم
- ولا يزيد الظالمين إلا خسارا . 82 الإسراء
- بئس للظالمين بدلا . 70 الكهف
- ونذر الظالمين فيها جثيا . 72 مريم
- فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين . 29 الأنبياء
- فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين . 41 المؤمنون
- واعتدنا للظالمين عذابا أليما . 37 الفرقان
- يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة . 52 غافر
- فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم . 160 النساء
- وقد خاب من حمل ظلما . 111 طه

- وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . 227 الشعراء .
- فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم . 65 الزخرف .
هذه بعض الآيات التي تلعن وتتوعد الظالمين بسوء العذاب , ومع ذلك فهناك من يقول
( أن الظالم سيف الله ..... ) فأي سيف هذا الذي ابتدعوه , وكيف أخرجوه ..؟ لولا أنهم يريدون تبرير سلوكيات الظلمة ..؟؟
إن هذا لايعادل سوى جزء يسير من طوفان التحريف والتزوير والتأويل الشاذ للمفاهيم الإسلامية الإنسانية النبيلة , وتبريرا لكل ماسلف من ظلم ولكل ما يحصل وسيحصل .
إن الرسالة التي تقف كل هذا الموقف القاسي المتشدد من الظلم والظالمين , هي بالتأكيد تهدف إلى الوصول بالإنسان والمجتمع إلى قمة العدالة والحرية والرقي , بحيث تكون دافعا ومحركا له للقفز باتجاه مستقبله لتحقيق خطوات حضارية أرقى وأرقى بحيث يقترب أكثر وأكثر من معرفة تلك القوة المنظمة لهذا الكون الواسع فيفهمها بالشكل الصحيح ولتكون عبادته لها قائمة على أسس وبراهين لا مجال للتشكيك بها وبالتالي فان هذا المفهوم يكون أساسا للقناعة الراسخة , على عكس ماأراده وهدف إليه هؤلاء المتفقهون الذي أحاطوه بكل الشكوك بسبب مفاهيمهم المنحرفة التي أرغموه على القبول بها
هذه المفاهيم المنحرفة والشاذة وهذا التشويه الفظيع الذي تعرضت له الرسالة بفعل النظام السياسي العربي وفقهائه المنحرفين الشاذين , جعلها تظهر أمام شعوب العالم على عكس ماأريد لها من صنع كل مافيه خير الإنسانية , هذا هو تماما ماأراده النظام السياسي العربي , ليظهر نفسه كبديل لها بما حمل من مبادئ وأفكار شاذة مخالفة لقوانين التطور الإنساني الحضاري, لالشيء, إلا الحفاظ على سلطته واستمرار يته حتى مع كل هذا التخريب والتدمير الذي عكسته سلوكياته التي استمرت تأثيراتها بقوة حتى الآن, حيث أننا مانزال نرى بعض الأطراف وبتأثير هذا الموروث الفكري للنظام السياسي العربي ومدرسته, وبدلا من الاطلاع على فكر الآخر وأدبياته ومحاولة تفهمه معتمدة المنطق العقلاني سندا للمنظومة الأخلاقية للرسالة , بدلا من ذلك كله تقوم هذه الأطراف بضخ المزيد من التشويه واختلاق الأحاديث والروايات الكاذبة التي تنال من هذا الآخر ومن معتقداته بروح عدائية مستفزة , الأمر الذي يدفع بهذا الآخر إلى الرد , وهكذا دخل الجميع في دوامة لانهاية لها إلا بالرجوع إلى المنطق العقلاني وأساسيات الرسالة ومنظومتها الأخلاقية بعيدا عن تحريفات المحرفين وتشويه المشوهين ذوي النوايا السيئة وأن يعتمد حسن النوايا في أي حوار .وعلى مبدأ أن الرسالة الإسلامية واحدة وليست مذاهبا ومدارسا شتى .
بكل أسف فقد غرق الكثير في لجة التشويه والانحراف الذي غطى على أساسيات الرسالة وغاياتها النبيلة وعلى رمزها العظيم محمد (ص) وبشكل ينال من شخصيته وسلوكه وحياته .,
وبالمقارنة ففي هذه الأيام يزعم الكثير من المندسين ومن لم يعودوا قادرين على الخروج من مستنقع التشويه ممن نصبوا أنفسهم دعاة ورموز وتصدروا الواجهات بداعي أنهم يدافعون عن الإسلام , مشوهين الإسلام وحقيقته في الواقع أنه وحتى اليهودية التلمودية الكاباليه أفضل من الآخر المسلم وان أولئك مؤمنون أكثر . ممهدين بذلك لتنصيب أنبياء جدد تم تصنيعهم بأيدي الماسونية والموساد في ظروف ملائمة وإظهارهم كمدافعين عن الأمة وهم حقيقة يضخون المزيد من السموم في جسد الأمة ففي أقوالهم وأحاديثهم مؤخرا رفعوا العصمة عن مقام النبوة بداعي أن النبي ( لا يتنبأ ) , متناسين عن سابق قصد أن كل ماسبق وقاله لم يكن إلا (وحي يوحى ) بنص القرآن الكريم وأنه لاينطق عن الهوى . فالنبي الكريم إن تحدث عن المستقبل في حياته فان ذلك من منطلق علمي يؤكد أن مخالفة القواعد العلمية ومخالفة المنطق وسنن الطبيعة والكون والمجتمع الإنساني ستودي بالمجتمعات وتعصف بها .ألم يقل عليه الصلاة والسلام منبها ومحذرا
( لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) وهذا الحديث الشريف جاء في معرض رده على التساؤل عن معنى الآية الكريمة
( فلا أقسم بالشفق * والليل إذا وسق* لتركبن طبقا عن طبق ) بالرغم أن البعض قد حاول تطبيق هذه الآية الكريمة على المكتشفات الفضائية . وان كان الرسول الأعظم أكثر تحديدا فان هذا ماأوحي إليه وليس ذلك ناجما عن تخمين أو عرافة .
وهكذا فبزعم انه لا يتنبأ يحاولون وصمه بذلك والإساءة إليه مبتعدين بذلك عن حقيقة الوحي الذي هو مجموعة من القواعد العلمية ( اجتماعيا , اقتصاديا , بيئيا ..الخ ) وحتى سياسيا تصلح لكل الأزمان ومهما تطورت الإنسانية.
ولنلاحظ أن هؤلاء ينبرون في كل مرة تظهر فيها ظروف موائمة للتفاهم وتوحيد الأمة , لضخ سمومهم بين مريديهم وأنصارهم ليعيدوا ضخها بين صفوف الأمة بقصد تكريس حالة الانقسام والعداء بين شرائحها المختلفة ردا على محاولات توحيدها . والمتتبع المدقق يكتشف مدى الترابط بين هؤلاء وبين ما يصدر عن القوى المعادية لهذه الأمة ومدى تطابق أفكارهم المنحرفة مع كل ما يطرحه الأعداء من ثقافة ومعلومات مضللة حتى أصبحت الإساءة للنبي الكريم ولجوهر الدين الحنيف أمرا عاديا لايستثير محاولة الرد للتصحيح والتكذيب ومع ذلك وكما أسلفنا فان هؤلاء يتصدرون الواجهات زاعمين العمل على تحرير الأمة في الوقت الذي لا يألون فيها جهدا لتكريس كل مايشوه الرسالة ونبيها الكريم والتي توفر لأعدائه من حاخامات التلمود والكابالاه كل الذرائع لمهاجمته والتخطيط لتدميره والقضاء على مابقي منه .
وهنا يحضرنا التساؤل التالي : أليس غريبا أن يذهب بعض الطلبة للدراسة في أمريكا وبريطانيا فيعودون إلينا دعاة متشددين يحملون أفكارا مسمومة قاتلة لعقيدة هذه الأمة ومشوهة لكل فكر جميل وحضاري فيها وفي ثقافتها وأدبياتها ..؟؟؟ !! فكيف تم التأثير في هؤلاء ومن يقف خلف هذا التأثير ؟؟؟ وكيف لم يتمكن محيطهم من تحصينهم مسبقاً لو لم يكن هذا المحيط مبنياً على كم هائل من التراكمات الخاطئة المنحرفة ؟؟!!! لماذا لم يقم محيطهم على الأقل بتزويدهم بالمنظومة الأخلاقية ؟؟!! والأهم من ذلك كله كيف ترك هؤلاء في أمريكا وغيرها يجهرون بهذا التشدد في الوقت الذي تزعم فيه أمريكا والغرب أن مشكلتهم مع هذا التشدد ؟؟!
لماذا لم يطرح هذا التساؤل علنا ويتم توضيحه بإسهاب ؟؟؟!!. ومن يقف خلفه ؟؟؟
إن إعمال العقل بشكل موضوعي انطلاقا من المنطق يؤكد أن الكثير مما وصف بالنبوءات الواردة على لسان النبي الكريم يتضح أنها مجموعة من نتائج خروقات قواعد دقيقة ومحكمة ( للمجتمع والطبيعة والكون والأخلاق ) قد ثبتت ذلك بمرور الوقت وتقلبات أحوال المجتمعات على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا ., فما نراه من مظاهر شاذة في تركيبة المجتمعات الإنسانية والتناقض الحاد بين الفقر المدقع والغنى الفاحش وانحلال القيم وتدهورها وتفشي روح الحقد والكراهية والعدائية وكثرة الحروب وحالات فساد البيئة والمجتمع وتفشي أنواع غير مسبوقة من الأمراض التي من شأنها إبادة مجتمعات كاملة( كالسارس والايدز ) إلى جانب ازدياد حالات الفساد الاجتماعي بشكل وقح والاختلال الواضح في التركيبة الاجتماعية ., كل ذلك ناشئ عن مخالفة هذه القواعد المحكمة الدقة. لذا فان العودة للالتزام بها قد يعيد الأمور إلى نصابها ولو على المدى الطويل.
فاحترام حقوق الإنسان بالشكل الحقيقي يعيد العلاقات السليمة إلى المجتمع ككل وينهي حالات الحقد والصراع ضمن المجتمع الواحد .,
واحترام الحرية الشخصية ضمن سياق المنظومة الأخلاقية للمجتمع الواحد يعيد العدالة إلى سياقها لينمو هذا المجتمع ويتطور بشكل طبيعي ومتسارع .,
والعدالة في توزيع الثروة وضمان حق الفرد في العمل وفق مبدأ تكافؤ الفرص واحترام الإمكانات العقلية والثقافية والعلمية للفرد بعيدا عن المحاباة والوساطة ينهي مظاهر الفقر ويقضي على حالات الحقد الطبقي ويوفر اللحمة للمجتمع .,
وسيادة القانون بالشكل الصحيح واختيار رموزه بدقة ممن يتحلون بمبادئ الشرف والنزاهة والأخلاق يوفر العدالة ضمن المجتمع وينفي الإحساس بالظلم .
كما أن توظيف الاختلاف في الرأي لمصلحة المجتمع ككل هو ضرورة بحيث يبدو هذا الاختلاف تنافسا لخدمته وعلى أساس الاحترام المتبادل بين مجموعة الآراء المختلفة يفسح المجال لمجموعة الرؤى الايجابية كي تصب في مجرى واحد يشكل مصلحة المجتمع .
مع ذلك لن يخلُ الأمر من مظاهر شاذة في السلوك والتفكير ولاامكانية لإيجاد المجتمع المثالي أو ( جمهورية أفلاطون) لكن المهم في الأمر أن تتوفر الأرضية اللازمة لطغيان الجوانب الايجابية على الجوانب السلبية من خلال الالتزام بالقواعد السليمة للعلاقات الإنسانية والتعامل مع المحيط والبيئة هكذا وبمرور الوقت ومن خلال حماية هذه القواعد تترسخ الأنماط الايجابية لتصبح غريزة سلوكية في المجتمع لتعود المساواة في حالة التطور الإنسانية إلى مجراها الطبيعي وينتهي التفاوت في النمو والاختلال في موازين العلاقات .
إن أكثر ما أساء لمجتمعاتنا الشرقية بشكل عام والإسلامية بشكل خاص والعربية بشكل أكثر تحديدا هو أنه وفي كل مرحلة تاريخية تبرز مجموعات من الطامحين الشاذين الذين يتمتعون بأشكال من الذكاء الخبيث ليركبوا ظهور هذه الأمة بزعم حماية الدين والعقيدة والأخلاق وهم أبعد ما يكون عن ذلك كله ليفحشوا بكل قواعد الأخلاق ويهدروا كل المعتقدات الأصيلة والقيم النبيلة في سبيل مصالحهم وغاياتهم وتحقيق طموحات شاذة فارضين وصاية على هذه الشعوب مدمرين في الوقت عينه كل القواعد المنطقية العقلانية التي تبنى عليها المجتمعات , فكانت وجهات نظرهم تفرض على هذه المجتمعات مع ثبوت انحرافها وفسادها , والنتيجة هي مانراه اليوم من تمزق وتخلف وانحلال وإذلال وهوان وصولا إلى آخر حدود الاستهانة بكرامة هذه المجتمعات والشعوب بعد أن أصبحت قواعد هؤلاء ووجهات نظرهم هي البديل للمنظومة الأخلاقية ولكل قواعد الحياة السليمة والفطرة الأصيلة .



واقع المجتمعات العربية
مما لاشك فيه أن هناك عللا وأمراضا في مجتمعاتنا قد لا تتجاوب مع العلاج بسهولة بحيث تمنعها من التقدم والتطور والرقي بالشكل الأمثل وبالتالي اللحاق بركب الحضارة البشرية .
إن الاكتفاء بالتنظير واستعمال المسكنات والبحث عن أسباب بعيدة عن الواقع لنجعل منها شماعة نعلق عليها أخطائنا ونهرب من مسؤوليتنا الفعلية لا يأتي بنتيجة سوى استفحال الأمراض واتخاذها أشكالا أكثر خطورة بحيث تستعصي على الحل بالمطلق ويغدو الحل الوحيد لها هو الاستئصال من الجذور من خلال مواجهة الحقيقة كما هي .
إن الاستمرار بإلقاء التبعة على الاستعمار وآثاره بدءا من الحروب الصليبية مرورا بالاستعمار العثماني فالأوربي فإسرائيل المزروعة في قلب منطقتنا , باتت أمورا تقابل بالكثير من الشك لدى أبسط مواطن خصوصا أنها قد أصبحت معاذير ممجوجة من قبل الشارع عموما بتعدد شرائحه وأطيافه ولم تعد شعارات مقاومة الاستعمار والرجعية والعملاء تثير فيه أية أحاسيس وبالتالي لم يعد بالإمكان تجييش هذا الشارع بهكذا شعارات وأقوال بعد أن تأكد فعليا أن ممارسات النظام السياسي العربي بكافة بؤره وألقابه ( الثورية , الدستورية , الملكية , الجمهورية ) ..الخ قد فاقت بانحرافاتها كل التصورات وتجاوزت كل الحدود حتى التي لم يقدر الاستعمار بحد ذاته على المساس بها .
إن الحروب الصليبية انتهت بهزيمة الاحتلال الأوربي منذ أكثر من ستة قرون , فلماذا لم تبادر قوى المجتمع إلى مباشرة عملية بنائها السياسي الاجتماعي الاقتصادي ؟؟ والتواصل فيما بينها ؟!!
علما أن الحروب والغزو الصليبي لم يتجاوز في الواقع سواحل بلاد الشام .
كذلك الاستعمار العثماني الذي وصل إلى حدود النمسا في الوقت الذي سيطر فيه على منطقتنا ,. لماذا تمكنت الشعوب الأوربية من التأسيس لعملية تطوير حضارية اثر زوال الاستعمار العثماني مباشرة في حين أننا بقينا وما نزال نراوح في المكان في مستنقع بشع من التخلف واستيقظت لدينا كل النزعات المذهبية , الطائفية , العرقية , الطبقية , الإقليمية ؟؟؟ !! ولكن ما يبعث على الدهشة بالنسبة لأوربا أن هناك دولة وحيدة بقيت تعيش تخلفنا بأبشع صوره , وهي ( ألبانيا) علماً بأنها الدولة الوحيدة هناك التي تدين بالإسلام . إن هذا تأكيد على أن النسبة العظمى من المفاهيم الدينية لدى المسلمين , هي مفاهيم مغلوطة لاتمت إلى الإسلام بصلة , وإلا فما معنى تخلف ألبانيا الوحيد على صعيد أوربا لو لم يكن كذلك ؟؟؟ .
قد يقال أن الحكم الشيوعي الذي قاده ( أنور خوجا ) بدكتاتورية متشددة هو السبب ؟ والإجابة هي أن أوربا الشرقية كلها كانت خاضعة لنفس الأسلوب من الحكم إلا أن مجتمعاتها قد تمكنت من تجاوز الكثير من السلبيات وأسست لتطور بارز المعالم حتى في ظل الحقبة الشيوعية!!
بالطبع ولأن المفاهيم الدينية السائدة لدى الألبان هي نفس المفاهيم التي أرساها النظام السياسي العربي كبديل عن الدين الإسلامي المحمدي الأصيل وهي مفاهيم منحرفة لا علاقة لها بالمنظومة الأخلاقية ولا بالمعنى الحضاري للإسلام ولا تستهدف سوى إذلال الشعوب والحفاظ على تخلفها كي يسهل حكمها لا أكثر ولا أقل .
أما الاستعمار الأوربي لمنطقتنا في العصر الحديث فلم يستقر به المقام طويلا قياسا لما سبق من استعمار آخر ( الصليبي والعثماني ) وعلى الرغم من أنه وفر احتكارا حضاريا لكننا لم نتمكن من الإفادة منه لسبب وحيد هو : أن النظام السياسي العربي عاد بعده ليحكم وفق ذهنيته الأصلية الموروثة والقديمة ولكن بمصطلحات جديدة ولباس جديد , أما هذا الاستعمار فقد درس ودقق تاريخنا الموغل في القدم وتمكن من أن يتمثل مفاهيمنا الأصيلة التي دفنها النظام السياسي العربي وأخفاها تماما .
بالنتيجة . لم يعد مقبولا بأي شكل من الأشكال إلقاء تبعة مانحن فيه على الاستعمار لأنه كله من صنع أيدينا وأيدي أنظمتنا التي تابعت تماما مسيرة النظام السياسي العربي منذ بداياته وحتى اللحظة أما ما يطلقه من مزاعم وتحميل المسؤولية للاستعمار ؟ فالغاية منه استمرار العبث بعقول مواطنيه والهروب من مسؤولياته وإجرامه بحقهم وحقوق أوطانهم .
فالنظام السياسي العربي منذ نشأته وإضافة لمآسيه التي خلفها عبر القرون السوداء الكالحة زرع في هذه المجتمعات الخوف من كل شيء يرد من خارج نطاق هذا النظام وهو يرفض مناقشة أية فكرة أو نظرية أو نظام اجتماعي أو نمط حكم لأنها وفي عرفه وعرف فقهائه كفر والحاد وعداء للدين والإيمان إلا ما يصدر عنه هو بالذات فهو الإيمان الوحيد ونتيجة لذلك انكفأنا على أنفسنا وعلى تركتنا المشوهة المنحرفة نحافظ عليها ونحن نظن أننا نحسن صنعاً و....حتى لا نخسر الجنة متمترسين خلف إيمان مشكوك بصحته وسينقلب الشك إلى تأكيد لو عرضنا هذا الإيمان على القرآن الكريم بعقول متنورة منفتحة ,يضاف إلى ذلك أننا نرفض النظر بعيون سليمة إلى الحضارة الأوربية وما تنتجه من أفكار وثقافات أو إلى غيرها من الحضارات في الشرق أو الغرب .
هكذا احتفظ النظام السياسي العربي لنفسه بخط الرجعة وصار موروثه بالكامل هو الإيمان الوحيد وكل رجالاته السفاحين والظلمة مؤمنون قديسون يستحقون استجداء الرضى مع أن غالبيتهم يحمل على عاتقه آلاف الضحايا البريئة وأكوام من التشويه والتزوير وقلب الحقائق ودوس للقيم السامية النبيلة للرسالة ولأخلاقيات المجتمع .
لقد نسيت هذه المجتمعات وبعضها تناسى عن سابق تصور مسؤولية هذا النظام عن الحالة التي وصلنا إليها وذلك بغية الهروب من هول الصدمة واكتشاف أن كل هذا التدين ليس إلا موروث النظام السياسي العربي وإنتاجه وهو موروث بعيد تماما عن مضامين الرسالة الإسلامية المحمدية النبيلة التي هي في الواقع أيسر بكثير وأكثر تطوراً ونبلاً مما نراه الآن مطبقا على أرض الواقع , فموروثه وثقافته المنحرفة هي الدين المعمول به والذي يعتاش عليه البعض وبالتالي فقد تم الحفاظ على الخلافات المذهبية , والطائفية التي سبق لهذا النظام وأسس لها لتصلنا بالشكل التي هي عليه الآن , مستهلكة قوى هذه المجتمعات في البحث عن الطريق إلى الله عبر دروب شائكة وملتوية وكل يحسب أنه يسير على الطريق الصحيح والأسلم دون التزود بالمنظومة الأخلاقية الدليل والمرشد في هذه الدروب الصعبة المسالك , وسيكتشف الجميع سريعا أنهم كانوا يدورون في حلقة مغلقة وان النظام السياسي العربي قد خدع الجميع طيلة هذه القرون ووضع شاخصات ودلالات طرق لاتوصل إلى المكان المقصود , فالمهم لدى هذا النظام في كافة بؤره أن يستمر بأي شكل كان حتى ولو كان اعتماداً على جميع الأبالسة والشياطين .
هكذا تكرست كل تناقضاته وانحرافاته عن أي نهج حضاري لأن النهج الحضاري سيؤدي إلى تنبيه هذه المجتمعات الغافلة وتنشيط فعالياتها الحضارية الأمر الذي سيودي معه بهذا النظام مع كل موروثه الغث والسام .
لقد آن الأوان للبحث جديا بكل تفاصيل هذا النظام منذ لحظة نشوئه وحتى اللحظة وبكل موروثه ومفرزاته ( السياسية, الاجتماعية, الاقتصادية ) وشكل ونوع الثقافة التي أرساها في هذه المجتمعات وصــار من واجب المواطن العربي أن يتحلى بالجرأة اللازمة لمواجهة هذا الواقع المقيت , ويعيد النظر بكل مواقفه من هذا النظام وموروثه وصولا إلى لحظة الحقيقة ( حقيقته ومفرزاته الضارة بالمجتمع ) .



* * *












تأثيرات النظام السياسي العربي
قلنا أن إغراق المجتمع بالشعائر الدينية فقط دون التلازم مع المضمون والجوهر ثم البحث في تفاصيلها ونسج تفاصيل جديدة تستولد تفاصيلا أخرى وهكذا دواليك , أدى إلى حرف الرسالة عن وجهتها الصحيحة وحرفت بالتالي عملية تطور المجتمع عن مسارها المرسوم .
هكذا وبدلا من استنباط قواعد قانونية وأخلاقية وعلمية تتلاءم وسنة التطور, أجهدوا الناس في البحث بين هذه التفاصيل التي لاطائل منها سوى المراوحة في المكان على مبدأ خطوة للأمام وخطوتان إلى الخلف, وأغرقوهم في شكليات معقدة نسجوها لهم بمرور الوقت مبتعدين بهم تدريجيا عن جوهر الرسالة وأصبحت لوائح (الكفر والإيمان والحلال والحرام) طويلة معقدة ومفصلة ولكن وفق مقاسات السلطة والسلطان ومقاسات فقهاء هذه السلطة وأهوائهم, فصار كل من يخالفهم كافرا ومارقا وزنديقا ومرتدا يجوز إباحة دمه وماله وعرضه وأصبح هذا الأخير شاقا لعصا الطاعة ( طاعة مولانا السلطان ) ومفارقا للجماعة ( حاشيته وأعوانه ) .مع أن الفصل في عملية الكفر والإيمان أمر يعود لله تعالى وحده, فقد صادرها هؤلاء وأصبحت من ضمن اختصاصهم وصلاحياتهم يوزعونها يمينا وشمالا حسب رغبة النظام لإرهاب المجتمع وكتم أنفاسه.
وعليه فان السلطة التي احتكرت هذه القاعدة عبر فقهائها تمترست خلفها في مواجهة المجتمع , الذي كان وما يزال مطلوبا منه الالتزام بالبيعة واثبات الولاء للسلطة فقط فباعتبارها ظل الله على الأرض أباحت لنفسها ممارسة كل الموبقات واستعمال شتى وسائل القمع بدءا من التعذيب والتغييب في ظلمات الزنازين وأقبية السجون وانتهاء بالصلب وقطع الأطراف والرؤوس وسمل العيون والتمثيل الفظيع المرعب بالآخر , ولقد وصل الحال بالمواطن إلى التبرؤ من ابنـه وأخيـه لموقفٍ ما ؟ أو تهمة يوجهها له أذناب النظام خوفا ورعبا مما قد تجر إليه التهمة من أهـوال العقاب علـى أيـدي الزبانية.
صحيح أن هذا النظام قد تمكن من بسط سيطرته في وقت من الأوقات من أوربا إلى أقاصي آسيا عن طريق الفتح المسلح وتحت شعار نشر الدعوة , لكن هل تمكن هذا النظام من الاستمرار وتطوير المجتمعات الخاضعة له لو كان مؤمنا بالفعل بالرسالة التي يدعي حمل لوائها والتبشير بها ..؟؟ قد يقول قائل أنه قد ترك آثارا رائعة في بغداد ودمشق والقاهرة والأندلس ..الخ ؟ ولكن ألم تترك الإمبراطوريات السابقة آثارا أكثر من رائعة بدءا من إسبارطة وانتهاء بروما وفارس وقبل ذلك الفينيقيين مخترعي الحرف والكتابة ..؟؟ !! .
من الواضح والأكيد ومما لاشك فيه أن تاريخ هذا النظام كان مليئا بالثورات العنيفة التي كانت تنتهي بالإبادة على أيدي قوات هذا النظام ؟!!
وهنا فان التساؤل المنطقي التالي يفرض نفسه وهو: لماذا كانت هذه الثورات عنيفة ودموية ؟؟
لو كان النظام السياسي العربي مؤمنا بالرسالة فعلا ويعمل على تكريس مبادئها وأهدافها وفقا لمزاعمه ومزاعم فقهائه ؟؟ !! ولو كان كذلك لاعتمد الأسلوب الذي أكد عليه القرآن الكريم واعتمده الرسول الأعظم في الحوار والإقناع باللين والمحبة والرحمة واحترام الآخر وإظهار النموذج الأمثل . إذاً : لما كانت هناك أية حاجة للفتح المسلح ولما ظهرت هذه الثورات العنيفة و( لدخل الناس في دين الله أفواجاً ) وعليه فإننا نتساءل لو استمر النظام وفق منهج الخليفة عمر بن الخطاب* (رض) في الحكم فهل كانت هناك أية حاجة لهذه الفتوحات ؟ وهل كان التاريخ قد عرف هذه الثورات ؟ بالطبع لا وألف لا . * (انظر صفحة 75)
ولما كان العنف لايستجر سوى العنف والدم يستولد الدم والظلم سيؤدي حتما إلى الثورة فقد امتلأت صفحات التاريخ بهذا الكم الهائل من الثورات العنيفة والدموية منذ بداية تأسيس النظام السياسي العربي على مسرح الحدث العالمي آنذاك .
/إن كل أمة مهما قل شأنها تشكل رافدا حضاريا في مجرى التاريخ الإنساني بشكل أو بآخر بنظام أو بدون نظام /, مع ذلك فان الأنظمة الاستبدادية قد عمدت إلى إنشاء الشواهد الحضارية من باب تعظيم الذات ومن عرق ودماء الشعوب المستعبدة , في حين أن الأنظمة الراقية والعادلة تساهم في هذه الحضارة من خلال توفير وسائل العيش الكريم وتشجيع الإبداع ودعمه وتوفير أسبابه لشعوبها , وعليه فانه لايحق للنظام السياسي العربي الزعم بمساهمته الحضارية طالما أنه ابتعد عن منهج العدالة الإنسانية ( عنوان أية حضارة ) التي تضمنتها الرسالة فيما تضمنته من أهداف وقيم , ولم يوفر الحافز لتطوير مجتمعاته بل على العكس فقد عمل جاهدا لتقسيم هذه المجتمعات وشدها إلى الخلف , والشواهد المعمارية ليست بالواقع دليلا على الحضارة ورقي هذا النظام .
( لأن بناء الحجر قابله تحطيم البشر )
إن المدقق في تاريخ هذه الثورات ودوافعها وأسبابها يتأكد بشكل قاطع أن الظلم الأسود الذي مارسه( النظام السياسي العربي ) بمواجهة مجتمعاته هو الباعث الأساسي لها , فكل هذه الثورات كانت تطالب بالعدالة والإنصاف والمساواة , لكن النظام الذي تأسس على العنف وقياسا بما يملك من إمكانات هائلة كان وفي كل مرة قادرا على تشويه صورة هذه الثورات وقلب الحقائق وإخفاء الأسباب التي دفعت إلى اشتعالها واصما إياها بالزندقة والمروق والارتداد والكفر .
لكن الحقيقة تؤكد أن النظام السياسي العربي هو في واقع الأمر المرتد والمارق وعدو الرسالة والمجتمع , هذه هي الحقيقة المجردة ( وليقبل من يقبل أو يرفض من يرفض ) ويكفينا بعد الآن كذبا على الذات وعلى الغير كما أنه يكفينا تملقا ونفاقا للذين استبدلوا الرسالة وأخلاقياتها بمفاهيم هذا النظام وعلينا البدء فورا بإزالة كل هذه الشوائب التي لحقت بالرسالة ومنظومتها الأخلاقية وأسسها الإنسانية والعلمية منذ ظهور النظام السياسي العربي وحتى الآن .
علينا تقديم أنفسنا للعالم كمؤمنين حقيقيين بجوهر الرسالة وأخلاقياتها الصحيحة على ضوء وهدى القرآن الكريم وفهمه السليم , فالعالم يريد أن يتعرف على حقيقة ما نؤمن به سلوكا وعملا ولا يهمه أن يرى كيفية تطبيق طرق وأساليب ممارسة الشعائر واختلافاتها بين المذاهب المتعددة لأنه وسندا للحديث الشريف ( كم من مصل ليس له من صلاته إلا القيام والركوع) و(كم من صائم ليس له من صيامه سوى الجوع والعطش ) .
لقد بات مؤكدا أن النظام السياسي العربي كان متشددا للغاية في تطبيق نهجه الذي اختطه وفرضه على المجتمع فلم يكتفي بالارتداد عن الرسالة بمضمونها الصحيح وفق تطبيق الرسول الأكرم لكنه عمل جاهداً على قطع العلاقة تماماً بين المجتمع والرسالة ساهراً على منع أية محاولة للعودة إلى الطريق المستقيم والنهج الصحيح , فعمل على التخلص من كل من حاول ذلك حتى ولو كان من قلب هذا النظام وتحديدا أكثر . رأس هذا النظام .
ويعتبر الخليفة (عمر بن عبد العزيز ) هو المثال الأكبر على ذلك فقد كان بحق خامس الخلفاء الراشدين وعندما عمل جاهدا على تطبيق النهج الصحيح للرسالة واستبعاد رموز الظلم ورد المظالم وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بادئا بدراسة حقائق الرسالة وأسباب الانحراف ومن يقف خلفه لتخليص الرسالة من الشوائب التي ألصقت بها أقدم سدنة النظام ومن بينهم أقرباء له على اغتياله بالسم لما كان يشكله من خطر حقيقي على النظام وخشية فضح الجهة أو الجهات التي تقف خلف كل هذا الانهيار في القيم وفي النهج, ولما شكله من خطر على استمرارية هذا النظام ونهجه المنحرف.
إذاً فان أي شكل من أشكال العدالة والتصحيح مرفوض قطعا في عرف هذا النظام وهو على استعداد لارتكاب كل الموبقات لمنع ذلك.
هذا هو النظام السياسي العربي على حقيقته, وماعدا ذلك مجرد رتوش وخداع للذات والغير وادعاء ماليس له ظل على أرض الواقع.
هكذا لم تعرف هذه الشعوب المصابة بلعنة هذا النظام سوى القمع والعنف موروثا وثقافة وعلاقات فكل شيء في ظله العتيد محكوم بالعنف والخوف والرعب وإبادة الآخر الأمر الذي قضى على أية حالة تطور ممكنة , ولقد صار نهجه ورموزه هو الدين البديل للدين الحقيقي الذي انسحب قسرا إلى الظل . و تبريرا لمظالمه وأساليبه في العقاب على النوايا..!! راح فقهاء السلطة يبثون أشكالا مرعبة من قصص العقاب في الآخرة وعذاب القبر الذي رسموا عنه صورا تثير الهلع في النفوس على عكس مفهوم العدالة الإلهية. إذ أنهم أظهروا الإله وكأنه لاهم له سوى اصطياد البشر والإيقاع بهم ودفعهم إلى الخطأ كي يعاقبهم ويشفي غليله منهم بأشد أشكال العقاب رعبا وتعذيبهم بأساليب تفتقت عنها أذهان هؤلاء الفقهاء ( فقهاء السلطة ) السادية والمنحرفة متجاوزين كل أشكال العدالة الإلهية وصفات ( الرحمن , الرحيم , العادل الكريم , الغفور الذي يغفر الذنوب جميعا ) ..الخ , فصارت هذه الميزات تصرف للموالين من الأزلام والأتباع فقط . ماعدا ذلك فهناك من هو في قعر الجحيم يشوى ويعاد شيه إلى ماشاء الله وفقا لمنطق سدنة النظام وفقهائه , وهناك الذي يقلب فوق النار بالسفافيد أو يغلى بالقطران والزيت , وهناك من يعلق من أعضائه وأصابع قدميه أو التي تعلق من شعرها أو من أشفار العيون ومن أثدائها وهناك من تخرج النار من فتحاته ..الخ تماما وبشكل مطابق لأساليب التعذيب التي مارسها النظام بحق معارضيه ومن يشك بولائهم له .
أما الثــواب : فنلاحظ أنه قد توفرت في الجنة كما رسمها النظام كافة أنواع الطيبات من طعام وشراب وخمر وبأوصاف لا علاقة لها بما ورد في النص القرآني وكل ما تشتهي الأنفس المحرومة مع كافة أشكال العلاقات الجنسية التي لايتخيلها إلا كل سادي منحرف وشاذ ومريض نفسي معقد ( يأتيها في كل لحظة فلا يملها ولا تمله ) وامتلأت الجنة بالجواري وحتى بالغلمان والإماء , تماما كما في قصور الحكام والسلاطين أو بما وفره النظام لأتباعه ومواليه ومريديه . وهكذا أرغم المجتمع على قبول ممارساتهم وصار تواجد مئات الجواري والغلمان والخصيان في القصور أمراً مبرراً شرعياً وفقاً لاجتهادات فقهاء السلطة وبالتالي فقد أصبح مبرراً وشرعياً كل ماأفرزه النظام من انحرافات وموبقات .
هذه هي الصورة أو الصور التي رسمها النظام وصاغها بمرور الوقت عن الرسالة الإسلامية ثم انتقلت هذه الصورة إلى الغرب الذي رأى فيما نزعمه من حضارة وبعيون أعداء الرسالة كافة أشكال التخلف والانحراف والعنف . بعد ذلك نصرخ بأعلى الصوت لاعنين الغرب وبقية العالم الذي لم يفهمنا ولم يفهم ( حضارتنا ) ..؟؟ التي تفضلت عليه وعلى العالم أجمع ..؟!! فأين هي الرسالة الحقيقية التي اطلع عليها العالم وهي التي طمسها النظام السياسي العربي وقدم نفسه بكل انحرافه وانحطاطه وتخلفه بديلا عنها .., إلا إذا كان هذا العالم وحسب رأينا ملزما بقراءة ما خلف الأسطر
واستخراج الايجابيات التي طمسنا ها وأخفيناها من بين هذا الكم الهائل والموروث من السلبيات التي أهالها النظام على الرسالة ..؟؟!! والواقع أن الغرب الذي اطلع على القرآن الكريم بأعين باحثيه المنصفين قد صدمه إلى حد الإذهال هذا التناقض الغريب بين النص القرآني وحقيقة سيرة الرسول الأعظم وبين التطبيق , كما أذهلته هذه العدائية المذهلة من النظام السياسي العربي للرسالة التي ادعى حمل رايتها والتبشير بها فراح ينقب في لغتنا عن معان أخرى ربما تكون السبب في هذا الانحراف الفظيع عن نهج القرآن الكريم , فلم يجد أمامه سوى تفسيرات وشروح هؤلاء المتفقهين ( فقهاء السلطة ) عبر أجيال وأجيال وكلها متناقضة تماما مع القرآن الكريم , فتشوشت صورة النبي الكريم خاصة وأن النظام السياسي العربي قد قدمها أصلا مشوهة ليبرز نفسه ورموزه كبديل للنبي الكريم .
هذا هو في الواقع جل ماهدف إليه النظام منذ ظهوره على مسرح الحدث العالمي كإمبراطورية جديدة
ولقد أصيب جميع الباحثين المنصفين بالذهول والصدمة لحجم الجريمة المرتكبة من قبل هذا النظام عبر تاريخه الطويل الأسود بحق الرسالة ونبيها الكريم , فالأساليب التي اتبعها النظام تعجز عنها أعتى الشياطين وقد أثبت فقهاء السلطة حقا أنهم من أنجب تلامذة (حاخامات التلمود والكابالاه ) وربما في بعض الحالات قد فاقوا معلميهم خبثا وخسة ولؤما .
فكانت النتيجة :
1- مجتمعات هشة مفككة متخلفة تعصف بها شتى الخلافات والأحقاد وكل يرسم عن الآخر أسوأ وأقبح الصور .
2- سواد قيم الأنانية والاتكالية وانتشار كافة أشكال المفاسد والموبقات تحت السطح في الوقت الذي تتظاهر فيه الغالبية بالفضيلة والقيم الأخلاقية والإنسانية, وهذه لا تتعدى اللفظ حقيقة وكل يتحدث ويتباهى بقيم يفتقر إليها وهذه حالة نفسية معروفة عندما تغيب عن أرض الواقع قيم الصدق والخير والحق, كما ساد مفهوم خاص عن النص الذي يقول :
( إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا ) إذ أن البعض فهمها أنه لامانع من ارتكاب
المعاصي شرط إبقائها مستورة لا يعرف بها أحد متناسين (إن الله يعلم ماتكن
الصدور وما تخفي ) وهكذا نتيجة المبالغة الشديدة في تطبيق الشعائر التي
أضاف إليها من أضاف والتمسك بالشكليات, صار كل من هو قادر على ستر
معاصيه تماما وإخفائها, يحق له أن يظهر بمظهر الداعية المرشد, الناصح
يتهم الآخرين بالكفر ويوبخ هذا أو يؤنب ذاك ويوجه في عقاب الآخرين, زاعماً
حماية الدين والدفاع عنه في وجه الزندقة والإلحاد, في الوقت الذي يمارس
أشد أنواع الموبقات سفالة ويبيح لنفسه ارتكاب كل قبيح ومعصية.
على هذا المنوال صار الأمر بالمعروف يعني حمل السوط وسوق الناس كقطعان
البهائم إلى الصلاة ولايهم بعد ذلك التوجيه في الالتزام بالمنظومة الأخلاقية وقيم
الرسالة السامية فالمهم منظر أكبر عدد ممكن يطأطئ الظهر بناء على أوامر
السلطان وفقهائه. ( وليس الموضوع حقيقةً حباً بالدين) واحتراماً له على
الإطلاق من قبل السلطة والمؤسسة الدينية التابعة لها بقدر ما هي عملية تعويد
مستمرة على الاستكانة والخضوع والذل وقبول الأوامر الصادرة من الأعلى
وكأنها نص مقدس . , لأن البديل الوحيد هو الموت أو التشريد وأفظع أنواع
العذاب ., نتيجة لذلك صار النفـاق الجماعي خصلة من خصال هذه المجتمعات
المنكوبة ومع النفاق صار الكذب والدجل السمة الرئيسية المرافقة لذلك وأمراً بديهياً
كون هذه القيم الساقطة من أهم مرادفات النفاق .


بالرغم من مرور العصور والقرون ما يزال النظام السياسي العربي بكافة بؤره ومسمياته يتعامل مع شعوبه بنفس الأسلوب ولا يرى فيها أكثر من قطعان من الحيوانات المدجنة أو المطلوب تدجينها وينظر إليها ( نظرة شيئية ) وهي نفس النظرة التي يعتمدها حاخامات التلمود ضمن عقيدتهم في مفهومهم لباقي الأمم ( الجوييم ) . لذا فقد بات ضرورياً جداً بل واجب حتمي على كاهل الباحثين والمثقفين العرب أن يتصدوا دون إبطاء وبعيداً عن الخوف لفرز كل هذا الموروث الغث المنحرف وكل الإضافات الفاسدة التي أهالها النظام وفقهائه مقارنة بالقرآن الكريم وحقائق الرسالة والتراث الفكري الصحيح وإظهار مضامين الرسالة الإسلامية المحمدية الإنسانية الأخلاقية النبيلة على حقيقتها ونقائها للعالم أجمع , وتقديم الصورة الصحيحة النقية لشخصية الرسول الأكرم بسلوكه وتعاليمه الصحيحة التي تتناقض تماما مع موروث النظام السياسي العربي وفقهائه الذي ألصق به ظلماً وعدواناً هذه السلوكيات والتعاليم التي تتطابق تماما مع القرآن الكريم فكل ما قاله (ص) وما فعله لم يأت من فراغ , إنما كان ( وحي يوحى ) .
وصورته (ص) صورة محببة آسرة قادرة على التأثير الايجابي في أشد العقول والقلوب قسوة في كافة العصور عندما تقدم على حقيقتها بعد إبعاد الشوائب التي علقت بها بفعل تلامذة حاخامات التلمود من سدنة النظام وفقهائه عن سابق تصور وتصميم.
قد تكون المهمة صعبة, لكنها ليست مستحيلة, وهي واجبة أخلاقيا وإنسانيا على كل مثقف منصف مهما كان انتماؤه الفكري والديني والسياسي, وذلك لمصلحة الإنسانية والتراث الإنساني
وقبل ذلك أن تكف الأيدي الملوثة عن التلاعب بالرسالة , فقد فعلت مافيه الكفاية وأكثر حتى الآن من غش وتزوير ودس أكاذيب وانحراف فج فظ و بشكل وقح وآن للمنصفين أن يتصدوا لكل ذلك فالحقيقة المجردة يجب أن تظهر إلى العلن حتى ولو اقتضى ذلك تعرية هذا التاريخ الفاضح والمخجل بوقفة مع الذات والعودة إلى الضمائر مهما كلف ذلك من تضحيات .
( أليس الاعتراف بالخطأ فضيلة ) وفقاً للأدبيات الإسلامية.؟؟؟ .


نهاية الجزء الثاني



#خليل_صارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الساسي العربي (الموروث و المرتكزات ) الجزء الأول


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل صارم - النظام الساسي العربي (الموروث و المرتكزات ) الجزء الثاني