أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهر العامري - بعد تعاظم الورطة السستاني يمزق صمته !















المزيد.....

بعد تعاظم الورطة السستاني يمزق صمته !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 12:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم نسمع صوتا ، ولم نقرأ بيانا للمرجع السستاني قبل اليوم ، يعارض فيه أولئك الذين استغلوا اسمه في لعبة الانتخابات التي جرت في العراق قبل أشهر ، تلك الانتخابات التي سميت فيها قائمة الائتلاف الموحد باسم قائمة السستاني ، وذلك بعد أن نالت تلك القائمة بركاته وتمنياته لها بالنجاح .
وعلى مدى الأشهر التي أعقبت تلك الانتخابات لم يصدر عن السيد السستاني بيان ينفي فيه مباركته لتلك القائمة ، مثلما أشاعت ذلك أطراف كثيرة ، مُثلت فيها ، وفي لعبة مفضوحة لعبها من لعبها ، وذلك ردا على القائمة العراقية ، وبشخص زعيمها أياد علاوي الذي أتهم وقتها من قبل بعض الأطراف في قائمة الائتلاف الموحد من أنه سخر جميع وسائل الأعلام المتاحة له ، وذلك من أجل خدمة قائمته هو دون غيره .
كان هذا قبل ظهور نتائج الانتخابات ، وحتى بعد بعد ظهورها ظل السيد السستاني أو مكتبه صامتين دون أن ينفيا أو يقرا ما نقل عنه بشأن مباركته للقائمة المذكورة تلك ، لكن هذا الصوت ، الذي انتظره الناس في العراق من أجل أن يزيلوا شكهم بيقين ، دوى اليوم عبر بيان صادر عن السستاني نفسه ، يبتعد فيه عن أولئك الذين استغلوا اسمه بصريح العبارة ، فقد نقل عن البيان الجديد ما نصه : ( اكد الأمام السستاني في بيانه رفضه التام الى اعتبار المرجعية الواجهة الاعلانية للانتخابات القادمة . وقال ان المرجعية مع من يختاره الشعب بصدق وايمان ويكون قادرا على رفع قدرات العراقيين وتعزيز دورهم فى المحافل العربية والاسلامية والدولية وبناء العراق بقدرات ابنائه وثرواته وبأرادته. وقال السيستناني في بيانه انه مع كل المرشحين ومع 26 مليون عراقى وانه ليس مع الاشخاص الذين يحاولون دمج دعاياتهم الشخصية فى قضايا المرجعية التى تختص بالامور الدينية من خلال الفتاوى الشرعية والتى لاتفرق بين ابناء الشعب الواحد. )
ومثل نأيه الواضح هذا عن زعامات الأحزاب الشيعية الطائفية في ( دمج دعاياتهم الشخصية في قضايا المرجعية التي تختص بالامور الدينية ) فقد ترفع السستاني كذلك عن الطروحات الطائفية لتلك الأحزاب ، وبدلا من هذا فقد نقل عن ذاك البيان ما نصه كذلك : ( ودعا السيستانى في بيانه الى ضمان حقوق اهل السنة الذين هم جزء مهم من العراق وهم الشريان النابض والصادق للعراق الجديد الذى يتطلع الى المبادىء والقيم الاصيلة التى ينبغى ان تكون الركائز الاساسية للدستور الجديد . )
أما في قضية نصوص الدستور الجديد ، أو التصويت عليها ، فقد حرص بيان السستاني على القول : ( ان دور المرجعية هو مباركة الدستور والدعوة الى الاطلاع على فقراته والحفاظ على كيان العراق الواحد وعدم التفريق بين ابنائه فى الشمال أو الوسط أو الجنوب وبين مذاهبه المختلفة أما الفقرات الأخرى فيكون فيها الشعب صاحب القرار فى قبولها او رفضها . ) وعلى هذا فقد حصر السستاني دور المرجعية بشأن الدستور بمباركته والاطلاع عليه ، مع دعوة واضحة للحفاظ على العراق كوطن ، وعلى العراقيين كشعب بغض النظر عن مذاهبهم ، وما عدا ذلك فالشعب هو الذي يقرر ذلك في القبول أو الرفض ، وبهذا يبتعد السستاني عن نقطتين تشريعيتين طالما أثارا جدلا كثيرا حولهما عند الكتل الممثلة في البرلمان ، هما مصادر التشريع في القوانين العراقية ، وشأن المرأة في الدستور الجديد .
لقد اعتبرت بعض المصادر الإعلامية أن بيان السستاني جاء ردا وطنيا على تلك الآراء التي حاولت المس بمنهج الاعتدال الذي تبناه السيد السستاني نفسه ، مثلما جاء ليقلب الطاولة على الأحزاب الشيعية التي استغلت دور المرجعية كواجهة لفرض طروحاتها السيئة على الناس .
وإذا كان هو هذا الحال ، فعلام تأخر السيد السستاني الى هذا الوقت ؟ أما كان الأجدى أن يصدر بيان منه يحمل ما تضمنه بيانه هذا قبل هذا الزمن بأشهر ؟ هل كانت هناك موانع وقفت في إصدار مثل هذا البيان ؟ أم أن السيد السستاني كان ينتظر ظرفا ما ليعلن بيانه هذا ؟
أكثر الظن هو أن الدافع الذي دفع السستاني لإصدار بيانه هذا هو الورطة المتعاظم التي وقعت فيها حكومة الجعفري ، والتي قيل أن مباركة السستاني هي التي أتت بتلك الحكومة ، وعلى هذا وجد السستاني الآن أن ليس من مصلحة المرجعية أن تعلق نفسها بأناس لا يستطيعون تحقيق أماني وتطلعات الناس في العراق الذين تحيط بهم الأزمات من كل جانب ، وأن نتائج وضع مدمر مثل هذا الوضع الذي يمر به العراق اليوم لا بد له أن يصيب المرجعية بضرر ، مادام القادة الذين قادوا الناس في العراق الى هذا الوضع قد حظوا بمباركة السستاني ، مثلما أعلنوا هم ذلك على الناس جهارا .
هذا الوضع التي تفاقم فيه جوع الناس ، وانعدمت فيه الخدمات الى هذا الحد أو ذاك ، ينبأ ، كما تقول بعض التقارير الخبرية ، بانتفاضة شعبية ستجتاح العراق من جنوبه الى شماله ، ولهذا السبب ذاته تريد أمريكا أن تزيد في عدد قواتها العاملة في العراق ، وفقا لتلك التقارير .
يضاف الى ما تقدم أن ايران ، وبعضا من الأحزاب الشيعة العراقية التي تدور في فلكها ، تسعى الى تغير طريقة وصول المرجع الشيعي لتسنم المقام الأول في حوزة النجف الدينية ، تلك الطريقة القائمة على الكفاءة والأعلمية والبيعة ، والتي درجت عليها تلك الحوزة منذ مئات السنين ، وعلى خلاف ما جرى في ايران ، ، وذلك حين أزاح الخميني في حياته أية الله العظمى ، علي حسين منتظري ، خليفته المنتظر ، ونصب بدله حجة الأسلام والمسلمين وقتها ، السيد علي الخامنئي ، مرشد الجمهورية الايرانية الحالي ، رغم الفارق الكبير بين منتظري وخامنئي في المرتبة الدينية ، وعلى هذا فقد انتشرت هذه الأيام أخبار على خجل تقول إن السيد عبد العزيز الحكيم ، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي أسس في ايران ، سيتخلى عن منصبه هذا ، وسيعود لممارسة مهماته الدينية في حوزة النجف الدينية ، تلك المهمات التي لا تبعد عن تسنم مكانة المرجعية ، وفي وقت قد بلغ فيه السستاني سنا متقدمة ، وبهذه الطريقة ستكون حوزة النجف ، التي قادت العالم الشيعي على مدى قرون عديدة ، تحت هيمنة رجال الدين في ايران الذين يختلف معهم السستاني ، تلميذ الخوئي ، في مبدأ ولاية الفقيه .
وعلى أساس من هذا يمكن أن نفسر التوقيت الذي أصدر فيه السستاني بيانه المشار إليه ، ليعلن لهؤلاء رفضه القاطع لتطلعاتهم تلك ، وليقول لهم وللجميع : إنه ما زال متمسكا بالحوزة ونهجها !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوع سيوحد العراقيين !
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 3
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 2
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية-1
- علاوي وأحلام العصافير !
- حكومات تحت ظلال سيوف الديمقراطية الأمريكية !
- بوش الدجال بين طالبان سنة العربان وطالبان سنة إيران !
- أوربا نحو القبول بالحصة من الغنيمة العراقية !
- حليفكم الجبل يا مسعود !
- العراق نحو ولاية الفقيه !
- جنود من بطيخ !
- ويسألونك عن الزرقاوي !
- حكومة دونما حكم ودولة دونما حدود !
- حرب الأحزاب الطائفية بدأت في العراق !
- الشيعة العرب هم الخاسرون !
- إثنتان أرعبتا صداما وواحدة أرعبت صولاغا !
- البعثية تهمة صارت تطارد عرب العراق سنة وشيعة !
- حلفوا بقسم مزور !
- العراق في العهد الأمريكي !
- مواعيد صولاغ !


المزيد.....




- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهر العامري - بعد تعاظم الورطة السستاني يمزق صمته !