أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء كنه - نعم سأرحل ... مع صليبي وعراقي














المزيد.....

نعم سأرحل ... مع صليبي وعراقي


علاء كنه
(ِAlaa Kana)


الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الى الأخ العزيز الأستاذ أحمد الصراف... أشكرك جزيل الشكر على مقالتك الرائعة بحق مسيحيي الشرق الأوسط، نعم لقد نطقت بالحق الذي تنكره الكثيرين من أبناء بلدي على الرغم من أدعائهم بأنهم ينطقون به زوراً، نعم لقد قرأت مقالتك مرات ومرات وتأملت كلماتك وعباراتك ملياً وراجعتها مع نفسي عدة مرات وبتفكير عميق يحتصرني الألم لما نشهده اليوم نحنُ مسيحيي العراق وغيرنا من الأقليات التي عاشت الأف السنين على أرض الحضارات أرض المسيح، قرأتها وأنا أتذكر أياماً وسنيناً عشتها في بلدي (العراق الحبيب) والذي يصر البعض من الظلاليين على أنه ليس لنا بعد اليوم، نعم يريدوننا أن نرحل نحن أصحاب الأرض ومن بقي منا الى بلاد الغربة، نعم يريدوننا أن نرحل هؤلاء الذين ينادوننا بالجالية أو الأقلية!! يريدوننا أن نرحل مطرودين من بلدنا وأرضنا وأرض أجدادنا، حاملين معنا صليبنا وقلمنا وكتبنا وعلمنا، وكل ما ورثناه وجمعناه خلال سنوات عمرنا، نعم يريدوننا أن نتركه لهم ليقيموا فيه الحق! على الرغم من أنهم لايعرفون الحق... نعم سنرحل ونتذكر أصدقائنا وجيراننا الطيبين، نتذكر نزار ومحمد وشوقي ومؤيد وحسين وحسن وعبود وسامان وعبدالله وغيرهم الكثيرين ممن شاركونا أيام طفولتنا وسنين دراستنا، هؤلاء الطيبيبن الذين وقفوا بجانبنا يوماً من الأيام، وكانوا أخواناً لنا في الأنسانية وشاركونا الخبز والملح وشاركونا أفراحنا وأحزاننا... سنرحل ونبقى نطلب وندعي من الرب أن يرحم هؤلاء وينور قلوبهم، تلك القلوب التي تحولت إلى أحجار أمتلئت بالحقد والظلم، وأن يبصر عيونهم. سندعو إليه أن يوقف نزيف الدم الذي طال جميع أبناء بلدنا، وأن يزيح عنهم وعن العراق هذه الغمة. نعم سنرحل ولكن للأسف لن نستطيع أن نأخذ معنا جثامين مفكرينا وعلمائنا وأطبائنا وفنانينا أمثال يوسف غنيمة ونعوم فتح الله سحار وأنستاس ماري الكرملي وروفائيل بطي وروفائيل مازجي وجميل دلالي ويوسف سرسم وجميل جمعة وجلبرت توما وعفيفة أسكندر وعمو بابا وغيرهم الكثيرين ممن رفدوا هذا البلد بالعلم والمعرفة وشاركوا في بناءه على مدى قروناً مضت، ولن نستطيع أن نأخذ كنائسنا معنا، نعم سنتركها هنا لتكون شاهداً لنا هنا في أرض الرافدين، شاهداً على إنسانيتنا، شاهداً على كرمنا وإنسانيتنا وتسامحنا، شاهداً على أننا كنا هنا يوماً من الأيام، عندما كنا أخوة في الوطن والإنسانية عندما دافعنا عنه بأرواحنا وأولادنا... سنرحل وأينما حللنا ووطأت قدمنا فهناك من يستقبلنا ويرحب بنا، وسَنبقى نتذكر الطيبين ونتذكر العراق وسَيبقى في قلوبنا بجانب صليبنا، سَنرحل ليس خَوفاً أو جُبناً بل سَنغرب عنهم بثقافتنا وتسامحنا وليستبدلوها هم بما شاؤا فهم أحراراً في سجنهم، نعم سيبقون لوحدهم يبغضهم الجميع على ما أقترفوه بحقنا من ذنب وأثم وجرم. سَنتركهم يواجهون المجهول، أتعلمون لماذا لأنهم خانوا الأمانة وفرطوا بنا، وبفعلتهم هذه فقدنا الثقة بهم، وعندما تنعدم الثقة يحل الخراب وها قد حل الخراب في بلدي، وأننا على يقين بأنه ليس العراق الذي لم يعد يريدنا اليوم وإنما هم أولئك الأوباش الظلاميين الذين جلبوا الظلام معهم إلى أرضنا أرض السلام، فأصبحت الحياة فيه قاتمة وعبارة عن ظلام دامس بعد أن كان مفعماً بالخير والبركة والسلام... نعم سنرحل متذكرين قول المسيح " طوبى للمطرودين من أجل البر...لأن لهم ملكوت السموات، وقوله "طوبى لكم أذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين... يارب يارب أغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون.
د.علاء كنـــه
عراقي قبل أن أكون مسيحياً من العراق
ساندييكو/كاليفورنيا
www.alaakana.com



#علاء_كنه (هاشتاغ)       ِAlaa_Kana#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الإسلامية الموعودة ... وسوق عكاظ
- مكالمة هاتفية بين مواطن عراقي ... وأمير المؤمنين الخليفة الب ...
- حزب البعث... والدواعش
- جهاد النكاح... وتحرير الأوطان
- علوش ... وزيراً للداخلية
- إصدار كتاب (الموارد البشرية في صناعة الضيافة)
- البلدان العربية... ودعاء اليوم
- شيوخ العشائر... وإستكانات الرمادي
- تمليك الأراضي... من ساجدة الى مجلس النواب
- جورج غالوي... و375 غرفة وغرفة
- خلف الدليمي ... وصدّامه في القمر
- نعش السياحة... وإحيائها مرة ثانية
- ممارسات تربوية شاذة ... -كاد المعلم أن يكون رسولا-
- السلفيين ... وإعدام الكحول
- أوباش ليبيا... والمقبرة البريطانية
- جهاز الآي باد.... وأشبال صدام
- رَفع الآذان...وكرة القدم
- السياحة في العراق....ماضي مؤلم ومستقبل واعد
- وصايا القائد... والمنافقين
- صاروخ العابد ..... والطماطة


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء كنه - نعم سأرحل ... مع صليبي وعراقي