|
المقاومة العراقية مهمتان الحلقة الرابعة 3 & 4
عبدالله هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 10:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المقاومة العراقية - مهمتان (3 ــ 4)
المقاومة العراقية مقاومة شعبية غير مسبوقة فهي في الاصل مقاومة مسلحة شرسة، لاتنطلق من قاعدة مؤمنة اولها خلفية دولية اي هي غير مسندة بدولة تنطلق من حدودها تتوافق معها ايديولوجيا وسياسيا، فهي ان جاز التعبير مقاومة وطنية صرفة من وجهة مقومات نشأتها واستمرارها ونموها، مسندة بالعمق الشعبي العربي الاسلامي، وهي مقاومة محاصرة بدول تحكمها مصالح واهداف خاصة صارمة عقيديا وقوميا وسياسيا وامنيا فخنق هذه المقاومة او التيسير عليها يخضعان للمد والجزر السياسيين وفقا لاوضاع ومصالح دول الجوار. فهي شعبية بمعنى انها ليست مجرد مجاميع عقائدية نخبوية صغيرة تمارس العنف السياسي المسلح، فان أكثر من مسئول امريكي وعراقي في الحكومة القائمة اكدوا بأنها تقدر باربعمائة ألف فرد، ستون ألفاً منهم نواة صلبة اي مقاتلين يحملون السلاح، بمعنى انها فصائل مسلحة محمية ببحر من الناس، لذلك فان واحدة من ابرز اشكاليات ضرب المقاومة العراقية ان المقاتل المقاوم لايمكن تمييزه من بين باقي المواطنين المدنيين اذا ما وارى سلاحه، والشعب يُشرع المدن الكبيرة للمقاتلين ويؤويهم ويقوم بعمليات هائلة على مستوى الاسناد اللوجستي مأكلاً ومأوى وعلاجاً وهي مقاومة مسلحة تسليحا فادحا، حيث منح النظام السابق فصائل معينة حرية الحركة وسلحها جزئيا وأتاح لها حرية التدريب وتنظيم نفسها في المدن العراقية وخصوصا المدن السنية، هذا بالاضافة الى انه آلت لهذه المقاومة مخازن سلاح النظام بعد انهياره عشية الاحتلال كما اشتريت كميات كبيرة من الضباط والقائمين على الجيش العراقي هذا ناهيك عن انضمام صفوف كبيرة منهم الى هذه المقاومة وانتظامهم في فصائل ذات طبيعة وتسميات اسلامية، تشكلت بعد انهيار النظام وان وجدت أسس نشأتها وانويتها قبل ذلك وقد ساهم البعثيون بشكل فاعل في بناء المقاومة لما يمتلكوه من قدرات عسكرية وسياسية ومال وسلاح ومعرفة خاصة بأرض المعركة. المقاومة العراقية نموذج غير مسبوق فهي تحمل مهمات استراتيجية أكبر من هدف تحرير الارض وان توافقت مع المقاومة الشعبية في بقاع الارض تاريخيا في القوانين الثابتة مثل النمو التراكمي فبدأت بمجموعات صغيرة تنفذ عمليات محدودة ضد الجيش الامريكي وتقوم بعمليات زجر ومناكفة من خلال عمليات اختطاف اشخاص، وحملت هذه المجموعات اسماء كثيرة مثل قوات ابي عبيدة، ابن الوليد، موسى بن نصير، الرشيد، صلاح الدين، القعقاع وقوات بغداد وقوات المدينة وان القاسم المشترك فيما بينها انها توحي بالانتماء الى الاسلام والتاريخ الاسلامي بمذاهبه السنية إلا فيما ندر وبعض هذه الاسماء لم تظهر إلا لعملية او عمليتين وكان هناك حراك في الاسماء وفقا لتحالفات او ارتباطات لدعم المواجهة كما حدث في تغير اسم الفصيل الذي يقوده ابو مصعب الزرقاوي من جماعة التوحيد والجهاد الى قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وثبات مجموعات بدأت تأخذ طريقها لرسم خطوط واضحة في المقاومة مثل الجيش الاسلامي وجيش المجاهدين التي اعلنت أكثر من مرة عملية تنسيق مشتركة في عمليات عديدة وعينت المجموعتان ناطقا رسميا باسميهما وهو الامر الذي يؤكد طموحا لرسم خارطة مستقبل القوى السياسية العراقية القادمة وكذلك جيش انصار السنة التي تعمل في شمال العراق وفي المناطق الكردية على وجه الخصوص، ان التطور التراكمي فرض افتقاد المقاومة العراقية للتغطية الاعلامية فهي مقاومة مدن وهذه المدن خاضعة للاحتلال مما اوجد وضعا محاصرا لان يكون للمقاومة معبرون وصحف وقنوات تلفزيونية واذاعات وهي مقاومة شرسة في مواجهة اقوى جيش في العالم مما يعيق تواصلا ثابتا ومتصلا بميدان المعركة في رقعة جغرافية شاسعة في عشرات المدن والضواحي ومئات القرى هذا من ناحية والقنوات الفضائية العربية والاجنبية من ناحية اخرى، إلا ان المقاومة تدرك بان واحدا من ابرز مقومات الانتصار اعلام ورأي عام، فوجدت ضالتها في الافلام المصورة للعمليات وشبكة واسعة من المواقع الالكترونية التي اصبحت ملاذا للعرب والمسلمين في اصقاع الارض وللفضائيات والقوى السياسية العربية والاسلامية لمتابعة مسرح العمليات. وجدت المقاومة الوليدة نفسها امام اقوى جيوش العالم قاطبة وأكثرهم تقدما من وجهة امتلاكها لتكنولوجيا السلاح، وامام وضع سياسي يرث الآلام ونوازع الثأر والانتقام من سنوات القمع الطويلة، وان هذا الوضع تضاعفت احتقاناته مع استغلاله سياسياً من النظام الايراني، وذلك بتحريك خطاب طائفي يحمل قيم المحاصصة الطائفية ومصطلحات الاغلبية وحق الاغلبية مما جعل هذا الخطاب يتحول الى مصير محتوم وموقوت، فان العامل والبعد الاهم الذي لم تقدره الادارة الامريكية هو العمق العربي الاسلامي، لذلك فان الخوف لدى اهل السنة من تحول الخطاب الطائفي والذي كانت تردده بقوه تلك القوى القادمة من الحاضنة الايرانية الى سلوك يؤدي الى تصفيات طائفية وعرقية بعد اغتصاب المساجد وممتلكات الاوقاف السنية والمباني الحكومية والتحشيد الموجه، ان هذا الخوف لم يكن يحمل خطورة خوف السنة العراقيين فقط وانما كان يحمل بالدرجة الاساسية خطورة خوف السنة العرب من المشرق موطن الازمة والاطماع الى المغرب العربي وهنا مكمن الخطر العظيم ومآزق الامريكان ومن ركب مركبهم. لذلك فإن المقاومة التي كانت تواجه الحملات العسكرية القاسية وحملات التشكيك في وطنيتها واهدافها، وتواجه بسط ديمقراطية بمقاييس امريكية، قد دفعت دفعاً ووفقاً لشرائط المعركة الى تفعيل طاقات وكوامن الانسان الى الدرجة الحدية التي وجدت معها صفوف هائلة من الشباب العربي المسلم والوطني ان الموت يساوي الحياة ولاحياة دون هذا الموت الارادي. فايمانا بالله واليوم الآخر والجنة والنار وتطهير الارض من دنس المحتل، يتوحدون بالذات ويفنوها بضربات مركزة تؤتي على من تؤتي ليستقيم ميزان القوى العسكرية باصابة الحالة المعنوية للعدو في مقتل، ورحمكم الله بعد ان سدد رميكم الشهيد ابو قتادة الفلسطيني، الشهيد عمار السوري (حلب) ٣١ سنة والشهداء آل الراشد العتيبي، الشهيد ماجد المطيري (السعودية) ٠٢ سنة، الشهيد رواف العنزي (الكويت) وقوافل لاتنقطع، منكم من قضى نحبه ومنكم من ينتظر وانكم احياء عند ربكم ترزقون.
************
المقاومة العراقية - مهمتان ٤ ــ ٤ بقلم المحامي : عبدالله هاشم ..... ان من وسائل ضرب المقاومة العراقية المسلحة، ما يمكن ان يطلق عليه المواجهة الفكرية التي تعنى بها مراكز خاصة لدى ادارة الحرب في وزارة الدفاع الامريكية ودوائر الامن القومي الامريكي وشبكة هائلة من وسائل الاعلام والثقافة والفكر، وتفعل استراتيجية المواجهة الفكرية بابتداع افكار ذات ابعاد سياسية خطيرة يتم تأصيلها لتزعزع القناعات والمواقف وتؤدي الى حجب التأييد والمساندة لهذه المقاومة ومن هذه الافكار المركزية التي تم العمل عليها محاولة ارسال اشارات بان المال وراء العمليات الاستشهادية وليس العقيده وهذا ما يسبب تداعيات لدى الرأي العام بان من يقود هذه المقاومة هم من تجار السياسة والدين يدفعون الاموال لمن يقود السيارات المفخخة ويشترون الذمم والاعمار لاغراض ليس لها علاقة بتحرير الارض او الحاق البلاد بقرار سياسي يصنع في دولة مجاورة او منع تقسيم البلاد، وان هذه الافكار قد تنال من العقول والقلوب الوجلة الخائفة اساسا ومن يريد ان يعيش في فردوس مجتمع مدني مسترخيا مهما تكن الضريبة في الحقب الزمانية والسياسية مستقبلا، ولكن الحقيقة بان من يركب السيارة التي تحمله الى الفناء لايفكر في مزيد من الدنيا لانه ليس هناك مال في العالم الذي هو ذاهب إليه، وانما هو يعلم انه ذاهب لملاقاة ربه، والجميع يعلم بان الاستشهاديين جميعهم من صغار السن الذين لايعيلون ليقال بانهم يذهبون الى الموت لتمنح اسرهم هذا المال، بالاضافة الى ان الكثير منهم من عائلات ميسورة، فهم يكبّرون ويفجرون، ارواحا تستبسل واجسادا فتية تتحول الى مركز لدائرة النار، وانهم يعلمون بانهم احياء عند ربهم يرزقون. ومحاولة اخرى فكرية اعلامية لتقسيم المقاومة من حيث طبيعتها والمنتمين إليها الى قسمين، الاول يتم الاقرار به وتصنيفه على اساس انه مقاومة وطنية مشروعة وهي تلك التي تركز عملياتها في دائرة ضرب الوجود العسكري الاجنبي فقط ويتم الايحاء على انها مقاومة عراقية خالصة ليس لها علاقة بالمقاومين العرب، كما يتم الايحاء على انها لاتستهدف اهدافاً عراقية وتنزع سياسيا الى انصار النظام السابق وحزب البعث والبعثيين واطراف وطنية اخرى اما القسم الثاني فلا يتم الاقرار به ويصنف على انه نمط من انماط الارهاب الذي لايفرق في ضرباته فيما بين عسكري ومدني فهو يصيب الجميع ويلجأ الى الاختطاف والتصفية الجسدية ذبحا بقطع الرؤوس، ويتم الايحاء على انها تتشكل من العرب الوافدين فقط وانصار التيارات الدينية المتشددة وبالتحديد المنتمين الى تنظيم القاعدة. ان هذا التقسيم يستهدف استراتيجيا محاولة اضعاف المقاومة العراقية بعد ان اوجعت ضرباتها المحتل وشلت هذه الضربات الاجهزة الامنية والعسكرية التابعة للحكومة القائمة وذلك بمحاولة خلق صراع داخلي بين اجنحتها المختلفة هذا من ناحية ومحاولة عزل اقوى اجنحتها والمتمثل في تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، ويستهدف هذا العزل رفع عبء الضربات المركزة المباشرة، التي احدثت توازنات معنوية على الارض ويعزا لها نقل القدرة على امتلاك زمام المبادرة من قوات الاحتلال الى فصائل المقاومة، حيث ان من يملك زمام المبادرة هو من يحدد خطوط ومسارات المعركة وارضها وطبيعتها فبدلا من تسخير الفعل العسكري لردع مداهمات واعتقالات وقتل مصاحب او الدفاع عن مدن وتحصينات وعمليات فرار، فان المبادرة تنقل الفعل العسكري الى هجمات تحصد افرادا يحملون ذات البندقية التي توجه الى صدور ورؤوس المقاومين وترسل جنود الاحتلال الى وطنهم في اكياس بلاستيكية وآخرون يحملون عاهاتهم، (هذه هي الحرب، هذه العبارة قالتها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولي برايت عندما سؤلت عن الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ الذين يقتلون جراء القصف الامريكي القائم على فلسفة الصدمة والترويع، وهذا كلام صحيح من الوجهة السياسية وبذات المنطق يجب ان تفهم ضربات المقاومة العراقية القاسية عندما تقتل المئات، ولابد ان تكون هناك ضحايا، هذه هي الحرب ولكن على المثقفين العرب وغير العرب من دعاة المدنية والليبرالية وحقوق الانسان ان يعرفوا بان هذه الحرب هي حرب امريكية عدوانية، وان المعتدي فيها هي الادارة الامريكية وانها هي من فرضها على الشعب العراقي والشعوب العربية والامة الاسلامية. لذلك فإن ارهاب المقاومة استدعاه ارهاب الدولة وهذا منطق الحرب، ومن هنا فليس هناك مقاومتان مشروعة وغير مشروعة ووطنية ووافدة، وارهابيون ومقاومون، انما هناك مقاومة واحدة للاحتلال تستهدف تحرير الارض العراقية وهي المهمة الاولى للمقاومة العراقية وتستهدف ايجاد توازنات فيما بين من يقف مع المحتل ومن يقاومه، حتى لا يؤدي استقرار الوضع الى دولة تابعة سياسيا لايران فاقدة لاستقلالها او يؤدي الى تقسيم الوطن العراقي الى ثلاث دول وهذا واقع محرم قوميا ووطنيا فالعراق حاضنة التاريخ العربي والاسلامي وسوف تبقى وهذه هي المهمة الثانية للمقاومة العراقية.
المقاومة العراقية - مهمتان (3 ــ 4)
المقاومة العراقية مقاومة شعبية غير مسبوقة فهي في الاصل مقاومة مسلحة شرسة، لاتنطلق من قاعدة مؤمنة اولها خلفية دولية اي هي غير مسندة بدولة تنطلق من حدودها تتوافق معها ايديولوجيا وسياسيا، فهي ان جاز التعبير مقاومة وطنية صرفة من وجهة مقومات نشأتها واستمرارها ونموها، مسندة بالعمق الشعبي العربي الاسلامي، وهي مقاومة محاصرة بدول تحكمها مصالح واهداف خاصة صارمة عقيديا وقوميا وسياسيا وامنيا فخنق هذه المقاومة او التيسير عليها يخضعان للمد والجزر السياسيين وفقا لاوضاع ومصالح دول الجوار. فهي شعبية بمعنى انها ليست مجرد مجاميع عقائدية نخبوية صغيرة تمارس العنف السياسي المسلح، فان أكثر من مسئول امريكي وعراقي في الحكومة القائمة اكدوا بأنها تقدر باربعمائة ألف فرد، ستون ألفاً منهم نواة صلبة اي مقاتلين يحملون السلاح، بمعنى انها فصائل مسلحة محمية ببحر من الناس، لذلك فان واحدة من ابرز اشكاليات ضرب المقاومة العراقية ان المقاتل المقاوم لايمكن تمييزه من بين باقي المواطنين المدنيين اذا ما وارى سلاحه، والشعب يُشرع المدن الكبيرة للمقاتلين ويؤويهم ويقوم بعمليات هائلة على مستوى الاسناد اللوجستي مأكلاً ومأوى وعلاجاً وهي مقاومة مسلحة تسليحا فادحا، حيث منح النظام السابق فصائل معينة حرية الحركة وسلحها جزئيا وأتاح لها حرية التدريب وتنظيم نفسها في المدن العراقية وخصوصا المدن السنية، هذا بالاضافة الى انه آلت لهذه المقاومة مخازن سلاح النظام بعد انهياره عشية الاحتلال كما اشتريت كميات كبيرة من الضباط والقائمين على الجيش العراقي هذا ناهيك عن انضمام صفوف كبيرة منهم الى هذه المقاومة وانتظامهم في فصائل ذات طبيعة وتسميات اسلامية، تشكلت بعد انهيار النظام وان وجدت أسس نشأتها وانويتها قبل ذلك وقد ساهم البعثيون بشكل فاعل في بناء المقاومة لما يمتلكوه من قدرات عسكرية وسياسية ومال وسلاح ومعرفة خاصة بأرض المعركة. المقاومة العراقية نموذج غير مسبوق فهي تحمل مهمات استراتيجية أكبر من هدف تحرير الارض وان توافقت مع المقاومة الشعبية في بقاع الارض تاريخيا في القوانين الثابتة مثل النمو التراكمي فبدأت بمجموعات صغيرة تنفذ عمليات محدودة ضد الجيش الامريكي وتقوم بعمليات زجر ومناكفة من خلال عمليات اختطاف اشخاص، وحملت هذه المجموعات اسماء كثيرة مثل قوات ابي عبيدة، ابن الوليد، موسى بن نصير، الرشيد، صلاح الدين، القعقاع وقوات بغداد وقوات المدينة وان القاسم المشترك فيما بينها انها توحي بالانتماء الى الاسلام والتاريخ الاسلامي بمذاهبه السنية إلا فيما ندر وبعض هذه الاسماء لم تظهر إلا لعملية او عمليتين وكان هناك حراك في الاسماء وفقا لتحالفات او ارتباطات لدعم المواجهة كما حدث في تغير اسم الفصيل الذي يقوده ابو مصعب الزرقاوي من جماعة التوحيد والجهاد الى قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وثبات مجموعات بدأت تأخذ طريقها لرسم خطوط واضحة في المقاومة مثل الجيش الاسلامي وجيش المجاهدين التي اعلنت أكثر من مرة عملية تنسيق مشتركة في عمليات عديدة وعينت المجموعتان ناطقا رسميا باسميهما وهو الامر الذي يؤكد طموحا لرسم خارطة مستقبل القوى السياسية العراقية القادمة وكذلك جيش انصار السنة التي تعمل في شمال العراق وفي المناطق الكردية على وجه الخصوص، ان التطور التراكمي فرض افتقاد المقاومة العراقية للتغطية الاعلامية فهي مقاومة مدن وهذه المدن خاضعة للاحتلال مما اوجد وضعا محاصرا لان يكون للمقاومة معبرون وصحف وقنوات تلفزيونية واذاعات وهي مقاومة شرسة في مواجهة اقوى جيش في العالم مما يعيق تواصلا ثابتا ومتصلا بميدان المعركة في رقعة جغرافية شاسعة في عشرات المدن والضواحي ومئات القرى هذا من ناحية والقنوات الفضائية العربية والاجنبية من ناحية اخرى، إلا ان المقاومة تدرك بان واحدا من ابرز مقومات الانتصار اعلام ورأي عام، فوجدت ضالتها في الافلام المصورة للعمليات وشبكة واسعة من المواقع الالكترونية التي اصبحت ملاذا للعرب والمسلمين في اصقاع الارض وللفضائيات والقوى السياسية العربية والاسلامية لمتابعة مسرح العمليات. وجدت المقاومة الوليدة نفسها امام اقوى جيوش العالم قاطبة وأكثرهم تقدما من وجهة امتلاكها لتكنولوجيا السلاح، وامام وضع سياسي يرث الآلام ونوازع الثأر والانتقام من سنوات القمع الطويلة، وان هذا الوضع تضاعفت احتقاناته مع استغلاله سياسياً من النظام الايراني، وذلك بتحريك خطاب طائفي يحمل قيم المحاصصة الطائفية ومصطلحات الاغلبية وحق الاغلبية مما جعل هذا الخطاب يتحول الى مصير محتوم وموقوت، فان العامل والبعد الاهم الذي لم تقدره الادارة الامريكية هو العمق العربي الاسلامي، لذلك فان الخوف لدى اهل السنة من تحول الخطاب الطائفي والذي كانت تردده بقوه تلك القوى القادمة من الحاضنة الايرانية الى سلوك يؤدي الى تصفيات طائفية وعرقية بعد اغتصاب المساجد وممتلكات الاوقاف السنية والمباني الحكومية والتحشيد الموجه، ان هذا الخوف لم يكن يحمل خطورة خوف السنة العراقيين فقط وانما كان يحمل بالدرجة الاساسية خطورة خوف السنة العرب من المشرق موطن الازمة والاطماع الى المغرب العربي وهنا مكمن الخطر العظيم ومآزق الامريكان ومن ركب مركبهم. لذلك فإن المقاومة التي كانت تواجه الحملات العسكرية القاسية وحملات التشكيك في وطنيتها واهدافها، وتواجه بسط ديمقراطية بمقاييس امريكية، قد دفعت دفعاً ووفقاً لشرائط المعركة الى تفعيل طاقات وكوامن الانسان الى الدرجة الحدية التي وجدت معها صفوف هائلة من الشباب العربي المسلم والوطني ان الموت يساوي الحياة ولاحياة دون هذا الموت الارادي. فايمانا بالله واليوم الآخر والجنة والنار وتطهير الارض من دنس المحتل، يتوحدون بالذات ويفنوها بضربات مركزة تؤتي على من تؤتي ليستقيم ميزان القوى العسكرية باصابة الحالة المعنوية للعدو في مقتل، ورحمكم الله بعد ان سدد رميكم الشهيد ابو قتادة الفلسطيني، الشهيد عمار السوري (حلب) ٣١ سنة والشهداء آل الراشد العتيبي، الشهيد ماجد المطيري (السعودية) ٠٢ سنة، الشهيد رواف العنزي (الكويت) وقوافل لاتنقطع، منكم من قضى نحبه ومنكم من ينتظر وانكم احياء عند ربكم ترزقون.
#عبدالله_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقاومة العراقية مهمتان (٢-
...
-
المقاومة العراقية - مهمتان (١ - &
...
-
مستشار نقابة طيران الخليج يدعو إلى سحب الإنذار
...
-
قانون الجمعيات متقدم على واقع الجمعيات السياسية الفئوية أو ا
...
-
كلما زادت إجراءات الأمن تراجعت الحرية والعكس صحيح
-
التهديدات الايرانية للبحرين وضرورة خلق الحماية الشعبية
-
بيان التجمع الوطني الديمقراطي حول التهديدات التي يتعرض لها ر
...
-
حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (3-3):المبررات والأوهام
-
التعديل الدستوري يستلزم خريطة جديدة للقوى السياسية
-
مقعد البرلمان المقبل يمر عبر »
...
-
حركة المعارضة بين المقاطعه والمشاركة (2-3): التجربة والخطأ
-
حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (1-3):البناء الثقافي وص
...
-
الوعي الشمول (3-3): العنف والإلتباس
-
الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية
-
الوعي الشمولي (1-3) : دولة بني أمية والإسقاط التاريخي
-
ليس من حق ممثل الشعب حمل مطالب الناس من دون موافقة الهيئة ال
...
-
الاعتصام تراجع نهج المقاطعة.. والسداسي&
...
-
رئيس التجمع الديمقراطي إلى النواب: لا تكونوا رقما في تعميق م
...
المزيد.....
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
-
زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص
...
-
إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد
...
-
تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
-
لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
-
الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
-
لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال
...
-
سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
-
مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م
...
-
فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|