أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الرحيم العطري - صيف حار بالرباط: تعديل حكومي في الأفق .. لا تعديل في الأفق















المزيد.....

صيف حار بالرباط: تعديل حكومي في الأفق .. لا تعديل في الأفق


عبد الرحيم العطري

الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 11:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


صيف حار بالرباط
تعديل حكومي في الأفق ... لا تعديل في الأفق
عبد الرحيم العطري
بدءا من نادي الصحافة التابع لوكالة المغرب العربي ، إلى مقهى باليما التي تتوسط الشارع الرئيسي قبالة البرلمان ، فمقهى بول المحاذية لكشك الروبيو بائع الجرائد و صديق المثقفين ، فمقهى لومبير بشارع علال بن عبد الله قبالة المقر القديم لجريدة العلم ، هناك حيث تشتغل مهنة قراءة الطالع السياسي بشكل جيد ، و التي يجيدها طبعا العديد من محبري الجرائد و قارئيها ، لا حديث في هذه الفضاءات إلا عن التعديل الحكومي الذي بات وشيكا ، في هذه المقاهي و في أخريات تشبهها توزع الحقائب الوزارية يمينا و شمالا ، و يعفى مسؤولون و يعين آخرون ، و العهدة دوما على رواة يوصفون بأنهم مصادر واسعة أو حسنة الاطلاع أو مصادر مقربة جدا من دوائر صنع القرار و لا تريد الكشف عن نفسها ، و لا عجب فجل الجرائد بالمغرب تستحضر هذه اللازمة في صياغة أخبارها ، ما دام مجتمع المعرفة و الإخبار و التواصل مجرد شعار لا يتكرس في واقع يؤمن بأن من يمتلك المعلومة هو من يمتلك زمام الأمور ، و لهذا فقد باتت هذه الفضاءات خلال الأيام الأخيرة مجالات حقيقية لتخمين التحالفات الممكنة و تعيين الوزراء و تحديد الموعد المحتمل لوقوع التعديل الحكومي .
قراء الطالع السياسي بهذه المقاهي يعينون سفير المغرب السابق بفرنسا السيد حسن أبو أيوب وزيرا أول بدلا عن الوزير الأول الحالي السيد ادريس جطو الذي يبدو أنه يواجه صعوبات عديدة ،فالمصادر" العليمة " ذاتها رأت السيد أبو أيوب يتردد على القصر الملكي لأكثر من مرة و خلال أسبوع واحد ، و في ذلك تأشير على انطلاق مشاورات معه بشأن تشكيل فريق حكومي سيحمل اسم حكومة وطنية ، تتحدد مهمتها الأساسية في تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلنها الملك محمد السادس خلال شهر ماي المنصرم ، لكنهم ما ينفكون يتراجعون عن هذا التعيين ، ليقسموا بأغلظ الأيمان بأن السيد مصطفى الساهل وزير الداخلية آنا هو من سيقود الفريق الحكومي في شتنبر أو أكتوبر القادم على أقصى تقدير، و ذلك من أجل الإشراف على عملية الإعداد لانتخابات 2007 التي يتوجب أن تكون نزيهة و أن تنشر لنتائجها التفصيلية خلافا لما حدث في الانتخابات الفائتة ، كما يطلب منه أيضا العمل على إنجاح مبادرة التنمية البشرية التي استحوذت على جانب مهم من اجتماعه مع الولاة و العمال خلال الأيام القليلة الماضية. قراءة الطالع لم تتوقف عند اختيار الوزير الأول بل امتدت إلى إعفاء عدد من الوزراء و حذف وزاراتهم أيضا ، في سبيل تقليص الحقائب الوزارية و الحد من الإنفاق المرتبط بها خصوصا في ظل ظرفية اقتصادية و اجتماعية تزداد سوءا يوما بعد آخر .
حزب العدالة و التنمية الحزب الإسلامي المعتدل الذي ما زال ينخرط من حين لآخر في حروب جانبية من أعدائه السياسيين ، من الممكن أن يتحمل مسؤولية تدبير إحدى الحقائب الحكومية وفقا لتخمينات هذا التعديل الوشيك الوقوع حسب ذات المصادر ، و هذا ما يطرح أكثر من سؤال حول دواعي هذا الإدماج ، هل هي الرغبة في تبخيس مقولات الحزب قبل موعد الانتخابات ؟ أم هو اختبار قبلي لنواياه ؟ أم هو انصياع خفي للتوجه الأمريكي الجديد الذي اهتدى إلى ضرورة التعامل مع الإسلاميين و إدماجهم في اللعبة السياسية و بشكل مباشر ؟و بعدا ماذا عن المؤسسة العسكرية التي صرح أحد مسؤوليها في وقت سابق بأنه إذا وصل الإسلاميون إلى الحكم فإن الجيش لن يظل مكتوف الأيدي ؟
قراء الطالع السياسي يعفون أنفسهم من الإجابة عن مثل هذه التساؤلات ، همهم الوحيد هو قطف رؤوس و تعيين أخرى ، و على هذا الدرب فهم لا يستبعدون تعيين بعض الوجوه التي أبانت أنها أكثر ملكية من الملك خلال المدة الأخيرة و صارت تدافع عن كل ما يصدر عن الدولة و بصيغ مختلفة كنداء المواطنة و الحداثة و الديموقراطية و مناهضة الحقد و العنصرية و الرسالة الموجهة إلى المثقفين الإسبان و التي استنزفت 30 مليون سنتيم مقابل نشرها دون أن تقود إلى شيء يذكر ، فالذين يأكلون ثوم الدولة بفمهم من حقهم أن يفيدوا من كعكة التعديل المرتقب . و هذا يدل على أن الطرق التقليدية الموصلة إلى دوائر صنع القرار ، و المتمثلة في الأحزاب و النقابات ، تقلصت جدواها و لم تعد تعبد الطريق نحو كرسي الوزارة ، و بالمقابل فالمجتمع المدني صار مجديا جدا في تمتين العلاقات مع صناع القرار ، و لهذا صار الكثيرون يحملون صفة الفاعل الجمعوي و يصرون على إشهار هذه الصفة في كل حين ، و لهم ذلك ما دامت هذه الصفة ستوصلهم قريبا إلى قشدة المجتمع ..
تعديل حكومي في الأفق .. لا تعديل في الأفق .. ذلكم هو لسان حال صيف الرباط الملتهب ، الموسوم بالاحتقانات السياسية و ارتفاع حرارة الطلب الاجتماعي بسبب الزيادات المتكررة في أسعار البترول و عدم رضا الموظفين عن العمل بنظام التوقيت المستمر ، و غضب الأحزاب من الصحافة المستقلة و تراجع الدولة عن محاكمة ندية ياسين كريمة مرشد جماعة العدل و الإحسان العصية إلى حد الآن على التدجين و الاحتواء ، و التي يتأكد واقعيا خلال المسيرات التضامنية مع الشعبين الفلسطيني و العراقي ، بأنها أكبر قوة سياسية بالبلاد . صيف حار إذن سينتهي باردا على الثاوين فوق كراسيهم الوزارية ، مثلما سيكون أكثر التهابا مع الدخول السياسي الجديد بالنسبة للذين سيغادرون الحكومة لأنهم لم يحسبوا تحركاتهم جيدا أثناء استوزارهم و اقترفوا مجموعة من الأخطاء جعلت رواد المقاهي إياها يتفننون في سردها و تمطيطها و التأكيد على أنها أخطاء جسيمة تبرر رحيلهم المبكر عن الفريق الحكومي .
و في انتظار التعديل الحكومي من عدمه تستمر الجرائد في توزيع الحقائب و تبرير الغياب و الحضور ، و بشكل ماسخ أحيانا لا يفهم منه إلا تصفية الحساب أو طرح بالونات الاختبار ، بل يبدو الأمر وكأنه يتعلق بمحاولة لإلهاء الرأي العام و إشغاله بتعديل لن يقود في الختام لا إلى التقليص من الفوارق الاجتماعية الصارخة ، و لا إلى تخليص الشباب و غيرهم من معضلة البطالة ، و لن ينهي مسيرات العطش و قوارب الموت و فضائح السياحة الجنسية و فظاعة التهميش و الإقصاء ، فما يضير ذلك المواطن المغلوب على أمره أن يصير حسن أبو أيوب أو مصطفى الساهل أو يبقى ادريس جطو وزيرا أول ، لقد تأكدت الأغلبية الصامتة و الساخطة بالمغرب ألا تغيير يأتي إلا من جانب الملك ، و هو الذي يمكن التعويل عليه في إحداث الطفرة المأمولة . و في انتظار أي تغيير محتمل تستمر قراءة الطالع السياسي في الانتعاش ، و يظل المحبرون أكثر انشغالا بلائحة الوزراء الجدد من الانشغال بالمعطلين الذين تهشم رؤوسهم يوميا بالشارع الرئيسي . و لا عجب إنه الهوس " المشروع " بتعديل وشيك الوقوع حسب المصادر العليمة !!



#عبد_الرحيم_العطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد 16 ماي: الكتابة بالإبر فوق العيون: هل سيتوقف البحث عن ...
- أحداث 16 ماي من زاوية أخرى : حصاد الهشيم أو صناعة الكاميكاز
- الباحث الاجتماعي عبد الرحيم العطري في حديث للأحداث المغربية: ...
- النخبة المثقفة بالمغرب : من سنوات الجمر إلى التدجين و التبخي ...
- حوار مع الوزير المغربي الأسبق في التعليم العالي الدكتور نجيب ...
- حوارمع كاتب الدولة الأسبق في الرعاية الاجتماعية والأسرة والط ...
- سوسيولوجيا الشباب : من الانتفاضة إلى سؤال العلائق
- حوارمع كاتب الدولة الأسبق في التضامن و العمل الإنساني الأستا ...
- العلاقات المغربية الجزائرية : من يجني ثمار تعكير الأجواء ؟
- التعددية السياسية المعطوبة : الانقسام أقصر طريق لتأسيس حزب س ...
- ما معنى أن تكون وزيرا سابقا بالمغرب ؟
- تيبولوجيا المثقف المغربي
- المثقف المغربي : مجالات الفعل و العطب
- في رثاء عصرنا : موت المعنى
- المهنة الأكثر انتشارا في المغرب : قراءة الطالع السياسي
- في حوار مع المحلل النفسي الدكتور محمد نبيل غزوان
- حوار مع المفكر المغربي الدكتور محمد سبيلا
- في الحاجة إلى علم الاجتماع القروي : العالم القروي بالمغرب بي ...
- الضبط المخزني للمجال بالمغرب : مزيدا من التقسيم من أجل مزيد ...
- الشباب العربي و السلطة الأبوية : عمليات التدجين و إرهاصات ال ...


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الرحيم العطري - صيف حار بالرباط: تعديل حكومي في الأفق .. لا تعديل في الأفق