أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل














المزيد.....


دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 14:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
فيما يتعلق الأمر بالدين، أو بالأديان، أحب أن أثبت أربعة مبادئ أعتمدها، أو حقائق أراها، وذلك بوصفي في جانبي الفكري إلهيا لادينيا، وبوصفي في جانبي السياسي علمانيا ديمقراطيا ليبراليا؛ ألا هي:
1. أرى من الواجب الإنساني عليّ إظهار احترامي لقناعة وإيمان أتباع كل عقيدة أو دين بعقائدهم، أو على الأقل عدم إظهار عد الاحترام لها، بقطع النظر عن موقفي من تلك العقيدة أو الدين، فإظهار الاحترام متوجه إلى قناعات أصحاب القناعة، ما زالوا مسالمين.
2. أعتقد إن في كل دين ثمة قدرا من الخرافة واللامعقولية، كما إن في كل دين قدرا من الحكمة.
3. الأديان تنقسم عقائديا إلى أديان خرافية على النحو العام، وأخرى ذات عقيدة متينة قائمة ولو إلى حد ما على أسس عقلية، والنسبية تحتم إن الدين ذا العقيدة المتينة قد لا يخلو من ثمة خرافة أو لامعقول، والدين الخرافي يشتمل على بعض ما هو مقبول.
4. وتنقسم الأديان من حيث السلوك، لاسيما الموقف من الآخر المغاير دينيا وطريقة التعامل معه، إلى أديان مسالمة متسامحة، وأخرى تكفيرية عدوانية.
وأنتهي انطلاقا من هذه المبادئ أو الحقائق إلى خلاصة، تمثل قانونا من قوانين نظرتي، وبكل تأكيد نظرة الكثير من العقلاء للدين، أو عموم الأديان، ألا هي:
«دينٌ خرافيٌّ مسالِمٌ، خيرٌ من دينٍ متينِ العقيدةِ يدعو للعنفِ والاقتتال».
فالدين الخرافي، ولو ليس بالمطلق، بل بما هو الأعم الأغلب من ملامح عقائد ذلك الدين، وطقوسه وأحكامه، لكنه لا يحمل ثقافة الكراهة للآخر، ولا يكفّر غيره من أتباع الديانات الأخرى، ولا ينجّسهم، ولا يوزع تهم الفسق والفجور والانحراف والارتداد، ولا يدعو إلى القطيعة والانفصال النفسي والاجتماعي مع المغايرين له في العقيدة، وينبذ الحرب وكل أساليب العنف، مع كل ما فيه من خرافة وعقائد تتعارض مع الضرورات العقلية، ومع كل ما فيه من طقوس تنتمي إلى اللامعقول واللامفهوم؛ يبقى مثل هذا الدين أرحم للبشرية من دين متين العقيدة، قوي الحجة، محكم الدليل، لكنه يبث سموم العداوة والبغضاء، ويكفّر ويفسّق ويفجّر [من الفجور] الآخرين، ولا يرضى عن غيره المغاير حتى يتبع ملته، ودينه، وعقيدته، ومذهبه، وفهمه، وتفسيره، وتأويله، واجتهاده، ويعتبر الآخرين كفرة مارقين، لا حرمة لأمنهم، وسلامتهم، ودمائهم، وأرواحهم، وأموالهم، وأرزاقهم، وحرياتهم، وحقوقهم، وكراماتهم.
عندها سأحب أن أتعايش مع الخرافيين المسالمين، وأهرب من ذوي العقيدة المتينة ذات الحجة والبيان، لكن المعادين والمبغضين لغيرهم، العاشقين للحرب، المتحرقين شوقا للقتال، ذوي الشره الدراكولائي للدماء، بل حتى من هم دونهم من ذوي الانفصال النفسي والعاطفي تجاه المغايرين، حتى لو أخفوا ذلك، وتعاملوا ظاهرا بالحسنى، لأن الله المصوغ بعقيدتهم ينهاهم عن مودة الكفار، ولكن الحكمة تتطلب منهم التعامل بالحسنى، كي يُضفوا صورة جميلة على دينهم، فمثل هؤلاء ليسوا إلا قنبلة موقوتة، قد تنفجر عند مواتاة الفرصة عنفا وإرهابا، أو هم ممن تتعاطف قلوبهم مع من يمارس ذلك، ولو لم يفصحوا، أو هم يبحثون عن مبررات لدموية إخوانهم في الدين، لأنهم لا يحبون المساس بأخوّة العقيدة وبإخوانهم في الدين، أولئك الذين يحمل واحدهم سكينه، سائحا في الأرض، باحثا عن رأس (كافر) يقطعه، ليدخل به جنته المزعومة.
فأهلا ومرحبا بالخرافيين المسالمين من أي دين أو مذهب كانوا، ولا أهلا ولا مرحبا، بأصحاب العقيدة متينة الحجة والدليل، الناشرين لثقافة الكراهة والتكفير، والداعين للحرب المقدسة ضد الكفار، أيضا من أي دين أو مذهب كانوا.
24/08/2014



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقليل من فداحة مجزرة سپايكر جريمة
- هل عدم تكليف المالكي إلغاء للانتخابات؟
- المحاصصة ضرر لا بد منه إلى حين
- نستبشر بحذر بتكليف العبادي
- المالكي يفتح أبواب نار جهنم على العراق
- لو حصل على الثالثة فلن يحصل على العاشرة
- بكاء ڤ-;-يان دخيل صرخة العراق للضمير الإنساني
- حزورة من سيكون رئيس الوزراء
- المالكي والخزاعي ولعبة التبادل وحديث المنزلة
- «الدولة الإسلامية» (داعش): التحدي الأكبر
- «ن» وما أدراك ما جريمة تهجير المسيحيين
- ليس مما هو أسهل من حسم الرئاسات الثلاث
- المخالفات الدستورية لمجلس النواب
- كفاكِ أيتها القوى السياسية الثلاث لعبا بمصير الشعب العراقي
- مجلس النواب وجلسته الأولى المخيبة للآمال
- آليات حل الأزمة العراقية الراهنة
- العراق إلى أين؟
- مقالة في ال (شپيغل) الألمانية عن أردوغان «القسيس والسلطان»
- وفاز المالكي ولو كره الديمقراطيون
- تعديلان دستوري وقانوني لمعالجة مشاكل انتخابية 2/2


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل