محمود جرادات
الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 00:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يظن العديد من المسلمين (اتحدث عن المسلمين و الإسلام حسب واقع المجتمع الذي اعيش فيه) أن من يرفض الإسلام و يختار اللادينية ، إنما فعل ذلك لما لحق بالدين من ضرر و تشويه (مفترض) صنعه تنظيمات متطرفة تقتل باسم الله . و رغم اعترافي أن هذه النقطة قد تنطبق على البعض، أو قد تساعد مسلماً متشككاً في الخروج عن دينه ، لكن هذا السبب لا يعدو عن كونه سبباً عاطفياً و ذريعة ناقصة لرفض عقيدة بأكملها ، دون البحث العقلاني العلمي في تفاصيل و حيثيات الدين و الدخول في تفاصيله .
إن المثقف العاقل لا يحتاج هذه الذريعة، لم يترك عقيدته إلا لأنها لم تعد تناسب عقله ، لم تعد تناسب هذه العصر و لم تتعد تتوافق مع العلم و التقدم و الحضارة الإنسانية و لا سبيل للتوفيق ، المثقف يرفض الدين الذي يعلمك أن الخالق قد صنع تريليونات المجرات منذ مليارات السنين، ثم أخذ يملي عليك كيف تدخل إلى الحمام و كيف تأكل و كيف تمارس الجنس و ماذا تلبس و ماذا تشرب ، يرفض الدين الذي يعلمك أن الشمس تغرب في عين حمئة ، و تشرق على قوم ليس بينهم و بينها ستار ، يرفض الدين الذي يقول بوجود سبعة أراضِ و سبع سماوات ، يرفض الإله السادي الذي يخسف قوم ثمود و عاد و لوط بالرياح الملتهبة و الحجارة الساقطة من السماء، يرفض الدين الذي يدعي قصة خرافية لا تصلح سوى لروايتها قبل النوم، مثل قصة نوح و الطوفان ، يرفض قصة النبي الذي صعد أثناء نومه إلى السماء السابعة على ظهر دابة !! يرفض الظلم الإلهي الذي يوزع المكتسبات و الخسائر على أساس عنصري، يرفض الجنة البدوية التي صورها محمد لأتباعه بما فيها من حوريات و غلمان مخصصون للدعارة الشرعية !! يرفض الجحيم السادي الذي سيحوي عظماء البشر من علماء و أدباء و قادة . يرفض الدين الذي يخدر البشر بوعوده اللاحقة و شيكاته المؤجلة .
#محمود_جرادات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟