أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية تعبان محمد - الاختلاف والخلاف














المزيد.....

الاختلاف والخلاف


نادية تعبان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 22:55
المحور: المجتمع المدني
    


إن من إهم اسرار الوجود الإنساني هو الإختلاف بين أبناء البشر في كل شيء.فهم يختلفون بالألسنة والوان البشرة والاديان والمعتقدات والعادات والتقاليد وكل هذا ولد لنا إرثاً حضارياً من ثقافات مختلفة,ويعد هذا الإختلاف آية من آيات الله سبحانه وتعالى إذ جاء في كتابة الكريم(ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم إن في ذلك لايات للعالمين)(الروم/22),وهذا الإختلاف موجود في أدق التفاصيل حتى في التوأم المتماثلة وهذا ما أثبته علم النفس القائم على مبدأ الفروق الفردية,ومعنى هذا إن الله سبحانه وتعالى له حكمة في هذه الإختلافات لأنه لو شاء لجعلنا أُمة واحدة لا يشوبها أي إختلاف وهذا ماأكد عليه القرآن الكريم في عدة آيات منها(ولو شاء لجعلكم امة واحدة)(النحل/93 ,الشورى/8).إذن مآدام الإختلاف هو آية من آيات الله وجب علينا إحترامه وتقديرة والعيش بمبدأه والتعامل مع أبناء البشر على أساسه.لأن الإختلاف لو ساده الإحترام يخفف من شدة حرارة النقاش وتفادي أي خلافات وخصومات وسيولد ثقافات متنوعة ترتقي بالبشر وبالامم.وهذا معناه أن هناك فرق بين الإختلاف والخلاف فالإختلاف معناه إن الأشخاص لديهم أهداف مشتركة أو واحدة ولكن وسيلة تحقيق الاهداف مختلفة لذلك تعددت الآراء لأن لكل منا أسلوبه الخاص وقد نختلف في طريقة العرض إلا أننا لا نختلف في عدد المعطيات والنتيجة.وفي هذه الحالة يجب علينا جميعا بأن نتواضع قد لا نغير طريقتنا الخاصة وإنما علينا باحترام طرق الآخرين وعدم التفاخر بطريقتنا والتصغير من طرق الآخرين وهنا نتحلى باحترام حرية الشخص.أما الخلاف هو عدم توافق الأطراف وعدم الوصول لأي نتيجة.لأن الخلاف يحتاج إلى أدلة قاطعة ومجموعة براهين .ولكي تقنع الشخص دائما عليك بترتيب أدلة موثوقة ومشهودة وتطبيقية أيضا.وعليك التحلي بالصبر أثناء الحوار وحسن الانصات إلى الطرف الثاني إلى مرحلة النهاية. ومن أسباب الخلاف التعصب والفكر الأناني والمنغلق وعدم احترام حرية الاشخاص.
ولكن الذي حصل ويحصل وسيحصل إننا لم نحترم هذا الاختلاف لذلك سادت وتسود وستسود الخلافات بين ابناء البشر بسبب الاختلافات.والكارثة أن هذه الاخلافات قاتلة ومميته وليست بالشيء الهين وهي السبب في كل الحروب والقتل والدمار والتهجير في كل انحاء العالم.وهذا الخلاف اعمى أبصارنا وقلوبنا وحجر أفئدتنا وبذلك نسينا أن الله قادر على فناءنا في لحظات ويأت بخلق جديد متشابه لا تسوده اي أختلافات إذ يقول الله في كتابه العزيز( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد)(ابراهيم /19) ولكن عجباً لنا نحن البشر رغم هذه الآيات البينات جعلنا الخلاف محرقة للإختلاف الرباني ونيران هذه المحرقة طالت معظم أبناء البشر وهي الآن تسير لتطيل الباقي منهم .فلو كنا مؤمنين حقا بآيات الله لسرنا على مبدأ الاختلاف ونرفع شعار(نختلف ولكن بدون خلاف)أو(الاختلاف من آثار الرحمة و الخلاف من آثار البدعة). نستشف من ذلك إن الإختلاف محمود وقد جعله الله في كل شيء وهو ضرورة من ضرورات التكامل الإنساني ولدوران عجلة الحياة وهو عكس الخلاف تماما الذي يؤدي إلى التصادم والتنازعات التب لا تنتهي.



#نادية_تعبان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أردني محرر من سجون سوريا يروي معاناة 26 عامًا من الاعتقال وي ...
- هآرتس: وفاة 4 فلسطينيين تحت التعذيب بإسرائيل منذ أكتوبر 2023 ...
- وصفتها بالمتسرعة.. برلين ترفض مطالب بإعادة اللاجئين السوريين ...
- كاتس: هناك فرصة لإتمام صفقة جديدة لتبادل جميع الأسرى مع حركة ...
- سوريا.. إدارة العمليات العسكرية تُعلن إلغاء حظر التجول في دم ...
- مونديال السعودية 2034.. سجل حقوق الإنسان يطارد المملكة
- وصفتها بالمتسرعة.. برلين ترفض مطالب إعادة اللاجئين السوريين ...
- مطالب بالكشف عن مصير المعتقلين الأردنيين في سجون الأسد
- كيف تؤثر عودة اللاجئين السوريين على اقتصاد تركيا؟
- الجولاني يكشف مصير المتورطين في التعذيب داخل السجون السورية ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية تعبان محمد - الاختلاف والخلاف