أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جهاد علاونه - الوطن العربي بيئة غير صديقة للإنسانية














المزيد.....


الوطن العربي بيئة غير صديقة للإنسانية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 18:56
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


بكلمة أو بأخرى الوطن العربي سواء أحكمه الإسلاميون أو بقي رازحا تحت حكم الحكام المخلوعين وغير المخلوعين, كله من أوله إلى آخره لا توجد فيه بيئة صديقة.

هذا الوطن العربي من المحيط إلى الخليج لا يمكن ولا في أي حالة من الأحوال أن يكون صديقا للبيئة السياسية أو للبيئة المعنية بالنمو الثقافي أو السياسي, هذا الوطن العربي كل الذين حكموه على مر التاريخ ما كانوا ولا في أي يومٍ من الأيام إلا جلادون, وأثبتت الثورات في داخله أنها لم تكن أيضا ولا في أي يومٍ من الأيام ثورات من أجل التقدم والإصلاح, بل هي عبارة عن تبادل للأدوار بين الجلاد والمجلود والظالم والمظلوم, فعلى فترة من الزمان يصبح المجلود جلادا, والجلاد مجلودا, والمظلوم ظالما, والظالم مظلوم, كله عبارة عن تبادل للكراسي وللمقاعد بين الثوار وبين الحاكم والمحكوم, هذا الوطن العربي الحقير من المحيط إلى الخليج كله عبارة عن تجار دين وسموم فكرية, العقل فيه مُغيبٌ, والحبُ فيه مغيبٌ, والشرُ فيه يسود, والشاذ فيه هو القاعدة الأسمى التي ينتهز حفظها كل انتهازي وكل مصاص دماء, لا يمكن أن أصدق بأن الشيخ الإسلامي والمتطرف الإسلامي أفضل من الليبرالي, فكلهم عبارة عن كذابين وأفاقين وظلمة ولصوص وحرامية يقطعون الطريق ليلا ونهارا ليسرقوا ويستلبوا ويقطعوا الرؤوس, ولا يوجد في هذا الوطن العربي الكبير أناسٌ يعرفون الله, فكلهم أصدقاء للشياطين, هذا الوطن العربي الكبير بحقارته لا يمكن أن يكون وطنا مدنيا ما لم يدخل كل سكانه إلى المدرسة من جديد ليتعلموا مجددا ألف باء السياسة والثقافة, فالحاليون لا يعرفون لا الفلسفة ولا الثقافة ولا الحب ولا الرومانتيكية, كلهم تربوا ودرسوا وانتعشوا في بيوت دينية تُعلم على التطرف وعلى الكراهية وعلى العداء.

هذا الوطن العربي الكبير عبارة عن جزيرة معزولة عن العالم المتحضر تسيطرُ فيها فئة ٌ من المختلين عقليا على ثروات البلاد النفطية وعلى الوزارات ذات السيادة, وهذا الوطن العربي المجنون عبارة عن مستشفى كبير للمجانين, وللمجاذيب, هذا الوطن عبارة عن(ماخون) للعاهرات تحكم وترسمُ فيه, هذا الوطن العربي المأفون عبارة عن جزيرة مستقلة للمجرمين وبيئته مناسبة للمجرمين وللسفاحين , هذا الوطن العربي الحزين عبارة عن بيت للمكتئبين نفسيا و تهربُ منه رائحة العطر والياسمين, وتنتشرُ به رائحة الموت والجثث الملقية على قارعة الطريق, هذا الوطن العربي لا يعرف الله ولا الله يعرفه, هذا الوطن العربي لا يعجب الله مطلقا, فالله لا ينزل عليه ملائكة الرحمة ولا تعيش به الحملان الوديعة وتهربُ من شوارعه الوجوه البريئة وتنتشرُ في شوارعه صورٌ للوجوه الخبيثة, هذا الوطن العربي لا تعيش فيه مؤسسات المجتمع المدني وهذا الوطن العربي لا توجد في داخله بيئة صديقة للطفل, ولا تعيش في داخله بيئة صديقة للأحزاب السياسية, ما زالت العشائرية والقبلية والهمجية مسيطرة عليه, هذا الوطن العربي لا تعيش فيه الصداقة ولا تدوم فيه الصداقة, هذا الوطن العربي الكبيرة في داخله بيئة صديقة للكراهية وللغش وللخداع وللحسد وللنميمة, هذا الوطن العربي الكبير تموتُ فيه الشباب والشابات في عمر الزهور, تُذبح فيه الأطفال وتباع فيه النساء كسبايا حرب, هذا الوطن العربي الكبير عارٌ على ساكنيه, ونقمة على ساكنيه, والفقرُ فيه يصنع صناعة في أجهزة المخابرات, ويُلاحقُ فيه المثقفون والمبدعون, هذا الوطن العربي لا يمكن أن تجد فيه ربةٌ واحدة من ربات الفنون السبعة, فهو من المحيط إلى الخليج بقايا عظام, هذا الوطن تُكسر فيه العظام ويموت فيه المثقفون جوعا, ويرتعبُ فيه المثقفون من الخوف, فأجهزة السلاطين تلاحقين المتنورين والمبدعين, وهذا الوطن العربي الحقير ليس إلا دكانة للسماسرة وللمرتشين وللسرسرية ولشلاتية, هذا الوطن يخدع نفسه ويخدع العالم معه, هذا الوطن يعدم الأحرار ويدمر آخر معاقل الفرح والسرور, هذا الوطن العربي محرمٌ على السياسيين دخوله وأبوابه مفتوحة للعاهرات, يموتُ فيه الشعراء من الجوع ومن القلق, ترتعبُ فيه الدماء وتقطعُ فيه الرؤوس, هذا الوطن العربي الحقير, الكبير بحقارته, يموت فيه المثقفون وهم ما زالوا في بداية العمر, لا يجدون شقة يسكنون فيها ولا يجدون لهم مكانا يلعبُ فيه الكبارُ أو الصغار, فاللعب مهم لكافة فئات العمر , من عمر يوم واحد إلى عمر مائة سنة.

هذا الوطن العربي القبيح تهربُ منه الفراشات الجميلة والزهية بألوانها إلى بلادٍ أخرى تحترم الجمال وتعرف كيف تصونه وتحافظ عليه من عبث العابثين, هذا الوطن العربي تجفُ فيه الينابيع ويمتنع الله عن إسقاط الأمطار فيه , هذا الوطن العربي لا يمكن أن يعيش سكانه أحرارٌ ومتساوون في الحقوق والواجبات ما داموا على هذا الوضع المخزي, هذا الوطن العربي الكبير يضيق بأهله وبسكانه من شتى الأديان والمعتقدات, هذا الوطن جمرة تحترق وقلوب لا تعرف كيف تتذوق الفنون بأشكالها وألوانها, هذا الوطن لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية وبعيد كل البعد عن الروح الغنية بالحب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة حماس في الجرف الصامد
- إما التعددية وإما الكارثة
- حملة إعلامية لتذكير المسلمين بفضل المسيحيين عليهم
- أخشى أن أتحول إلى مسلم متعصب
- اشتقتُ إلى نادين البدير
- لماذا أرسل الله يسوع الفادي؟
- القتل في العراق على الملابس والأزياء الطائفية
- من الصعب على الأغنياء أن يدخلوا ملكوت الله
- المسيحيون يطعمون بالمسلمين والمسلمون يقتلون بالمسيحيين(في ال ...
- حياتنا مرمطة
- جيهان السادات
- خاطرة بلون الدم
- أسلوب أمي في ضربنا ونحن أطفال
- الخمارات يفتحها المسيحيون ويشربها المسلمون
- هذا هو الاسلام
- قهوة العيد
- العالم الإسلامي
- الأضحية بين الإسلام والمسيحية
- ثقافة الشيطان انتصرت على طبيعة الإنسان
- أنا حزين


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جهاد علاونه - الوطن العربي بيئة غير صديقة للإنسانية