كرذاذ المطر الهادئ وهو يداعب ثغر زهرة برية, يضحك الظمأ فيه ..علامة انتصار.. هكذا تعرفت على الحوار المتمدن.. لقد أيقنت ومنذ أول كتاباتي المتواضعة فيه أن هذا الطائر الجميل الحر يحمل بين جناحيه هموم وآمال الوطن الذي تغربنا عنه قسرا.. ويتحسس من يتابع هذا الطائر المتحرر من قيود الرقابة والمقص الأمني ..أنه ورغم التباين الحاد والاختلاف في وجهات النظر والتصورات والحلول لأهم القضايا التي تواجه مصير شعبنا ووطننا , والتي تعكسها المقالات المنشورة على جانحيه , يشعرنا, ونشعر معه , أن السبيل الوحيد لحل مشاكلنا العالقة وقضايانا العقدية هو لغة الحوار المتمدن ..وبعد مرارة السنين العجاف التي عاشها شعبنا ومنذ أكثر من ثلاثة عقود ..سنين القمع والإرهاب والحروب والمرض والجوع , فلا بد لحزمة الضوء المتعطشة أن تنير الدرب وتزرع الأمل في نفوس العراقيين الذين أتى عليهم اليأس جراء سنين الدم والدمع والخيانة..
إذن , وقد سأم الجميع لغة القتل والتصفيات الجسدية والفكرية , فالاحتكام إلى الحوار هو صمام الأمان لحياة مستقرة وواعدة للشعب بكل تلاوينه وفسيفسائه.. ولا أجد غير باقة ورد عطرة أقدمها لموقع الحوار المتمدن , والذي أتاح لنا الفرصة لنتعلم من بعضنا البعض ونستمع إلى آرائنا الحرة المتباينة, ومن أجل أن تمتلئ قلوبنا أملا بيوم الخلاص من نظام القمع والعبودية والحروب .. فالعراق القادم ورغم الغيوم السوداء التي تغطي سماءه , فبإرادة العراقيين جميعا عربا ,كردا, تركمان وكلدوآشوريين وبسواعدهم الجبارة نستطيع حتما تضميد جراحات شعبنا وإعادة بناء عراقنا الذي يعرفنا ونعرفه .. عراق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ..وإن غد لناظره قريب..