هادي بن رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 18:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما يعرض أحدهم ما قد تعرضت له المرأة في ظل حكم الكنيسة والمسيحية في أوروبا .. وما تتعرض له اليوم تحت الحكم الاسلامي في كل البلدان التي تلتزم بتطبيق الشريعة الاسلامية من افغانستان طالبان حتى السعودية وايران وسوريا وعراق داعش .. وعندما تعرض النصوص القرانية والنبوية والانجيلية المهينة للمرأة باعتبارها كائن دوني خلق لخدمة الرجل ورعاية الاطفال ولعب دور الة تفريخ .. عندما تعرض كل ذلك فالمتدينون كما جرت العادة عند الحديث عن جرائم الفكر الديني يذهبون للحديث عن أقوال نيتشه العدوانية تجاه المرأة وأقوال غيره من المفكرين الماديين المحقرين للمرأة ... يريدون بذلك ان يعرضوا أكبر قدر من الافكار المهينة للمرأة التي تنتسب لعقائد اخرى للاستدلال بذلك على "كرم" تعاليمهم تجاه الأنثى ... مثلا لنفترض أن المرأة في الاسلام توصف ب "الكلب" .. فالمسلم يذهب بحثا عن نصوص لعقائد الاخرين تصف المرأة ب " خنزير وكلب" .. فيعرض ذلك النص ويضعه في مقارنة مع وصف عقيدته للمرأة ليخبرنا أن المرأة مكرمة في الإسلام .. ونفس الامر بالنسبة للمسيحيين ... بامكانك قراءة حجج اهل السنة والجماعة مثلا حول الموضوع فبعد طرحهم لنصوصهم التي تحصر دور المرأة داخل المنزل يقومون بمقارنتها مع النصوص المسيحية التي لا تقل بذاءة عن نظيرتها في الاسلام للاستنتاج بأن الإسلام قد كرم المرأة .. نيتشه مر بتجربة عاطفية حزينة قاسية وفاشلة مع "لو" وذلك سبب عدوانيته تجاه المرأة والدليل على ذلك ان كل ما كتبه في إهانتها كان بعد إنفصاله نهائيا عن "لو" .. موقف نيتشه وغيره من المفكرين والفلاسفة الماديين مواقف شخصية لا تلزمهم سوى أنفسهم ولم يجبرنا أحد منهم على تصديق ما كتبوه عن المرأة وإلا سينتظرنا القتل والعقاب ... الالحاد ليس عقيدة أو نظاما اخلاقيا وا ما شابه هو فقط "عدم الايمان ..." ... المرأة في الإلحاد كائن حر ليست مجبرة على العيش حسب ما تمليه نصوص مقدسة تحدد دورها ومسؤولياتها وليست ملزمة على الخضوع لأي مفاهيم وقيم أخلاقية تستمد شرعيتها من الفكر الديني أو معتقدات وأفكار أخرى .
#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟