محمد ابداح
الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 21:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يُحيى العظام وهي رميمْ
إن من أهم الأسباب الحقيقية لإنعدام الدور الحضاري العربي الشامل في العصر الحالي، هو ذلك التناحرالشديد على السلطة، وما يصاحب ذلك من مؤامرات ودسائس وتكتلات سياسية وحزبية يكون آخرهمها الشؤون الوطنية، أو التنمية بكافة مجالاتها، مما يفتح الباب واسعاً لاستيراد التدخل الخارجي الغربي والشرقي، والطامع بالتوسع، فعلى سبيل المثال، فشلت كل المحاولات الوطنية الجزائرية في الوقت الحالي لغل يد الحكومة الفرنسية عن إدارة دفة السياسة والإقتصاد الجزائري، وبلا شك فيما ليس بمصلحة الجزائر شعباً ودولة.
إن لعاب فرنسا السائل طمعا بالجزائر وثرواتها، قديم الأزل، ففي عام 1830م، هاجمت الجزائر بحملة قوامها37.600 جندي، وبعد الإجتياح عطلت فرنسا المؤسسات التعليمية والوقفية والدينية، وأغلقت المدارس ومنعت التلاميذ من الدراسة وهجرّت العلماء، ولذا فإن هدف فرنسا في الجزائر كان التجهيل لا التعليم، مما جعل الجزائر، أسهل انقيادا واكثر قابلية لحكمها، ولم تختلف السياسة الإستعمارية الفرنسية في الجزائر بمختلف مراحل وجودها، العسكري أو المدني، لبقية الدول العربية لأنها كانت جميعها ذات أهدافا واحدة، غير أن ما يُفسر إستمرار تراجع بل وتدهور الحالة الصحية للفكر العربي، هو ثلة من الأولين وكثير من الاخرين، ممن امتحن الله بهم العرب شعوباً وأوطاناً، وهم جملة الحكام من العملاء والخونة، والذين تعلمواً وتخرجوا من مدارس الفكر الإستعماري، فآثروا المال على حبهم جماً، فتراهم ينفذون تعلميات الإستعمار الغربي في دولهم حرفياً، وآخر هؤلاء الأشخاص هو الرئيس الجزائري ( بو تفليقة)، والذي يعد أكبر وصمة عار في تاريخ الجزائر، فهو يقوم بتفيذ الأجندة الإستعمارية الفرنسية ،بهدف إبقاء الجزائر في أزمة دائمة، إقتصادياً وثقافياً وفكرياً وحتى أمنياً.
ومن الطرائف النادرة أنه في آخر إنتخابات جزائرية، عام 2014م، والتي كانت بالطبع نتيجتها محسومة لصالح بوتفليقة ، ظهرت على وسائل التواصل الإجتماعي بعض الملاحظات الساخرة حول شعار الحملة الإنتخابية للرئيس الجزائري بوتفليقة ، ومنها كان شعاراَ غريباً ولكنه يعكس واقع كره المواطن الجزائري له : ( يحي العظام وهي رميم !).
محمد ابداح
#محمد_ابداح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟