وحيد حسب الله
الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 08:29
المحور:
حقوق الانسان
صاحب السمو
لقد طالعتنا وسائل الإعلام العربية بمرسومكم الملكي بالعفو عن المسجونين السياسيين ، بل عن المجموعة الليبية التي دبرت مؤامرة لاغتيالكم . ولعل هذا الأمر علامة إيجابية تبدءون بها حكمكم .
وكان هذا بمثابة بشرى مفرحة لنا جميعاً مسلمين ومسيحيين ، لأنني أنتهز هذه الفرصة وأكتب لكم كقبطي من أجل الأقباط والمسيحيين المسجونين في سجونكم ولم يرتكبوا أية جريمة سوى أنهم كانوا يقومون بالصلاة وقراءة كتبهم المقدسة في سكنهم الخاص . هل أصبحت الصلاة لله التي يؤديها غير المسلمين جريمة ؟ عندما تم التعاقد مع هؤلاء المسيحيين للعمل في بلادكم ، لم ينكروا ديانتهم وكانت السلطات على علم بذلك ، وبالتالي كان لابد للسلطات السعودية أن تحترم عقيدتهم وذلك اعتماداً على أنه "لا إكراه في الدين" ثم احتراماً للمواثيق الدولية والمعاملة بالمثل . فكما يتمتع المسلمين في الدول غير الإسلامية بحرية العبادة وبناء الأماكن المخصصة لذلك وعدم الاعتداء على حريتهم الشخصية بالصلاة في منازلهم أو اقتناء الكتب الإسلامية والقرآن . جاء الوقت أن تحققوا من جانبكم نفس الشيء بالنسبة لغير المسلمين المقيمين في مملكتكم . وفي حالة عدم استجابتاكم لذلك ، يجب الإفراج الفوري عن المسيحيين المسجونين وإعادتهم لذويهم وبلادهم التي جاءوا منها على الأقل.
صاحب السمو
عدم الإفراج الفوري عن المسيحيين المسجونين سيكون دليلاً قاطعاً عن تمسكم بالمذهب الوهابي المتعصب وأنكم مصدر الإرهاب الديني الإسلامي في العالم أجمع وستكون صورتكم في العالم أكثر سواداً مما هي عليه وخاصة بعد الاعتداءات التي قام بها السعوديين في نيويورك ومدريد ولندن وبتمويل سعودي مادي وفكري وسوف لا نذهب بعيداً ، فالإرهابيون يفجرون أنفسهم داخل مملكتكم ذاتها والعالم كله يعاني منهم الآن.
صاحب السمو
أنها فرصة سانحة أمامكم لتبدءوا صفحة جديدة في علاقاتكم الدولية قائمة على ثقافة التسامح واحترام الآخر وديانتهم . كما أن إفراجكم عن المسيحيين المسجونين سيكون إشارة ومثلاً يحتذي به السعوديين في احترام الآخرين ويساهم في تراجع المبادئ الوهابية الإرهابية والتشددية والتعصب وتكونون أنتم مثلهم الأعلى في ذلك .
صاحب السمو
لا تنس أن نبيكم قد أوصاكم بالقبط والنصارى خيراً
دكتور وحيد حسب الله
باحث بمرصد الأديان - سويسرا
#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟