أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بهى - صور الإنتصار تأتي من شوارع غزة














المزيد.....

صور الإنتصار تأتي من شوارع غزة


محمد بهى

الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنتذكر جيدا سيل الصور المتوافدة من شوارع غزة ابتداء من الساعة 07 (بالتوقيت المحلي للقطاع ) من يوم الثلاثاء 26 أغسطس 2014 , فهي حتما ستحظى بيننا بأهمية خاصة على امتداد الأيام والأسابيع المقبلة , وأقله أنها ستمثل أفضل جواب على كل الذين يمجدون الهزيمة ويحملونها في نفوسهم . سيخرج الكثيرون لمجادلة كلّ من يتحدث عن انتصار الفلسطينيين ومقاومتهم ليشهر في وجههم حجم التضحيات ، وكأن ثمة حركات تحررية نالت الاستقلال والحرية دون كبير السخاء في التضحية بأرواح المناضلين وخيرة أبناء الوطن , فهل كان يمكن دحر النازية دون عشرات الملايين من الضحايا ؟, وهل كان يمكن هزم الامبريالية الامريكية في حرب الفيتنام دون دم الضحايا بعشرات الالاف الذيم كانوا وقدا للانتصار ؟, وهل كان يمكن للاحتلال الفرنسي للجزائر ان ينتهي دون المليوني شهيد الذين كانوا قربانا للاستقلال الوطني ؟ .
الحكمة تأتي من حناجر الشعب الفلسطيني الذي يخرج الآن للتظاهر بالقطاع , وهو يعض على جراحه ومآسيه . لن تجد بين الناس من يقول أنه خرج للاحتفال فقط بإيقاف إطلاق النار , بل وخلافا لذلك , وعلى الرغم من عديد الضحايا والمصابين من النساء والاطفال والمدنيين , وحجم الخراب والدمار , والخذلان العربي ..,الح , الجميع يصر على إظهار ابتهاجه ودموع فرحه بانتصار وبصمود قوى المقاومة في وجه مجرمي الحرب الصهاينة وبنجاحها في فرض شروطها على العدو .
يقابله على الطرف الآخر من الحدود , الوجوم والاحباط , بسبب العجز عن الإيفاء بأي وعد أو هدف من العدوان الذي استمر لما يزيد عن 50 يوما من القصف الهمجي , بل والنقمة على السياسيين بسبب الخضوع إلى شروط المقاومة للوصول إلى وقف لإطلاق للنار يعتبر مذلا في رأي الجمهور الاسرائيلي .
اشترطت إسرائيل التهدئة مقابل التهدئة لابقاء الوضع على حاله ولم تصمد المعادلة طويلا , رفعت السقف عاليا بأن طرحت معادلة سلاح المقاومة في مقابل إعادة الإعمار ولم يكن حظ هذه المعادلة بأفضل من سابقتها , .. الخ
ولان إسرائيل كانت لها تكلفتها من الضحايا والخسارات من كل نوع , ولأن العمق الاسرائيلي لم يكن ليوضع خارج ساحة الاقتتال مع ما لذلك من آثار على الجبهة الداخلية وعلى الاستقرار الاجتماعي . ومع اتجاه الحرب تدريجيا لتتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد مع ما يرافق ذلك من تنامي مضطرد لحملات التضامن عبر العالم مع غزة ومناهضة العدوان الهمجي لإسرائيل , فإنه لم يعد أمام المفاوض الاسرائيلي من حل آخر سوى أن يتخلي عن غطرسته والقبول بالمبادرة المصرية ومجمل الشروط الفلسطينية . مع ما يعنيه ذلك من تكريس لقوة الردع لدى المقاومة ونآكل قوة الردع الاسرائيلية ,
فليس فقط أن إسرائيل انهزمت لأنها لم تنتصر , أو أن المقاومة انتصرت لأنها لم تنهزم . وإنما بمعطيات المواجهات وميدان المعركة , حتما كان يمكنها أن تقصف وتدمر أنا وأينما شاءت وهي تعلم قبل غيرها أنه متى استطاع الشعب الفلسطيني امتصاص جرائم الحرب وآثار العدوان على المدنيين الابرياء وعمليات الاغتيال , فإن مثل هذا القصف لن يكفي أبدا لوحده ليوفر "صور الانتصار" التي كان الكيان الصهيوني يبحق عنها . وبالمقابل فهو أجبر في وسط المعركة على سحب قواته بكاملها من أطراف القطاع , واستمرت قوى المقاومة في المبادرة بمواجهته عبر الانفاق والتسلل إلى خلف خطوطه .
ماذا بالنسبة لليوم الموالي للاتفاق ؟
علاوة على فتح المعابر من والى غزة (مع مراعاة الوضع الخاص لمعبر رفح في علاقة بالطرف المصري ) , وتمديد الحركة البحرية الى 06 أميال ثم إلى 12 ميلا بعد شهر من الآن بالنسبة للصيادين الغزاويين , ورفع الحظر المفروض على مواد البناء , والسماح بدخول الأموال ... الخ , في انتظار العودة الى باقي القضايا الخلافية لاحقا خلال الاشهر القادمة . فمن البديهي أن نتائج الحرب ,والإتفاق الناجم عنها, وتكريس قوة الردع لدى قوى المقاومة أصبحت جميعها عناصر تتظافر في تقليم أظافر السياسة العدوانية للدولة العبرية , و سيكون من الصعب عليها بعد اليوم أن تتصرف وفقا للعربدة المألوفة لديها .



#محمد_بهى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسيون بمكاييل مختلفة :
- إسرائيل تخسر معركة الاعلام ثانية :


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بهى - صور الإنتصار تأتي من شوارع غزة